الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإن الله عز وجل قد منَّ على الإخوة السلفيين بليبيا بالاجتماع، وترك التفرق، والاستجابة لتوجيه المشايخ السلفيين لهم في ذلك.
وقد بقيت عدة قضايا تتعلق ببعض السلفيين لم تنته مشكلتهم بعدُ، ومن تلك القضايا قضية شباب الدريبي.
وبعد الجلوس يوم السبت 12/ 6/ 1435هـ في مكتبتي مع الأخ هلال، ومعه الأخ عادل بشير، والأخ سالم الغرياني، بحضور وتنسيق الشيخ الفاضل عرفات المحمدي، تمت مراجعة قضيتهم، والنقاش حولها، وحرصاً على اجتماع كلمة الشباب، وتآلف قلوبهم، وذهاب ما بقي من آثار في القلوب بسبب المشاكل القديمة أبيِّن ما يلي:
أولاً: أن الأخ هلالاً كان قد تاب مما يتعلق بموضوع البهلول، وما ترتب عليه من تبعات، وأنه على ما أفتى به العلماء من وقوع ذلك الصوفي في الشرك الأكبر، وأن الصلاة خلفه محرمة.
ثانياً: تصريح هلال بما يوافق العقيدة السلفية من عدم اشتراط قصد الكفر في تكفير من ارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام، وأنه يكفي قصد الفعل الذي يعلم تحريمه، أو أن تحريمه مما هو معلوم لا يخفى.
وكذلك تصريحه بأن تكفير المعين مع أن الأصل اختصاص العلماء به، إلا أن بعض المكفرات وبعض الأحوال يظهر فيها تكفير المعين للجميع.
ثالثاً: لما نصحت هلالاً فيما مضى، جاءتني رسائل من شاب فيها قلة أدب وإساءة، فظننتها من هلال، وشددت عليه في الكلام بسبب ذلك، ثم تبين لي مرسلها، وتراجع عن ذلك علناً وقبلت تراجعه، وبينت أن هلالاً بريء منها، وأن قرينة الحال ذلك الوقت هي التي جعلتني أتهمه بإرسالها أو التواطؤ مع مرسلها، وقد صرَّح هلال بعدم تواطئه في ذلك، فقبلت ذلك منه، وتراجعت عن شدة الألفاظ في حقه، والتي نشأت بسبب تلك الرسائل.
رابعاً: لا أبيح لأحد بعد هذا اليوم أن ينقل كلامي في هلال، أو في شباب الدريبي، ولا أحل لأحد أن ينقل تحذيري السابق منهم، أو حكمي عليهم بالحزبية، أو إثارة الفتن، لما آمله فيهم من نسيان الماضي، وفتح صفحة جديدة، يكون فيها تآلفهم مع إخوانهم السلفيين في الدريبي، وغير الدريبي، وأن لا يخوضوا في الماضي نفياً ولا إثباتاً، ولا يفتحوا مجالس محاسبات (فلان قال، وهو ما قال، أنت فعلت، وهو فعل، وأنت اتصلت وهذا لم يتصل ونحو ذلك)، بل يعودوا كما كانوا إخوة متاحبين متآلفين، مجتمعين على المنهج السلفي، ومحبة العلماء السلفيين، ولزوم غرزهم .
وأن يغلقوا موضوع أبي الفضل، فقد نال جزاءه بكلام العلماء الكبار، وأن يتركوه في حاله ليراجع نفسه، ويهذبها، ويتزود من العلم الشرعي.
خامساً: أنصح جميع الإخوة في لبيبيا الذين بقيت عندهم مشاكل أن يتصافوا، ويتوادوا، وأن يكونوا ثابتين على منهج السلف، بعيدين عن الفتن وأهلها، وأن لا يمكنوا أحدا ممن يريد النيل من العلماء، أو إسقاط طلاب العلم السلفيين، وأن ينشغلوا بطلب العلم، ودعوة الناس إلى التوحيد والسنة، وأن يسعوا في نفع الناس، وإعطاء القدوة الحسنة لهم ، وأن ينشغلوا بالتحذير من الرافضة والصوفية والخوارج والحلبيين والمأربيين والإخوان المسلمين والتبليغ ونحوهم من أهل الضلال والبدع .
وفقكم الله وسددكم .
وفي الختام أقول لكل سلفي في ليبيا وغيرها: من أخطأت في حقه فأنا أستغفر الله من ذلك، وأطلب منه المسامحة قبل مداهمة الموت، وأسأل الله أن يعفو عن كل من أساء إلي، وأن يجمعنا على طاعته.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
.