منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-30-2021, 09:55 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي تفريغ محاضرة: شكرًا فضيلة الشيخ العلامة محمد علي فركوس

تفريغ محاضرة

شكرًا فضيلة الشيخ العلامة محمد علي فركوس

إِنَّ الْحَمْد للهِ، نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ومِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومْنْ يُضْلِل فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وحْدُهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70 - 71].
أَمَّا بَعْدُ؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور مُحدثاتها، وكل مُحدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
فإني في هذَا اللقاء أتناول البيان الَّذِي صدر حديثًا في هذِه الليلة من الشيخ العلامة محمد بن علي فركوس حَفِظَهُ اللهُ، بعنوان (شهادة للتاريخ)، وَإنما أردت أن أتكلم عن عدة جوانب في هذا البيان، لا تخرج عن العنوان الَّذِي لهذا اللقاء.
في مقدمة هذَا اللقاء :
القضية الأولى
أن الشيخ العلامة محمد علي فركوس حَفِظَهُ اللهُ، عالمٌ كبير بمثابة الوالد للسلفيين في الجزائر، وهو أحد الأعلام من أمة الإِسْلَامِ، غيره من العلماء الأكابر في العالم منتشرون لا سيما في بلاد الحرمين الشريفين، المملكة العربية السعودية، هو واحدٌ من الأكابر، ليس هو وحيد الأكابر ولا هو حَفِظَهُ اللهُ ينقص عن الأكابر، بل هو منهم نحترمهم جميعًا ونقدِّرهم، ونعلم جهودهم في السُّنَّة، ونحترمهم احترامًا سلفيًا بعيدًا عن الغلو وبعيدًا عن الجفاء، بل وسط: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [البقرة: 143].
والشيخ العلامة محمد علي فركوس حَفِظَهُ اللهُ في بيانه هذا لهجَ وأبدى وأعاد في قضية اتباع الكتاب وَالسُّنَّة، واتباع المنهج السلفي ونبذ التقليد ونبذ التَّعَصُّب، هذه القضايا يعلنها الشيخ العلامة محمد علي فركوس، وَلَا بُدَّ أن نطبقها ونلزم أنفسنا جميعًا بتطبيقها، فَلَا بُدَّ أن نعي جميعًا أن التعصب بالباطل وأن التقليد الأعمى، وأن ترك اتباع الكتاب وَالسُّنَّة، بِدَعْوَى مُتَابَعَةِ أي عالم، هو نقدٌ ومخالف لتوجيهات الشيخ العلامة محمد علي فركوس.
فبهذَا التقرير لا يجوز أن نتعلق بكلام لأحد الأئمة، كأبي حنيفة أو مالك أو الشَّافِعِيّ أو أحمد، أو حتى من بعدهم كشيخ الإِسْلَامِ وابن القيم أو من المعاصرين كابن باز وابن عثيمين والألباني، والآن الشيخ ربيع والشيخ عبيد والشيخ محمد بن هادي والشيخ محمد علي فركوس، والشيخ جمعة وأي شيخ سلفي، كل المشايخ السلفيين، نحترمهم ونقدّرهم ونجلهم، ولا يجوز لنا أن نتعصب لواحدٍ منهم أبدًا، فَالَّذِي يُعادي الت عصب وفي نفس الوقت يتعصب لي أنا أسامة العتيبي، أو للشيخ فركوس أو للشيخ ربيع، هذا مخالفٌ لتوجيهات الشيخ محمد علي فركوس.
فتأديب الشيخ العلامة محمد علي فركوس للسلفيين في الجزائر، يوجب عليهم وفي العالم كله. يوجب عليهم جميعًا تطبيق هذه النصيحة ؛ لذلك نحن طبقنا هذه النصيحة مع الشيخ الألباني، وطبقناها مع الشيخ ابن باز، وطبقناها مع الشيخ ابن عثيمين، كما كنا وكما هم طبقوها مع الأئمة الأربعة، ومع غيرهم من علماء السُّنَّة، فلسنا متبعين مقلّدين بدون أدلة، إن قلدنا أو اتبعنا، مع التحفظ على كلمة "قلدنا" وما فيها من تفاصيل عند العلماء.
نَقُول: إنما نحن نتبع الكتاب وَالسُّنَّة، ونتبع منهج السَّلَف، ونقتدي بأئمتنا ونحترم علماءنا، هذه القضية الأولى.
فالشخص الذي يقول أنا مع الشيخ فركوس، ويتعصب للشيخ فركوس ويوالي ويعادي على فتاواه، ما الفرق بينه وبين من يعادي الشيخ فركوس لأنه يقرر هذه الفتاوى؟!
نفس المصيبة ونفس الخطأ ونفس الخلل المنهجي، والعقدي والتربوي والأخلاقي.
هذه قضية لَا بُدَّ أن نفهمها، لأن بعض الإخوة السلفيين، يفهمون تقريرات العلماء على أنه {ما أريكم إِلَّا ما أرى}، و"قَلِّدُوني"، كما كان بعض الناس يتعصبون للشيخ الألباني، أو للشيخ ابن باز أو للشيخ ابن عثيمين، وقبل ذلك للائمة الأربعة.
الأئمة الأربعة كم نهوا أتباعهم عن التقليد الـأعمى، وأمروهم باتباع الأدلة، إذا صحَّ الحديث فهو مذهبي، خذوا من حيث أخذنا، لا تقلدني ولا تقلد فلاناً ولا فلاناً؟!
فأنا أتعجب من السلفي الذي يزعم أنه محب للشيخ فركوس، أو محب للشيخ جمعة ويتعصب لهما، أو للشيخ الأزهر أو للشيخ ربيع، أو للشيخ محمد بن هادي!
لا يجوز التقليد الأعمى، لا يجوز اتخاذ قول وفتوى لعالم من العلماء هي من المسائل الخلافية أو الاجتهادية، وأنت اتبعت الحق فيما ترى بأدلة الكتاب وَالسُّنَّة، وتعادي وتوالي من يخالفك بالأدلة، وتتهمه بأنه مقلد وأنه متعصب!
هذا لا يجوز
فالشيخ فركوس -حفظه الله- يعالج قضية، لَا بُدَّ أن نفهمها وهذه هي النقطة الثانية التي سأتكلم عَنْهَا.
لكن النقطة الاولى ما هي؟
أن سلفية الشيخ محمد علي فركوس، فرضت عليه وعلى السلفيين أن يكونوا أصحاب أدلة، وأن يتبعوا الأدلة وأن يحترموا العلماء، وأن يجلوا العلماء، وأن لا يتخذوا هذه المسائل الفقهية الخلافية أو الاجتهادية التي هي دون مسائل ولاء وبراء، وطعن في بعضهم بعضًا كما سيأتي ذكره في المسألة الثانية إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَىٰ.
لكن المقصود الأول هو تربية الشيخ محمد علي فركوس للسلفيين، باحترام العلماء واتباع الأدلة، (خذوا من حيث أخذوا).
وإذا اختار عالم قولًا، ثُمَّ أنت رأيت أنَّهُ أخطأ، فأنت تتبع الْدَّلِيلُ ولا تتعصب لشيخك، بل الأساس هو اتباع الكتاب وَالسُّنَّة.
ثُمَّ الأساس احترام العلماء، وعدم التعصب لهم بالباطل، هذه القضية الأولى.
وهي حث السلفيين على الاتباع وترك التعصب الذميم وترك التقليد الأعمى حتى له شخصيًا، هذا التقرير يقرره الشيخ فركوس، وجميع علماء السُّنَّة.
وأي شخص يدّعي السلفية والعلم، أو يُنسب إلى العلم والسلفية، ثُمَّ يَقُوْل: تعصبوا لي وتعصبوا لأقوالي، وارموا بأقوال العلماء عَرض الحائط وقلدوني لزِامًا، فهذا ليس بسلفي، بل خالف أصلا من أصول السلفية وهو الاتباع، ليس عندنا تحزبات ولا تعصبات، هذا منهج الشيخ محمد بن علي فركوس، الَّذِي يدعو إليه هو وغيره من علماء السُّنَّة، هذه القضية الأولى.
