منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > المنابر الموسمية > منبر شهر رمضان المبارك

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-28-2010, 05:53 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي أثر الصوم في تزكية النفوس وتهذيب السلوك بقلم : الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعه الجزائري

أثر الصوم في تزكية النفوس وتهذيب السلوك
بقلم :
فضيلة الشَّيخ الدكتور
أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعه
وفقه الله



(الإصلاح؛ العدد الرَّابع)
(منقول من: منتديات التَّصفية والتَّربية السَّلفيَّة)

الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد المرسلين، نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أمَّا بعد، فإنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- خلق الخلق لعبادته الجامعة لتوحيده ومحبَّته ومعرفته، ولتحقيق هذه الغاية العظيمة، شرع لهم من الأحكام ما فيه صلاح العباد في المعاش والمعاد إحساناً إليهم ورحمةً بهم وتمام نعمته عليهم، وقد استقرَّت العقول السَّليمة والفطر المستقيمة على حسن الشَّريعة واشتمالها على الحكمة والمصلحة والعدل والرَّحمة.
ومن محاسن التَّشريع مشروعيَّة الصَّوم، فقد فرضه الله -عزَّ وجلَّ- في شهر رمضان، وجعله النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم أحد أركان الإيمان، وما شرعه الله تعالى من أجل تعذيب خلقه بالجوع والعطش، وتحميلهم مشقَّته، بل شرعه سبحانه لِحِكَمٍ عُظمى وفوائد كبرى يتجلَّى فيها مدى حسنه:
من أعظمها وأجلِّها أنَّه يوجب تقوى الله -عزَّ وجلَّ-، وهي فعل ما أمر، وترك ما نهى عنه وزجر، وهي الحكمة الَّتي ذكرها الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه حيث قال: ﴿يا أيُّها الذين ءامنوا كُتب عليكم الصِّيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلَّكم تتقون﴾ [البقرة: 183]، والحقُّ أنَّ كلَّ الحِكَم الَّتي تستفاد من الصَّوم فإنَّها ترجع إلى أصل التَّقوى، فهي رأس الأمر وجماع الخير، فما استعان أحدٌ على تقوى الله -عزَّ وجلَّ- وحفظ حدوده، واجتناب محارمه بمثل الصَّوم، ولهذا كان الصَّوم وقايةً من عذاب الله تعالى، كما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «الصَّومُ جُنَّةٌ»؛ أي: وقاية من النَّار، لأنَّه إمساكٌ عن الشَّهوات، والنَّار محفوفةٌ بالشَّهوات.
ومن محاسن الصَّوم أنَّه يُرَبِّي النَّفس على الصَّبر، ويعوِّدها على تحمُّل المشاقِّ في سبيل الله -عزَّ وجلَّ-، فهو يجمع أنواع الصَّبر الثَّلاثة: الصَّبر على المأمور، والصَّبر على المحظور، والصَّبر على المقدور، ومن استكمل هذه الانواع فقد استكمل حقيقة الصَّبر، وبلغ ذروته؛ فيكون صبراً على المأمور؛ لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على امتثال أمر الله له بالصَّوم؛ وعلى المحظور؛ لأنَّ الصَّائم يجتنب ما حُرِّم عليه؛ وصبراً على المقدور؛ لأنَّ الصَّائم يحبس نفسه على الرِّضى بما قدَّر عليه من ألم الجوع والعطش.
ومنها: أنَّه يعوِّد النَّفس على امتثال أوامر الله -عزَّ وجلَّ- وإخلاص العمل له، ورجاء ثوابه، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»([1])، يعني: مصدِّقاً بفرض صيامه، ومحتسباً مريداً بذلك وجه الله، بريئًا من الرِّياء والسُّمعة.
ومنها: أنَّه وسيلةٌ للاستعفاف، وضبط النَّفس عن هيجانها، وإطفاء نار شهوتها، وتضييق مسالك الشَّياطين من وساوسها، ولهذا حثَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم الشَّباب الَّذين تعذَّر عليهم الزَّواج، وخشوا على أنفسهم من الفتنة أن يصوموا فقال: «يا معشر الشَّباب من استطاع منكم الباءة فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصَّوم فإنَّه له وجاء»([2])، قال الإمام ابن القيِّم -رحمه الله- في «روضة المحبِّين» (239): «فأرشدهم إلى الدَّواء الشَّافي الَّذي وُضع لهذا الأمر، ثمَّ نقلهم عنه عند العجز إلى البدل، وهو الصَّوم، فإنَّه يكسر شهوة النَّفس، ويضيِّق عليها مجاري الشَّهوة، فإنَّ هذه الشَّهوة تقوى بكثرة الغذاء وكيفيَّته، فكميَّة الغذاء وكيفيَّته يزيدان في توليدها، والصَّوم يضيِّق عليها ذلك، فيصير بمنزلة وِجاء الفحل، وقَلَّ من أدمن الصَّوم إلاَّ وماتت شهوته أو ضعفت جدًّا والصَّوم المشروع يُعدِّلها».
