إلى الصعافقة الهابطين المفترين: الشيخ لزهر تراجع عن قوله إن علي بلحاج ليس تكفيريا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد اطلعت على منشور لأحد الصعافقة الهابطين يقال له (عماد أبو البراء) نشر منشورا قال فيه: "الرد على شبهة أن الشيخ أزهر قال علي بلحاج ليس تكفيري- توضيح من الشيخ أزهر سنيقرة - حفظه الله - لهذه الفرية الصادرة من الصعافقة الجدد"، ثم وضع صوتية للشيخ لزهر نحوا من 16 دقيقة.
والتعليق من وجوه:
أولا: أن الشيخ لزهر في الصوتية اعترف وأقر بأنه قال إنه لا يعرف أن علي بلحاج تكفيري خلاف ما كتبه هذا الصعفوق المفتري (عماد أبو البراء)
قال الشيخ لزهر في تلك الصوتية عند الدقيقة 9:10 : "والله الذي لا إله غيره ما وقفت له على كلام أو كتابة تدل على أنه يكفر أو أنه تكفيري ولكن هذا علمي نسبته إلى نفسي، ليس معنى هذا أني أنفي هذا الأمر عنه أو أني أزكيه أو ما إلى ذلك أنا أعتقد الاعتقاد الجازم أنه ليس على الجادة وأنه مجانب للصواب وأنه ترك أصلا من أصول السلفية وخالف الأئمة السلفيون هذا وفقه الله جل وعلا لمجالسة محدث الدنيا ومجدد علم الحديث في هذا الزمان الإمام الألباني ولكن ما أراد الله له رجوعا ولا توبة أسأل الله أن يتوب علينا وعليه، هذا الذي قلته فحملوها وطاروا بها وأخرجوها عن سياقها" إلى آخر كلامه
فهنا الشيخ لزهر يصرح أنه لا يعرف أنه تكفيري حسب علمه.
وهو تكرار لما قاله سابقا في الصوتية التي نشر فيها نفس الكلام، وزاد على ذلك أنه استشهد بكلام أحد الحاضرين الذي قام بدوره بنفي علمه الشخصي ..
ولكن مع ذلك ففي الصوتية الأولى التي وجدت هذه الصوتية لتوضيحها قد نص الشيخ لزهر أن علي بلحاج خارجي.
وكذلك في الصوتية الجديدة أعاد قضية اتهامه للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله بأنه وافق علي بلحاج
فالشيخ لزهر في صوتيته السابقة وما هو معروف عنه أيضا لم يبرئ علي بلحاج من البدعة، ولا زكاه، ولا أثنى عليه، بل هو يحذر منه، ويصفه بالضلال، بل بالخارجية..
ولكنه بنى وصفه له بالخارجية على قضية الإنكار العلني كما صرح به في الصوتية الأولى..
فيظهر من مجموع الصوتيتين السابقة والجديدة أنه ثبت عن الشيخ لزهر أنه نفى علمه بأن علي بلحاج يكفر وأنه تكفيري، مع إثبات وصف الخارجية له في الصوتية السابقة.
ثانيا: في هذه الصوتية الجديدة تراجع الشيخ لزهر عن كلامه في علي بلحاج من نفي التكفير عنه حسب علمه إلى إثبات أنه تكفيري لورود الدليل من بعض الإخوة مما يؤكد أن علي بلحاج تكفيري..
فهنا صرح الشيخ لزهر في الدقيقتين الأخيرتين من الصوتية بأن علي بلحاج تكفيري كما هو المعروف عند الكافة من حال علي بلحاج..
ثالثا: من الأمور العجيبة والغريبة والتي لا ينقضي عجبي منها أن شيخا معروفا بالسلفية، وكلامه في القضايا المنهجية من سنوات طويلة، ويرد على الخوارج والتكفيريين وأهل الأهواء والبدع ويخفى عليه أن علي بلحاج تكفيري!
هذه التي أذهلتني وأزعجتني ..
فعوام السلفيين في الجزائر وفي العالم وخواصهم يعرفون حال علي بلحاج، وفيديوهاته ملأت الدنيا تكفيرا وإرهابا وخبثا ومكرا، فكيف خفي هذا الأمر الظاهر الواضح الجلي على شيخ سلفي معروف مثل الشيخ لزهر؟
وأريد من الشيخ لزهر أن يتفكر في هذه القضية قليلا ويجيب عن هذا السؤال: لو كان الشيخ فركوس هو الذي قال هذا الكلام فماذا ستكون ردة فعلك عليه يا شيخ لزهر؟
وأوجه كلامي للصعافقة كلهم: لو أن الشيخ فركوسا هو من صدر منه هذه العبارة مع تبديعه وتضليله لعلي بلحاج فكيف ستكون ردة فعلكم على هذا الكلام الباطل؟
من معرفتي بالصعافقة سيجعلون هذه القضية دليلا على أن الشيخ فركوسا سروري وتكفيري، وأنه في الباطن مع علي بلحاج، وسيعملون قصصا بسبب هذه القضية..