فأي سلفي يخالف فيها ويقول هذا طعن في الشيخ فركوس، فهو صعفوق ضال مضل، هذا ليس طعنًا في الشيخ فركوس ولا في الأئمة الأربعة، ولا في شَيْخ الإِسْلِامِ ولا في الشيخ ربيع، العجب العجاب أن يأتي بعض الشباب السلفي، ويقرر هذا الأمر ثُمَّ يقول لابد أن تقلدوا الشيخ ربيعًا، فإنه العروة الوثقى، أو فإنه من خالفه ضل هكذا بإطلاق، هذا ليس بسلفي، الَّذِي يقرر قاعدة الاتباع، وَيَقُوْلُ: إذا خطّأت الشيخ ربيعًا في مسألة، أو الشيخ الألباني أو ابن تيمية، أو ابن القيم أو أحد الأئمة الأربعة، فيقول أنت تطعن فيهم هذا ليس بسلفي؛ لأن هذا النَّفس، وهذا التأصيل البدعي، هو من تأصيلات الصوفية الخرافية والرافضة المجانين، أنا أتكلم عن التأصيل.
أَمَّا عند التنزيل قد يكون الباعث لردِ كلام العالم الهوى، والتعصب والتقليد، أنا لا أتكلم عن النِّيَّاتِ كما بيَّنَ الشيخ فركوس في مقاله، الكلام ليس عن المقاصد وَالنِّيَّات، الكلام على الْأَعْمَالِ، فأنا أتكلم الآن على الأعمال، فردُّ فتوى العالم السلفي بأدلة وببراهين، هذا حَق وليس طعنًا في الشيخ أي شيخ سلفي، وليس مخالفًا لمنهج السَّلَف، بل هذا الواجب عليه هو اتباع الأدلة واتباع المنهج السلفي طبعًا أن يكون هذا صادرًا من متأهل، هذه القضية الأولى مع ملحقاتها.

القضية الثانية
وهي أن اختيار العالم للمسألة، هو اختيار حسب ما أعطاه الله من العلم والفَهم، والمسائل ثلاثة أنواع، إِمَّا مسائل إجماعية، وَإِمَّا مسائل خلافية والخلاف فيها ضعيف، وَإِمَّا مسائل اجتهادية الأدلة فيها متقاربة، وبين المسائل الثلاث تشابك، ما السبب؟
أسباب كثيرة بيَّنَها شَيْخ الإِسْلامِ في كتاب (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)، فقد تكون المسألة إجماعية فتُوصف بأنها خلافية أو اجتهادية، وقد تكون المسألة خلافية ويصفها بعض العلماء بالإجماعية، وقد تُوصف بالاجتهادية، وقد تكون المسألة اجتهادية فيظن بعض العلماء-أنا لا أتكلم عن الجهلاء عن العلماء- أنها إجماعية وهي اجتهادية، وقد يظُّنُ بعض العلماء أنها خلافية، هذه حقيقة واقعة؛ لذلك هناك بعض المسائل نُقلت فيها إجماعاتٌ متضادة، فهذه القضية قضية معلومة عند الْأُصُولِيِّينَ وَالفُقَهَاء وَأَهْل الْعلم والبيان، ومن أعرف الناس بهذه القضايا، الشيخ محمد علي فركوس حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ يَعْرِف، وكما نحن نعرف، ويعرف العلماء على مر الدهور والعصور ما قلتهُ لكم الآن، فليس كل من يقول، أنها مسألة إجماعية أو خلافية أو اجتهادية يجب أن يكون مصيبًا، بل قد يكون مخطئًا.
فانتبهوا بارك الله فيكم لهذه القضية وأكررها مرة أخرى، أن المسائل قد تكون إجماعية، فيظن بعض العلماء أنها خلافية أو اجتهادية، وقد تكون المسألة خلافية، فيظن بعض العلماء أنها إجماعية أو اجتهادية، وقد تكون المسألة اجتهادية، فيظن بعض العلماء أنها اجماعية أو خلافية؛ فلذلك قد يحصل الخلاف بين العلماء في تحديد المسألة.
فأنا أقول بارك الله فيكم: العلماء رحمهم الله في المسائل العلمية يتحرون الحق، فنحن نتكلم عن العلماء الربانيين، عن العلماء السلفيين.
فالعلماء السلفيون نحن نحبهم ونحترمهم ونجلهم، ومع ذلك لا يجوز أن نتهمهم بأنهم أفتوا عن تقليد، أو أفتوا عن هوى، أو أفتوا لموافقة هوى سلطان، أو أن السلطان ضغط عليهم كما يقوله، كما تعرفون دائمًا الإخونجية، يقولون عن السلفيين أَنَّهُمْ من علماء السلطان، ونفسه الشيخ محمد علي فركوس هو متهم من قبل الإخونجية بأنه من علماء السلطان، وأنتم تعرفون هذا، ويقولون: إنه يفتي بأمر السلطة، ليس فَقَطْ محمد بن علي فركوس هو الَّذِي اتهم بهذا، كل المشايخ السلفيين يُتهمون بهذا، فما هي المسألة الثانية التي أريد أن أتحدث عَنْهَا.
المسألة الثانية: وهي أن المسائل التي هي اجتهادية أو خلافية، يرى بعض العلماء أنها اجتهادية، فالخلاف في تحديد مسارها، هذه المسائل إذا العالم استفرغ وسعه وبذل جهده في اتباع الأدلة، وَتَبَيَّنَ له الحق في هذه المسألة فما موقفنا منه؟
à موقفنا منه وموقفه منا؟ الآن العالم قد يختار قولًا يخالفه أكثر العلماء، فما موقفنا من هذا العالم المجتهد، وهذا أمر جرى عليه السلف من أيام الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، قد ينفرد صحابي بقول، أو يكون جماعة مقابل جماعة يختلفون في مسألة، كذلك الأئمة الأربعة من أفراد أبي حنيفة، أفراد مالك أفراد الشَّافِعِيّ أفراد أحمد عن الأئمة الأربعة، أفراد شَيْخ الإِسْلِامِ عن الأئمة الأربعة، مسائل كثيرة، فأفراد العلماء من المباحث التي تُفرد بالتصنيف تُسَمَّىٰ (أفراد العلماء)، وهي شبيهةٌ في علم الحديث بمسألة الزوائد، مثل زوائد (مسند الإمام أحمد على الكتب السِتَّةَ)، (زوائد صحيح ابن حبان عَلَى الصحيحين)، هذه الأفراد يعني أشياء اختصوا بها، لم يذكرها غيرهم أو خالفوا غيرهم شبيهة بها من وجه طبعًا، وليس من جميع الوجوه.
à المقصود هنا: أن مسألة الأفراد، يعني أن ينفرد بهذا القول، ويخالف غيره، أو يكون هذا مُفتى به عندهم لا عند غيرهم، إمَّا مسكوت أو أفتوا بخلافه، الآن ما موقفنا من العالم المجتهد، إذا جاء بمسألة خالف فيها الأكثرية؟
الواجب:
1-أن نحترم هذا العالم.
2- أن ننظر في المسألة وأن ندرسها دراسة علمية، فإن كان الحق معه قلنا بقوله، وإن كان الحق مع غيره رددنا قوله.
3- عدم اتخاذ هذه المسألة معيارًا، للذم والطعن والتشهير.
فمثلًا لا يُقال: أنه شذَّ أو أن هذه من الشواذ، وإن كان بعض العلماء يستخدمونها، ولكن أنا الَّذِي أراه من أكثر العلماء تجنب لفظ الشواذ، إِلَّا أحيانًا الَّذِي هو مخالف في المَذْهَب قد يتساهل في إطلاق هذه المقولة، يعني ممكن الشافعية يقولون عن الحنفية شذوا مثلًا، لكن الأغلب أن تُوصف بأنها أفراد.
ï فما موقف العلماء من أفراد هؤلاء العلماء؟ هل جعلوا هذه الأفراد سببًا للتبديع والتشهير والتجديع؟ هل طعنوا في الإمام احمد لهذا؟ هل طعنوا في شَيْخ الإِسْلِامِ لهذا؟
الجواب: إنما يطعن فيهم أهل التَّعَصُّب، ويتخذها ذريعة أهل الأهواء للطعن في هؤلاء العلماء، وَإِلَّا بقية العلماء يحترمونه ويجلونه ويقدرونه مع أنهم يخطّئونه.
فأفراد العلماء، إفرادات العلماء في المسائل لا توجب قدحًا ولا طعناً، وَإنما توجب الاحترام والتقدير لعلمه وفضله، واجتهاده وبذله وسعه في اتباع الحق، هذا واجبنا تجاه أي عالم مجتهد من علماء السُّنَّة، استفرغ وسعه فيما يُظهر ويَظهر لنا، وكذلك من باب حسن الظن، ونقول: نَحنُ نتبعه إن أصاب ونحترم العالم، وإن أخطئ نردُّ خطأهُ بأدب.
أَمَّا أن تُستغل قضية الإفرادات، أو المسألة التي تفرد بها، لوصفه بأنها خارجية، فتوى خارجية، أو بأنه شابه الإخونجية أو عنده تقريرات أهل البدع، هذا ليس من مسلك السلف وَهذا مسلك باطل.
أنا أتكلم عن الكلام على العالم، والذم للعالم الَّذِي استفرغ وسعه، واجتهد في بيان الحق الَّذِي يعتقده، موافقًا للكتاب وَالسُّنَّة، وأنه هو منهج السلف، فبناء عليه لا نثرّب عليه، لكن نرد الخطأ إن أخطأ بالأدلة والبراهين.
هذه المسألة الثانية في التعامل مَعَ إفرادات العلماء.
فالشيخ فركوس حَفِظَهُ اللهُ لَمَّا يقول في مسألة مثلًا، ويختلف معه غيره من العلماء مثل مسألة صلاة الجمعة بين الدور والبيوت، هذه المسألة أكثر العلماء على خلافه، وكلامهم مبني على أدلة، وكلامه هو مبني على أدلة.
فلما يجتهد العالم في دراسة المسألة، ويرى أن الشيخ محمد علي فركوس أصاب فوافقه فلا نذمه، فإن اجتهد ورأى أَنْ الشيخ محمد علي فركوس أخطأ فلم يقلده، واتبع الحق الَّذِي يعتقده، وحرّم صلاة الجمعة في البيوت، فَهذا حقٌ له شرعي يحفظه له الشـرع، ويحفظ له علماء السُّنَّة ومنهم الشيخ محمد علي فركوس، لا يثرب على غيره، ولا يُثرب عليه هو، هي مسألة علمية يختلف العلماء فيها، ويقررون الحق الَّذِي يعتقدونه فيها، مع حفظ كرامة بعضهم بعضاً، وعدم استغلال هذه القضايا.
أنا فعلت هذا مع الشيخ محمد على فركوس، رددت عليه في هذه المسألة بما أعتقد أن هذا هو الصواب وَالَّذِي عليه الأدلة، كون الشيخ محمد علي فركوس اجتهد، فهذا يُؤجر عليه، كما نَصَّ حديث الرسول عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، له أجر، دائر بين الأجر أو الأجرين، فهو لا يغضب مني ولا أغضب منه، هذا الواجب عليه وعليَّ.
هذا منهج السلف، فلا العلماء يغضبون منه، ولا هو يغضب منهم، فَهذه القضية لا يغضب أو لا تغضب من انفرد أو من لم ينفرد.
الواجب هو الغضب للحق، وإذا كان الشخص يتبع هواه ويتعصب، ويفرّق السلفيين هذا الَّذِي يعني يتعمد تفرق السلفيين، ويعني يوالي ويعادي على هذه الأمور، هذا الَّذِي يُحَذَّر منه ليس التحذير مِمَّن يختار المسألة علميًا.
كذلك الشيخ محمد علي فركوس مما أدَّبَ به في بيانه هذا، هؤلاء الناس الذين يستغلون القضية بالطعن فيه، أنا أقول بكل صراحة الشيخ محقٌّ في ذلك، وأعظم من استغل هذه القضايا، والشيخ حَفِظَهُ اللهُ ذكر ثلاثة مَسائِل:
Œ المسألة الأولى: ذكر صلاة الجمعة، لَمَّا جاء حظر صلاة الجمعة.
 والمسألة الثانية: الصلاة بالتباعد.
Ž والمسألة الثالثة: مسألة الإنكار العلني بالضوابط الشـرعية.
هذِه ثلاث مسائل ذكرها الشيخ في البيان، وذكر أن أناساً استغلوا هذه المسائل للطعن فيه وسبه، ووصفه بأقبح الأوصاف، وذكر أن هذا الأمر لم يتفرد به الصعافقة، وَلكن هناك أناس آخرون وافقوا الصعافقة في ذَلِكَ.
أنا أؤيّد الشيخ محمد علي فركوس في هذا الأمر، وأشكره على هذا التنبيه وأزيدهُ بيانًا، بأني أَقُولُ:
إن هؤلاء الذين استغلوا هذه القضايا، لمحاولة إسقاط الشيخ فركوس والطعن في الشيخ فركوس، وظن السوء بالشيخ فركوس، وتحميل كلامه ما لا يحتمل، هم صعافقة سواء كانوا قدماء أم جدداً، وهم أهل فتن، الذين استغلوا هذه القضايا لتصفية الحسابات مع الشيخ فركوس، وهذا أصلًا فعل الصعافقة، كلهم صعافقة؛ الذين يستغلون هذه القضايا لتصفية الحسابات.
لكن هنا سؤال يطرح نفسه: هل الذين خطّؤوا الشيخ محمد علي فركوس في هذه القضايا الثلاث هل هؤلاء حزبيون، هل هؤلاء صعافقة؟ هل هؤلاء يريدون إسقاطه؟ هل هؤلاء عليهم ذمٌّ ولَومٌ؟
الجواب فيه تفصيل.
هناك أناس ذكرتهم سابقًا استغلوا هذه الفتاوى لإسقاط الشيخ فركوس، وأطلقوا ألسنتهم في عرضه، وهم الصعافقة.
وهناك آخرون ينتسبون إلى السلفية، ويتظاهرون بحب الشيخ محمد علي فركوس والدفاع عنه، بل وصلت المبالغة بهم في إظهار حب الشيخ فركوس، أنهم يطعنون فيَّ أنا شخصيًا أو في غيري، إذا قَلنا: أخطأ الشيخ فركوس، هم هؤلاء أنفسهم حُفظ عنه في الباطن، أنهم يطعنون في الشيخ فركوس، وأنهم يقولون: إن فتواه خارجية، أو أنه إنسان ممسوس أو مريض نفسي أو غير ذلك، هم هؤلاء أو بعضهم، نفسهم هؤلاء الذين أنا حذّرت منهم، حُفِظت عنهم عبارات هي من جنس عبارات الصعافقة وأهل البدع، حتى تعلموا أن دفاعهم عن الشيخ فركوس كان عن نفاق، وعن تصفية حسابات معي، ليس ديانة.
وَهذه طريقة الصعافقة يا إخوة، حتى فيما يظهرون من نصرة للشيخ ربيع أو الشيخ عبيد أو غيره في طعنهم في مشايخ الجزائر أو في غيرهم، إنما يفعلون هذا عن مصالح شخصية وعن مصالح حزبية، وعن فتن وأمراض نفسية وبيع دين، وتجارة بالدين، هؤلاء هم "تجار الفتن"، كما تعرفون هناك "تجار الحروب" وهناك "تجار الفتن"، هؤلاء "تجار الفتن"، طباخ الفتن ومن معه من أعضاء مجلس الصعافقة.
فالقسم الأول مذموم، وهو الَّذِي يخطّئ الشيخ محمد علي فركوس طاعنًا فيه سابًا له، ولو بِالنِّفَاقِ وفي الباطن وفي السر، وَهذا نعوذ بالله منه، وأنا دائمًا أحذر من هذه الشاكلة.
القسم الثَّانِي: عُلَمَاءُ أجلاء فضلاء، يخطّؤون الشيخ تخطئة علمية بالأدلة والبراهين، مثلًا صلاة الجمعة في البيوت لا يجيزها أكثر العلماء، والشيخ فركوس يعرف هذا، جمهور العلماء يمنعون، فلا يُقال: إن جمهور العلماء صعافقه أو جهال أو لا يفهمون أو بالتقليد تَكَلَّمُواْ، كذلك مسألة الصلاة بالتباعد، المسألة الطارئة، وهي مسألة للضرورة، سواء اقتنع بها فلان أو لم يقتنع، هي مسألة واقعة، وأنا رددتُ على محب العلم في أربع لقاءات مُفرغة وموجودة ومنشورة، بيَّنتُ بالـأدلة والبراهين من الكتاب والسنة وكلام السلف وكلام العلماء بطلان قوله الذي قرره " محب العلم والعلماء"، بيَّنت بالتفصيل، هذا ديانة.
