اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوريحانة عصام الليبي
[COLOR="Red"]يقول الإمام السبكي رحمه الله تعالى في (طبقات الشافعية )(188/1):
" الحذر كل الحذر أن تُفهم أن قاعدتهم: الجرح مقدم على التعديل على إطلاقها، بل الصواب أن من ثبتت إمامته وعدالته، وكثر مادحوه، وندر جارجوه، وكان هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أوغيره، لم يلتفت إلى جرحه" أ.هـ
نقلاً من كتاب [ التعامل مع العلماء] للشيخ عبد الرحمن اللويحق بتقديم الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى,.[/COLOR]
|
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فأعلق على كلام السبكي بما يلي:
أولاً: ليست القاعدة المقررة عند أهل الحديث كما زعم السبكي.
فالقاعدة: أن الجرح المبهم لا يقدم على التعديل وإن كان قد يؤثر في الرجل بإنزال رتبته .
لذلك قيدها بعض العلماء بقوله: الجرح إذا قابله تعديل من معتبر فلا يقبل إلا مفسراً .
ولذلك القاعدة المتفق عليها بين أهل الحديث: الجرح المفسر مقدم على التعديل .
ثانياً: قول السبكي: (وندر جارحوه ) لم ينظر إلى نوع الجرح، وإنما نظر إلى القلة والكثرة، وهذا غير معتبر عند أهل الحديث إلا في حال الجرح المبهم، فبعض العلماء يقارن بين القلة والكثرة عند تقابل الجرح المبهم والتعديل المبهم.
أما إن كان الجرح مفسراً، فلا ينظر إلى القلة والكثرة.
ثالثاً: قول السبكي: ( وكان هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أوغيره) فيه نظر وإجمال ..
فلو كان المراد بالتعصب المذهبي أي الانتساب إلى مذهب فقهي أو اختيار قول في مسائل اجتهادية، وعرفنا أن الحامل له على جرحه هو تعصبه لشيخه أو مذهبه في المسألة الاجتهادية فهذا الجرح غير مقبول سواء كان الراوي ثبتت إمامته أو لم تثبت، لأن سبب الجرح باطل ..
وإن كان المراد بالتعصب المذهبي أي التعصب المبني على الهوى، والغلو، والتحزب لشيخ أو قبيلة أو نحو ذلك فهذا يقدح في عدالة الجارح نفسه، ويجعل جرحه مردوداً عليه، بل سبباً في الطعن في عدالة الجارح نفسه..
وإن كان المراد بالتعصب المذهبي أي لأن الجارح سلفيٌّ، والمجروح أشعري أو صوفي أو نحو ذلك فهذا الجرح لا يرد، بل هو مقبول، لأن بدعة التمشعر وبدعة التصوف مما يقدح في العدالة عند أهل السنة، فلا يقال حينئذ برده، ولا الاعتراض على من طعن في صوفي أو أشعري بسبب بدعته..
رابعاً: كلام السبكي فيمن ثبتت إمامته وعدالته، وهذا يتنزل على المشايخ وأهل العلم السلفيين الذين شهد لهم أهل العلم بذلك، ما لم يوجد سبب يخرجه من السنة والسلفية كأن يرتد أو يبتدع أو يفسق، وقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء..
خامساً: السبكي صوفي أشعري فاسد مفسد، قليل الأدب، حقود، حسود، رقيق الدين، فلا يعتمد على نقده، ولا كلامه في أهل السنة، فأولى من يطبق عليه كلام السبكي هو السبكي نفسده، ويجب الحذر من دسائسه، فهو رجل ماكر، ضال مضل.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد