السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
والله إني سعيد بهذا الصلح ،وفرحت كثيرا أن استجاب كل الأطراف لهذا الصلح سائلا من الله أن يعم هذ الصلح جميع مشايخنا
وعلينا أن نبتعد جميعا عن سباب الفرقة والخلاف وبارك الله في شيخنا أبو أسامة العتيبي و الشيخ أحمد البزمول على هذه المبادرة الطيبة
وهذه دعوة إلى كل المتخاصمين السلفيين لكي يصطلحوا، وينتزعوا ما في قلوبهم من شحناء وبغضاء و غل ، وأن يزرعوا بدلا منها المودة والمحبة والرحمة والتسامح والعفو .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمسلم ، أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " .
خير المتخاصمين هو الذي يبدأ بالسلام ، كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام "
قال الله تعالى " وليعفوا وليصفحوا ، ألا تحبون أن يغفر الله لكم " قال تعالى: "وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" [النساء:128].
وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من فضائل الأعمال, قال تعالى: "إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ" [النساء:114]. وقال أيضا: "فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ" [الأنفال:1]
قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله [ج2/187]:
عليكم إذا حكم الله ورسوله أن ترضوا بحكمهما ، وتسلموا الأمر لهما ، وذلك داخل في قوله :[ فاتقوا الله ]بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، [وأصلحوا ذات بينكم ] أي أصلحوا ما بينكم من التشاحن ، والتقاطع ، والتنابز ، بالتوادد ، والتحاب ، والتواصل ، فبذلك تجتمع كلمتكم ، ويزول ما يحصل – بسبب التقاطع – من التخاصم ، والتشاجر ، والتنازع ، ويدخل في إصلاح ذات البين تحسين الخلق لهم ، والعفو عن المسيئين منهم فإنه – بذلك – يزول كثير مما يكون في القلوب من البغضاء والتدابر . والأمر الجامع لذلك كله :قوله تعالى : {{ وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين }}.
وقال ابن كثير رحمه الله [ج2/ 1260]اتقوا الله في أموركم ، وأصلحوا فيما بينكم ولا تظالموا،ولا تخاصموا ولا تشاجروا فما آتاكم الله من الهدى والعلم خير مما نختصمون بسببه .أ.هـ
. وقال تعالى أيضا: "أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ" [البقرة:224]
وجاء طلبها والحث عليها باعتبارها من واجبات الأخوة الإيمانية, قال تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ" [الحجرات:10] قوله تعالى:"وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ" [البقرة:237].
وقوله تعالى:"َالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ" [آل عمران:134].
وقوله تعالى "فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ" [البقرة:109].
أسأل الله تعالى أن يصلح بين المسلمين جميعا والسلفيين خصوصا وأوجه شكري لشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي على جهوده من أجل نصرة السلفية والعمل على وحدتها