فالشيخ فركوس حفظه الله أكثر العلماء يخلفونه في مسألة التباعد، فهل تظنون أن الشيخ فركوس يطعن في العلماء أو يطعن في سماحة المفتي أو في الشيخ صالح الفوزان؟ لا يطعن.
لأني أريد أن أنبهكم أن هذا البيان للتاريخ، والشيخ لا يتكلم عن العلماء.
وسأبيّن لكم زيادة في هذه القضية:
الآن المسألة نازلة، وهي مسألة الصلاة بالتباعد لضرورة جائحة كورونا، من أفتى فِيْهَا؟ أفتى فيها اللجنة الدائمة، على رأسهم سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، وكذلك الشيخ صالح الفوزان وغيره من العلماء، كذلك أفتى الشيخ عبد المحسن عباد حتى تراجع عن فتواه القديمة، وأفتى بذلك الشيخ عبد الرحمن محي الدين، وأفتى بذلك كثير من علماء السنة.
الشيخ فركوس أفتى بجواز الصلاة بالتراص وعدم جواز التباعد، وتكلم بالتفصيل في هذه المسألة هاتفيًا وأسئلة الإِخْوَةِ.
فهل الشيخ فركوس حفظه الله لما أفتى هل أفتى بتقليد؟
قلد من؟
لما قال الصلاة بالتباعد لا تجوز، هو قلد من؟
سيقول قائلكم: هو لم يقلد، هو اتبع الكتاب والسنة.
وكذلك سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله لما أفتى قلد مَن بجواز الصلاة بالتباعد بسبب جائحة كورونا وَالْضَّرُورَةِ؟!
وليس معناه أن هذه صفة جديدة للصلاة، وأن التباعد صار سنة من سنن الصلاة حتى بعد انتهاء كورونا!
ما أحد يقول بِهذا، لا أعلم أحد من علماء السنة يقول إن التباعد سنة أصلًا ولا واجب أصلًا.
لكن ربطوه بقضية مُعينة وهي قضية كورونا، وما حصل بسببها من انتشار الوباء فَقَطْ، مسألة خاصة نازلة جَدِيْدَة.
إذًا العلماء ما قلدوا، إِذًا من أين أخذوه؟
أخذوه من الكتاب والسنة.
والشيخ فركوس ما قلد، أخذ من أين؟
أخذه من الكتاب والسنة.
إذًا منهج الشيخ فركوس في فتواه، سواء كان في صلاة الجمعة أو كَانَ في مسالة التباعد أو في الإنكار العلني هو اتباع الكتاب والسنة.
والذين خالفهم من علماء السنة كلهم اتبعوا الأدلة.
إذًا لَا الشيخ فركوس يعيب عليهم، ولا هم يعيبون عليه اجتهاده.
ولا يجوز أن يتخذ الشباب السلفي هذه المسألة وسيلة للطعن في سماحة المفتي ولا الفوزان ولا اللحيدان ولا غيرهم من العلماء والفضلاء
فيا من تمتحنون بعض الشباب بهذه المسألة من يقركم على ذلك؟
يقول لك إذا تصلي بالتباعد صلاتك بَاطِلَة، وأنت كذا وأنت مخالف للكتاب والسنة، كيف الكلام هذا؟ أنت رأيك هذا، أنا رأيي أنك أنت المخالف للكتاب والسنة، أيها القائل لي مخالف للكتاب والسنة!
إذًا المسألة مسألة علمية شرعية، لا يجوز لك أنت تطعن في ولا أطعن فيك، لا يجوز أن تمتحن الشباب السلفي بهذه المسألة ولا يجوز لي أن أمتحنك بها.
يعني أي سلفي يمتحن السلفيين بهذه المسألة وهو يعلم أنهم مُتبعون للأدلة فهذا على غير السبيل، والذي يمتحن السلفيين بالذين يَقُولُون: بالتباعد ويزعم أنهم مُقلدة وأنهم كذا وأنهم كَذَا، هذا على غير السبيل أيضًا، كلاهما على غير السبيل.
مع أني ذكرت بالأدلة والبراهين: أن الصواب هو صحة الصلاة بالتباعد للضرورة، سوء أنت فهمت المسألة أو أقررت بها أو لم تقر بِهَا، ما عندي مشكلة، هي مسألة خلافية أو مسألة اجتهادية تنتهي القضية.
فالشيخ فركوس حفظه الله لا يعيب على السلفي العالم المُتبع للكتاب والسنة إذا ظهرت له مسألة الصلاة بالتباعد، لا يعيب عليه ذلك، بِمَعْنَى؛ لا يطعن الشيخ فركوس، لا بسماحة المفتي ولا بالشيخ صالح الفوزان ولا بالشيخ عبد المحسن العَبَّاد، لا يطعن فِيْهِ، ومن يطعن فيهم فهو مخالف للمنهج السلفي.
ولكن أنا أقول: كما أن الذي يطعن في الشيخ فركوس بسبب هذه المسائل نرى أنه مخالف للكتاب والسنة إن ثبت عنه هذا، سواء الشيخ فُلان أو علان، لأن الشيخ محمد علي فركوس عالم سلفي كبير اجتهد، وكذلك سماحة المفتي عالم سلفي كبير اجتهد، ما يَجُوْزُ تلزمني باجتهادك، حتى لو تَرى أنها مسألة خلافية أو حتى لو قلتَ إنها إجماعية.
العبرة بِالأدلة، فكما أنك تلزم الناس باتباع الأدلة وترى أنك تتبع الأدلة، كذلك نَحنُ، وهذا هو منهج علماء السنة الذين نحن نقدرهم ونجلهم، نحسن بهم الْظَّنِ، لا يَجُوْزُ؛ لأني أَنَا بلغني عن بعض الشباب في الجزائر ممن يزعمون أنهم يحترمون الشيخ محمد علي فركوس أو يقولون بِقَوْلِهِ أنهم يطعنون في الشيخ الفوزان، ويقولون: أنهم مداهن للأمير محمد بن سلمان، أو يقولون إن الشيخ سُلْيمَان الرحيلي طالب علم صغير.
هؤلاء صعافقه، هؤلاء فتانون، هؤلاء أهل هوى، هؤلاء عندهم ظلمة في قلوبهم، الذي يطعن في علماء السنة ويتهموهم بالمداهنة نفس الذي يطعن في الشيخ فركوس ويتهمه بالمداهنة لا فرق، هذا منهج السَّلَف، رضي من رضي وأبى من أبى، هذا دين الله، لَا بد تفهموا هذا.
وأنا في بياني هذا أنصر الحق، وأنصر الشيخ فركوس وأنصر مشايخ السنة بالحق، والله لا أتعصب لِأَحَد، ولا أرضى أن يرميني أحدٌ بالتعصب، أنا لا أتعصب لشيخي الذي عرفت السلفية عن طريقه، وهو الشيخ الألباني، يعني عرفت السلفية اتباع الأدلة وَكَذَا، ولكن كالتوحيد والعقيدة عرفناها الحمد لله في المدارس قبل أَنْ أعرف شيئاً عن الشيخ الألباني رحمه الله، نَحنُ درسنا في السعودية، دولة التوحيد والحمد لله.
لكن أنا أقول: لَهُ فضلٌ عليَّ في توجهي لطلب العلم وفهمي للمنهج السلفي، كذلك شيخي الشيخ ربيع، أنا استفدت مِنْهُ، وعرفت منه هؤلاء الحزبيين، الإخونجية السرورية، له فضل عليَّ.
لكن يا إخوة وإن كان له فضلٌ عليَّ، أنا لا أقلده، ولو قلدته سيذمني الشيخ فركوس، وأنا لو قلدت الشيخ فركوس سيذمني؛ لأن التقليد مذموم لمن ملك الآلة وعنده علمٌ يؤهله لفهم الكتاب والسنة والاستنباط ومعرفة الحق بدليله.
كيف يفهم شباب سلفي، كيف يفهمون أن الشيخ فركوس يقصد أن نقلده، يعني بعض الإخوة من المتعصبين لهذه المسائل، وهي مسألة الجمعة أو مسألة التباعد أو مسألة الأمر بِالمَعْرُوفِ وَالنهي عن المنكر لا يتبعون المنهج السلفي في القضية فقط يتعصبون للشيخ فركوس!
وبعض الإخوة يخالفون الشيخ فركوس ليس اتباعًا للأدلة، وإنما تعصبًا ضد الشيخ فركوس، فَلَا هؤلاء على السنة ولا هؤلاء على السنة؛ لأن المنطلق في فعلهم وفي قولهم هو التعصب، ليس الْاتباع، والشيخ فركوس حفظه الله نصَّ على الاتباع.
