قال أحد الإخوة وفقه الله: السلام عليكم اخي معلوم ما جاء في الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم ان الله نظر في اهل الارض فمقتهم عربهم و عجمهم الا بقايا من اهل الكتاب .
اخي الله يرعاك هؤلاء قبل بعثة النبي هل نشهد لهم بالاسلام يعني اخوة لنا ؟
ثانيا اخي ثانيا هؤلاء مثلا لو قالو نبقا على ما نحن عليه يعني التوراة و الانجيل و نؤمن بالنبي صلى الله عليه و سلم لكن ما نتبعه هل يكفرون ؟
اخي الحبيب ثالثا مثلا لو ان احد من الذي لم يمقتهم الله لما بعث النبي آمنوا بهوو نصروه اخيا هل نقول دخلو في الاسلام بالمعنى انتقلوا من الكفر للاسلام ؟
رابعا اخي الله يرعاك عند بعثة النبي مباشرة هل يحكم مباشرة بالكفر على ؤلائك الذين لم يمقتهم الله مباشرة عند بعثثة لانهم على شريعة منسوخة ام يعرض عليهم الاسلام
و جزاك الله عني كل خيرا اتمنى ان تجيبتي اخي منكم نتعلم.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالذين لم يمقتهم الله قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أهل توحيد خالص، وكانوا مؤمنين مسلمين موعودين بالجنة، وهم إخوة لنا في الإسلام.
فقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم لورقة بن نوفل بأنه من أهل الجنة رغم أنه لم يتشهد الشهادتين لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدعه، حيث لم يكن قد أمر بتبليغ الدعوة بعدُ.
وكذلك زيد بن عمرو بن نفيل كان على التوحيد، ولم يدرك بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم إنه يبعث أمة وحده.
ولا يكفرون بمجرد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تبلغهم الدعوة، فإن رفضوها كفروا لكونهم رفضوا التوحيد الحق، وعاندوا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا حصل من بعض اليهود حسدا منهم وبغيا فكفرهم الله وكفرهم رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولو كانوا يؤمنون بالتوراة أو الإنجيل حقا لاتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم، لأن الله أخذ العهد على جميع الأنبياء باتباع النبي، والإيمان به، فيكونون قد كفروا بالتوراة والإنجيل، وكفروا بالله.
وهؤلاء الذين كانوا على التوحيد ما كانوا كفاراً حتى نقول إذا نطقوا الشهادتين انتقلوا من الكفر للإسلام، بل نقول: إنهم دخلوا في الإسلام منتقلين من دينهم السابق الذي كانوا فيه على التوحيد، إلى دين الإسلام الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم.
ولو أنهم لم يدخلوا في الإسلام بعد وصوله إليهم دل على أنهم من الكفار، وليسوا أهل توحيد، ولا أهل إيمان صادق.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
17/ 4/ 1439 هـ