منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-25-2011, 11:11 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي الأمن والتمكين يكون بالسمع والطاعة والفقه في الدين لا بالمظاهرات الهوجاء والإنقلابات العوجاء

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن الأمن يعتبر من أهم مطالب الحياة والدين، بل لا تتحقق أهم مطالبها إلا بتوفره، حيث يعتبر ضرورة لكل جهد بشري، فردي أو جماعي، لتحقيق مصالح الأفراد والشعوب.
قال شيخنا الفاضل المفضال عبد الحميد العربي الجزائري حفظه الله في كتابه القيم
(الأمن وحاجة البشرية إليه في عبادتها لربها ونمو اقتصادها وطرق المحافظة عليه )( ص 78 )
(( وإن النفوسَ تتوحَّد وتتصالح بالإيمان والأمن، والحياة تزدهِر ويشملها عفو الله بهما، والأرزاق تُغدَق على الخلق، والتعارف ينتشر بين الناس، والعلوم تُتَلقَّى من منابعها الصافية، والحبل الوثيق بين الأمة وعلمائها يزدادُ متانة، والروابط تتوثّق بين أفراد المجتمع، والكلمة تتوحَّد، والجميع يأنس بالصلح والأمن، والناس يتبادلون المنافع، و الشعائر تُقام بطمأنينة، وحدود الله في أرض الله على عباد الله تقُام بكل سكينة، كل هذه النعم وغيرها يتفيأ المسلم ظلالها إذا حلّ في ربوع وطنه الأمن والإيمان.
وأما إذا اختلَّ الأمنُ تبدَّل الحالُ، ولم يهنأ أحدٌ براحةِ بال، فيلحقُ الناسَ الفزعُ في عبادتهم، فتُهجَر المساجد، وتتقطع حبال التواصل، ويعمّ الخوف وتزول الطمأنينة، وحينها يعسر على المسلم إظهار شعائر دينه، قال الله سبحانه: "فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ" [يونس:83]، وتُعاق سُبُلُ الدعوة، وينضَب وُصول الخير إلى الآخرين، وينقطع تحصيلُ العلم وملازمة العلماء، ولا توصَل الأرحام، ويئنُّ المريض فلا دواءَ ولا طبيب، وتختلُّ المعايش، وتهجَر الديار، وتفارَق الأوطان، وتتفرَّق الأسَر، وتنقَضُ عهودٌ ومواثيق، وتبور التجارة، ويتعسَّر طلبُ الرزق، وتتبدَّل طباعُ الخَلق، فيظهرُ الكَذِب ويُلقَى الشحّ ويبادَر إلى تصديق الخبَر المخوف وتكذيب خبر الأمن.
باختلال الأمن تُقتَل نفوسٌ بريئة، وترمَّل نساء، ويُيتَّم أطفال، وتفتقد أنفس، وإذا سُلِبت نعمةُ الأمن فشا الجهلُ وشاع الظلم وسلبتِ الممتلكات، وإذا حلَّ الخوفُ أُذيق المجتمعُ لباسَ الفقر والجوع، قال سبحانه: "فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" [النحل:112].
قال القرطبي رحمه الله: (سمَّى الله الجوعَ والخوفَ لباسًا لأنه يظهِر عليهم من الهُزال وشحوبةِ اللون وسوءِ الحال ما هو كاللباس).الجامع لأحكام القرآن 10/194
إن الخوف يجلِب الغمَّ والهم والأمراض، وهو قرين الحزن، قال تعالى: "إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" [التوبة:40].
ويقول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: (إيّاكم والفتنةَ، فلا تهمّوا بها، فإنها تفسِد المعيشةَ، وتكدِّر النِّعمة، وتورثُ الاستئصال) ،وقال ابن تيمية رحمه الله: (والفتنة إذا ثارت عَجَزَ الحكماء عن إطفاء نارها). منهاج السنة 4/367
قلت : صدق معاوية رضي الله عنه وأرضاه؛ إن الفتن لتورثُ في القلوب مرض الاستئصال والإقصاء، وتغير وقائع التاريخ، وتمحو بعض صوره المشرقة، وتؤخر الشريف وتقدم الوضيع، فالفتن تجعل دعاة التغريب يحكمون على الناس بدءً من الشكل والمظهر، ويَقيسون أعمال الخلق انطلاقا من الأيديولوجية التي تربوا عليها؛ قد تكون اشتراكية ماركسية، أو شيوعية ملحدة تنظر إلى المستقيم من أبناء المسلمين بأنه رجعي متخلف ضد الحضارة، ولا يصلح أن يتقلد المناصب العليا، أو أن يكون في الواجهة.
ولهذا كم من مُسلم أُوذي، وظُلم بسبب ارتدائه للقميص الأبيض، وإرخائه للحية، مع أنه غاية في حبّ الوطن، وقمة في الأخلاق، وشعلة في بناء وازدهار الوطن، وكم من طالب عِلمٍ مُتمكن أُبعد عن مناصب التعليم والإرشاد، وهُمِّش وغُرب لمحافظته على هندام أجداده، ولإحيائه لبعض سنن نبيه صلى الله عليه وسلم، ولكن دعاة التغريب ضاق أفقهم، وتكمش عطنهم، وذهب عقلهم، فراحوا يرخون الستور، ويحفرون القبور لكل من يخالفهم، ولو كان من أبرّ الناس، وأتقاهم، وأزكاهم عند الله تعالى.
إن صاحب العقل السليم إذا قلَّب بصرَه في الآفاقِ وجد أن الأمنَ ضرورة في كلّ شأن، ولن تصلَ الأمة إلى غايةِ كمالِ أمرٍ إلا بالأمن والاستقرار، بل لن تجدَ مجتمعًا ناهضًا وحبال الخوف تهزّ كيانَه، والإرهاب الأعمى يمزق أحشاء أبنائه، والفتنة تعربد من تحت أقدامه، وما حال العراق الجريح عنا ببعيد.
إنّ نعمةَ الأمن من أعظم نعَم الله حقًّا وصدقا على الخلق، حقيقٌ بأن تُذكَر ويذكَّر بها، وأن يُحافَظ عليها، وأن تهيأ أسباب بقائها، وتشال عوامل ذهابها، قال الله سبحانه وتعالى: "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ" [الأنفال:26]. )) انتهى
وإن من الصور التي تخل بالأمن وتهدد استقرار الدول وتخرب البلاد وتضعف الاقتصاد وتفسد المنشأت وتسلب الأموال وتسفك بسببها الدماء وترمل النساء وتيتم الأطفال وتنتهك الأعراض تلك المظاهرات والمسيرات الجاهلية الهمجية الفوضوية التي انتشرت في بلاد الإسلام إذ وجدتها أرض خصبة سهلة النمو والانتشار مع وجود من يغذيها من رؤوس الضلال و دعاة الخروج والعصيان المدني
قال الشيخ عبد الحميد العربي وفقه الله ورفع قدره في كتاب الأمن ( ص 164ـ 168 )
(( إن العالمَ الحديث يعاني من موجات الإرهاب المنظم، والمسند من جهات غربية صليبية؛ إرهابٌ أعمى يقذف بالبشرية في أتون المصائب والشدّة، ويستنزف اقتصاد الدّول الصاعدة كالجزائر، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر، فلا يكاد يمر يوم دون أن تُسجل فيه عمليةٌ إرهابيةٌ يتردد صداها عبر أجهزة الإعلام المختلفة، حتى أصبح للعمليات الإرهابية أثرٌ بالغ في توجيه دفة كثير من الدول، وصار لدعاة الإرهاب ومن يمدهم من وراء البحر سلطةٌ في تغيير موازين الاقتصاد، وإحداث تغيرات جوهرية في أنظمة بعض الدول المستهدفة، وقد استغل دعاة الضلالة ممن تغذى من عقائد الفرق الضالة عبر التاريخ الإسلامي؛ كالخوارج والرافضة وضعَ الأمةِ المؤلم، وكوّنوا أحزابا وجماعاتٍ لمناهضة دولهم المسلمة باسم الإسلام، واسترجاع الخلافة الضائعة:
فوظفوا غربة الإسلام في ديار بعض المسلمين، واستغلوا الأسلوب الخاطئ من بعض الأنظمة الإسلامية؛ من تعذيبٍ، وسجنٍ، وقتلٍ، وتشريدٍ، واعتقال عشوائي في علاج اعوجاج الفرق المنحرفة.
وأوقفوا الناس عبر خطبهم النارية، وأشرطتهم الملتهبة، على تضييق الأنظمة الإسلامية على علماء الأمة وطلابها، وفي الوقت نفسه بينوا لهم أن المجال قد فُتح للاتجاه العلماني، وأن العنان قد أُطلق لهم في شتى مؤسسات الأمة؛ من جامعاتٍ، ومراكز ثقافية، وأنظمة شبابية، ومعلوم أن وضعا كهذا يدفع بكثير من الشباب المتحمس، والجاهل بمنهج السّلف الصّالح في التعامل مع جور السلطان إلى العنف والسرية في مواجهة الخطر الذي تصوَّرُوه، أو الذي أُوقفوا عليه.