يعني أنت أيها السلفي إذا كنت تحب الشيخ فركوس فإنك تأخذ المسألة بالأدلة وتقتنع بها وتفهمها، ويكون عندك آلة يمكنك من الاجتهاد فِيْهَا، أما إذا كنت مُقلداً فتُقلد من تراه أَعْلَم، سواء كان في السعودية أو في الجزائر أو غير ذلك.
ما يجوز أن نلزم السلفيين في الجزائر بتقليد عالم مُعين، يعني نأمر أهل المدنية أن يُقلدوا الإمام مالكاً وأهل الشام يقلدوا الأوزاعي وأهل العراق يقلدوا أبا حنيفة أو يقلدوا الإمام أحمد، وأهل مصر يقلدوا الشافعي!! هذا غير صَحِيْح، وليس هذا من منهج السَّلَف.
فهذه المسألة الثانية وأطلت فيها وفرعت تفريعات لأهميتها، وهي أن المسألة الاجتهادية أو الخلافية التي يُظن أنها خلافية، وهي قد تكون اجتهادية، المسألة التي اختلف فيها العلماء، إذا بنوا خلافهم على أدلة والبراهين، فالعالم إذا اجتهد لا يجوز أن يطعن في غيره ولا يجوز أن نتهمه بأنه مُقلد ومُتبع لهواه ولا يحتكم إلى كتاب والسنة، هذا لا يَجُوْزُ.
لا يجوز اتخاذ هذه المسائل ذريعة للطعن في العالم.
وأنا قد كنت مرارًا وتكرارًا أنبه السلفيين في العالم على خطورة منهج الحدادية، وذكرت مرارًا وتكرارًا أن الحدادية يختارون عض المسائل ليمتحنوا بها الشباب السلفي، ولتمزيق السلفيين وللتحذير مِنهُم، وضربت لكم أمثله.
ومن هذه الأمثلة مسألة جِنْسِ العَمَل، امتحنوا السلفيين وفرقوهم ومزقوهم، إذا كنت تقول بجنس العمل قَالُوا: سلفي، إذا كنت تقول بغير جنس العمل قالوا مُرجئ، هذا من مسلك الحدادية.
كذلك مسألة الجمعيات السلفية التي بمُشاورة العلماء وليس فيها تحزبات وليس فيها تعصبات، فقلت إن الحدادية يتخذون هذه المسألة ذريعة للطعن في المشايخ السلفيين وفي الإخوة السلفيين ويرمونه بالتحزب.
يقول لك هذا صاحب جمعيات!
فالمسائل هذه لا يجوز أبدًا أن تكون مسائل امتحان وولاء وبراء.
ومنها مسألة التصوير بالفيديو والتصوير بالكاميرا، يعني التدريس بها كما يفعل سماحة المفتي والشيخ صالح الحيدان، وأحيانًا الشيخ الفوزان، مَعَ أنه يفتي بخلاف ذلك يعني كفتوى، لكن كتطبيق عملي يفعل ذلك، ويرى ذلك ويعلم ذلك ويخبر بِذَلِكَ، كذلك الشيخ محمد سعيد رسلان، ومشايخ كثيرون، ومنهم الشيخ حسن عبد الوهاب البنا رحمه الله، مشايخ كثيرون يرون الْمَسْأَلَة، ومشايخ كثيرون يحرمون، فلا يجوز أن تُجعل هذه المسألة ولاءً وبراءً.
إذا أنا أعرف عالمًا سلفيًا أو طالب علمٍ سلفي يخرج بفيديو يعلم الناس الدين، لا آتي وأقول لَهُ أنت عندك تصاوير، أنت مطعون في دِيْنِك، أنت تدعو إلى الشرك، هذا ظلم، هذا عدوان.
لا يجوز اتخاذ هذه المسألة ولاء وبراء.
هذه من مسالك الحدادية.
كذلك هذه المسألة، الذي يتخذ مسألة الصلاة بالتباعد أو الجمعة في البيوت بسبب الجائحة، تلك التي حصلت لما مُنعت صلاة الجمعة في الْمَسَاجِدَ، وكذلك مسألة الإنكار العلني بالضوابط التي ذكرها الشيخ محمد علي فركوس حَفِظَهُ اللَّهُ، لا يجوز أن تُتخذ هذه المسائل ذريعة للطعن في الشيخ فركوس ولا الطعن فيمن يراها خطأً بعلم وبيان وبرهان.
لا يجوز بتاتًا التعصب لعلماء أفتوا بهذه أو بخلافها؛ لأنها مسائل خلافية أو مسائل اجتهادية، حسب تصنيف العالم لَهَا.
فبارك الله فيكم احذروا جميعًا من مسلك الحدادية، لا يجوز أبدًا الولاء والبراء في هذه المَسائِل، هذه المسألة الثانية التي أتكلم عَنْهَا.
وأشكر الشيخ محمد علي فركوس لكونه نبه على هؤلاء الطغمة الفاسدة التي تطعن فيه بسبب اختياره لهذه المَسائِل؛ لأنهم بنوا طعنهم على التعصب وعلى المسلك الخلفي، وعلى منهج حدادي بغيض.
فأردت أن أُنبه هذه المسألة وأن أُميز لكم الحق من الباطل، وأن أميز لكم الليل من النهار، وأن أُميز لكم الحالات التي يُتهم فيها من يتكلم في هذه القضايا بخلاف الحق، انتبهوا ولا تخلطوا، لا تقل أنا مع الشيخ فركوس وتطعن في علماء السنة، أنت كذاب، لست على منهج الشيخ فركوس وليس هذا منهج الشيخ فركوس حَفِظَهُ اللَّهُ.



القضية الثالثة
الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله وإن كان هو أكبر علماء الجزائر، وإن كان له الجهود الضخمة، لكن ليس هو الوحيد في الجزائر أيها الإخوة لتلغوا إخوانه من المشايخ السلفيين الثابتين في فتنة الصعافقه الذين زكاهم العلماء مثل الشيخ محمد بن هادي حَفِظَهُ اللَّهُ.
فأقول: إن الشيخ حفظه الله قد يحصل بينه وبين إخوانه عتب، قد يحصل بينه وبين إخوانه خلاف، قد يحصل بينه وبين إخوانه نزاع، بل قد يحصل تحذير علني كما هو معلوم، قد يحصل خلاف علني وقد يحصل تحذيرٌ علني، بل قد يحصل قتال بين الأحبة كما حصل بين الصحابة رضي الله عنهم وبين الأخيار من التابعين، قد يحصل قتال، لكن لم يُبدع بعضهم بعضًا.
وإنما خلاف وقعوا فيه بسبب أو بأسباب عديدة، قد يكون كلهم على حق ولكن بعضهم أقرب للحق من بَعْض، وقد يكون بعضهم على بَاطِلْ، لكن لا نعلم خبايا الْأُمُور، فالخلاف الآن موجود بين مشايخ الجزائر السلفيين المعروفين، هذا موجود وهي حقيقية، والبيان أشار إِلَيْهَا، وعَتب عليهم مرتين أو ثلاث مَرَّات.
أنا سأكون صريحًا معكم، معذرةً! أنا أقول الحق ولو على نفسي، كما قال صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قُلْ الحَقَّ وَلَوْ كَانَ مُرًّا)) أنا سأقول الحَقَّ، ولكن مع ذلك لن أتعصب للخلق، لا أحد للخلق بعد رسول الله صَلَّىٰ الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أبدًا، فتحملوني واحملوني على أحسن المحامل كما هو المنهج السلفي.
القضية الأولى: أنه يعتب على بعض المشايخ ، أنهم لما سمعوا بطعونات من بعض الناس من الصعافقة وغيرهم في فتوى الشيخ فركوس حفظه الله في مسألة الصلاة، صلاة الْجُمُعَةِ، لم يحصل منهم ذمٌّ علني يتوافق مع تلك الحملة الشرسة ضد الشيخ، هذا عتب من الشيخ عليهم، العتب اَلْأَوَلُ في السطور الأولى من البيان.
ونحن نَقُول: والذي نعتقده أن المشايخ السلفين الثابتين على السلفية ضد الصعافقة في الجزائر أنكروا على من طعن في الشيخ فركوس، وربما أشياء لم تصل للشيخ فركوس وأشياء وصلت، لكنها في منظور الشيخ أو فيما وصل إليه أو فيما هو مُعلن لم توافق الحدث.
