الرد على المدعو آحمد آل الشيخ في طعنه وافترائه على الشيخ الألباني رحمه الله
الرد على المدعو آحمد آل الشيخ في طعنه وافترائه على الشيخ الألباني رحمه الله
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد اطلعت على مقال كتبه شخص سمى نفسه: «الباحث أحمد آل الشيخ»، يصف فيه الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله بالجهل والكذب، ويزعم أن الشيخ الألباني رحمه الله متساهل في التصحيح، بل زعم أن كل حديث صححه الشيخ الألباني دون غيره من العلماء فهو حديث ضعيف، وزعم أن بعض الناس ألحدوا بسبب أحاديث صححها الشيخ الألباني رحمه الله، وكل هذه الافتراءات والأباطيل ذكرها في تضعيفه لحديث: «لو كان في هذا المسجد مائة [ألف] أو يزيدون، وفيه رجل من أهل النار فتنفس فأصابهم نفسه لاحترق المسجد ومن فيه» وقد صححه الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة(2509)، بالحجة والبرهان.
وكون الرجل جاهلاً جدا في علم الحديث كما يظهر من مقاله، ومن تضعيفه لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من افتراش الرجل اليسرى في الجلسة بين السجدتين والتشهد الأول، ومولعاً بالأمور العقلانية والفلسفية كاهتمامه بالعين الحمئة وأنها في أمريكا!، وكذلك هو مجهول لا يعرف بعلم ولا أدب، رأيت أن أرد عليه رداً مختصراً.
لقد قرأت كتابته المظلمة فوجدته بدأها بالكذب والبهتان، وضمنها الجهل والهذيان، وختمها بالفجور والطغيان.
أما كذبه وبهتانه: فزعمه جهل العالم الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، الذي أطبق على الاعتراف بعلمه الأصدقاء والأعداء.
وزعمه أنه كذب مع أنه ما تكلم إلا بما هو من كلام أئمة الحديث، وكذلك في زعمه أن الحديث لا يوجد إلا في ثلاثة مصادر!!
فالحديث رواه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة النار، والبزار في مسنده، وأبو يعلى في مسنده، وأبو نعيم في حلية الأولياء، والبيهقي في البعث والنشور، وأبو منصور الحاكم الشيرازي في "حديث يحيى بن معين".
فهذه ستة مصادر، والكذاب يزعم أنها ثلاثة!
والعجيب أن الشيخ الألباني رحمه الله ذكر أربعة مصادر!! لكن هكذا الكذب والحسد والبغي وفساد الدين يفعل بصاحبه.
وأما جهله وهذيانه: فزعمه أن الحديث باطل وضعيف جدا، وهذا لم يقل به أحد، بل غاية ما قيل فيه: منكر، وهي هنا بمعنى غريب، أو فرد.
والحديث الغريب قد يكون صحيحاً كحديث: «إنما الأعمال بالنيات»، وهو متفق عليه. فإعلاله بالتفرد في هذا الحديث محل نظر، ولو أعله بالنكارة المتنية اقتداء بمن حكم بنكارته، وتأدب لكانت تخطئته هي الواردة، بدون تعنيف ولا تشهير، ولكن...
ومن جهله وهذيانه: تضعيفه أبا عبيدة الحداد وهو ثقة مشهور، قال يحيى بن معين: «كان من المثبتين، ما أعلم أنا أخذنا عليه خطأ ألبتة».
وكذلك تضعيفه لهشام بن حسان وهو ثقة من رجال الجماعة!
وزعمه أن الحديث معلول بالتفرد في طبقاته الثمانية! والسند ليس فيه إلا خمس طبقات، حتى لو اعتبرنا كل راوٍ طبقة فما هي إلا ست طبقات فيها التفرد لو حسبنا الصحابي رضي الله عنه متفردا!
وهو لجهله عد تفرد كل راو عمن فوقه علةً يرد بها الحديث، وهذا قول فاسد ظاهر الفساد.
وكذلك زعمه أن أبا نعيم ضعفه بالتفرد وهذا جهل منه بطريقة أبي نعيم في حكمه على الروايات بالتفرد فلا يعني عنده الضعف.
فالحديث صحيح لكون سنده صحيحا ومتنه ليس مخالفا للنصوص
وأما الفجور والطغيان: فزعمه أن علماء الحديث حكموا على الشيخ الألباني بأنه متساهل، وهذا كذب على المحدثين المعاصرين، وإن كان بعض العلماء من غير المختصين بالحديث قالها، لكن لا أعلم مختصا من أهل السنة إلا وأثنى على الشيخ الألباني في الحديث، بل هو محدث العصر بلا منازع!
بل أثنوا عليه ونهلوا من علمه واعتمدوا أحكامه.
وكذلك حكمه على تصحيحات الشيخ بالبطلان هكذا مطلقا دليل على الفجور وقبح المعتقد وسوء الظن الشديد.
وزعمه أن جزائريا ألحد بسبب بعض الأحاديث الصحيحة فهو كذب واضح، وأوضح منه أنه زعم أنه تاب بمجرد تصعيف هذا الجاهل لتلك الأحاديث!
ولو بين هذا المجرم تلك الأحاديث لافتضح أكثر، ولكنه كتمها ليستر شيئا من فضائحه! والظاهر من حال هذا الكاتب أنه صوفي عقلاني.
وقد يكون أشعريا لأن الصوفية والأشاعرة من دأبهم محاربة الشيخ الألباني وتضعيف الأحاديث الصحيحة بالعقل الفاسد.
فالواجب على هذا الكاتب الظالم المفتري أن يتوب ويترك عنه الكذب والفجور، وأن يتعلم علم الحديث ولا يتكلم بالجهل والضلال.
وصدق العلامة حمود التويجري رحمه الله في قوله: «الطعن في الألباني طعن في السنة».
وانظر رسالتي : « إحكام المباني بذكر ثناء الأئمة النبلاء على الشيخ العلامة السلفي محمد ناصر الدين الألباني». http://m-noor.com/showthread.php?t=14949
والشيخ الألباني رحمه الله بشر يخطئ ويصيب، ومن رد عليه خطأه بالعلم والأدب فهذا لا يثرب عليه، ولكن من اتخذ خطأه ذريعة للطعن فيه وتحقيره، أو اتخذ كاتبٌ رأيه المخالف لرأي الشيخ الألباني وسيلة للطعن والتشهير، فهذا الذي يرد عليه باطله، ويُشَهَّرُ به بلا نكير..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
23/ 4/ 1436 هـ