أضف إلى ما ذكرت الانهيار الاقتصادي الذي تشهده بعض الدول الإسلامية، والظلم في توزيع ثروات الأمة، والبطالة التي خيم شبحُها على كثير من البيوت، وظهورَ الطبقية، والتمييز بين أفراد الأمة في المعاملة، فالشاب الملتحي يرى نفسه منبوذا بالأبواب، لا يسمح له باستخراج جواز سفر بصورة تظهر فيها لحيته، والمرأة المتحجبة تجد نفسها تتنفس من ثقب إبرة، وفي المقابل يرون شبابا واضعين القراط والشُّنوف في آذانهم، ويرتدون ألبسة الهنود الحمر، ونساء تسعون بالمائة من أجسادهن عارٍ، يُقدَّمون ويبجَّلون ويوصفون برواد الحضارة والتقدم. إنّ العوامل كالتي ذكرت، وأخرى لم أذكرها قد استغلها رؤوس الضلال من دعاة الخروج والعصيان المدني، وهيّجوا بها أبناء الأمة العاطفيين على حكّامهم، ودفعوهم إلى الانتقام واسترجاع الحقوق الضائعة، وغرّروا بهم، وأشعروهم أنهم من المجاهدين، وأنهم ظاهرون على الطواغيت وأعوانهم لا محالة، وحتى يُعطيَ رؤوسُ الضّلال للمغرر بهم حُجَجَ القتل والبتر وخلع الرؤوس، أفهموهم أن القائمين على النّظام في الدّول الإسلامية كفارٌ مرتدون، وخارجون عن الشريعة الربانية وعن كلّ قانون!، وأنهم عملاء لدولة صهيون، وأنّ كل من ساعدهم أو كان منضويا في سلكهم فهو منهم، ودواؤه القتل والإبادة بكل بسالة وضراوة، والله المستعان، ولقّنُوا الشّباب المتحمس أنّ عليهم واجبا لا بد أن يقوموا به وفاء لعقيدتهم، وهو إقامة دولة الإسلام التي طمس معالمها مصطفى أتاتورك، وفي الوقت نفسه يحسّسونهم أنهم ممنوعون من إظهار هذا الواجب، فيُوقِعُون الشبابَ في صراع دائم، وتمزق قائم، بين دافع العقيدة، ومانع الواقع، وحينها يشعرُ الشّبابُ المغرر بهم أنهم عاجزون عن تلبية نداء العقيدة، وأنهم في دوامة ضغطٍ ما تفتأ تُفقدهم صوابهم، صرخوا صرخةً أخرجتهم عن صفتهم البشرية، وصيَّرت حالهم إلى وحوش ضارية؛ حالة آلت بهم إلى انفصام بين الإرادة والعلم والواقع، وآنذاك أضحى أبناء الأمة مسلوبي التفكير، وعجينة في أيدي دعاة الدمار والشُّبه وشراء الذمم، يقذفونهم شمالا ويمينا، ويتلاعبون بمصيرهم على الصورة التي تحلوا لهم، وحتى يُفضي زعماء الخروج والتمرد على أفكارهم الصبغة الشرعية، يُهرعون إلى الاستدلال بالمتشابه من النّصوص الشّرعية من قرآن وسنة، وإسقاط آيات نزلت في الكفار على المؤمنين كاستدلالهم بقوله تعالى: "إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ"، وقوله تعالى: "وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ"، وغيرها من آي القرآن الكريم، وكاستدلالهم بقوله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة (بعثت بالسيف، وحرف يده)، والاستئناس بفتاوى المرضى نفسيا والمشكوك في عدالتهم، ممن يقيم بديار الصلبان)). انتهى
وليعلم إخواننا وأحبابنا الكرام الفضلاء وكل من وقف على موضوعنا أن هذه المظاهرات والمسيرات الجاهلية الهمجية الفوضوية ما هي إلا صورة من صور الخروج على حكام المسلمين الذين أوجب الله تعالى علينا في حقهم السمع والطاعة لهم في المعروف والصبر على جور الجائرين منهم وأن هذا أصل من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة التي باينوا بها أهل الأهواء والبدع وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة ويزيد اهتمام أهل السنة والجماعة بهذا الأصل العقدي وترسيخه عند غلبة الجهل أو فشو الأفكار المنحرفة عن منهج أهل السنة فيه
قال الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري حفظه الله في كتابه الأمن ( ص 108 ـ 109)
((لقد تضافرت الأدلة من الكتاب وصحيح السنة والآثار السلفية الغراء، وانعقد الإجماع على وجوب طاعة ولاة أمر المسلمين في المعروف، وتوقيرهم وإكرامهم، وحفظ حقهم، والدعاء لهم، والصلاة خلفهم، ودفع الزكاة الظاهرة لهم، والحج والجهاد معهم، ومناصحتهم سراً، وحرمة غيبتهم، والطعن فيهم، والتشهير بعيوبهم على رؤوس المنابر وأوجه الصحف، وحرمة الخروج عليهم بالسنان أو اللسان، وحرمة الإعانة من خرج عليهم، أو التستر عليهم، أو الاستبشار بصنيعهم، فمتى حقق أبناء الأمّة هذه الأصول ظهر الأمن في ساحتهم، وتآلفت كلمتهم، وجنبوا أمتهم نزيف الفتن، وحرّ الفقر، ولهيب الجريمة المنظمة، وقطعوا دابر دعاة الإحن، والخروج باسم الدين لإقامة دول الإسلام المزعومة في دولة إسلامية قائمة منذ مئات السنين والله المستعان.
إلى أن قال حفظه الله ص 112
إنّ سلوك منهج السلف الصّالح في باب الخلافة والإمارة، والبعد عن عفن الخوارج والعقلانيين، يحقق للوطن نعمة الأمن، ويهبه تماسكا متينا، واستقرارا دائما، ويقطع دابر أهل الشرور من القطبيين والمفسدين في الأرض، والنصوص في هذا الباب كثيرة جدا، ولا يخلو منها مُصنّف من مصنفات أئمة الإسلام المتينة والأمينة، وإن غيّبها عن الناس دعاةُ الفكر المنحرف والفوضى، فسيرا على طريق أهل العلم الفضلاء أسرد ما يحضرني في باب الإمامة من آياتٍ وأحاديثَ وآثارٍ والله ولي التوفيق.
وقال في ص 119 ـ 121
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحِمََـهُ اللهُ-: (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولابد لهم عند الاجتماع من رأس [ثم قال رحمه الله]: ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل، وإقامة الحج والجمع، والأعياد ونصر المظلوم، وإقامة الحدود، لا تتم إلا بالقوة والإمارة، ولهذا روي أن السلطان ظل الله في الأرض، ويقال: ستون سنة من إمام جائر أصّلح من ليلة واحدة بلا سلطان، والتجربة تبين ذلك [ثم قال رحمه الله]: فالواجب اتخاذ الإمارة ديناً وقربة يُتقرب بها إلى الله، فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات، وإنما يفسد فيها حال أكثر الناس لابتغاء الرياسة أو المال) (مجموع الفتاوى 28/390ـ391).
وقال رحمه الله: (وقَلَّ مَنْ خرج على إمام ذي سلطان؛ إلا كان ما تولَّد على فعله من الشر؛ أعظم مما تولد من الخير، كالذين خرجوا على يزيد بالمدينة، وكابن الأشعث الذي خرج على عبد الملك بالعراق، وكابن المهلب الذي خرج على ابنه بخراسان، وكأبي مسلم صاحب الدعوة، الذي خرج عليهم بخراسان أيضًا، وكالذين خرجوا على المنصور بالمدينة والبصرة، وأمثال هؤلاء، [ثم قال رحمه الله]: وغاية هؤلاء إما أن يُغْلَبُوا، وإما أن يَغْلِبُوا، ثم يزول ملكهم، فلا يكون لهم عاقبة، فإن عبد الله بن علي وأبا مسلم هما اللذان قتلا خلْقًا كثيرًا، وكلاهما قتله أبو جعفر المنصور، وأما أهل الحرة وابن الأشعث وابن المهلب وغيرهم؛ فهُزِموا وهُزِم أصحابهم، فلا أقاموا دينًا، ولا أَبْقَوْا دنيا، والله تعالى لا يأمر بأمر لا يصلح به صلاح الدين ولا صلاح الدنيا، وإن كان فاعل ذلك من أولياء الله المتقين، ومن أهل الجنة، فليسوا أفضل من علي، وعائشة، وطلحة، والزبير وغيرهم، ومع هذا لم يَحْمدُوا ما فعلوه من القتال، وهم أعظم قدرًا عند الله، وأحسن نية من غيرهم، [ثم قال رحمه الله]: وكذلك أهل الحرة: كان فيهم من أهل العلم والدين خَلْق، وكذلك أصحاب ابن الأشعث: كان فيهم خَلْق من أهل العلم والدين، والله يغفر لهم كلهم، [ثم قال]: وقد قيل للشعبي في فتنة ابن الأشعث: أين كنت يا عامر؟ قال: كنت حيث يقول الشاعر:
عَوَى الذُئب فاستأنسْتُ بالذئب إذْ عَوَى*وصَـوَّت إنسـانٌ فكـدتُ أطـير.
