نختم بهذا السؤال أحسن الله إليكم :
ما هو سبب عزوف كثير من الناس عن العلم، والانشغال بالتكاثر في أموال الدنيا ولهْوِها؟
جواب الشيخ العلّامة المُجتهد صالح بن محمد اللحيدان ـ حفظه الله ـ :
هذا بسيط! يمكن رأوا أن العلم ما يجيب لهم الدنيا!؛ واللي يحرص على العلم حقيقة الذي يريد أن يعرف العلم ليعمل به دعوة للآخرين، وبيانا للأحكام الشرعية، وإرشادا للضالين عن الطريق ليهديهم الله بسببه استحصالا للثواب ، الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"
فإن أنفس الأموال عند العرب الإبل الحُمر ـ فحُمر النعم أنْفَسُ أموالهم ـ النبي قال هداية فرد واحد يكون ثوابك على هذه الهداية له أعظم من كسبك أنْفس الأموال.
وينبغي لطالب العلم أن يُحصّل العلم، لا لأن يريد لِيُدرك الدنيا به! لا؛ ينبغي أن يطلب العلم ليعمل به، حتى إذا علّم هذا العلم الآخرين علّمهُم كيف يحملونه وكيف يقومون بواجبهم.
مما لا شك فيه أنّ أشرف العلوم ـ حقيقة ـ العلم بما قال الله، وقال رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعرفة ما قال الله، وما قال رسوله ومعرفة الحلال والحرام، ومعرفة كيف يعبد الإنسانُ ربّهُ، وكيف يتجنب المحرّمات، وكيف يأخذ بالأسباب المنجية، والأسباب الواقية؛ هذا العلم الذي ينفع.
وأما إذا كان العلم ـ يتعلم ـ الإنسان ولا يعمل به! فقديما قال قال الشاعر:
وعالمٌ بعلمِهِ لمْ يعْمَلَنْ ** مُعذّبٌ مِن قبْلِ عبّادِ الوَثَنْ
ينبغي للإنسان أن يوطّن نفسه، ثم أيضًا يسأل ربّهُ أن يعينه على العمل بالعلم الذي علِمَهُ.
أسأل الله ـ جل وعلا ـ بأسمائه وصفاته أن يصلح حالنا، وحال بلادنا المملكة العربية السعودية، وحال المسلمين في كل مكان، وأن يعزّ الإسلام والمسلمين، وأن يذل الكفر والكافرين، وأن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن...
الله وقانا في المملكة العربية السعودية في السنوات التي مرت سنتان في مصر أو أكثر من الفتن التي عصفت بالعالم العربي بالخصوص وبعض المسلمين ووقى الله هذه المملكة، نسأل الله ـ جل وعلا ـ أن يُسلّم لها الوقاية لكن أن يرزقها شكر النعم التي منّ الله بها عليها من الهداية وأن يحفظها وأن يصلح حالها وأن يوفق كل من وَلَى ويَلِي أمرا من أمورها أن يخلص لله في العمل، وأن يصدق مع الله ـ جل وعلا ـ في نصرة الحق وأهله، وإذلال الباطل وأهله، وأن يصون هذه المملكة، وأن يكون من أسباب صيانة العالم الإسلامي من شر البدع والضلالات والفتن.
كما نسأله ـ جل وعلا ـ بأسمائه وصفاته أن يُعاجل المضطهدين في الشام وفي فلسطين أن يُعاجلهم بالفرج منه ـ سبحانه وتعالى ـ ؛ وأن يرينا آثار غضبه ـ جل وعلا ـ على هذا الطاغية وأعوانه، وأن يرينا آثار نقمته ـ سبحانه ـ في من يناصرونه في العراق وإيران وروسيا وفي لبنان، وفي كل من يناصرونه على ظلم هؤلاء الناس .
كما نسأله ـ جل وعلا ـ أن يهدي أهل الشام، ويهدينا جميعا، ويوفقهم جميعا لإخلاص العمل لوجه الله، والصدق مع الله ـ جل وعلا ـ والله ـ جل وعلا ـ تعهّد أن ينصر من ينصره، وإذا رأينا عدم انتصار لنا فالسبب أننا لم ننصر الله، والله يقول : (ولينصرن الله من ينصره) ، والله قويّ عزيز، لو نصرنا الله بطاعته فأطعناه لنَصَرَنا، وإذا نصرَنا لا يستطيع أحد أن يُقاوم نصرَ الله، فإن أمر الله ـ جل وعلا ـ لا مضادّ له.
كما نسأله ـ جل وعلا ـ أن يوفق أهل مصر على اختيار أفضلهم للمنصب ـ لا أقول أن هذا الذي حصل عليهم ثورة مباركة! ـ ولكن لا أقول أن ما انتهى قبلهم كان اختيارا مباركا!
لأن الإخوان المسلمين ـ للأسف ـ ليسوا دعاة عقيدةٍ صافية!
ولا أصحاب ولاء شرعيّ لسنّة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ!
ولذلك ـ أيضا ـ لما تولّى [ محمد مرسي ] طمحتْ أنها يكون لها مجال في مصر، وتقدمت ـ لأنها ستُقدم ـ وهم في علاقات الإخوان المسلمين مع الشيعة ـ ما كانت علاقات ( ...)
ولذلك بعض علماء الأزهر ـ لا أدري من أي الفئات هم ـ لكنهم يقولون المذهب الجعفري! مثل المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي!؛ نعوذ بالله ونبرأ إلى الله أن يكون المذهب الجعفري مثل مذهب أبي حنيفة، أو مثل مذهب مالك، أو مثل مذهب الشافعي، أو مثل مذهب أحمد، لا، هذه مذاهب تُكرَمُ أن تكون شبيهة للمذهب الذي يتقرب أولياؤه بلعن الصحابة! وتكفيرهم!.
إذا كان الصحابة كفروا! جميع ما بلغنا كيف بلغنا؟!
كما نسأل الله ـ جل وعلا ـ أن يُطفئ الفتن من جميع بلاد المسلمين، وأن ينصر المسلمين في الشام، وفي كمبوديا وما حولها ـ في شرق آسيا ـ وأن ينصر أولئك على البوذيين الوثنيين هناك، وأن يُصلح حال اليمن ـ أيضا ـ ويُغلق مدارج ومسالك الر افضة الذين لا يزالون يطمحون أن تكون بجانب المملكة العربية السعودية من الجنوب دولة رافضية، والعراق صارت دولة رافضية، ويطمحون هم إلى أن يمتدوا عبر سوريا حتى يلتحموا بالحزب النّجس المسمى بـ[حزب الله]! وهو حزب الشيطان في لبنان.
نسأل الله أن يُخيّب رجائهم، و يُبطل كيدهم، وأن يرينا فيهم المثُلات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.