فتنة فالح الحربي وأثرها في زرع الإرهاب
فتنة فالح الحربي وأثرها في زرع الإرهاب
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فكنت كتبت مقالاً بعنوان : "إبطال منهج الإرهابيين والحدادية المبني على اتباع الهوى والمتشابه "
وهذا رابطه: http://m-noor.com/showthread.php?t=18471
وسأنقل ما قلته مع زيادة يقتضيها هذا الموضوع ..
فاتباع المتشابه كان له الأثر الكبير في وقوع الإرهاب وامتداد جذوره، وتفريخه في أماكن عديدة.
وثمة بعض الناس ينتسبون إلى السنة ويظهر عليهم الغلو والتنطع في الدين، فبدعوا أهل السنة، وطعنوا فيهم، وأطلقوا ألسنتهم في أعراضهم دون وازع من خلق أو دين بل باتباع الهوى والمتشابه.
وظهر على هؤلاء بعض الأعراض التي كانت ظاهرة على الخوارج كمسألة الهجر وإرجاعها إلى الجهال والضُّلال، والتعميم في التبديع، ومعاملة المبتدع أو الفاسق كأنه كافر، وتبديع من لا يستحق ذلك، والجرأة العجيبة في ذلك، والتسلسل العجيب في التبديع، فيبدعون شخصاً سلفياً، ثُمَّ يبدعون من لا يبدعه، ثُمَّ هذا الذي بدعوه بسبب الأول يبدعون من لا يبدعه-أيضاً- وهكذا ..
وجهلهم بقاعدة المصالح والمفاسد، وإطلاق ألسنتهم في العلماء، وسلوك طريقة التعسير والتضييق والعنت والحرج، وغير ذلك من أعراض الخوارج التي ظهرت على بعض من يدعي السلفية وممن يتعلقون ببعض الغلاة كفالح الحربي ومحمود الحداد وفريد المالكي وأمثالهم من المتمشيخين الجهلاء.
وفالح الحربي قد كنا نظنه من أهل العلم حتى ظهر فساد كثير من أقواله، وظهر غلوه في التكفير -حيث كفر سلمان العودة وعايض القرني عيناً-، وغلوه في التبديع، وكثرة تناقضة بل وكذبه الصريح .
وقد كتبت مقالاً بينت تخبطه في المسألة التي ضل فيها الخوارج وغيرهم وهي مسألة الأسماء والأحكام.
ومن كذباته إنكاره تبديع عبد الله البخاري والشيخ سليمان الرحيلي وآخرين، مع وقوع ذلك منه وشهد على ذلك كثيرون منهم الأخ خالد الردادي والشيخ عبيد الجابري وبعض أخص تلامذة فالح كفيصل التميمي ..
ولما جوبه بذلك وصف أولئك إما بأنهم لم كذبوا فيما قالوا ، أو أنم لم يفهموا ما سمعوا!!
وكأن فالحاً يتحدث بلغة غير العربية لا يفهمها إلا هو ومن هو على مشربه وهواه..
وكذلك كذبه على الإخوان في الجزائر لما طعن في الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- ونشروا كلامه بصوته ، كذب أولئك ووصمهم بأنهم أصحاب فتنة ..
وكذلك كذبه في توبته مما افتراه على الشيخ إبراهيم المحيميد..
فإنه زعم في توبته أنه لم يأمر بنشر كلامه المفترى في الشيخ إبراهيم المحيميد، وقد أسمعني بعض الإخوة مكالمته مع فالح قبل توبته ينصحه بنشر كلامه المفترى على الشيخ إبراهيم المحيميد..
وكان فالح الحربي قد وصف الشيخ إبراهيم المحيميد بثلاثة أوصاف: "جهيماني، ضال في أصل دينة، لا ديانة له".
وفي توبته تراجع عن جميع ذلك وأعلن توبته ، ولكنه بعد ذلك صار يكرر عبارة جهيماني في الشيخ إبراهيم المحيميد دون العبارتين الأخريين..
فهو قد نقض بعض توبته وأكذب نفسه بنفسه –هداه الله وأصلحه-.
والعجيب من هذا الرجل أنه كان يتصل بي مراراً وتكراراً، حتى أنه يتصل بي –أحياناً- ثلاث مرات في اليوم والليلة، ويحترمني، ويصفني –مرة- بالأخ ومرة –بالشيخ- ويصفني بطلب العلم ويطلب نصرتي له...
ثُمَّ لما رددت عليه في مسألة الأسماء والأحكام مع محاولتي تخفيف عبارات الرد؛ إذا به يصمني بعبارات رديئة ويصفني بالصغير والفلسطيني ونحو ذلك ...
فبمجرد بياني لتخبطه وانحرافه انقلب كل ذلك أجمع، وصار المدح ذماً !!
فهذا شيخ أهوائي مزاجي، لا يتبع منهج السلف، ولا يقتفي أثر الصادقين..