لذلك فأنا لا أستغرب هجوم الصعافقة الجدد على الشيخ لزهر بسبب كلامه الغريب العجيب، والذي نحمد الله أنه تبين له أن علي بلحاج تكفيري..
ومع عدم استغرابي لذلك الهجوم فإني أنكره من منطلق موقفي الثابت من المشايخ السلفيين وهو رد خطئهم وحفظ كرامتهم..
وهذا الأمر الذي أريد من الشيخين جمعة ولزهر أن يراجعوا أنفسهم فيه، وأن يقطعوا الطريق على المتربصين، وهذا كلامي أيضا أوجهه للشيخ فركوس بأن يكف عن الكلام في إخوانه، وأن يتصالحوا، وينظروا في أسباب الفرقة فيبذلوا جهدهم في نفي الفرقة، ويجتهدوا في الاجتماع على الحق والهدى.
رابعا: ذكر الشيخ لزهر في صوتيته أنه يريد من إخوانه أن ينصحوه إن أخطأ، وعاب على من يفضح ولا ينصح..
فنحن نطالبك أنت أيضا بهذا الأمر مع من ترى منهم الأخطاء ، ولا يكون هذا فقط لأجل نفسك حفظك الله..
ثم كيف الطريقة للوصول إليك؟.
فإني لما سمعت صوتيتك استغربت فراسلتك على رقم عندي لك ولم أجد استقبالا لرسالتي، وراسلت الشيخ جمعة -فعندي رقمه- وبلغته ما قلتم ليكلمكم.
فاجعلوا قنوات لوصول النصيحة إليكم ..
ثم إني قد وجهت إليك عدة نصائح صوتية في أخطاء وقعت لك أرجو منك مراجعتها منها ما يتعلق بنقلك عن الجنيد ما يتعلق بالشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله وأنه يقصد قراءته لفتاوى الشيخ فركوس الأخيرة ولا يقصد كتبه، وهذا غلط شنيع منك يا شيخ لزهر خالفت فيه الشيخ سليمان بكل صراحة ووضوح وخالفت الصواب ..
خامسا: ذكر الشيخ أن مدحت آل فراج تكفيري معروف .. وفي نفس الوقت لم يكن يعرف شخصيا أن علي بلحاج أنه تكفيري..
فنرجوا من الشيخ لزهر حفظه الله أن يبين لنا ما هو التكفير الذي وقع فيه مدحت آل فراج والذي عرفه الشيخ لزهر منه، ولم يعرفه من علي بلحاج..
سادسا: ما دمتم يا شيخ لزهر تتعاملون مع الشيخ فركوس بالتعامل المبني على قبول النقولات غير الصحيحة عنه، أو تحميل كلامه ما لا يحتمل فتأكد أنك ستجد من يفعل بك كما تفعل مع الشيخ فركوس، بغض النظر عن الذي بدأ، ومن الذي تسبب بالمشكلة، فالجزاء من جنس العمل ..
لذلك أوصيكم جميعا ونفسي بتقوى الله عز وجل، وأن تتحرى في نقلك ونقدك ولا تستعجل لا أنت ولا غيرك من المشايخ في قضايا الساحة، فكثير ممن تظنون ثقتهم هم كذبة خونة أو أغبياء حمقى .. وهذا موجود في جميع الأطراف المشاركة في الفتنة في المتعصبين ووقود الفتنة من هؤلاء الصعافقة الجهال العوام الإمعات ..
وأنت قد اشتكيت من واحد ممن كان يقبل رأسك ويصفك بالوالد وهو من أهل حيك، فهذا نتاج تعالم العوام الذي لا يقابل منكم جميعا بحسم وحزم، بل ربما استمد هؤلاء العوام الطغام اللئام جرأتهم عليكم بتشجيع بعضكم لما يفعلون ..
والشواهد كثيرة..
ما عليك يا شيخ فركوس ويا شيخ جمعة ويا شيخ لزهر إلا أن تنظروا بأنفسكم إلى حسابات العوام -بل بعض طلبة العلم- الذين يناصرونكم في الفتنة ومَتِّعوا!!! أنظاركم بالجهالات والضلالات في مقالاتهم، ومعظم هذه الجهالات تصدر في سبيل نصرتكم والدفاع عنكم !!
ومنشور عماد أبو البراء هذا مثال على هذه الضلالات والجهالات من هؤلاء الصعافقة الأرذال..
وإنا لله وإنا إليه راجعون..
فأسأل الله للجميع التوفيق والسداد والهدى والرشاد.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
6/ 7/ 1444هـ