أصابتنا فتنة؛ لم نكن فيها بررة أتقياء، ولا فجرة أقوياء، [ثم قال]: وكان الحسن البصري يقول: إن الحجاج عذاب الله، فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم، ولكنْ عليكم بالاستكانة والتضرع؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُون﴾، [ثم قال]: وكان أفاضل المسلمين ينهوْن عن الخروج والقتال في الفتنة، كما كان عبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب، وعلي بن الحسين، وغيرهم ينهوْن عام الحرَّة عن الخروج على يزيد، وكما كان الحسن البصري، ومجاهد، وغيرهما ينهوْن عن الخروج في فتنة ابن الأشعث، ولهذا استقر أمْر أهل السنة على تَرْكِ القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاروا يَذْكُرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جَوْر الأئمة وترْك قتالهم، وإن كان قد قاتل في الفتنة خَلْقٌ كثير من أهل العلم والدين، [إلى أن قال رحمه الله]: وهذا كله مما يُبيِّن أنّ ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم من الصّبر على جور الأئمة، وتَرْكِ قتالهم والخروج عليهم؛ هو أصلح الأمور للعباد في المعاش والمعاد، وأنّ من خالف ذلك متعمدًا أو مخطئًا؛ لم يحصل بفعله صلاح، بل فساد، ولهذا أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على الحسن بقوله: "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"، ولم يُثْنِ على أحد لا بقتال في فتنة، ولا بخروج على الأئمة، ولا نَزْع يدٍ من طاعة، ولا مفارقة للجماعة).منهاج السنة 4/ 527إلى 531
وقال رحمه الله تعالى: (ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السّنة أنهم لا يرون الخروج على الأئمة، وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة، فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما، ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته). منهاج السنة 3/391)) انتهى
ثم اعلم يا أخي المسلم ـ رحمك الله ـ فإنا نحمد إليك الله، ونوصيك بتقواه، فإن دين الله رشد وهدى، وإن دين الله طاعة الله ومخالفة من خالف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومنهم أولئك الخوارج الذين خلعوا يدا من طاعة وشقوا العصا وفارقوا الجماعة
ثم اعلم أن الخروج ينقسم إلى قسمين:
خروج بالقول وهو ذكر المثالب علناً في المجامع وعلى رؤوس المنابر ،وخروج بالسلاح
قال العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي رحمه الله في كتابه العظيم ( المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال ص 19 إلى ص 27 ط مجالس الهدى الجزائرية )
((ثم اعلم أن الخروج ينقسم إلى قسمين:
خروج بالقول وهو ذكر المثالب علناً في المجامع وعلى رؤوس المنابر لأن ذلك يعد عصياناً لهم وتمرداً عليهم وإغراءاً بالخروج عليهم، وزرعاً لعدم الثقة فيهم، وتهييجاً للناس عليهم وهو أساس للخروج الفعلي وسبب له.
وإنما حرم الله علي لسان رسوله الخروج علي الولاة المسلمين لأن فيه مفاسد عظيمة لا يأتي عليها الحصر، من أهمها إزهاق النفس المسلمة البرئية.
ومنها سفك الدماء المعصومة، ومنها استحلال الفروج المحرمة، ومنها نهب الأموال، ومنها إخافة الطرق، ومنها فشو الجوع بدلاً من رغد العيش والخوف بدلاً من الأمن والقلق بدل الطمأنينة، وهذا كله في الدنيا، أما في الآخرة فلا يعلم إلا الله ما سيلقاه من كان سبباً في إثارة الفتنة لأن إسقاط دولة وإقامة دولة مكانها ليس بالأمر الهين ؛ بل هو من الصعوبة بمكان لذلك فقد اشتد تحذير المشرع من ذلك حتى ولو كان الوالي ظالماً فاسقاً، وإليك بعض النصوص الدالة على الصبر، والآمرة به والمحذرة من الخروج والناهية عنه.
ففي صحيح مسلم عن نافع قال جاء عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال اطرحوا لأبي عبدالرحمن وسادة، فقال: إني لم آتك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبية أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه)().
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي إدريس الخولاني قال سمعت حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يقول: (كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يارسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. فقلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم. وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر. فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت: يارسول الله: صفهم لنا؟ قال: نعم. قوم من جلدتنا ويتكلمون بألستنا. قلت: يارسول الله: فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
وفي رواية أبي سلام عنده ـ يعني مسلماً ـ قلت: يارسول الله: إنا كنا في شرٍ فجاء الله بخير، فنحن فيه. فهل من وراء ذلك الخير شر. قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر. قال: نعم. قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قلت: كيف أصنع يارسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع) صحيح مسلم .
وفي صحيح مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان).
وفي رواية عنه أي عن عرفجة (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه).
وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الاخر منهما).
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا. ما صلوا).
وفي رواية: (فمن أنكر برئ، ومن كره فقد سلم).
وعن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قال: قلنا يارسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة. لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة).
وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: (دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان)
وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً (كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تأمرنا. قال: فوا ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم).
وفي حديث عبدالله بن عمرو بن العاص الطويل مرفوعاً (ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر).
فهذه أحد عشر حديثاً جمعتها من صحيح مسلم فقط وهي كالتالي:
1 ـ حديث عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
2 ـ حديث عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
3 ـ حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.
4 ـ حديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما.
5 ـ حديث عن عرفجة الكلابي رضي الله عنه.
6 ـ حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
7 ـ حديث عن أم سلمة زوج النبي ورضي الله عنها.
8 ـ حديث عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه.
9 ـ حديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
10 ـ حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً.
11 ـ حديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
وكل هذه الأحاديث صحيحة من صحيح مسلم الذي تلقته الأمة بالقبول وحكموا عليه بأنه أصح كتاب في الحديث بعد صحيح البخاري، وكل هذه الأحاديث أفادت أحكاماً تتعلق بحق الولاة على الرعية، واتفقت كلها على حكم واحد وهو تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين وإن كانوا ظلمة جائرين.
فنقول: يستفاد من هذه الأحاديث عدة أحكام:
الحكم الأول: تحريم الخروج على ولاة الأمر المسلمين وإن كانوا فسقة عاصين أو ظلمة جائرين، ووجوب الطاعة لهم فيما لم يكن معصية لله تعالى، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما كان وسيلة إلى واجب فهو واجب، وما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم، والكلام في الولاة والتجريح لهم علناً محرم لأنه وسيلة إلى الخروج عليهم فكان محرماً.
الحكم الثاني: تحريم المنازعة لهم وهي تكون بأمور منها:
أ ـ إظهار احتقارهم والتهوين من شأنهم.
ب ـ إظهار مثالبهم في المجتمعات وعلى المنابر.
ج ـ اختلاق مثالب وعيوباً لهم من أجل زرع بغضهم في قلوب العامة والناشئة من طلاب العلم.
د ـ ذم العلماء واتهامهم بالمداهنة وبيع الذمم.
هـ ـ استعمال ما من شأنه التهييج عليهم والإثارة ضدهم، وكل هذا من أنواع منازعة الحكام الذي نهى عنه رسول الله كما في حديث عبادة بن الصامت الذي سبق ذكره بلفظ: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان).
الحكم الثالث: يؤخذ من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.
الحكم الرابع: يؤخذ من هذه الأحاديث أن البيعة المعتبرة هي بيعة الأول، وهي بيعة الإمام الظاهر للناس والمعروف عندهم لقوله (فوا ببيعة الأول فالأول).
الحكم الخامس: يؤخذ من هذه الأحاديث أن البيعة الثانية وهي البيعة الخفية بيعة باطلة فإن قال بعض الحزبيين: أنا لم أبايع، قيل له إن بيعة عريفك وشيخ قبيلتك بيعة عنك وأنت ملزم بها شرعاً، أمام الله عزوجل، ثم أمام خلقه.
الحكم السادس: يؤخذ من هذه الأحاديث أن من أخذ البيعة لنفسه من وراء علم الإمام وبغير إذنه،وجب قتله إن ظفر به، ووجب قتاله مع الإمام إن لم يظفر به، وخرج خروجاً فعلياً لقوله : (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان).
الحكم السابع: يؤخذ من هذه الأحاديث وجوب الصبر على جور الولاة ماداموا مسلمين، وعدم الخروج عليهم.
لقوله لأصحابه: (إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) وقوله: (من رأى من إمامه شيئاً فليصبر ولا ينزعن يداً من طاعة فإنه من خرج من السلطان شبراً فمات مات ميتة جاهلية).
الحكم الثامن: أن من رأى من أميره أو إمامه معصية فعليه أن ينصح له نصيحة بشروطها، فإن لم يقبل وأصر على معصيته وجب عليه أن يكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة، وكذلك إذا كان لا يستطيع النصيحة، فالواجب عليه أن يكره ذلك لقول النبي في حديث أم سلمة: (من أنكر برئ، ومن كره سلم، ولكن من رضي وتابع).
الحكم التاسع: على الرعية أن يؤدوا حق الولاة عليهم ويكلوا أمرهم إلى الله إن قصروا في حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ولا يجوز لهم الخروج عليهم.