ومنها: أنَّه وسيلة عظيمة لجهاد النَّفس الذي هو أعظم من جهاد الكُفَّار والمنافقين، وذلك لحملها على فعل ما أُمِرَت به وترك ما نُهِيَت عنه، ومنعها من حظوظها وشهواتها محبَّةً لله وطاعةً له، وإيثاراً لمرضاته، وهذا معنى قوله: «يدع طعامه وشرابه من أجلي»، كي يتعوَّد الصَّائم على قهر نفسه وغلبته عليها حتَّى تنقاد لأمر مولاها ومخالفة هواها.
ومنها: أنَّه وسيلة لتزكية النَّفس من شهواتها وتطهيرها من أدرانها؛ لأنَّ الصَّائم يدع أحبَّ الأشياء إليه من الطَّعام والشَّراب والجماع من أجل الله تعالى، وهذا معنى قوله تعالى في الحديث القدسي: «إلاَّ الصَّوم فإنَّه لي وأنا أجزي به؛ يدع شهوته وطعامه من أجلي»([3]).
ومنها: أنَّه يورث خشية الله تعالى والخوف منه في السِّرِّ فضلاً على العلانيَّة؛ لأنَّ الصَّائم لا يطَّلِّع عليه أحد بمجرَّد فعله إلاَّ الله، فبإمكانه أن ينتهك حرمة الصَّوم بالإفطار دون أن يراه النَّاس؛ لكن يترك ذلك خشيةً من الله تعالى.
ومنها: أنَّ الصَّوم جُنَّة، يحفظ صاحبه من الآثام، ويعصم جوارحه من الوقوع في الحرام، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم: «الصِّيام جُنَّةٌ فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل: «إنِّي صائم» مرَّتين»([4])، فالرَّفَثُ ها هُناالفُحش والخنا، والجهل هو السَّفه، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «من لم يدع قول الزُّور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه»([5]).
ومنها: أنَّه يربِّي النَّفس على حسن الخلق والحلم والاناة، وتحمُّل إيذاء النَّاس، ويعوِّدها على كظم الغيظ وسكون الغضب، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إنِّي صائمٌ إنِّي صائمٌ»، فيحفظ الصَّائم نفسه من أن تمضي ما هي قادرةٌ على إمضائه، باستمكانها ممَّن غاظها، وانتصارها ممَّن ظلمها.
ومنها: أنَّه يُطَهِّر النَّفس من الشُّحِّ والبُخل، ويربِّيها على الجود والكرم، كما قال ابن عبَّاس رضي الله عنهما: «كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم اجود النَّاس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كُلِّ ليلةٍ من رمضان فيُدارسه القرآن فَلَرَسولُ اللهِ صلَّى الله علسه وسلَّم أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة»([6])، وإنَّما كان يعظم جوده في رمضان؛ لأنَّه موسم الخيرات، وفيه تتضاعف الحسنات، وليعين الصَّائمين على صومهم، وليُفطِّرَهم، فيحصل له مثل أجورهم، وإذا ذاق الصَّائم ألم الجوع والعطش دعاه ذلك إلى التَّفَكُّرِ في البائس الفقير الَّذي يبيت على الطّوى طول السَّنة، فبادر إلى التَّصدُّق عليه والإحسان إليه.
ومنها: أنَّه يحمل النَّفس على التَّسابق في الخيرات، والتَّنافس في الأعمال الصَّالحات، لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إذا كان أوَّل ليلةٍ من شهر رمضان صُفِّدت الشَّياطين ومردة الجنِّ وغُلِّقت أبواب النَّار فلم يُفتح منها بابٌ وفُتِّحت أبواب الجنَّة فلم يُغلق منها بابٌ ويُنادي مُنادٍ: يا باغيَ الخير أقبل، ويا باغيَ الشَّرِّ أقصر، ولله عُتقاء من النَّار وذلك كُلَّ ليلةٍ»([7]).
ومنها: أنَّه يعين الإنسان على تزكية نفسه وتطهيرها من المحرَّمات والعادات السَّيِّئة المُدمَن عليها، كمن بُلي بشرب الخمر أو الدُّخان أو العادة السِّريَّة، فإنَّ الصَّوم خير عون له على التَّخلِّي عنها.
فهذه بعض الحِكَم والمعاني الَّتي نجنيها من الصَّوم في تزكية نفوسنا وتهذيب سلوكنا وتربية أجيالنا، ولهذا قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «عليك بالصَّوم فإنَّه لا مثل له»([8]).
وبالله التَّوفيق، والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــ
([1]) رواه البخاري (38)، ومسلم (1817) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([2]) رواه البخاري (4778)، ومسلم (1400) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
([3]) رواه مسلم (1151).
([4]) رواه البخاري (1795)، ومسلم (1762) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([5]) رواه البخاري (1804، 5710) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
([6]) رواه البخاري (1803)، ومسلم (2308).
([7]) رواه التِّرمذي (682)، وابن ماجة (1642)، وصحَّحه الشَّيخ الألباني في «صحيح السُّنن».
([8]) رواه النَّسائي (2223)، وأحمد (5/248) عن أبي أمامة، وصحَّحه الشَّيخ الألباني -رحمه الله- في «صحيح الجامع» (4044).
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:06 PM.


powered by vbulletin