أحسن الله إليكم شيخنا، هذا السؤال الثالث والستون،يقول: هل إبليس - لعنه الله - قبل أن يعصي الله كان مؤمنًا ومصدقًّا، أو العكس؟ بارك الله فيكم.
الجواب:
فيما وقَفْتُ عليه من الأخبار في تفسير ابن كثير، عند قصة آدم الوالد - صلَّى الله عليه وسلَّم -، وإبليس - عليه لعنة الله - في سورة البقرة، يذكر ابن كثير - رحمه الله - أنَّ الله استخلف قبل آدم طائفةً من الجن في الأرض؛ فأفسدوا, فبَعَثَ إليهم الملائكة فطردتهم إلى الجزائر؛ إلى البحار, وكان إبليس إذ ذاك؛ أَصْلَحهم، فرفعه الله إلى الملائكة, فكان منه ما كان، حين أمر الله الملائكة بالسجود لآدم, وكان ذلك السجود سجود تحية، وكان في شرعِ من قبلنا, كما قصَّ الله عن يوسف وأبويْه وإخوته - عليهم الصَّلاة والسَّلام -، أنَّهم ﴿خَرُّوا لَه سُجَّدًا﴾ [يوسف:100]؛ فهذا السجود سجود تحية, فإبليس عصى, فالذي يبدو لي أنَّه كان عنده شيء من الإيمان، لكن كَفَرَ حين عصى الله - عز وجل - وامتنع عن السجود الذي أمر الله به الملائكة لآدم- صلَّى الله عليه وسلَّم -، والله أعلم.