منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-14-2012, 10:08 PM
أبوعمر عبدالباسط الجزائري أبوعمر عبدالباسط الجزائري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 95
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
افتراضي (منقول )نصح الدكتور إبراهيم الرحيلي المتغطرف صاحب «الرد المتلطف»! والنقد المتعسف


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(آل عمران: 102).


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)(النساء: 1).


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)(الأحزاب: 70-71).


أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي ؛ هدي محمد-صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فقد اطلعت على رسالة بعنوان: ((الرد المتلطف على النقد المتعسف))، تأليف الدكتور إبراهيم عامر الرحيلي، يرد بها على فضيلة الشيخ العلَّامة عبيد بن عبد الله الجابري-حفظه الله-فيما كتبه من نصيحة للدكتور إبراهيم الرحيلي-هداه الله-، وكان الواجب عليه قبول النصيحة بصدر رحب، وإعلان التراجع عن أخطائه، وأن يكون مع أهل العلم، لا محاربًا لهم كما ظهر ذلك من رده المتعسف-أصلحه الله-.

لقد قرأت رسالته وهالني ما قرره الدكتور إبراهيم الرحيلي من أصول فاسدة، وما تكلم به من كلام باطل، وما استخدمه من أسلوب متعسف يستحق أن يكون اسم رسالته: ((الرد المتعسف على النقد المتلطف)) أو ((الرد المتفلسف على النقد المتلطف)) كما سيتضح ذلك خلال نقد كتابة الدكتور إبراهيم الرحيلي-هداه الله-.

العنوان بين الدعوى والواقع

هل تلطف الدكتور إبراهيم الرحيلي في رده؟.

من عبارته-أصلحه الله-: ((...مجازفة في الأحكام، وتعسف في التخطئة، العبارات الجافية، يكشف اللبس عن من يخشى انخداعه بهذه الكتابة، مدارها على التنقيب على الأخطاء والزلات، والتوسع في التهم والمجازفات...))، وجعل الشيخ عبيدًا ضمن مؤامرة ومكيدة منظمة لإسقاط الدكتور إبراهيم الرحيلي، لأنه لم يطع الطاعة العمياء ويساير في كل صغيرة وكبيرة...


إلى غير ذلك من طعونات الدكتور إبراهيم ومجازفاته حتى وصل الأمر إلى اتهام الشيخ عبيدًا بموافقة الخوارج تارة، وبموافقة المرجئة تارة أخرى!، مع المبالغة في الحط، وإظهاره بمظهر الذي لا يفهم الكلام على وجهه رغم إمعان النظر والتفَكُّر، ووصفه بمخالفة الدين ورد النصوص ومخالفة القواعد السلفية!


كل تلك الطعون والاتهامات أملاها عليه أدبه الجم، وأخلاقه العالية، وتلطفه الرهيب، فكيف لو أن الدكتور الرحيلي شدد في العبارة أو تنطع ماذا عساه أن يقول؟!!.


نعوذ بالله من تصنع الأدب، والتلاعب بعواطف الناس!.

هذيانٌ من بداية الكتاب

منشأ الخلاف بين الناس في فهمهم للكتاب والسنة والحل هو الكتاب والسنة

قال الدكتور إبراهيم الرحيلي: ((فإن الله خلق الخلق وجعلهم لسابق علمه وعظيم حكمته متفاوتين في العقول والأفهام، ومختلفين فيما يقررون من المسائل والأحكام، فما يراه أحدهم حقًا وصوابًا يراه الآخر باطلًا وخاطئًا.

ومن هنا نشأ الاختلاف بين الناس قديمًا وحديثًا، في كثير مما يقرِّرون، مما يكون مرجعهم فيه المنقول والمعقول، ومع ما قدره الله بحكمته كونًا وقدرًا من وجود هذا التباين في الأفهام والإدراك وما نتج عنه من اختلاف في التصور والمواقف، إلَّا أنه برحمته ولطفه بعباده خاطبهم فيما شرع لهم بما فيه إيضاح دينهم الذي ارتضى لهم، وما يكون فيه فصل تنازعهم عند اختلافهم وتفرقهم.