D وهذا الأمر قد يكون تكرر بصورة أخرى في المسألتين الأخريين، يعني المسائل الثلاث، الشيخ انتقد عِدة أُمُور:
à الأمر الأول: فيما يتعلق بالعتاب اللي بين المشايخ، وهو أنه لم يحصل منهم موقف مُضاد يتوافق مع الحدث، لا في المسألة الأولىٰ، ولا في المسألة الثانية، ولا في المسألة الثالثة.
وأنا أَقُولُ: العتاب لا بأس به بين الإخوة موجود، قد يعتب عليه، وقد يكون مصيبًا في عتابه وقد يكون مخطئًا، وأنا لست حكمًا بين العلماء وبين هؤلاء المشايخ ولا أتدخل، لكن أنا أقول الشيخ فركوس هُوَ بمثابة الأب، وهو يعرف أبناءه أنَّهُ قد يحصل منهم قصور فيسددهم ويرحمهم ويرفق بهم لتكميل النقص الواقع، وتسديد الخلل الموجود، وهو بمثابة الأستاذ لَهُم، أكبر مِنهُم، ولو كان بعضهم قد يقاربه في السن، لكن أكبر منهم في الْعلم.
فالشيخ فركوس حفظه الله أنا أطلب منه رجاءً، أن يكون أكثر صبرًا هو صابر، وأكثر حلمًا وهو حليم، وأكثر رفقًا وهو رفيقٌ بِهِمْ، أعرف ما كابده، وأقدّر الوضع الذي هو فيه وما حصل له من الأذى، وقد رأينا الهجوم الشرس عليه، عشرات المقالات من المجانين الخبثاء الصعافقة ولم نجد إلا ردودًا قليلة من بعض الشباب أو أسئلة تُوجه من المشايخ كونهم لا يرفعون رأسًا بهذه الردود.
وهذا من الخلل الموجود في الساحة، الشيخ له يعني حق أن يغضب، بعض الإخوة معذرةً واسمحوا لي في الاسترسال، قد يقول ليش يغضب الشيخ؟ حتى بعض المشايخ قد يقول ليش يزعل الشيخ؟ يعني ليش يزعل وهو القائل همشوهم؟ الشيخ الحمد الله نحن معه على منهجه وندافع عنه، لكن يعني هؤلاء الصعافقة لا يستحقون الرد عليهم، كلامهم تافه، كلامهم كثير، وأنا نفسي ما دافعت عن نفسي كثيرًا قليلًا، يعني قد يعتذر المشايخ بأعذار، هذه مَوْجُودَة.
فالمسألة الأولى في العتاب الأول، الشيخ له حق أَنْ يعتب، وَهُم عليهم أن يتحملوا وأن يصبروا وأن يستسمحوا الشيخ، هذه نصيحة أخوية مني، لِمَاذَا؟ هذا أنا رأيته أيضًا من الشيخ ربيع.
أنا أقول لكم بِكُلِّ صراحة، رأيت هذا الأمر من الشيخ ربيع، الشيخ ربيع إذا رأى هجمة شرسة عليه مثلًا من المأربي من الحلبي من كَذَا، كان إذا أتاه فلان يقول لماذا لا ترد على المأربي؟
لأن أَكْثَرَ كَلَامِ المأربي على الشيخ ربيع، ويتضمن طعنه في الشيخ ربيع تأصيلات فَاسِدَةْ.
فالشيخ ربيع يريد منهم أن يردوا على التأصيلات الفَاسِدَةِ، ويتضمن ذلك الدفاع عنه بالحق، هذا أنا رأيته بنفسي، ويعتب على مشايخ وعلى طلاب علم، وربما غضب من بعضهم، وربما غمز بعضهم؛ لأنهم لم يدافعوا عنه، فليس الشيخ فركوس حفظه الله هو الوحيد الذي يعتب في هذا.
حتى واحد يقول لك ليش يعتب؟ رد فلان ورد فلان ، هذا موجود عند العلماء، والإمام أحمد بن حنبل نفسه غضب من كثير من السلفيين؛ لأنهم لم يدافعوا عن الحق، بعضهم قد يكون سكت وبعضهم قد يكون دارى أو كان يستخدم التقية مع الجهمية، حصل غضب من الإمام أحمد، فغضب السلفي، العالم السلفي نُوجهه توجهًا حسنًا، ولا نستغل هذا التوجيه للطعن في المشايخ السلفيين بدعوى أننا ننتصر للشيخ فركوس.
الذي يدّعي الانتصار في الشيخ فركوس ويطعن في المشايخ السلفيين في الجزائر كمن يدعي للانتصار للشيخ فركوس في هذه المسائل ويطعن في اللجنة الدائمة ويطعن في الشيخ سليمان الرحيلي وَفِيْ الشيخ العباد وفي المشايخ السلفيين، لا فرق، لا تطعنوا في المشايخ حتى ولو الشيخ طعن، متحملة منه، ويناصَح فيها.
هو يُؤدب أبناءه، يربيهم، يريدهم أن يُحَسِّنُوا من مواقفهم، له الحق في ذلك، حتى لو قال بعض المشايخ هذا زيادة علينا، نحن عندنا منزلة، وهذا يحصل به يعني منكرات أكثر و و، هو علم له اجتهاده، فاحترموه وقدروه واعتذروا منه وانصروه ودافعوا عنه بالحق، هذه المسألة الأولى من القضية الثالثة وهي العتاب، حُق له في ذلك، ولكن لا يحق للشباب أن يستغلوا هذا العتاب للطعن.
à المسألة الثانية: أنه ثبت عند الشيخ محمد علي فركوس وجود طعن من بعض من يدّعي حبه، مثل الهضابي وغيره، يعني بما يعرفه كثير من السلفيين عندكم، وممن يعرفون ما يدور خلف الكواليس، أن هناك من يدعي حب الشيخ محمد علي فركوس وفي الباطن يقول عن فتواه خارجية في الصلاة بالتباعد أو في الإنكار العلني أو أنه مريض أو أنه متكبر ومتغطرس وأنه الأوحد، وأنه لا يرى في العالم إلا نفسه، وأنه يعني عنده كِبْر، وأنه عنده خُيلاء وغير ذلك، وأُعجب بنفسه وبرأيه.
هُنَاكَ أناس ثبت عليهم مثل هذه الطعون، ثم ثبت عند الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله أن المشايخ لم يتخذوا موقفًا من هؤلاء، بل حُفظ عنهم تزكية لبعض هؤلاء في غير هذه الْأُمُور، بل قد يُنقل أنهم وافقوا في بعض هذه الْأُمُور بغض النظر الآن عن قضية صح أو لم يصح.
لكن قد نُقل، قد قيل -بالتمريض-، العتب بين الشيخ فركوس في المسألة الثانية هو وجود تزكيات من بعض المشايخ السلفيين لأناس ثبت عنده طعنهم في الشيخ فركوس في السـر، وثبت تلاعبهم وثبت كذبهم يعني يمين غموس، فالشيخ غضب من ناحية عدم البراءة من هَؤُلَاءِ، غضب من هذه التزكيات، كيف تزكّي هَؤُلَاءِ؟
الشيخ طبعًا عبد المجيد أو الشيخ الأزهر أو غيره من المشايخ قد يزكون الشخص في مسائل علمية ودعوة للتوحيد وتدريس، ولم يكن وقتها في هذه التزكية على علم بهذه الأمور أو لم تثبت عنده أو يتظاهر ذلك الشخص بأنَّهُ ما قال، ويحلف لَهُ أيماناً مُغلّظة.
عبد الحميد الهضابي كان قد ذهب للشيخ فركوس وحلف عنده أنَّهُ ما قال، قال له الشيخ فركوس: عليك شهود سبعة أو نحو ذلك، قَال: يا شيخ إذا قُلْت أستغفر الله، قال له: من أَوَّل قل أستغفر الله وخلاص، أو بما معناه.
فقد يكون هذا الهضابي نفسه أقسم للشيخ جُمُعَة أنه ما قال، فالشيخ بنى على الْسَّلَامَة.
كذلك عند الشيخ لزهر فلان غير الهضابي؛ لأن الشيخ الأزهر الَّذِي أعرفه أنه يحذر من الهضابي.