بل هو كذاب متلون، متطفل على العلم وأهله، غالٍ في التبديع والتكفير، بل متناقض .
فيخشى على هؤلاء المغترين به أن يقعوا فيما وقع فيه الخوارج، ويخشى عليهم أن يجرهم ما هم فيه إلى تكفير المسلمين والخروج عليهم.
مع أن ما هم فيه من الغلو والتنطع، والجرأة في الهجر والتبديع من خصال الخوارج وأخلاقهم وخاصة القعدة منهم.
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ -رحمهُم اللهُ- لما بين الفرق بين عداوة المشركين، وإظهار العداوة لهم : "فإذا عرفت هذا وتبين لك فالشأن كل الشأن والخوف كل الخوف على من يهاجر من إخواننا الذين دخلوا في هذا الدين وأحبوه، ورغبوا فيما عند الله والدار الآخرة، وتركوا ملاذ أنفسهم وشهواتهم لله، وحصلت لهم هذه الفضائل العظيمة والمواهب الجسيمة، ثم صار بعضهم ممن ليس له علم ولا معرفة بمدارك الأحكام الشرعية يسعى ويكدح في إبطال هجرته أو ما يقدح فيها، أو ينقص أجرها وثوابها، مما قد يجري على ألسنة كثير منهم من الأمور التي أحدثها وابتدعها من تجاوز الحد، وغلا في الدين، واتبع غير سبيل المؤمنين.
فمن ذلك قولهم : إنه لا إسلام لمن لم يهاجر من الأعراب، وإن كان قد دخل في الدين وأحبه ووالى أهله، وترك ما عليه أولاً من أمور الجاهلية إلا أن يهاجر! ومن لم يهاجر فليس بمسلم عندهم!!" إلى أن قال: "وهذا خلاف ما كان عليه رسول الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها" انظر : منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع(ص/30-31) للشيخ العلامة سليمان بن سحمان -رحمهُ اللهُ- ..
وقال الشيخ العلامة سليمان بن سحمان -رحمهُ اللهُ- بعد أن ذكر نماذج على غلو بعض الجهال في التكفير والتبديع في كتابه السابق(ص/91-92) : "فلما اشتهر هذا الأمر عنهم، وهذا الغلو والتجاوز للحد؛ خاف الإمام –وهو الملك المجدد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمهُ اللهُ- أن يسيروا بسيرة الخوارج، فيمرقون من الدين بعد أن دخلوا فيه، كما مرق من غلا في الدين، وتجاوز الحد ممن كانوا من أعبد الناس وأزهدهم وأكثر تهليلاً، حتى أن الصحابة يحقرون أنفسهم عندهم، وهم تعلموا العلم من الصحابة.
فهذا هو المرام الذي أوجب للإمام منع هؤلاء الجهلة عن دخول بلاد النازلين".
وقال -رحمهُ اللهُ- (ص/108) بعد ذكر غلو أولئك الجهلة في الهجر والتبديع ، وتطاولهم على العلماء : "ومراد هؤلاء ومرامهم منا أن نسير في المسلمين بسيرة الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم، فنأخذ بالشدة والتضييق والحرج على الأمة،وأن لا نرى للمسلم على المسلم حقوقاً في الإسلام، وأن نترك ما اتفق عليه أهل السنة والجماعة، فلا نجعل الناس إلا مستحقاً للثواب فقط، أو مستحقاً للعقاب فقط.
ونحن نبرأ إلى الله من هذا المذهب، ونعوذ بالله من الحور بعد الكور، ومن الضلالة بعد الهدى".
فليحذر المسلمون من هذه الآفة ألا وهي اتباع المتشابه، وليعلموا أنها من أعظم أسباب الإرهاب وطرقه الموصلة إليه .
وبالابتعاد عن اتباع المتشابه، وبرده إلى المحكم نكون قد قطعنا طريقاً من طرق الإرهاب، وقضينا على سبب من أسبابه.
ومن الأسباب المبعدة عن اتباع المتشابه : الابتعاد عن الأدعياء الجهال الذين عرفوا بذلك كفالح الحربي ...
وسأفرد له بعض المقالات -إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- أبين فيها بعض اتباعه للمتشابه، وأبين فيها تناقضه وتلونه، وأبين فيها أن صاحب وجهين ، وأبين فيها مداهنته وتلاعبه، وأبين فيها رعونته وسقوط مروءته بعد سقوط عدالته بكذبه وفجوره-إنْ شاءَ اللهُ تعالَى- .
والله أسأل أن يكفي المسلمين شرَّ هذا المفتون الذي أطلق لسانه الكذوب بالطعن في أهل السنة ، وجمع مثالبهم، والافتراء عليهم، وتحريف كلامهم، وتحمليه ما لا يحتمل، مع كبر واضح، وجهل فاضح.
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتبه: أسامة بن عطايا العتيبي
التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 11-24-2022 الساعة 06:10 PM
|