الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أنا بعد:
فقد وقفت على جواب للشيخ عبدالعزيز الراجحي يزعم فيه السائل أن هناك طائفة تتعصب للشيخ ربيع المدخلي وتقدم أقواله على أقوال العلماء ويمتحنون الناس به ولا يمتحنون بالشيخ ابن باز ولا بالشيخ الفوزان ولكن يخصون الامتحان بالشيخ ربيع ويجعلونه الميزان، ويقدمون كلامه في الجرح والتعديل على كل أحد.
فأجاب بإنكار الامتحان بالأشخاص وبإنكار الجرح والتعديل وتخصيصه بكتب الحديث وعده ما يسمى بالجرح والتعديل بأنه غيبة، مع إقراره للتحذير من المبتدعة، بل وصف ما ينسب لتلك الطائفة المزعومة بأنهم يجعلون الشيخ ربيعا رسولا!
فأجبته بما يلي:
هذا كلام باطل من الشيخ عبد العزيز الراجحي والسائل قد وقع في الكذب، حيث إنه لا توجد طائفة بذاك الوصف، والتعصب قد يحصل لبعض الناس مع أي عالم كما هو معلوم في قديم الدهر وحديثه ولا تنسب أخطاؤهم لأهل السنة ولا لمشايخ السنة.
وفي كلام الشيخ الراجحي هدم لقاعدة من قواعد السلف الصالح التي تنبثق من أصل الولاء والبراء وهي مسألة الامتحان بالأشخاص والتي دل عليها الكتاب والسنة وإجماع أهل السنة.
والسلفيون لا يجعلون الشيخ ربيعا هو الميزان بل من يطعن في الشيخ الألباني فهو مبتدع ومن يطعن في الشيخ ابن باز فهو مبتدع ومن يطعن في الشيخ ابن عثيمين فهو مبتدع ومن يطعن في الشيخ الفوزان فهو مبتدع، فمن عرف عنه الطعن في علماء السنة فهو بهذا يظهر أنه ليس من أهل السنة،وليس من هذا الرد العلمي أو الإنكار على المخطئ بالطرق الشريعة .
ولكن الحدادية والمميعة كذابون مفترون .
والشيخ ربيع عالم سلفي مختص بالجرح والتعديل وقوله مقدم على قول من هو دونه في الاختصاص إذا لم يوجد دليل مرجح.
وهو مستهدف -ومثله أعلام الطائفة المنصورة- لقيامه وإخوانه بالحق، والدعوة لمنهج السلف الصالح.
والجرح والتعديل باق وليس خاصا برواية الحديث، ومن ينكره ويثبت التحذير من المبتدعة فالخلاف معه قد يعود لأمر لفظي فقد استخدم علماء السلف لفظ الجرح والتعديل فيما يتعلق بالوصف بالسنة والبدعة ، ولم يخصوه برواية الحديث، بل جرحوا من لم يكن من رواة الحديث كما تزخر بذلك كتب (الجرح والتعديل).
والواجب على الشيخ عبد العزيز الراجحي أن يحذر من الكذابين والنمامين، ولا يتردد في الإنكار عليهم، فينكر عليهم بشدة مثل هذه الأسئلة الكاذبة، وأن يعرف قدر الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله ورعاه، ويعرف منهجه السلفي الذي يدعو الناس إليه.
وليستحضر عند الجواب أن هذا السؤال لو كان المذكور فيه الشيخ ابن باز رحمه الله فهل كان سيتوقف في تكذيب السائل المفتري؟!
فالواجب على المسلم أن لا يتعصب للشيخ الراجحي، ولا يتبعه على غلطه وأن يتبع الحق بدليله وأن يكون سلفيا صادقا.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
21/ شوال/ 1435هـ