فالقضية التي حصلت: أن المشايخ هؤلاء وَإن زكوا هؤلاء، هم لا يزكون الطعون، ولا أعلم عنهم أنهم يزكون الطعون، فالشيخ انتقاده في مَحَلّه-معذرةً، أنا أقولها بكل صراحة، وأنا قلت شكري للشيخ فركوس لبيان الحق-، وهذا من الحق الذي بَيَّنَهُ الشيخ فركوس أو أشار إِلَيهِ.
فيا مشايخ وأنا شخصيًا قد حذّرتكم من بعض هَؤُلَاءِ، ولست أَنَا، هناك غيري حذركم ونبهكم.
انتبهوا هذا فلان يَفْعَل، فلان يَقُوْل، ونأتي بالأدلة، أنا جئت بالأدلة المكتوبة من كتابة بعض هؤلاء، ومع ذلك ترى هناك تحركًا ضعيفًا لا يُذكر من المشايخ ومن بعض المشايخ ضد هَؤُلَاءِ.
وأنا أضرب مثلًا ثانيًا، يعني أنتم الآن تبلغكم عن هؤلاء أو بعض هؤلاء طعون فيّ أنا شخصيًا، ماذا تفعلون؟ مَا هو موقفكم؟ ماذا فعلتم؟
الشيخ الأزهر جزاه الله خير تكلم بكلام طيب، الشيخ جمعة نعرف أن موقفه طيب إِنْ شَاءَ اللهُ، لكن أين المُعلن، أين المكتوب؟ كلمات تُعد على الأصابع، أين ((انْصُر أَخَاكَ))؟
هي لعل طبيعتهم هذه، ليس مع الشيخ فركوس فقط، مع غيره أيضًا، فهي هذه الطبيعية لها دور لعلها في عدم إكثارهم من الكتابة أو الاهتمام بهذه القضايا.
لكن هذا مُوجبٌ للعتب، أنت إذا طُعن فيك يا شيخ عبد المجيد يعني تشكر وتفرح بمن يدافع عنك بالحق من الإخوة السلفيين.
كذلك الشيخ لزهر حفظه الله والشيخ فركوس حَفِظَهُ اللَّهُ، كُلُّكُمْ، كل المشايخ يفرحون بالحق، إذا دافع عنهم السلفيون حتى لو كان من العوام، الحق يُفرِح والباطل يُغضِب.
فأنا أقول: إن هٰذه المؤاخذة في محلها، ما هو الَّذِي في محله؟ ليس كل المسألة، في محل القضية وهي أنه يوجد من بعض الأشخاص انحراف وظلم، ويُشتكى لبعض المشايخ ما يفعله هؤلاء الفسدة، فلا نجد إلا الدفاع بالباطل أو السكوت أو الاعتذار، أو يقول: اعتذر الشخص!
مثلًا أنا رددت على (عبد الله بن محمد) وهو لعاب كذاب، ما موقف الشيخ عبد المجيد جمعة منه؟ لا يوجد، بل يدافع عنه.
أنا حذرت من عبد الحميد الهضابي، وأوصل له الإخوة ذلك، ماذا فعل؟ لا شيء فيما أعلم، هل تبرأ من الهضابي؟ ما بلغني إلى هذه اللحظة، هذه مؤاخذة صحيحة، ولو كان له مبررات.
لكن الحقيقة أن هذا خطأ وموجب للعتاب، وليس موجبًا للتحذير والخلاف، لكنه موجب للعتاب.
أنا الآن أعاتب ولي حق أن أعاتب، أنا أدافع عنك ولما تأتيك الفرصة دافع، دافع عني بالحق لا تدافع بالباطل، ولا تخف إِلَّا الله.
فلذلك بارك الله فيكم الَّذِي حصل من الشيخ محمد علي فركوس، من العتاب في المسألة الثانية هو محقٌ فيها، فتقبلوه بصدر رحب وأصلحوا الخطأ، هو أرفع لكم وأبعد عن الفتنة وأوأد للخلاف، وأبعد عن الفتنة والاختلاف.
المسألة الثالثة: وهي ما يحصل من طريقة في العمل الجماعي، هو أنه ربما يتعاملون مع القضايا بتعامل خاص، يعني بحث علمي يكتبه، يعني مثلًا الشيخ عبد المجيد حَفِظَهُ اللهُ، لما تكلم في مسألة الصلاة بالتباعد، أفتى بفتوى مختصرة، الشيخ فركوس حَفِظَهُ اللهُ تكلم بالأدلة والبراهين.
هو يريد منهم أن يتكلموا بالأدلة والبراهين والتفصيل، حتى ولو خالفه في النتيجة ما عنده مشكلة، فالشيخ يرى أن تربية الشباب السلفي إنما تكون على اتباع الأدلة والبحث العلمي وعدم التَّعَصُّب.
لذلك الذين يتعصبون للشيخ فركوس، هم لا يفهمون هذا التوجيه، ويظنون أن الشيخ محمد علي فركوس يريد منهم أن يقلدوه تقليدًا أعمى، ويريد منهم أن يقولوا: قَالَ الشيخ فركوس، كأنها قَالَ الله وقال رسول الله عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ!
الشيخ فركوس يحارب هذه الطريقة، يريد من السلفيين في الجزائر أن يتبعوا الأدلة وأن يقولوا الحق، وأن يبحثوا المسألة بحثًا علميًا، فالنتيجة التي تنبي على البحث العلمي، وفق الأدلة الشرعية، وفق المنهج السلفي، الشيخ فركوس حَفِظَهُ اللهُ ما يعارضها، ما دام أنها من أقوال أهل العلم، وأنها من التي تتبع الأدلة وغير ذلك.
فالشيخ فركوس حَفِظَهُ اللهُ، إنما يغضب أو أغضبه طريقة تناول القضايا، يعني تربية الشباب السلفي على مسألة خذوا بقولي هذا وخلاص، يعني مثلًا الشيخ يفتيهم فتوى أي شيخ يقول لهم: هذا لا يجوز، أو هذا يجوز، ذاك مستحب، باختصار لا يطول في الفتوى.
أنا لا أَقول: إنهم لا يفصلون أحيانًا، بل يفصلون، لكن مسألة الصلاة بالتباعد، لم أر بحثًا طويلًا أو بحثًا معمقًا، كتبه الشيخ عبد المجيد جمعة أو كتبه شيخ الأزهر مثلًا.
فالشيخ يغضب لهذا الأمر، يعني ليس للمسألة هذه فقط، لتناول القضايا هذا التناول، يريد أن نربي الشباب السلفي على البحث العلمي، على الأخذ بالأدلة والقواعد الشرعية، ودراسة المسالة دراسة صحيحة.
هذا الَّذِي يريده الشيخ فركوس حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ وهي قضية اتباع الأدلة، اتباع النصوص، دراسة علمية، ليس تربية الشباب خذ كلامي وامشي.
فالشيخ أَيْضًا ممتعض من هذه الطَّرِيقَة؛ لذلك يَقُوْل: أن أدعو إلى الله يعني بالطريقة التي أنا أدعو الناس إليها، ولا أريد الأمر الجمعي هذا.
والشيخ فركوس حَفِظَهُ اللهُ له حق أن يفعل ما يشاء فيما يراه حقًا وصوابًا موافقًا للكتاب وَالسُّنَّة.
وكذلك هم يجوز لهم أن يفتوا بهذه الطريقة؛ لأن السلف كانوا يفعلونها، مرة يتوسعون ومرة يختصرون.
والشيخ فركوس نفسه يفعل هذا أحيانًا، خاصة إذا كان السائل عاميًا لا يفهم، يعني إذا السائل جاءك في مسجدك، أو في بيتك أو في مكتبتك او اتصل عليك، يا شيخ هذه المرأة حرام عليّ أم حلالٌ عليّ في الرضاعة؟ لا يلزمك أن تذكر الأدلة، فالعامي قد لا يَفْهَمُ، لا تذكر الأدلة والقواعد في الإرث فهو قد لا يفهم، فلا تضيع وقتك معه إِلَّا إذا كان غيره يَسْمَعْ، ويتقصد الشيخ منفعة الجميع.
والعلماء على مر السنين، وَعلى ممر الدهور والعصور، إِمَّا أن يتوسعوا، وَإِمَّا أن يختصروا في الأحكام، فالفتوى حسب المقام وَهذا من آداب الفتوى.
فالعامي لما يجيء ويسألك في مسألة لا تقل له محاضرة، لا أحد يقبلها لا الشيخ فركوس ولا غيره، فهم يعلمون هذا.