فكان الوحي بنوعيه القرآن والسنة ميزانًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، يتميز به الحق من الباطل، والصواب من الخطأ، والهدى من الضلال)).

التعقيب:

فإذا كان الخلاف واقعًا في فهم الكتاب والسنة فكيف سيكون الرجوع إلى الكتاب والسنة فقط مرجحًا لفهم على فهم؟، مع أن الجميع راجعون أساسًا ومستنبطون من الكتاب والسنة؟، يحتاج إلى تفصيل!.

نعم قد يكون سبب الخلاف الأخذ بنص من القرآن أو من السنة مع الغفلة عن بقية النصوص، ولكن سبب الاختلاف هنا لا يعود إلى الفهم والإدراك للمنقول والمعقول بل إلى التقصير في جمع النصوص وما ورد في الباب من أدلة، وقد يكون بسبب قصور الباحث عن درجة الاجتهاد فيكون الخلل من جهة الباحث.

لكن الدواء الناجع في هذا الموضوع هو الرجوع إلى فهم السلف، فهو الحكم على الأفهام، وتحل به كثير من المشاكل، فمنهجهم معصوم، وفهمهم مقدم على أفهامنا ما لم يختلفوا، فإذا اختلفوا فإما أن يكون الخلاف مع وجود النص أو الإجماع السابق الذي يؤيد قول بعض المختلفين، أو يكون الأمر راجعًا إلى الفهم، فهنا يسعنا ما وسعهم من خلاف سائغ، وهذه هي مسائل الاجتهاد التي يقال فيها: لا إنكار في مسائل الاجتهاد، بخلاف ما هو من مسائل الخلاف النصية فالرجوع يكون للنص، أو الإجماع، أو كليهما.

ولكن هل مخالفات الدكتور إبراهيم الرحيلي من باب اختلاف الأفهام والعقول في فهم النصوص؟، أم هو اتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء؟، أمر يحتاج إلى مزيد تأمل من طرفك يا دكتور!، وسترى الشواهد في هذا الرد إن شاء الله.

هل كلمة يا بُنَيَّ خاصة بالأحداث؟

قال الدكتور إبراهيم الرحيلي: ((وإذا بي أخاطب مخاطبة الأحداث بعد هذا العمر في التعلم والتعليم)).

وهذا من غرائب الدكتور، وهو من سوء الظن بالعالم السلفي الناصح، فكلمة (يا بني) لا تختص بالأحداث، بل يقولها الكبير لمن هو في سن أبنائه من باب الترفق والتلطف، وليكون أدعى للقبول.

قال القرطبي في تفسيره[1]: ((...وقوله: (يا بني) ليس هو على حقيقة التصغير، وإن كان على لفظه، وإنما هو على وجه الترقيق، كما يقال للرجل يا أُخَيَّ، وللصبي هو كويس)).

وقال في التحرير والتنوير[2]: ((...والتصغير فيه لتنزيل المخاطب الكبير منزلة الصغير، كناية عن الشفقة به، والتحبب له، وهو في مقام الموعظة والنصيحة إيماء وكناية عن إمحاض النصح وحب الخير، ففيه حث على الامتثال للموعظة...)).

فانظر كيف قابل الدكتور إبراهيم الرحيلي الإحسان بالإساءة.

والواجب أن تحسِّن ظنك بالعالم السلفي الذي بلغ من العمر ستةً وسبعين عامًا ((نحو ثمانين سنة))، وهو في مقام والدك فأنت في الخمسين من عمرك، فتأدب معه، وإياك والعقوق.

إساءة ظن متكررة

يقول الله-جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ...)(الحجرات/12 )

ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ))[3].