الحكم العاشر: أن الإمام إذا حصل منه قصور في حق الرعية فلا يجوز لهم أن يكافئوه على ذلك بمنع حقه من الطاعة ؛ بل عليهم أن يؤدوا حقه ويصبروا على ما حصل من الإمام إن فرض، ومعنى الصبر: أنهم لا يتكلمون فيه في المحافل والمجتمعات وعلى رؤوس المنابر ولهم أن يكتبوا إليه كتابة وعظ وتذكير، فإن لم يحصل شئ من التراجع وجب عليهم أن يصبروا، ولا يجوز لهم أن ينزعوا يداً من طاعة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-25-2011, 11:15 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

وأخيراً: فإني أذكر إخواني بما عليه دولتنا أيدها الله وبما نحن فيه من أمن ورخاء ورغد عيش.
فأقول: (1) يا إخواني إن دولتنا دولة مسلمة تحكم شرع الله في محاكمها وتقيم دين الله في واقعها وتعلم التوحيد في مدارسها ومعاهدها وجامعاتها.
قامت على التوحيد من أول يومها، وقضت على مظاهر الشرك في جميع سلطانها، تقيم الصلاة وتخصص المكافآت للأئمة والمؤذنين، وتعمل كل خير ومعروف في الداخل والخارج، وللأقليات المسلمة في كل مكان.
وكذلك ما تقوم به الدولة من إصلاحات في المشاعر المقدسة وسهر على مصلحة الحجيج والمحافظة عليهم وإرشادهم والمحافظة على سلامتهم إلى غير ذلك من الإصلاحات التي لا يحصيها ديوان.
فما الذي تنقمون منها وقد فعلت ما فعلت؟ ألم تسمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من خرج من السلطان قيد شبر فمات مات ميتة جاهلية)؟.
وقوله : (من خلع يداً من طاعة جاء يوم القيامة ولا حجة له: ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)؟
أين أنتم أيها الناقمون من هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة الكثيرة؟
أتتركون أوامر النبي الكريم الذي أوجب الله عليكم طاعته، ورتب عليها محبته وجنته وتطيعون من ليس بمعصوم من الخطأ والزلل؟
أين أنتم يا عباد الله من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } ومن قوله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
أتطيعون رؤساءكم في منازعة الأمر أهله، وتعصون رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حذركم من منازعة ولاة الأمر أمرهم كما في حديث عبادة بن الصامت (وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن ترو كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان)؟
فهل رأيتم عند المسئولين في دولتنا إسلاماً وتحكيماً للشريعة وحكماً بها أو رأيتم كفراً بواحاً وتركاً للصلاة؟
أيها الناس: احمدوا الله واشكروه على ما أنتم فيه وأنتم في نعمة عظيمة يغبطكم عليها ويحسدكم بها القاصي والداني.
اعلموا أن الله يقول: {لئن شكرتم لأزيدنكم}، ويقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
نحن نعلم بحكم ما كانت عليه المملكة سابقاً ولاحقاً، أن الدراسة فيها كانت ولا زالت على المنهج السلفي الذي يحرم الخروج على الولاة فما الذي حولكم عنه؟
أليس التخطيط السري الرهيب الذي غسل أدمغتكم وقلب أفكاركم رأساً على عقب فحصل ما حصل؟
إن المنهج الإخواني بجميع فصائله من سرورية وقطبية وجماعة تكفير وحزب جهاد وتحرير وغير ذلك كلها تتفق على الفكرة الحركية الحزبية الثورية، كلهم يدعون إلى التخطيط السري والخروج المفاجئ عندما يرون قوتهم قد اكتملت، وإن كانوا يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة، وإن من تتبع تصريحاتهم في الأشرطة والصحف والمقالات والكتب يتبين له منها:
أنهم جميعاً متفقون على جواز الخروج على الولاة وإن كانوا مسلمين موحدين يقيمون الصلاة ويحكمون شرع الله )) انتهى
وقال الشيخ عبد المالك الرمضاني الجزائري في كتابه القيم ( مدارك النظر ص 306 ـ 307 ط دار الكتاب لبنان )
(( وعلى كل حال فإن مجرَّد التحريض على السلطان المسلم ـ وإن كان
فاسقا ـ صنعة الخوارج، قال ابن حجر في وصف بعض أنواع الخوارج:
" والقَعَدية الذين يُزَيِّنون الخروجَ على الأئمة ولا يباشِرون ذلك "[2]، وقال عبد الله بن محمد الضعيف: " قَعَدُ الخوارج هم أخبث الخوارج "[3].
قلت: فأيّ الخطباء اليوم سَلِم من هذه اللوثة؟! ولاسيما منهم الذين يخطبون من الناس جمهرتهم والشهرة عندهم! فاللهم سلِّم!!
ولذلك قال الشيخ صالح السدلان فيهم: " .. فالبعض من الإخوان قد يفعل هذا بحسن نية معتقدا أن الخروج إنما يكون بالسلاح فقط، والحقيقة أن الخروج لا يقتصر على الخروج بقوة السلاح، أو التمرد بالأساليب المعروفة فقط، بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بالسلاح؛ لأن الخروج بالسلاح والعنف لا يُرَبِّيه إلا الكلمة فنقول للأخوة الذين يأخذهم الحماس، ونظن منهم الصلاح إن شاء الله تعالى عليهم أن يتريثوا، وأن نقول لهم رويدا فإن صلفكم وشدتكم تربي شيئا في القلوب، تربي القلوب الطرية التي لا تعرف إلا الاندفاع، كما أنها تفتح أمام أصحاب الأغراض أبوابا ليتكلموا وليقولوا ما في أنفسهم إن حقا وإن باطلا.
ولا شك أن الخروج بالكلمة واستغلال الأقلام بأي أسلوب كان أو استغلال الشريط أو المحاضرات والندوات في تحميس الناس على غير وجه شرعي أعتقد أن هذا أساس الخروج بالسلاح، وأحذر من ذلك أشد التحذير، وأقول لهؤلاء: عليكم بالنظر إلى النتائج وإلى من سبقهم في هذا المجال، لينظروا إلى الفتن التي تعيشها بعض المجتمعات الإسلامية ما سببها وما الخطوة التي أوصلتهم إلى ما هم فيه، فإذا عرفنا ذلك ندرك أن الخروج بالكلمة واستغلال وسائل الإعلام والاتصال للتنفير والتحميس والتشديد يُرَبِّي الفتنة في
القلوب "[4].
قال عمر بن يزيد: سمعتُ الحسن ـ أي البصري ـ أيّام يزيد بن المهلب قال: وأتاه رهطٌ فأمَرَهم أن يَلزَموا بيوتَهم ويُغلِقوا عليهم أبوابَهم، ثم قال: " والله! لو أنّ الناس إذا ابتُلُوا مِن قِبَل سلطانهم صبروا، ما لبِثوا أن يرفع اللهُ ذلك عنهم؛ وذلك أنهم يَفزَعون إلى السيف فيوكَلُوا إليه! ووالله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ!"، ثم تلا:{وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَني إسْرَائِيلَ بِما صَبَرُوا ودَمَّرْنا مَا كان يَصْنَعُ فِرعَوْنُ وقومُه وما كانوا يَعْرِشُون} "[5].)) انتهى
ـ فتاوى العلماء في حكم المظاهرات
أخي الكريم بين يديك فتاوى العلماء حول المظاهرات.
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال: هل المظاهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة وهل من يموت فيها يعتبر شهيداً؟
الجواب:لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس والتعدي على بعض الناس بغير حق ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة ، والنصيحة، والدعوة إلى الخير بالطرق السليمة الطرق التي سلكها أهل العلم وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان والاتصال به و مناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها بأنه فعل كذا وصار منه كذا، والله المستعان .
وقال أيضاً رحمه الله: والأسلوب السيئ العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبولـه أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للإصلاح والدعوة فالطـريق الصحيح ، بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحســن.
فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله
السؤال:ما مدى شرعية ما يسمّونه بالاعتصام في المسـاجــد وهم -كما يزعمون- يعتمدون على فتوى لكم في أحوال الجزائر سابقاً أنَّها تجوز إن لم يكن فيها شغب ولا معارضة بسلاح أو شِبهِه، فما الحكم في نظركم؟ وما توجيهكم لنا؟
الجواب: أمَّا أنا، فما أكثر ما يُكْذَب علي! وأسأل الله أن يهدي من كذب عليَّ وألاّ يعود لمثلها. و العجبُ من قوم يفعلون هذا ولم يتفطَّنوا لما حصل في البلاد الأخرى التي سار شبابها على مثل هذا المنوال! ماذا حصل؟ هل أنتجوا شيئاً؟
بالأمس تقول إذاعة لندن: إن الذين قُتلوا من الجزائريين في خلال ثلاث سنوات بلغوا أربعين ألفاً! أربعون ألفاً!! عدد كبير خسرهم المسلمون من أجل إحداث مثل هذه الفوضى!.
والنار ـ كما تعلمون ـ أوّلها شرارة ثم تكون جحيماً؛ لأن الناس إذا كره بعضُهم بعضاً وكرهوا ولاة أمورهم حملوا السلاح ما الذي يمنعهم؟ فيحصل الشرّ والفوضى .، وقد أمر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- من رأى من أميره شيئا يكرهه أن يصــبر ، وقال: « من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية»الواجب علينا أن ننصح بقدر المستطاع، أما أن نُظْهر المبارزة والاحتجاجات عَلَناً فهذا خلاف هَدي السلف، وقد علمتم الآن أن هذه الأمور لا تَمُتّ إلى الشريعة بصلة ولا إلى الإصلاح بصلة.