والشيخ فركوس يعلم هذا؛ لذلك هو يعتب في مسائل معينة، تقبلوا هذا العتاب منه.
لكن كتأصيل هو لا يلزمهم شرعًا من الناحية الشرعية، ما دام أن غيرهم قام به.
الشيخ العلامة محمد السبيل رَحِمَهُ اللَّهُ كان يقول: جزى الله الشيخ ربيعاً خير الجزاء، لقد أسقط عنا فرض العين بكلامه في أهل الأهواء والبدع.
هذا المقصود الَّذِي أنا أتكلم عنه الآن، فهم ربما رأوا من الجبل الشيخ فركوس كفاية، رأوا من اللجنة الدائمة -وهم جبال- كفاية.
لكن هل قالوا باطلًا؟ هل قالوا قولًا لم يقله أحد؟!
فالشيخ يعتب كما قلت لكم بمنزلة الأب، يعتب على أبنائه وعلى إخوانه الذين هم أصغر منه سنًا، وله الحق في ذلك، ونحن نحبه ونحترمه ونجله، وأنا أنصح المشايخ في الجزائر، أن يجتمعوا على الحق وأن يكونوا يدًا واحدة.
ولا يلزم الشيخ فركوس أن لا يفتي إلا باجتماع غيره معه، لكن هؤلاء إخوته، وستجد يا شيخ فركوس من يستغل هذه القضايا، ويعمل عليها فرحًا، ويعمل عليها طبلاً وزمراً في منتديات التصفية المسروق، سيفرحون بهذا الكلام، وسيفرحون باستغلال بعض الناس لهذه القضية، للطعن في الشيخ فلان والشيخ فلان.
أنتم أيها الإخوة السلفيون كما تعلمون ((يد الله على الجماعة))، وأنتم على قلبٍ واحد إن شاء اللهُ على السُّنَّة، وهؤلاء المشايخ يتقبلون بصدر الرحب، والذي أخطأ يعتذر، واجتمعوا على الحق يا إخوة في الجزائر، ويا مشايخ، كونوا يدًا واحدة، وأنا أحبكم جميعًا يا من أنتم على الحق على السُّنَّة.
وأقول في الختام: الحمد لله على كل حال، ولا زلت أوصي الشباب السلفي في الجزائر بحب وتقدير الشيخ فركوس والشيخ عبد المجيد جمعة والشيخ أزهر.
وأقول:والله لو ثبت على أي شيخ أنه يتلاعب ويتلون، وأنه ينافق والله لن يضر إِلَّا نفسه حتى أنا، لو نافقت ولو تلاعبت، وصار سري غير إعلاني في الحق، والله حق لكم أن تتركوني، هذه نصيحة لنفسي ولمشايخي، ولإخواني المشايخ، فالله يعلم السـر وأخفى ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
نحن نحبكم ونحسن الظن بكم، لكن أقول: هناك من ينتحلكم.
يوجد عند الشيخ فركوس بعض الناس يطعنون في العلماء، ويزعمون محبة الشيخ فركوس، أنا أتكلم عن البعض.
هناك ناس يحبون الشيخ جمعة ويدافعون عنه، ويطعنون في بعض علماء السُّنَّة بطعون سوء.
يوجد بعض الإخوة يحسن الشيخ لزهر بهم ظنه، وهم سوس ومرض.
الشيخ ربيع كذلك عنده ناس ممن ينتحلونه وهم سوسٌ، وكذلك عند الشيخ عبيد، وقد ذكر الشيخ ربيع وجود بطانة فاسدة كانت عند الشيخ الألباني وعند الشيخ مقبل، وعند الشيخ ابن باز، قَالَ جعلوا عند المشايخ وعند العلماء بطانة، هذا قاله الشيخ ربيع حَفِظَهُ اللهُ بلسانه وكتبه ببنانه في بيانه.
فالعلماء يعرفون هذا الكلام الَّذِي أنا أقوله لكم، ولا نطعن في العالم، بل نريد أن ينتبه العالم لمن يحيك له المؤامرات.
يوجد بعض الناس يكتبون في الفيسبوك، يزعمون محبة الشيخ فركوس وهم طعانون، لعّانون في العلماء، يوجد من يزعم محبة الشيخ جمعة من يفعل كذلك أَيْضًا، ويوجد من يزعم محبة الشيخ لزهر ويفعل ذلك.
ولعل بعض الناس ممن يظهر محبتي، يفعل هذا خلف ظهري، فهذا موجود.
لذلك أقول لنفسي وللمشايخ: نظّفوا أفنيتكم، حتى الشيخ ربيع والشيخ عبيد.
هذه نصيحة لوجه الله، نظفوا من حولكم، انتبهوا ممن ينقل عنكم بلسانكم، والشيخ فركوس حَفِظَهُ اللهُ بلغه عن عيسى الشلفي أنه يتكلم بلسانه فنصحه وأنكر عليه، وقال: لا تتكلم بلساني.
لا تظنوا أن الشيخ محمد علي فركوس ساكت.
كل هؤلاء الذين يتكلمون بلسان الشيخ فركوس وينشرون الفتن فالشيخ فركوس بريء منهم، لأنهم يلعبون، ويكذبون عليه.
نحن نقول: نحفظ كرامة المشايخ، ونحبهم، ونرد خطأهم، ولا نغلوا فيهم، ونحاول الإصلاح بينهم، ولا نشمت بنا الأعداء، ونسأل الله سُبْحَانَهُ في عليائه أن يغفر لهم جميعًا، وأن يوفقهم جميعًا، وأن يسددهم جميعًا، وأن يجمع كلمتهم على الحق وأن يبعد عنهم أهل الشر وأهل الْفِتَن.
هؤلاء زينة الجزائر يا إخوة، زينة الجزائر أنتم يا مشايخ، أنتم إخوة، الَّذِي يطعن في أخيه كالذي يطعن في نفسه يا مشايخ.
أنا والله لما أتكلم عن بعض السلفيين كأني أطعن نفسي، لكن ماذا أفعل؟
بعض الناس مثل المرض والسرطان لا بد من البتر، وأتكلم أنا عن أهل الفتن مثل الهضابي، والله أنا ما أريد أتكلم عليه، لكن هو لا يريد الاستجابة، ونصحته ونصحه غيري، وشره أْعْظَمُ فلم أجد إلا الكي، هو نفسه عبد الحميد أنا راسلته نصحته، ما ينتصح ما يريد النصيحة، يلعب ويكذب، يتلاعب، يتلون.
يا مشايخ، يا زينة البلد، اتقوا الله في أنفسكم، احفظوا الله يحفظكم الله.
أسأل الله أن يكرمكم بالاجتماع على الحق، ومن كان فيه باطل نسأل الله عَزَّ وَجَلَّ أن يهديه ويرده للحق، كلنا جميعًا ندعو بهذا الْدُّعَاء لأنفسنا قبل غيرنا.
وإذا صار مني كلام في هذا اللقاء لا يليق فأَنَا أعتذر وحملني عليه الحب والإكرام، والله أنا أحب أن يكون الشيخ فركوس في جميع ما أفتى به أهل الحق والصواب، ما اريد إِلَّا الخير لَهُ، أيش أريد له غير ذلك؟
كذلك الشيخ عبد المجيد كذلك الشيخ الأزهر، كذلك الشيخ ربيع، والشيخ عبيد.
والله أريد لهم أن يكونوا على الحق، لكن الله يبتلي بعض الصادقين بهذه الْأُمُور.
فلذلك يا أيها السلفيون اتبعوا الحق، أكرموا العلماء، احفظوا أقدراهم، التزموا بنصائحهم السلفية ولا تتعصبوا للباطل، ولا تتعصبوا للعالم بغير حق، اتقوا الله في أنفسكم لُـمُّوا الشمل، اجمعوا الكلمة، ولا تتدخلوا بين المشايخ ولا تتعصبوا لطرف دون طرف، هذه مشكلة بين المشايخ يحلونها.
ادعو لَهُم بالتوفيق وَالْسَّدَادِ، وندعوا الله لهم أن يوفقهم ويسددهم.
والله تَعَالَىٰ أَعْلَمُ وَصَلَّىٰ الله وَسَلَّمَ على نَبْيِّنَا محمد.

راجعه بعد التفريغ:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-30-2021, 10:02 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,364
شكراً: 2
تم شكره 271 مرة في 211 مشاركة
افتراضي

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:51 PM.


powered by vbulletin