الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فجزاكم الله خيرا شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي على ما تبذلونه من نصرة للسنة، ودفاع عن أهل العلم والإيمان، وعلى ما تبينونه من حال الحدادية الخوارج الأشرار، الذين جعلوا قضية تكفير تارك الصلاة سلما للطعن في علماء الإسلام، والقدح فيهم، وتجهيلهم، ورمي القرن الثالث من قرون الخير بالفواقر بل حتى القرن الثاني وهما من القرون التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، بل شهد النبي صلى الله للطائفة السلفية في كل زمان وعصر بأنها على الحق منصورة.
فإذا كان علماء الطائفة المنصورة في أي زمان اختلفوا في تكفير الصلاة دل هذا الاختلاف بين علماء الطائفة المنصورة والفرقة الناجية على شرعية ودينية هذا الاجتهاد، وأنه لا يعاب على علماء الطائفة المنصورة والناجية أخذهم بذلك القول الذي أجمعت الطائفة المنصورة في جميع القرون-عدا ما حكي من إجماع الصحابة وهو إجماع مختلف في ثبوته بين العلماء- على أن مسألة تكفير تارك الصلاة من مسائل الاجتهاد، وأنه لا تضليل فيها للمخالف، فهذا إجماع محكم، لا يجوز نقضه لظهوره واشتهاره، حتى أصبح من المعلوم ضرورة بين علماء الطائفة المنصورة الناجية أن مسألة تكفير تارك الصلاة من مسائل الخلاف الاجتهادية.
فإنكار هذا الخلاف بين السلف هو إنكار معلوم من الدين بالضرورة، وإنكار ما هذا حاله هو إما ضرب من الجنون أو ضرب من الجدل المذموم أو ضرب من الزندقة يقصد به شين علماء السنة.
فإن قيل: قد حكى بعض العلماء هذا الإجماع.
فيقال: الإجماع قد يذكر في المسائل الخلافية لاعتباره دليلا معاضدا وأن هذا القول لقوته قد حكي الإجماع عليه ، وقد يقوله بعض العلماء من باب غلبة الظن أن القول قوي جداً ولم ير نقلا عن الصحابة بخلاف القول الذي يعتقده فيرى أنه مستحق لوصف الإجماع لأنه هو المأثور الموافق للنصوص، وما سواه ضعيف.
وهذا موجود في كلام العلماء كحكاية إجماع الصحابة على تكفير تارك الصلاة، وعلى وجوب صلاة الجماعة في المساجد على الأعيان بالشروط المعلومة.
ولا يراد بحكاية الإجماع تضليل المخالف ولا تبديعه ولا تسفيهه، كما يفعله الجهني وصوان وأمثالهما من شرار الخلق والخليقة في هذا الزمان.
وإنما يراد به الاستئناس والاعتضاد كما قد يفعلون ذلك بذكر الأحاديث الضعيفة ظاهرة الضعف.
فشكر الله للشيخ ربيع ردوده الماتعة الدامغة لشرار الآفاق، وخوارج الزمان، وأهل الإفك والبهتان.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه: أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
17/ شوال/ 1435هـ