بيان بطلان ما ينسب للعز بن عبدالسلام بأنه قال: "من ﻧﺰﻝ ﺑﺄﺭﺽ ﺗﻔﺸﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰنا ﻓﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻥ"
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن ما ينسب للعز بن عبدالسلام بأنه قال: "من ﻧﺰﻝ ﺑﺄﺭﺽ ﺗﻔﺸﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰنا ﻓﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎ ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻥ"؛ فهو: مكذوب عليه، ومن اختراع إخوان الشياطين ليسهل عليهم تبديل الشريعة الإسلامية بقوانينهم الحزبية الماكرة.
وبعض الكذابين جعله حديثا عن الرسول صلى الله عليه وسلم!
والكلام على إطلاقه باطل، فمن تكلم عن حرمة الربا في بلد تفشى فيه الزنا فقد تكلم عن شريعة واضحة في القرآن والسنة.
ولو فرض أن الداعية تكلم في توضيح شريعة ربانية مع وجود أمر أولى فإنه لا يكون مرتكبا محرما، ولا خائنا، ولا آثما،
إلا إذا كان تاركا للتحذير من الحرام عمدا دون عذر شرعي، متواطئا مع مرتكبيه في ذلك فهذا هو الخائن.
لذلك لو كانت العبارة بهذا اللفظ: (من ﻧﺰﻝ ﺑﺄﺭﺽ ﺗﻔﺸﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰنا فأباح الزنا، أو ترك الكلام فيه متواطئا مع الزناة، وﺤﺪﺙ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﺮﺑﺎ فقط ﻓﻘﺪ ﺧﺎﻥ) أي أن من ترك إنكار المنكر دون عذر شرعي، وبتواطؤ مع أهل المنكر فهو خائن سواء تكلم عن الربا أو غيره أو لم يتكلم عن شيء أصلا.
أما تقرير إساءة الظن بالخطيب دون موجب شرعي لسوء الظن به؛ فهذا من عمل الشيطان وأوليائه المنافقين مثل جماعة الإخونج.
فانتبهوا لمكر ودسائس المنافقين والمفسدين والجاهلين..
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
24/ 4 /1445هـ