نحن نحب الإخوة السلفيين الفضلاء في الكويت، ولكن لا يمنعنا حبنا لهم أن نرد عليهم إذا أخطؤوا، أو أن ننبههم على بعض الأخطاء التي وقعوا فيها ..
ومن الإخوة السلفيين في الكويت الذين نحبهم ونحترمهم الشيخ محمد العنجري، والشيخ أحمد السبيعي، ومن معهم من الإخوة الفضلاء.
وسأذكر قضيتين على سبيل المثال مما آخذه عليهم بدون تطويل:
القضية الأولى: تشنيع بعضهم على ما هو معمول به في بلاد الإسلام عبر القرون من تحفيظ القرآن بتعليم حروفه وتلاوته تلاوة صحيحا، دون فهم معانيه..
وهذا التشنيع إنما يصح لو كانت الأمة قد عطلت تعليم تفسير القرآن وتفقيه الناس في علومه، أما أن يجعل ذلك عيبا في أصل تحفيظ القرآن فهذا غلط وباطل ومخالف للكتاب والسنة وما عليه السلف..
ولو تأملنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فرب حامل فقه ليس بفقيه"، "ورب مبلَّغ أوعى من سامع" لكفاهم هذا في بيان أهمية نقل القرآن والسنة (نقل الحروف آيات وأحاديث) وأن الفقه والتعلم آمر ثانٍ تابع للحفظ والقراءة..
وأن نقل القرآن والسنة مطلوب لذاته، وليس مجرد وسيلة فقط..
وهذه القضية لم أر من وافقهم عليها من أهل العلم المعاصرين ولا السابقين..
القضية الثانية: ظنهم-أو ظن بعضهم- أن الكلام في سلاطين الدول الأخرى كالكلام في سلاطينهم سواء بسواء، فجمعوا بين المفترقين حكما واسما وواقعا ولغة وشرعا وعرفا ..
ويلزمهم جعل خذلان ولي الأمر بمنزلة تعظيمه!!!
مثال: سلطانهم له بيعة ونصرة بالحق، فإذا حاول سلطان دولة أخرى اغتياله وقتله وتشريد شعبهم ؛ حرموا الكلام في هذا السلطان، وحرموا قتاله لكونه ولي أمر، فسيقعون في خذلان سلطانهم مع أمر الشرع بنصرته بالحق..
وإن ناصروا سلطانهم، وأجازوا قتال السلطان الآخر المعتدي وقعوا فيما يحذرون منه من معاملة سلطان غيرهم معاملة سلطانهم..
وهذا من التناقض ومخالفة الشرع..
وهذه القضية قد قال بها مجملا بعض العلماء، وبعض هؤلاء العلماء مع تقريره للمسألة بالعموم إلا أنه حفظ عنه عمليا خلاف ذلك، فتكلموا في دول أخرى معتدية على البلاد السعودية.
ويتبع هذه القضية المنع من الكلام في شؤون الدول الأخرى! مع أن المنع هو في نفسه نوع تدخل في شؤون الدول الأخرى، فهذا من رد الشخص على نفسه! وهو من التناقض ..
وسبب كلامي الآن أني أجد هذه الأخطاء بين الفينة والأخرى، وأجد بعض السلفيين تأثروا بهذه الأخطاء ، فأحببت التنبيه نصرة للحق، ونصيحة للخلق..
مع محبتي واحترامي وإكرامي لهم، لكن الحق أحب إلي من نفسي..
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
13/ 3/ 1442هـ