الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فما زال بعض الفساق والمبتدعة يظهرون بين الفينة والأخرى للطعن في نسبي إمعاناً منهم في مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتمسكاً بخصلة من خصال الجاهلية ألا وهي : ((الطعن في الأنساب)) .
ولست هنا للحديث عن نسبي فالانتساب إلى عتيبة لا يقدم ولا يؤخر، لأن الكرامة عند الله بالتقوى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، والأنساب والأسباب يوم القيامة مقطوعة إلا نسب الرسول وسببه صلى الله عليه وسلم.
والغريب أن يعتمد أولئك المبتدعة على مقال كتبه من سمى نفسه الباحث أحمد سليمان الترباني وهو الفاسق المجرم أحمد أخو الفاسق المجرم المبتدع شريف أبو بكرة الترباني، ولا أظن الكتابة إلا من شريف الترباني فأخوه أحمد أحمق جاهل غارق في الجهل .
وهذا شريف الترباني الحدادي معروف بغلوه وكذبه وجاهليته فيما يتعلق بالطعن في الأنساب علماً بأن عائلته نفسها (أبو بكرة) قد وجد من الناس من طعن في انتسابها إلى الترابين، ولست بالطاعن في نسبه، ولكن كما أنه يشوش على انتسابي لعتيبة فهناك من يشوش على انتسابهم للترابين.
ولا أجيز الطعن في نسبه، كما لا أجيز الطعن في نسبي لأن هذا من الفسق، ومن خصال الجاهلية.
وهذا أحمد الترباني جاهل فاسق، قد اطلعت على رسالة جوال لأحد الشباب في الأردن يقذف أم هذا الشاب ويعرض بالفاحشة.
كما أن شريفاً الترباني-سود الله وجهه- نفسه فاسق معروف بالكذب، وهو حدادي ضال، وعنده ألفاظ بذيئة أتنزه عن ذكرها.
وأما ما ذكره في بحثه المزعوم من عدم وجود عتبان في الأردن إلا من بقايا بعض من جاء مع الشريف، ونسبته ذلك لبعض الناس فهذا جهل وضلال وقفو ما ليس لهم به علم، وقبيلة عتيبة كبيرة جداً، وادعاء عدم وجود عتبان في فلسطين والأردن إلا من جهة من جاء مع الشريف من الزور والبهتان، ولا يقوله إلا جاهل أو مجنون أو جاهلي طعان في الأنساب.
ولو لم يكن من الأدلة على كذبهم إلا وجود جدي عوض الله في فلسطين لكان كافياً في كذبهم وضلالهم، كيف والأمر أعظم من هذا.
وسأورد هنا مقالاً كنت كتبته رداً على بعض الطعانين في الأنساب مرتادي طريق أهل الجاهلية في ذلك وهذا نصه:
تحذير عبَّاد رب الأرباب من الطعن في الأعراض والأنساب
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ أما بعد:
فهذه بعض الأمور المهمات تتعلق بالنسب والانتساب، أخاطب بها أهل التقوى والإيمان، والخوف والهيبة من ذي الجلال والإكرام ..
أسأل الله أن ينفع بها القراء والكتَّاب ..
أولاً :
إن الله جل وعلا خلقنا لعبادته وطاعته ، وجعل ميزان الفضل في تقواه ، والخوف منه ، والعمل بما يرضيه ..
قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.
فالواجب للمسلم أن يعمل لما خلق لأجله ، ولا ينصرف عن ذلك بما يصده عن طاعة الله وعبادته ..
==============================
ثانياً :
أن الأنساب لها أهمية عظيمة في الشرع ، وتكمن أهمية النسب في أمور عديدة أذكر ثلاثة منها :
1- معرفة النسب مهمة لصلة الأرحام والأقارب ، وفضل صلة الرحم معروفة في الكتاب والسنة ..
قال النبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : ((تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة في الأثر)) انظر : السلسلة الصحيحة(رقم276)
2- التعارف .
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
3- لمعرفة النسب أهمية عظيمة في الدعوة إلى الله، والدفاع عن حياض الدين، فقد كان النبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- يستعين في دعوته بأبي بكر الصديق لمعرفته بالقبائل والأنساب،وأمر حسان بن ثابت -رضِيَ اللهُ عنهُ- أن يستفيد من أبي بكر الصديق -رَضِيَ اللهُ عنهُ- في الأنساب..