ما هي إلا مــضرّة ...، الخليفة المأمون قَتل مِن العلماء الذين لم يقولوا بقوله في خَلْق القرآن قتل جمعاً من العلماء وأجبر الناسَ على أن يقولوا بهذا القول الباطل، ما سمعنا عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أن أحداً منهم اعتصم في أي مسجد
أبداً، ولا سمعنا أنهم كانوا ينشرون معايبه من أجل أن يَحمل الناسُ عليه الحقد والبغضاء والكراهية...
ولا نؤيِّد المظاهرات أو الاعتصامات أو ما أشبه ذلك، لا نؤيِّدها إطلاقاً، ويمكن الإصلاح بدونها، لكن لا بدّ أن هناك أصابع خفيّة داخلية أو خارجية تحاول بثّ مثل هذه الأمور.
فضيلة الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله
السؤال: هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية؟
الجواب: ديننا ليس دين فوضى ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها ، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن، هذا هو دين الإسلام والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال . فلا تجوز هذه الأمور.
فضيلة الشيخ العلامة صالح بن غصون رحمه الله
السؤال: في السنتين الماضيتين نسمع بعض الدعاة يدندن حول مسألة وسائل الدعوة وإنكار المنكر ويدخلون فيها المظاهرات ، والاغتيالات ، والمسيرات وربما أدخلها بعضهم في باب الجهاد الإسلامي. أ-نرجوا بيان ما إذا كانت هذه الأمور من الوسائل الشرعية أم تدخل في نطاق البدع المذمومة والوسائل الممنوعة؟
ب- نرجوا توضيح المعاملة الشرعية لمن يدعو إلى هذه الأعمال، ومن يقول بها ويدعو إليها؟
الجواب: الحمد لله: معروف أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة والإرشاد من أصل دين الله عز وجل ، ولكن الله جل وعلا قال في محكم كتابه العزيز: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) ولما أرسل عزوجل موسى وهارون إلى فرعون قال: ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) والـــنبي صلى الله عليه وسلم جاء بالحكمة وأمر بأن يسلك الداعية الحكمة وأن يتحلى بالصبر ، هذا في القرآن العزيز في سورة العصر بســــم الله الرحمن الرحيم: (والعصر * إن الإنسان لفي خسر* إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). فالداعي إلى الله عز وجل والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر وعليه أن يحتسب الأجر والثواب وعليه أيضاً أن يتحمل ما قد يسمع أو ما قد يناله في سبيل دعوته، وأما أن الإنسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك والعياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات والنزاعات وتفريق الكلمة، فهذه أمور شيطانية وهي أصل دعوة الخوارج ، هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح وينكرون الأمور التي لا يرونها وتخالف معتقداتهم بالقتال وبسفك الدماء وبتكفير الناس وما إلى ذلك من أمور ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسلفنا الصالح وبين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم وجرى مجراهم، دعوة الصحابة بالحكمة وبالموعظة وببيان الحق وبالصبر وبالتحلي واحتساب الأجر والثواب، ودعوة الخوارج بقتال الناس وسفك دمائهم وتكفيرهم وتفريق الكلمة وتمزيق صفوف المسلمين، هذه أعمال خبيثة، وأعمال محدثة.
والأولى للذين يدعون إلى هذه الأمور يُجانبونَ ويُبعد عنهم ويساء بهم الظن، هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين، الجماعة رحمة
والفرقة نقمة وعذاب والعياذ بالله ، ولو اجتمع أهل بلد واحد على الخير واجتمعوا على كلمة واحدة لكان لهم مكانة وكانت لهم هيبة.
لكن أهل البلد الآن أحزاب وشيع، تمزقوا واختلفوا ودخل عليهم الأعداء من أنفسهم ومن بعضهم على بعض، هذا مسلكٌ بدعي ومسلك خبيث ومسلك مثلما تقدم ، أنه جاء عن طريق الذين شقوا العصا والذين قاتلوا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ومن معه من الصحابة وأهل بيعة الرضوان، قاتلوه يريدون الإصلاح وهم رأس الفساد ورأس البدعة ورأس الشقاق فهم الذي فرقوا كلمة المسلمين وأضعفوا جانب المسلمين، وهكذا أيضاً حتى الذي يقول بها ويتبناها ويحسنها فهذا سيئ المعتقد ويجب أن يبتعد عنه.
واعلم والعياذ بالله أن شخصاً ضاراً لأمته ولجلسائه ولمن هو من بينهم والكلمة الحق أن يكون المسلم عامل بناء وداعي للخير وملتمس للخير تماماً ويقول الحق ويدعو بالتي هي أحسن وباللين ويحسن الظن بإخوانه ويعلم أن الكمال منالٌ صعب وأن المعصوم هو النبي صلى الله عليه وسلم وأن لو ذهب هؤلاء لم يأتِ أحسن منهم، فلو ذهب هؤلاء الناس الموجودون سواء منهم الحكام أو المسؤولون أو طلبة العلم أو الشعب، لو ذهب هذا كله، شعب أي بلد. لجاء أسوأ منه فإنه لا يأتي عامٌ إلا والذي بعده شرٌ منه فالذي يريد من الناس أن يصلوا إلى درجة الكمال أو أن يكونوا معصومين من الأخطاء والسيئات ، هذا إنسان ضال، هؤلاء هم الخوارج هؤلاء هم الذين فرقوا كلمة الناس وآذوهم ، هذه مقاصد المناوئين لأهل السنة والجماعة بالبدع من الرافضة والخوارج والمعتزلة وسائر ألوان أهل الشر والبدع.
فضيلة الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي -رحمه الله -:
قال رحمه الله في معرض ملاحظاته على جماعة (الإخوان المسلمين) الملاحظة الثالثة والعشرون: "تنظيم المسيرات والتظاهرات، والإسلام لا يعترف بهذا الصنيع، ولا يقره، بل هو محدث، من عمل الكفار، وقد انتقل من عندهم إلينا، أفكلما عمل الكفار عمل جاريناهم فيه وتابعناهم عليه!!
إن الإسلام لا ينتصر بالمسيرات والتظاهرات ولكن ينتصر بالجهاد الذي يكون مبنياً على العقيدة الصحيحة، والطريق التي سنها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ولقد ابتلى الرسل وأتباعهم بأنواع من الابتلاءات فلم يؤمروا إلا بالصبر، فهذا موسى عليه السلام يقول لبني إسرائيل رغم ما كانوا يلاقونه من فرعون وقومه من تقتيل الذكور من المواليد واستحياء الإناث، يقول لهم ما أخبر الله عز وجل به عنه، قال موسى لقومه: { اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128].
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لبعض أصحابه لما شكوا ما يلقونه من المشركين:«إن من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل منهم فيوضع المنشار في مفرقه حتى يشق ما بين رجليه ما يصده ذلك عن دينه، وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الرجل من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» فهو لم يأمر أصحابه بمظاهرات و لا اغتيالات".( كتاب [المورد العذب الزلال للعلامة أحمد النجمي رحمه الله ] , (ص:200 ).)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-25-2011, 11:16 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله-:
السؤال : هل الخروج في المظاهرات و القيام بالثورات و تربية الشباب عليها من منهج أهل السنة و الجماعة أم لا ؟ سواء داخل البلاد الإسلامية أو خارجها و ما هي نصيحتكم لمن جعلها طريقة دعوية؟
الجواب : "هذه من منهج ماركس و لنين وأمثالهم، ليست من مناهج الإسلام.
الثورية وسفك الدماء و الفتن و المشاكل مذهب ماركس و لنين و الإخوان المسلمون ضموه إلى مذهب الخوارج وقالوا : إسلام, كشأنهم : الموسيقى الإسلامية , و الاشتراكية الإسلامية , و الديمقراطية الإسلامية , و الرقص الإسلامي , كل الضلالات يأتون بها من الشرق و الغرب و من القديم و الحديث و يلبسونها لباس الإسلام , برأ الله الإسلام من هذه الأساليب , [ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن ][ النحل : 125].
و الجهاد له أبوابه و له شروطه , و ليست هذه الطرق الماركسية التي يلقون عليها ثوب الإسلام , و هم أخذوا الثورية والاشتراكية من ماركس ولنين , و أخذوا الديمقراطية من أمريكا , و يقولون : نحارب أمريكا, و هم يروجون للفكر الأمريكي , و الله يروجون , فالتعددية الحزبية , تداول السلطة , الانتخابات , المظاهرات , كلها أفكار أمريكية وتدفع أمريكا المليارات لنشرها في العالم و تستولي بها على الأمم , و هم من أعظم خدم أمريكا و المروجين لهذا الفكر , و يقولون عن الناس الآخرين : إنهم عملاء لأمريكا!".( كتاب [فتاوى فضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي] ,[ المجلد الأول: المقدمة -العقيدة](ص: 509).