فلم تتوقف إساءته للظن بالشيخ العلَّامة عبيد الجابري على مخاطبته له بـ((يا بني))، بل جعل النصيحة جمعاء ضمن مكيدة مدبرة، ومؤامرة، لإسقاطه، وجعل النصيحة مشتملة على الخداع والتلبيس، وأن الشيخ عبيدًا لم يرد برسالته النصح ((فلم توجه لتحقيق مسألة وإيضاحها، ولم ترشد إلى تصويب زلة وإصلاحها، بل مدارها على التنقيب على الأخطاء والزلات، والتوسع في التهم والإلزامات)).

وهذا مع كونه من إساءة الظن، ومخالف للكتاب والسنة فيما فيه توجيه بإحسان الظن بالمسلم، إلَّا أنه تعدى ذلك إلى الكذب الصريح، مع الطعن في النيات، والكلام في المقاصد، وهذا ليس للدكتور إبراهيم، بل هذا إلى الله العليم الخبير، مع أن ظاهر النصيحة هو بيان الزلة، وإرشاد للصواب، مع بيان فداحة الخطأ، والحرص على الرجوع إلى الحق.

وما زعمه من التنقيب غريب وعجيب، فهل يظن الشيخ إبراهيم الرحيلي أن ما ذكره الشيخ عبيد الجابري-حفظه الله-هو جميع ما عند الدكتور إبراهيم من الأخطاء؟!، بل العجيب أن الدكتور قد صرح بذلك!.

إن أخطاءك يا دكتور إبراهيم لا تحتاج إلى تنقيب ولا تفتيش، ولا تتبع للزلات، بل من نظر في بعض كتبك، واستمع لشيء من أشرطتك يجد الأخطاء الكثيرة التي يستغرب صدورها من طالب علم مبتدئ فضلًا عن دكتور متخصص في العقيدة.

وقد عرض بعض الطلاب جملة من أخطاء الدكتور إبراهيم الرحيلي فرأى فضيلة الشيخ عبيد الجابري-حفظه الله-أنها تحتاج إلى بيان، ونصيحة معلنة لأن تلك الأخطاء ظاهرة معلنة مشتهرة، ولم يكلف الشيخ عبيد الجابري نفسه تتبع زلاتك، ولا النظر في كتبك وأشرطتك كما توهمته، وجعلت ذلك سُلَّمًا للطعن وإساءة الظن، بل وسُلَّمًا للتبجح بقلة أخطائك وأن انتشارها وعدم استنكارها دليل صحتها، وكأنك تظن أن الناس عن أغلاطك ساكتون، بل قد بينوا، واستنكروا، وردوا لكنك إنسان مجادل مكابر، وتستخدم أساليب التباكي عند المشايخ، وأسلوب التهديد والوعيد كما فعلت مع بعض المشايخ حيث هددتهم برفع دعاوى في المحاكم إذا لم يحذفوا الردود العلمية التي عليك!.

بل في رسالتك هذه تعريض بهذا الأمر مما يدل على ضعفك وتهورك!

وسأعرض لك بعض أخطائك في رسالتك هذه دون تتبع للزلات، ولا تنقيب عن الهفوات.

ورسالتك الأخرى التي صنو هذه الرسالة في التأصيلات الباطلة وهي: ((تأصيل المسائل المستشكلة من جواب السائل)) من قرأها عرف منزلتك في العلم ومعرفة العقيدة!.

ولعلي بعد الانتهاء من نقد رسالتك هذه أعود إلى تلك الرسالة لبيان ما فيها من الأباطيل، لكن لا بأس بضرب مثال على ما فيها من البواطيل.

قال الدكتور إبراهيم الرحيلي في تلك الرسالة: ((...وأما الحالة الثانية لموقف العلماء من تبديع بعض المعيّنين فهي اجماعهم واتّفاقهم على تبديعه، وهذا لا يتصوّر إلَّا في حقّ أهل البدع الظاهرين الذي لا يخفى أمرهم على علماء أهل السنة، ولا شكّ ولا ريب أن الصواب في هذا هو فيما اجتمع عليه العلماء، بل إجماعهم حجّةٌ قاطعةٌ كما هو مقرّرٌ عند أهل العلم.