في صحيح مسلم -رحمهُ اللهُ- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان: "اهجو قريشا. فإنه أشد عليهم من رشق بالنبل"
فأرسل إلى ابن رواحة فقال "اهجهم" فهجاهم فلم يرض. فأرسل إلى كعب بن مالك. ثم أرسل إلى حسان بن ثابت. فلما دخل عليه، قال حسان : قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه. ثم أدلع لسانه فجعل يحركه. فقال : والذي بعثك بالحق! لأفرينهم بلساني فري الأديم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تعجل. فإن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها. وإن لي فيهم نسبا. حتى يلخص لك نسبي" فأتاه حسان. ثم رجع
فقال : يا رسول الله! قد لخص لي نسبك. والذي بعثك بالحق! لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين. قالت عائشة : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحسان "إن روح القدس لا يزال يؤيدك، ما نافحت عن الله ورسوله". وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "هجاهم حسان فشفى واشتفى".
==============================
ثالثاً :
مع أهمية النسب ومعرفته حذر الشرع من اتخاذه مطية للنعرات الجاهلية، والدعوات العصبية ، والطعن في الأنساب، واتخاذه وسيلة للفتنة والاختلاف ..
قال النبي -صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم- : ((إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية، وفخرها بالآباء، مؤمن تقي، وفاجر شقي، أنتم بنو آدم، وآدم من تراب، ليدعن رجال فخرهم بأقوام، إنما هم فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن)).
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن:
الفخر في الأحساب
والطعن في الأنساب
والاستسقاء بالنجوم
والنياحة)) وقال: ((النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب)) رواه مسلم
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان))
==============================
رابعاً :
من كبائر الذنوب انتساب الرجل إلى غيره أبيه ..
خرج البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: : ((ليس من رجل ادعى لغير أبيه – وهو يعلمه – إلا كفر بالله، ومن ادعى قوما ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (((إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يري عينه ما لم تره، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل)) .
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من ادعى أبا في الإسلام غير أبيه، يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام))
وعن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عهد إليه : ((..ن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. لا يقبل الله منه، يوم القيامة، صرفا ولا عدلا)) .
==============================
خامساً :
من القواعد المقررة أن الناس مؤتمنون على أنسابهم، وأنه لا يجوز الطعن في نسب أحد إلا ببينه واضحة لا شك فيها ...
وأنا أبو عمر أسامة بن عطايا العتيبي ، عتيبي ، من برقا ، جدنا أقبل من السعودية من شرق المدينة النبوية –على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- ..
وأنا لم أنتسب إلى قبيلة عتيبة اعتباطاً بل هذا ما أخبرنا به آباؤنا عن أجدادهم ..
وقد أخبرني بشيء من نسبنا عمي عبد ربه عثمان رحمه الله ، وخالي صلاح ، وابن عمنا –وابن خال أمي- عبد العزيز بن محمد بن الشيخ –شيخ القرية في حينها- خضر رحمهم الله وأخوه مسعد ، وابن عمنا صالح طلب..
وهذا حديث متداول عند عائلتنا ...
أما والدي فلم يكن له اهتمام بالنسب مطلقاً ، فقد كان تاجراً ومشغولاً بذلك -رحمهُ اللهُ- ..
بل أخبرني عمي -رحمهُ اللهُ- عن عمه –وهو جدي لأمي- أنه أتاهم جماعة من عتيبة ، وتعرفوا عليهم، وأضافوهم، ثم ودعوهم ..
وكانت قريتنا التي كان مختارها من عائلتنا في غنى عن السفر والعودة لما عندهم من الأراضي الزراعية الخصبة ..
ونحن وعتبان برقة أبناء عم...
==============================
سادساً :
يجب على المسلم أن يتقي الله في نفسه، وأن يتثبت في الأخبار ، وأن يجتنب ظن السوء، وليعلم أن الكلام في أعراض الناس وغيبتهم من الكبائر والموبقات ..
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}
فهذه بعض الأمور أردت أن أنبه إليها الكتاب والقراء ..
والله من وراء القصد
والله أعلم. وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبينا محمد
كتَبَهُ: أبو عمر أسامةُ العُتَيْبِي