وقال كلمة عن الأحداث والمظاهرات والخروج على الحكام كما هو مثبت في شبكة سحاب السلفية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:

فإن الإسلام لِكمال هديه وكمال حِكمته يمنع الخروج على الحكام وما يؤدي إلى الخروج، ويأمر بالنصيحة والموعظة الحسنة النافعة بالطرق الحكيمة البعيدة عن الإفساد والمفاسد.
لكن الخوارج يرون الخروج على الأئمة –بارك الله فيكم- يعني إذا كانوا يُكَفِّرُون بالكبيرة فهم يُكَفرون الإمام أو الحاكم، إذا خالف ووقع في معصية استحلوا الخروج عليه، فيخرجون يسفكون الدماء وينتهكون الأعراض ويستبيحون أخذ أموال المسلمين وسبي ذراريهم؛ إلى آخر مخازيهم التي وقعوا فيها بسبب هواهم وبسبب خلافهم لمنهج الله تبارك وتعالى ولما قرره الرسول عليه الصلاة والسلام وقرره القرآن وسار عليه العلماء وسار عليه الخلفاء الراشدون.
خالفوا هذا بأهوائهم فأثخنوا في الأمة ومزقوهم شر ممزق، وتلاحقت البدع بعد ذلك، هم فتحوا هذا الباب بل أبواب الشرور والفتن، لهذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتلهم، فقال: (هُم شَرّ الخلقِ والخليقة) (فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ) (يَمْرُقُونَ مِن الدِّينِ كَمَا يَمرُق السَّهمُ مِن الرَّمِيَّة) فهذه طريقة الخوارج في كل زمان ومكان.
دائمًا يدعون إلى سفك الدماء وإلى الخروج على حكام المسلمين –بارك الله فيكم-، أما الشريعة ففيها الحكمة وفيها مراعاة المصالح وفيها درء المفاسد، فإن الخروج على الأئمة له مفاسد عظيمة جدًا.
لقد أَطْلَع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ما سيحدث في الأمة من انحراف في الحكام وفي غيرهم فقال عن الحكام: ( إنَّهَا سَتَكونُ بَعْدِي أثَرَةٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَها، قَالُوا : يَا رَسُول الله ، فَمَّا تَأْمُرُ من أدرك منا ذلك ؟ قَالَ : تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ، وَتَسأَلُونَ الله الَّذِي لَكُمْ) متفق عليه.
فلم يأمرهم بالخروج ولا القتال ولا المظاهرات ولا غيرها مِن ألوان الفساد.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كَلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُون خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ: فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّل فَالأَوَّلِ، وأَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ ) متفق عليه.
انظر إلى هذا التوجيه النبوي الحكيم؛ فلو كان صبر المسلمين على جور حكامهم منطلقًا من هذه التوجيهات النبوية الحكيمة لجعل الله لهم فرجًا ومخرجًا (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ).
وكما تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن واقع الحكام تحدث أيضًا عن الفِرق وأنَّ هذه الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، أطلعه الله سبحانه وتعالى على ذلك، وهذا من معجزاته، أطلعه الله على ما سيكون في هذه الأمة من بدع وسياسات منحرفة وما شاكل ذلك، ولكن رسول الله يراعي المصلحة الكبرى ويدفع الفتنة الكبرى عن المسلمين وعن دمائهم وعن أعراضهم وعن أموالهم.
أمر الله سبحانه وتعالى بتغيير المنكر (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)، وقال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
ومع ذلك الحاكم له شأن آخر، وهو أن يُنصح بالحكمة والموعظة الحسنة، لأن تغيير منكره إذا كان دون الكفر البواح يترتب عليه مفسدة أكبر وأكبر وأكبر من المفسدة التي هو واقع فيها والتي تريد أن تستريح منها وتزيلها، تقع في مفسدة أكبر وأكبر من الفوضى وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال وما شاكل ذلك، أَمرنا بالصبر عليه الصلاة والسلام، قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمَكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله حتى تَروا كفرًا بواحًا عندكم فيه من الله برهان"، كفر بواح لا يحتمل التأويل، ولا يقبل تأويلاً، واضح كالشمس فحينئذٍ للمسلمين أن يخرجوا على هذا الحاكم الذي وقع في الكفر الواضح بشرط أن لا يكون في خروجهم مفسدة أكبر من بقاء هذا الحاكم الكافر –بارك الله فيكم- لأنه قد يخرج بعض الناس والضعفاء فيفتك بهم ويضيع الدين والدنيا، فتكون المفسدة أكبر! فلا يخرج المسلمون على الحاكم الكافر إلا إذا كان الخروج أرجح وأنجح وأن المسلمين سيسقطونه دون سفك دماء ودون انتهاك أعراض ودون ودون.
أما إذا بقي في دائرة الإسلام "لا ما صَلوا" تروي أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنه يكون عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمَن عَرَف فقد بَرِئ، ومن أَنكر فقد سَلِم، ولكن من رَضِيَ وتابع، قالوا: ألا نقاتلهم يا رسول الله؟ قال: لا ! ما صَلَّوْا"، فما دام يصلي فلا يجوز الخروج عليه، ما قال :ما أقاموا الصلاة، قال: لا ما صلوا، مادام يصلي ظاهره الإسلام وأنه في دائرة الإسلام فلا يجوز الخروج عليه، لأن الخروج يؤدي إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض.
وما استفاد الناس من الخروج على الحكام أبدًا، لم يستفيدوا من الخروج على الحكام أبدًا، خروج أهل المدينة على يزيد ترتب عليه مفاسد عظيمة، خروجهم على بني أمية وعلى بني العباس ما يترتب عليها إلا الفساد والهلاك والدمار، فلم يستفد المسلمون من هذه الخروجات أبدًا، ودائمًا تأتي مفاسدها أكبر وأكبر وأشد من مصالحها، واعتبروا بالصومال كان حاكمهم ظالمًا فاجرًا فخرجوا عليه فاستمروا في دوامة من الفتن والدماء إلى يومنا هذا.
صدام الفاجر البعثي انظر لَما أُسقِط ماذا يحصل للعراق إلى يومنا هذا، وماذا سيحصل الآن لهؤلاء الذين يتظاهرون في البلدان العربية؟! ما الذي سيترتب على أعمال هؤلاء؟!
والله أنا آسَف، آسَف الأسف الشديد أنه لا ذِكر للإسلام في هذه المظاهرات كلها! وبعض الكتاب يحكي الإجماع على هذه الديموقراطية، ينطلقون من الديموقراطية، المطالب الشعبية كلها تنطلق من الديموقراطية! ليس فيها أي مطلب ينطلق من الإسلام أبدًا، والعياذ بالله، والحلول من بعض الحكام ديموقراطية، فيا غربة الإسلام.
يعني هذا حاكم تونس غادر تونس والفوضى باقية والله أعلم كيف ستنتهي الأمور؟! وما أظن أنها ستنتهي بحكم الإسلام.
وحاكم مصر طلب مهلة لمدة بسيطة ثم يتخلى عن الحكم فأصر المتظاهرون إصرارًا شديدًا على تنحيته فورًا فتنحى، فما هو البديل عن الديموقراطية أو الحكم العسكري؟ إذا لم يكن البديل هو الإسلام بعقائده ومناهجه الصحيحة في كل المجالات ومنها مجال السياسة، إذا لم يكن الإسلام هو البديل فلم يصنعوا شيئًا، إذا كان البديل هو الديموقراطية الغربية المناهضة للإسلام فبئس البديل.
أنا آسَف الآن على ما يحصل في العالم الإسلامي من هذه المظاهرات الجاهلية الهمجية الفوضوية التي لا وجود للإسلام في مطالبها ولا للمتظاهرين مما يدلك على أنهم جاهلون بالإسلام، وأنهم لا أمل لهم أو لا رغبة لهم في أن تقوم دولة إسلامية مثلاً، ما عندهم هذا، ديموقراطية! ديموقراطية! ديموقراطية! ديموقراطية! يعني طلاب جامعات ودكاترة وأساتذة وعقولهم أدنى وأدنى من عقول الأطفال! وهم يركضون من وراء أفكار الغرب وتشريعات الغرب وقوانين الغرب، ومطالبُهم لا تقوم إلا على هذه الأمور التي جاءت من أوروبا " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر، وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" أهل البدع فعلوا هذا والسياسيون فعلوا هذا مع الأسف الشديد.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يهيئ للأمة علماء ناصحين يقودونهم بكتاب الله وبسنة رسول الله، وأن يهيئ لهم حكامًا صالحين ناصحين يحكمون بشريعة الله تبارك وتعالى، بكتاب الله وبسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، إنّ الحكم لله وحده سبحانه وتعالى فلا حكم لأحد معه ولا شريك له في حكمه : ﴿ إن الحكم إلا لله، أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ﴾ ، الحكم لله وحده، ربكم الذي خلقكم وخلق الأرض وخلق السماء وأمدكم بالأنهار والجنان وكل شيء ثم تنسونه! وتنسون تشريعاته! وتتعلقون بتشريعات اليهود والنصارى!
ما أحد ذكر الإسلام في هذه المظاهرات، حتى صوت الخوارج ما وُجد عندهم مع الأسف الشديد، نحن نذم الخوارج ونذم خروجهم ونحاربهم لكن هؤلاء مطالبهم تحت مطالب الخوارج بدرجات ودرجات، مع الأسف الشديد.
