حلبي المرجئ و التّكفيري
(الحدّاديّة والحلبيّة، رأسان في طاقيّة).
توقيع :*محمّد سعيد رسلان*.
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه.
أمّا بعد :
فقد كثر في الحقيقة نعيق حلبي المرجئ و التّكفيري – في آن واحد – وكثر نعيق أتباعه، الذين هم أتبع له من ظلّه، وأطوع له من شراك نعله، على أنّه بريء من الإرجاء كلّه، أوّله وآخره، دقّه وجلّه ...
وقالوا : كيف يكون مرجئا من يقول :(الإيمان قول وعمل يزيد وينقص)؟
وكذبوا كما كذبَ، فإنّ هذا هو عين قول أهل الحديث والسّنّة، لو أنّه توقّف عنده وما تعداه ، وما زاد عليه بجهله وتخرّصه على فحواه، المغيِّر له ولاسمه، ورسمه، ومعناه، ومبناه .
فقال :
الإيمان قول وعمل ..
قول القلب واللّسان ..
وعمل القلب والجوارح ..
ثمّ زعم أن أعمال الجوارح شرط كمال! ووقع شرّ وقعة في مداحض المزّال، وهنا مربط الفرس كما يقال، فمع أنّه صار يفرّق بين العمل الواجب والعمل المستحب، وقد كان يجهله في أوّل أمره عند الطّلب، وخلط فيه خلط البهائم في توضيح معنى الشّرط، إلى أن اهتدى – كما يحسب – أنّ المقصود منه المعنى اللّغوي لا المعنى الأصولي.
هذا قاله تارة!
وقال تارات!!!
أنّ التّرك للعمل، يكون بترك نيّته، لا بترك العمل في حدّ ذاته، فلا يعدّ حينها عملا لأنّ الأعمال بالنّيات!!!
وهذا التّأصيل منه لم يقله قائل، ولم نسمع به من عاقل، فلم يقله المتأخّرون ولا المتقدّمون، ولا العالمون ولا حتّى الجاهلون، ولم نسمع به عن أحد من العالمين .
فأسأل بالله كلّ عاقل :
هل يمكن أن يترك المسلم – أبدا – ردّ السّلام تكاسلا!؟
أم هل يمكن أن يدع المؤمن الحياء – دائما – تهاونا!؟
والإيمان بضع وستون، أو بضع وسبعون شعبة!
فهل يمكن أن يترك المسلم الشّعب جميعها، ثمّ ما كان من عمل له في حيّاته كلّها؛ كان بلا نيّة، فلا يعد عملا عند التحقيق في المسألة والقضيّة!؟
فهل يترك المسلم الشّعب جميعا ، الأركان والشّروط و الواجبات والمستحبّات.. !؟
ثمّ تكون لا إله إلاّ الله له من المنجيات !؟
بل هل يمكن أن يتصوّر هذا مسلم سويّ في رأسه، فضلا أن يتصوّر وقوعه في دنيا المسلمين!؟
تالله إن هي إلاّ وساوس خوانس، وبنات أوهام عوانس.
فهذا قول محدث ما أنزل الله به من سلطان، وكذلك لفظ جنس العمل المجمل المحتمل، الذي يدندن حوله أذناب الحدّاد، وفالح الحربي، ومن على شاكلتهم..!
ويقال لهم جميعا ما قاله بقيّة السّلف الفوزان – حفظه الله – :
ما نحن بحاجة لجهلكم وتخرّصاتكم، يكفينا قول علمائنا وما سطّروه في الكتب
فالإيمان قول وعمل ..
قول القلب واللّسان ..
وعمل القلب والجوارح ..
يزيد بالطّاعات حتّى يصير مثل الجبال
وينقص بالمعاصي حتّى يصير مثل أدنى أدنى الذّرّة .
فلا تلبّس على النّاس ياحلبي بأنّك على معتقد الإمام الألباني – رحمه الله – في مسائل الإيمان، وأنت تكذب على الله وعلى رسوله وعلى الألباني رحمه الله – بكتبك التي جمعتها لتبيعها -لا غير- بالدّرهم والدّينار والدّولار..كما هو الشأن بكتابيك ( التحذير من فتنة التكفير! ) و ( صيحة نذير! ) اللذين جمعتهما وبعتهما وقبضت نقودهما ، وهما (يدعوان إلى مذهب الإرجاء)، وقرّرت فيهما ( أن العمل ليس شرط صحة في الإيمان) . ونسبت (ذلك إلى أهل السنّة والجماعة) وبنيت (هذين الكتابين على نقول لشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ بن كثير وغيرهما رحم الله الجميع ) و أنت تكذب وتدلّس (وتلخبط النّاس بجهلك وتخرّصك).
واخرج من رَمْيِكَ من أمّ العوالي بالكفر ياحلبي في قولك : (من وقع في الحوبة التي لا يغسلها ماء زمزم عليه أن يقصد خاضعا صاحب العوالي بلا تعالي ليقدّم على المذبح الصّدقات ويمسخ بين يديه القربات) ! ودع عنك حيلك المكشوفة وبيّن لنا ظاهر كلامك منه وبيّن لنا لازمه؟!
وكذلك بيّن لنا ظاهر كلامك ولازمه في قولك على من اسمه عبد الله بـ : (ليس له من اسمه من نصيب) ؟!
وكذلك بيّن لنا ظاهر ولازم كلام معقود اللّسان الذي لا يكاد يبين حرفا من حرف (النّجساويّ!) في قوله : ( أمّا الأقوال والأخطاء المرجوحة فمن يعرف موقعا أو شخصا سلم منها فليخبرنا به حتّى ننظر أنزل عيسى – عليه السّلام – في قرية الشيخ المفبرك ولم نعلم به) ؟!
أليس هذا تكفيرا للمسلمين منك و استهزاءً من النّجساوي! برسول الله عيسى – عليه الصّلاة السّلام –؟!
ثمّ تقول :
((الإرجاء!)،و(التكفير!)...وهما ضلالتان متضادتان..مَن وُجدت فيه الأولى تهرُب منه الأخرى-وهكذا-!)
ها قد جمعت بينهما ياحلبي!
ثمّ آية ذلك منك أنّك تصالحت مع التّكفيري شقرة وهو يرمي الألباني بالإرجاء !
بل ومن العجيب أنّك رحت تخيّر الشّيخ رسلان لمّا وصف منتداك بـ ( المرحاض العمومي ) رحت تخيّره بين الكفر و الحمق بما تزعم أنّها فتوى! و والله لو تركت يومين اثنين فقط تفتي في أمور المسليمن على هواك هذا لجعلت الأمة الإسلاميّة أضحوكة بين العالمين.
وصحيح :
كلّ من خالف السّنة تناقض.
يا حلبي! كنت ولاتزال و أتباعك! تصفون منتدى (سحاب) بمنتدى الخراب و الضّباب! و منتدى (البيضاء) بالسوداء ...! وغيرها من ضلالتكم.
فهل يقال عن الآيات و الأحاديث التي فيها أنّها من الخراب والضباب والسواد...!!؟
نعوذ بالله من المكر والغشّ و الخداع والعناد.
يا حلبي!
لقد أغثيت نفوسنا بجهلك، أغثى الله نفسك.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نورالدّين بن العربي بن خليفة
- غفرالله له ولوالديه -