السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي أصول الأشاعرة التي ينطلقون منها؟
الجواب
الأشاعرة فرقة ضالة تنتسب لأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي كان معتزليا ثم تحول كلابيا ثم أظهر الانتساب لمذهب السلف وخالف الكلابية.
ولكن المذهب الأشعري الذي انتشر وشاع وصار مذهبا مستقلا هو ما كان قد ألفه الأشعري في المرحلة الثانية مرحلة تأثره بالكلابية نسبة لعبد الله بن سعيد بن كُلَّاب.
وهو المذهب الذي نصره الباقلاني وابن فورك وأبو ذَر الهروي ونشره بين المغاربة، والخطابي -وله تراجع- والبيهقي متأثر به.
ويعتمد هذا المذهب على العقل كأساس في معرفة الله وأسمائه وصفاته وما يتعلق بالقدر، وإذا حصل تعارض في أفهامهم بين عقولهم وبين أدلة الكتاب والسنة قدموا عقولهم وعطلوا دلالات الكتاب والسنة.
وأنكروا الحكمة والتعليل في أفعال الله عز وجل.
ويعتمدون على النصوص في إثبات المغيبات الأخروية من الموت وما بعده والقيامة والجنة والنار والملائكة، والتحسين والتقبيح ويلغون العقل هنا تماما.
وهذا ضلال مبين.
فالواجب تقديم نصوص الشرع، والعقل لا يلغى ولا يخالف النصوص، ومن تمسك بمنهج السلف ودرس كلامهم لم يقع في حيرتهم ولم يصبه ما أصابهم من اضطراب.
وهم يهتمون بالفلسفة والمنطق ويعظمون هذا العلم هذا منهج متكلّميهم، أما الذين لم يدرسوا علم الكلام وأعرضوا عنه مع تأثرهم بمنهج الأشاعرة فكثير منهم مفوضة يعاملون النصوص الشرعية المتعلقة بالصفات تعاملهم مع الكلمات الأعجمية التي لا يفهم معناها أو معاملة الحروف المجردة عن المعاني.
فهم دائرون في فلك التشبيه والتعطيل المؤدي لهم إلى الحيرة والاضطراب، السالك بهم إما مسلك الإلحاد بالتحريف للمعاني، أو مسلك الإلحاد بالتجهيل للمعاني والتجهيل للسلف.
وما جعلهم يسلكون مسلك التعطيل (بنوعيه: التحريف أو التفويض) إلا بعد أن وقع في قلوبهم توهم التشبيه فنفوه بتحريف أو تفويض فوقعوا في التعطيل.
فجميع أهل الكلام والفلسفة مشبهة، ولذلك عطلوا وفوضوا المعاني.
ومن سلك مسلك أولئك الأشاعرة وقع في خطر عظيم، وبعض كبار متكلّميهم ومتفلسفيهم جهمية زنادقة يتسترون بمذهب الأشاعرة، وبعضهم مضطربون يثبتون تارة، ويعطلون تارة، ويفوضون تارة؛ لكونهم في حيرة، وهذه صفة معظم من تأثر بالأشاعرة من المحدثين والفقهاء الذين لم يخوضوا غمار الفلسفة وعلم الكلام الذي هو جهل حقيقي.
فالواجب الحذر من هذا المذهب، وبيان أن مؤسِّسه (أبا الحسن الأشعري) قد ظهر له بطلانه وفساده وأنه يُردي بصاحبه في التجهم، فأعلن براءته منه وألف في رده وإبطاله كتاب (الإبانة)، وكتاب (رسالة إلى أهل الثغر).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
٨/ ٨/ ١٤٣٦هـ
|