فنحن ننصح المسلمين أن يعودوا إلى الله تبارك وتعالى، أن يعودوا إلى كتاب الله عز وجل، ويكون لا هم لهم إلا الالتزام بهذه الشريعة وتطبيق هذه الشريعة الغراء، تطبيق نصوص هذا الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والسعادة كل السعادة فيه وفي بيانه السنة، والهلاك والدمار والشرور والفتن والمحن كلها تنصب على من يخرج عنهما.
ونسأل الله أن يهيئ للمسلمين حكامًا ناصحين؛ لأنَّ الحاكم إذا لم يَنصح للأمة فقد حرم الله عليه الجنة، فعن مَعْقِل بن يَسارٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ اللهُ رَعِيَّةً ، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ ، إِلاَّ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّة ) متفقٌ عليه . وفي رواية : ( فَلَمْ يَحُطْهَا بِنُصْحِهِ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّة ) . وفي رواية لمسلم : ( مَا مِنْ أميرٍ يلي أمور المُسْلِمينَ ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ وَيَنْصَحُ لَهُمْ ، إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ ) .
فالحاكم يجب عليه أن يَنصح، ومِن نصحه للأمة أن يطبق فيهم أحكام الله وينفذ فيهم شريعة الله ويربي الأبناء والأجيال والجيوش على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الذي يجب على المسلمين وحكامهم.
الله الذي خلقكم وبوأكم هذه الأرض، الأرض التي فُتحت بالإسلام، مصر فتحت بالإسلام، ليبيا تونس غيرها الجزائر المغرب، الشرق الغرب، العراق خراسان كلها فُتحت بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، كيف يُنسى كتاب الله وسنة الرسول؟! كيف يُنسى الله؟! كيف تنسى أحكامه سبحانه؟!
الحكم له وحده سبحانه وتعالى، ليس لأحد حاكمية مع الله تبارك وتعالى، فنسأل الله العافية.
على كل حال الخروج لا يجوز لأنه يترتب عليه مفاسد لا أول لها ولا آخر.
والتأريخ يدل على هذا والواقع الذي عاصرناه وعايشناه يدل على هذا، فالأمور لا تعالج إلا بالحكمة.
كان على هؤلاء أن يذهب العقلاء إلى الحاكم ويذكروه بالله ويخوفوه بالله، ويقولوا له والله نريد الإسلام، كيف نقول ديموقراطية!؟ هو يقول ديموقراطية، الديموقراطية فيها وفيها وفيها!! بعضهم عدد للديموقراطية حوالي مائة مفسدة أو ما أدري مائة وخمسين مفسدة، أنا رددت على عبد الرحمن عبد الخالق وبينت له مفاسد الديموقراطية قال أزيدكم أن مفاسد الديموقراطية تبلغ مائة وخمسين مفسدة، قلت له إذا كانت تزيد على مائة وخمسين مفسدة فهي أكبر من الشرك، هي أم الشرك هي أم الخبائث الآن وليس فيها عدل أبدًا، أول ما يسقطون حق الله، فأين العدل؟! أول ما يسقطون حق الله وحق رسوله وحق كتابه وحق الإسلام فأين العدل؟! بارك الله فيك، يزعمون أن فيها الحرية! لكن ما هي هذه الحرية! تَدَيَّن بما شئتَ، كُن يهوديًّا كن نصرانيًّا كن شيوعيًّا كن بعثيًّا كن قبوريا كن ما شئت –بارك الله فيك- إلبس ما شئت! تَعَرَ! امش عارياً! ازن ! اسرق ! لا تخف من إقامة الحدود –بارك الله فيك- رَابِ ! تعامل بالربا ! افرض المكوس! أين العدل؟! كلها ظلم وظلمات بعضها فوق بعض، فالحرية الصحيحة الحقيقية في الإسلام، يحرر الإنسان من كل العبوديات التي تبيحها الديموقراطية وغيرها من التشريعات الجاهلية، فكيف المسلمون يطالبون بالديموقراطية ديموقراطية ديموقراطية!
نسأل الله أن يوفق المسلمين للعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
كلمة مفرغة للشيخ العلامة المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
17-3-1432هـ
فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي حفظه الله
السؤال: ما رأيكم فيمن يجوز المظاهرات للضغط على ولي الأمر حتى يستجيب له ؟
الجواب: المظاهرات هذه ليست من أعمال المسلمين ، هذه دخيلة، ما كانت معروفة إلا من الدول الغربية الكافرة...
فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله
قال -سلمه الله -:
إذن ما ذكر من أن الغاية تبرر الوسيلة هذا باطل وليس في الشرع ، وإنما في الشرع أن الوسائل لها أحكام المقاصد بشرط كون الوسيلة مباحة أما إذا كانت الوسيلة محرمة كمن يشرب الخمر للتداوي فإنه ولوكان فيه الشفاء ، فإنه يحرم فليس كل وسيلة توصل إلى المقصود لها حكم المقصود بل بشرط أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة بالفعل يجوز فعلها مثال ذلك المظاهرات, مثلاً : إذا أتى طائفة كبيرة وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب والوسيلة تبرر الغاية نقول :هذا باطل ، لأن الوسيلة في أصلها محرمة فهذه الوسيلة وإن صلحت وإصلاحها مطلوب لكنها في أصلها محرمة كالتداوي بالمحرم ليوصل إلى الشفاء فثم وسائل كثيرة يمكن أن تخترعها العقول لاحصر لها مبررة للغايات وهذا ليس بجيد ، بل هذا باطل بل يشترط أن تكون الوسيلة مأذوناً بها أصلاً ثم يحكم عليها بالحكم على الغاية إن كانت الغاية مستحبة صارت الوسيلة مستحبة وإن كانت الغاية واجبة صارت الوسيلة واجبة. (كتاب [الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية] الطبعة الثانية للمؤلف محمد الحصين.) ( منقول من شبكة سحاب السلفية )
وفي الأخير نذكر إخواننا بشيء ولابد منه ولا قوام لديننا ودنيانا والعز والتمكين إلا بمعرفته والاعتناء به غاية الاعتناء ، والجهل به سبب لكل شر ونكال حاصل في الأمة ألا وهو أنّ الذنوبَ والمعاصيَ والبدعَ، وعلى رأسها الشّرك وهو أظلم الظلم، وأكبر الكبائر على الإطلاق،وما سببُ الفسادِ في الأرض و ما حلّ بنظام العالم من الفتن التي ظهرت في ساحة الأمة، والقتل والقلاقل التي أقضّت مضاجع البشرية؛ كل هذا العفن سببه انتشار الشرك في الكرة الأرضية
قال الشيخ عبد الحميد العربي حفظه الله في كتابه الأمن ( ص 160 ـ 161) :
((إنّ الذنوبَ والمعاصيَ والبدعَ، وعلى رأسها الشّرك وهو أظلم الظلم، وأكبر الكبائر على الإطلاق، سببُ الفسادِ في الأرض، وحقيقة الشرك؛ التشبه بالخالق والتشبيه للمخلوق به، فالمشرك بالله مشبه للمخلوق بالخالق في خصائص الإلهية، فإن من خصائص الإلهية التفرد بملك الضر والنفع والعطاء والمنع، وذلك يوجب تعليق الدعاء والخوف والرجاء والتوكل عليه وحده، فمن علّق ذلك بمخلوق فقد شبهه بالخالق، وجعل من لا يملك لنفسه نفعا وضرا ولا موتا وحياة ولا نشورا شبيها لمن له الخلق والأمر كلّه، فلا صلاح للموجودات إلا بأن تكون أنفاسُها وحركاتها وإراداتها ومحبتها لفاطرها وبارئها وحده لا شريك له، لهذا قال الله تعالى: "لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" [الأنبياء 22].
إنّ الفساد الذي حلّ بنظام العالم، والفتن التي ظهرت في ساحة الأمة، والقتل والقلاقل التي أقضّت مضاجع البشرية؛ كل هذا العفن سببه انتشار الشرك في الكرة الأرضية؛ حتى صارت له صورة قانونية في بعض الدول الإسلامية كما هو مشهود ومعروف.
قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾.
قال الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ: (فكلُّ فساد ونقص في العلوم، والأعمال، والعقول، والسياسة، والمعايش، وغير ذلك، فسببه المعاصي) الدررالسنية 14/438
قال تعالى "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" [الأعراف56].
قال العلاّمة ابن قيّم الجوزية رحمه الله في تفسير هذه الآية: (قال أكثر المفسرين: لا تفسدوا فيها بالمعاصي، والدعاء إلى غير طاعة الله، بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة، والدعاءِ إلى طاعة الله، فإنّ عبادةَ غير الله والدعوةَ إلى غيره والشركَ به؛ هو أعظمُ فسادٍ في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو الشرك به، ومخالفة أمره، قال تعالى: +ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"، وقال عطية في الآية: ولا تعصوا في الأرض، فيمسك الله المطر، ويهلك الحرث بمعاصيكم، وقال غير واحد من السلف: إذا قحط المطر فإنّ الدّواب تَلعن عُصاة بني آدم، وتقول: اللهم العنهم، فبسببهم أجدبت الأرض، وقحط المطر.
وبالجملة فالشركُ والدعوةُ إلى غير الله، وإقامةُ معبود غيره، ومطاع متبع غير رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلاّ بأن يكون الله وحده هو المعبود، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والإتباع لرسوله ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرّسول، فإذا أمر بمعصيته وخلاف شريعته فلا سمع له ولا طاعة، فإنّ الله أصلح الأرض برسله ودينه، وبالأمر بتوحيده، ونهى عن إفسادها بالشرك به، وبمخالفة رسوله، ومن تدبّر أحوال العالم وجد كُلّ صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكلّ شرّ في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسلط عدو وغير ذلك، فسببه مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله..) بدائع التفسير 2/234 )) انتهى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-25-2011, 11:17 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
المشاركات: 71
شكراً: 0
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

وإلى هنا يصل بنا المطاف في موضوعنا هذا الإصلاحي الإرشادي التوجيهي على أبواب نهايته والقارئ العزيز يبدو أنه يتساءل و يجول في خاطره فما هو العلاج والمخرج إذا ؟! وما هي أنفع طرق النجاة والفلاح والرقى بديننا وأمتنا الإسلامية ؟! وما هي الطرق الناجحة التي ينبغي أن تسلك في وقتنا الرهن ؟!
الجواب :
قال الشيخ عبد الحميد العربي الجزائري في كتابه الأمن (ص 20ـ 21)
((إنّ الواجبَ على من أراد لنفسه السّلامة من كُلّ داءٍ وعاهةٍ الحذرُ كلّ الحذر من الأسباب التي تصده عن قبول الحق والانقياد له؛ فإن الحفاظ على نقاوة الفطرة من كل خادش، والتي هي الشّاهد على البيّنة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم مكسبٌ عظيم للمسلم، وعلامةُ فوزه ونجاحه في الدنيا، لأنّ العبد إذا بقي مطبوعا على قصد الحق فإنّه بإذن الله تعالى سيؤثره على غيره من الهواجس البشرية التي لا دليل يدل على صدقها ونفعها للإنسانية.
قال أبو محمد بن حزم رحمه الله: (أفضل نعم الله على العبد أن يطبعه على العدل وحبه، وعلى الحق وإيثاره).جزء مداواة النفوس ص 31
وقال ابنُ قيّم الجوزية رحمه الله: (فإنّ الكمال الإنساني مدارُه على أصلين: معرفة الحق من الباطل، وإيثاره عليه، وما تفاوت منازل الخلق عند الله تعالى في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين، وهما اللذان أثنى الله سبحانه على أنبيائه بهما في قوله تعالى: "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ"، فالأيدي: القوة في تنفيذ الحق، والأبصار: البصائر في الدين، فوصفهم بكمال إدراك الحق، وكمال تنفيذه) الجواب الكافي ص 139
وقال في ص23 ـ 24 : ولهذا يجب على شباب الأمّة الإسلامية جميعا أن يتجنَّبوا عوامل فساد الفطرة، وأن يبتعدوا عن بؤر أهل الأهواء من الخوارج والروافض وأذنابهم، وأن يرتووا من العلم الشرعي الصّافي من الشوائب والعلائق، والمغذي للفطرة السليمة، والمأخوذ من مشكاة النبوة على فهم السّلف الأخيار، كي يتهذب سلوكُهم للسّير على طريق العبودية بإذن الله تعالى، ويتضح حالُهم المشرقُ للموالي والمعادي، وتقوى هممهم لبناء أوطانهم على أساس العلم النافع والعمل الصالح، وأمارة ذلك التأدبُ بآداب الإسلام، والوقوفُ مع الحق وتحكيمُه ظاهرا وباطنا، والمسيُر معه حيث سار بهم ركابُه، والاعتدالُ والاتزانُ في الأقوال والأفعال والأحوال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فمتابعة الآثار فيها الاعتدال والائتلاف والتوسط الذي هو أفضل الأمور) القواعد النورانية ص 49
قال العلاّمة محمدُ البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى كما في عيون البصائر (2/291): (2) (أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نجمَ بالشرّ ناجمُها، وهجمَ -ليفتك بالخير والعلم-، هاجمُها، وسجم على الوطن بالملح الأُجاج ساجمُها، إنّ هذه الأحزاب كالميزاب؛ جمع الماء كدرا وفرقه هدرا، فلا الزّلال جمع، ولا الأرض نفع). )) انتهى
وفي الختام ختم الله لنا ولكم بالحسنة والعافية هذا ما سطرت يدي رجاء نفع إخواني والسعي في التعاون على البر والتقوى والصلاح والإصلاح ما أفسده الغوغاء والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

(1) تنبيه : إن كان كلام العلامة المحدث الشيخ احمد النجمي رحمه الله منصبا موجها نداءه لإخوانه وأبنائه من أهل بلده مبينا ما في بيئة المملكة العربية السعودية ـ حرسها الله ووفق أهلها وحكامها لما فيه الخير والنفع ـ من الخير والتوحيد والحكم بشرع الله القائم في محاكمها والعلم السني السلفي في مدارسها ومعاهدها وجامعاتها مقرر جزاهم الله خيرا وعم نفعهم ودام
وعليه فلا نعدم خيرا إن شاء الله في بلادنا الجزائر العزيزة الحبيبة وبخاصة بعد المصالحة الوطنية، والصّلح الذي دعا إليه حاكم البلاد فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ـ حفظه الله ووفقه لكل الخير ـ وكانت نتائجه طيبة مثمرة الخير والنفع ومن ذلك ظهور وانتشار المنهج السلفي بقوة في أرض الجزائر على صفائه ونقائه بعدما كان أمره ملبسا خفيا على العامة بسبب تلبيس الخوارج كلاب النار على الأمة ، نعم ما ظهر المنهج السلفي في قرية من قرى الجزائر إلا برز وظهرت محاسنه وعرف علماؤه وانكشفت البدعة وأهلها وظهرت مخازيها ، وأيضا من نتائجه انتشار الأمن والاستقرار في ربوع الوطن الجزائري ، وازدهار الاقتصاد الجزائري ، والتشجيع على إنشاء المؤسسات الإنتاجية ، وتعبيد الطرقات ، وإلى غير ذلك من المشاريع الطيبة المستحسنة التي سعى إليها ويسعى من أجلها فخامة الرئيس لكي تتم وتكمل جزاه الله خيرا على ما يبذل ويسعى
هذا موقف من نظر في الأمور من زواياه الإيجابية بالعدل والإنصاف وشكر الجميل و(من لا يشكر الناس لا يشكر الله) كما جاء في الحديث ، يعني أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله؛
أما من غوى وجفى وتمرد فلا تعدم منه شرا ولا ترجى منه خيرا " إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر و إن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ، و ويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه " ( السلسلة الصحيحة 3 / 320 )
وكما جاء في الحديث (يبصر أحدكم القذى في عين أخيه و ينسى الجذع في عينه ) ( صحيح الجامع الصغير (2/ 473)
قال العلامة المناوي رحمه الله في (فيض القدير 6/ 591)
(( كأن الإنسان لنقصه وحب نفسه يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه فيدركه مع خفائه فيعمى به عن عيب في نفسه ظاهر لا خفاء به مثل ضرب لمن يرى الصغير من عيوب الناس ويعيرهم به وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى القذاة وذلك من أقبح القبائح وأفضح الفضائح فرحم الله من حفظ قلبه ولسانه ولزم شأنه وكف عن عرض أخيه وأعرض عما لا يعنيه فمن حفظ هذه الوصية دامت سلامته وقلت ندامته فتسليم الأحوال لأهلها أسلم والله أعلى وأعلم
ولله در القائل :
أرى كل إنسان يرى عيب غيره * ويعمى عن العيب الذي هو فيه
فلا خير فيمن لا يرى عيب نفسه * ويعمى عن العيب الذي بأخيه )) انتهى
(2) هدي الساري ص (483)وانظر (( الإصابة ))عند ترجمة عمران بن حطّان، و(( غراس الأساس )) ص (372)، ثلاثتها لابن حجر؛ فإنك واجد في كل منها فائدة زائدة.
(3) رواه أبو داود في (( مسائل أحمد )) ص (271) بسند صحيح، قال الحافظ عبد الغني بن سعيد: " رجلان نبيلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضالّ؛ وإنما ضلَّ في طريق مكة، وعبد الله بن محمد؛ وإنما كان ضعيفاً في جسمه لا في حديثه "، كما في (( تهذيب الكمال )) للمزِّي (16/99)، وقال النسائي: " شيخ صالح ثقة، والضعيف لقب لكثرة عبادته "
(4) مراجعات في فقه الواقع السياسي د/ عبد الله الرفاعي ص (88 ـ89).
(5) رواه ابن سعد (7/164) وابن أبي حاتم في تفسيره (3/ق 178ـ أ ـ المحمودية ) والآجري في الشريعة (65ـ بترقيمي ) وبيّنتُ هناك وجه تحسينه بما لا يتّسع له


كتبه الفقير إلى الله : أبو أنس بن سلة بشير الجزائري
يوم : الخميس 24 فبراير 2011 م || 20 ربيع أول 1432هـ
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
الاصلاح


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 PM.


powered by vbulletin