ولكن ما هو دور العوام في ذلك؟، هل يخاطبون بهذا فيؤمرون بتقليد العلماء في ذلك كما هم مأمورون بتقليدهم في مسائل الدين؟، والحقّ أن في هذا تفصيلًا لابد من تحريره، فإن أكثر ما يقع الخطأ بسبب الاشتباه بين المسائل فيظنّ ان هذه المسألة كتلك وليس الأمر كذلك.

فأقول: إن مسألة تقليد العلماء في مسائل الدين يخالف تقليدهم في تحرير مسائل الأسماء والأحكام المناط بالعلماء النظر فيها وذلك من وجهين: الأول: أن مسائل الدين التي خاطب بها الشارع جميع أفراد الأمة من علماء وعامة لابد للعاميّ أن يعلم شرع الله فيما خوطب به منها، مثل: مسائل التوحيد، والإيمان، والطهارة، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، فلا يسع العاميّ يها إلَّا التقليد، وإلَّا تعطّلت الأحكام الشرعية في حقّه.

وأما مسائل الأسماء والأحكام: من التكفير، والتبديع، والتفسيق، وكذا ما يتعلّق بذلك من الرد على هؤلاء المخالفين، من كفرةٍ، ومبتدعةٍ، وفسّاقٍ، ففيها تفصيلٌ بحسب ما خوطب به العامة منها وهي على قسمين.

القسم الأول: ما لم يشرع الله للعامي فيه عبادةً، ولم يخاطب منه بشيءٍ، كتنزيل الأحكام من كفرٍ وبدعةٍ وفسقٍ على المعيّنين، وهو ما يُسمّى في الاصطلاح بالتكفير والتبديع والتفسيق، فهذا مما لا يجب على العامة بل ولا يجوز لهم تقليد العلماء فيه لعدّة اعتباراتٍ: أن عقولهم لا تدرك ذلك أصلًا، ومخاطبتهم بذلك من الخطاب بما ليس في الوسع، وقد قال الله-تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة/286)

أن الله برحمته وفضله لم يكلّفهم بذلك كما تقدم في الآية السابقة...)).

إلى أن قال: ((...القسم الثاني: ما للعامي به تعلّقٌ وعبادةٌ، وهو معاملته لهؤلاء، بحيث يعلم كيفيّة معاملة الكافر والمبتدع اذا ابتلي بمخالطتهم ومجاورتهم...)) إلى آخر الكلام.

التعقيب:

فهذا الكلام باطل ظاهر البطلان، فالله-جل وعلا-في كتابه بين حال فرعون، وهامان، وقارون، وأبي لهب، وقوم عاد، وثمود، وأصحاب الأيكة وغيرهم من أهل الباطل، مع أننا لم نخالطهم، ولم نجاورهم في الحياة.

والنبي-صلى الله عليه وسلم-حذَّر من المنافقين وذي الوجهين، وحذَّر من الخوارج وأهل الباطل، وحذَّر السلف من أعيان أهل البدع سواءً كانوا في بلدهم أم بينهم وبينهم الصحاري والقفار والوديان والأنهار!.

ألم يحذر النبي-صلى الله عليه وسلم-، وكذا الأنبياء جميعًا من الدجال بعينه فما هو السبب؟!.

أليس الولاء والبراء من أصول الدين، وعلاقة ذلك بمعرفة الكفار والمبتدعة والفسقة أمر ظاهر والله-جل وعلا-يقول: (...وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)(الأنعام/55)

إن زعمك أن مسائل الأسماء والأحكام ليست من مسائل العبادة كسائر الطاعات؛ من البدع والمحدثات، والتأصيلات الفاسدات، ومما لا أعلم لك فيه سلفًا ممن عنده أثارة من علم ودين.

وأما كلام الإمام الفوزان فهو في وادٍ وأنت في وادٍ آخر!.

فاتق الله في نفسك، وإياك والتبدع والتنطع والتعمُّـق..

التمييع وتخليط الدكتور الرحيلي!

ذكر الدكتور إبراهيم الرحيلي ضمن حكايته المؤامرة عليه، بأنه رجلٌ يحارب الغلو والتشدد، ولذلك فتبدأ المكيدة ((بالغمز والوصف بالتمييع إلى أن ينتهي الأمر بالجرح والتبديع)).

ثم علَّق في الهامش مستنكرًا إطلاق التمييع من باب الجرح لغةً وشرعًا، ونسب اشتهار هذا اللفظ إلى ((بعض كلام المتأخرين ممن يسلك مسلك الغلو والتشديد من المنتسبين للسنة))، وأنه يستخدم ((في موارد الذم على بعض أهل السنة الذين لم يجرؤوا على تبديعهم)).

وذكر أنهم يعنون به: ((متساهل)) و((متهاون))، أما استنكاره للفظ من حيث اللغة فقال: ((مادة ميع لا تطلق في اللغة إلا على السوائل، وأما في الشرع فهو اصطلاح مبتدع في الجرح لم يدل عليه دليل، ولم يؤثر عن السلف)) إلى آخر ما ذكره من قصة إنكاره لهذا اللفظ وهذا الاستخدام.

والتعقيب على كلامه من عدة وجوه:

أولاً: مما ذكره بعض العلماء في مادة ((ميع)) كما في ((تاج العروس))[4]: ((والمائِعُ الأحْمَقُ))، فهل الأحمق مادة سائلة يا دكتور إبراهيم؟!.

وفي كتب اللغة أيضًا كما في ((تاج العروس))[5]: ((ومَيْعَةُ الشَّبَابِ والنَّهَارِ أوَّلُهُمَا كما في الصِّحاحِ)) وهل الشباب والنهار من السوائل؟!.

وفي كتب اللغة: كما في الفائق[6]: ((ميعه الشباب: شِرَّته وقلَّة وقارِه)).

وفي كتب اللغة: كما في تهذيب اللغة[7]: ((يقال لناصية الفرس إذا طالت وسالت: مائعة، ومنه قول عَدِيّ: ...................... يُهَزْهِزُ غُصْناً ذا ذَوائِبَ مائِعا
أُراد بالغصن الناصية)).

فوصف الشخص بالميوعة أي اللين والتساهل ظاهرُ المأخذ في اللغة، ولكن وما يدريك في اللغة يا دكتور، فأنت لست متخصصًا فيها، وإنَّمَا أنت متخصص في العقيدة التي لا تحسنها أيضًا!، وراجع للفائدة معجم اللغة العربية المعاصرة مادة ((ميع)) لتعرف مدى علمك واطلاعك!.

ثانياً: من ناحية الشرع فهل ألفاظ الجرح توقيفية؟.

وقد استخدم السلف ألفاظًا في الجرح لم ترد في الكتاب، ولا في السنة، وتوارد عليها أئمة الحديث قرنًا بعد قرنٍ دون نكير إلَّا ما جاء عن هذا الدكتور الدخيل على علم الجرح والتعديل ((ليس هذا عشك فادرجِي)).

فمن الألفاظ المستخدمة في التعديل قولهم ((فلان شيطان))، فأين الدليل على المدح بها يا أستاذ؟!.

لعل أمثالك من الدخلاء على علم الحديث سيسطر الأدلة في ذم الشيطان ليتوصل إلى الرد على علماء الجرح والتعديل بفهمه الفذ!!.

من ألفاظ الجرح عند العلماء: ((فيه نظر)) أين دليلها في الشرع؟، وكذلك: ((سكتوا عنه))، وكذلك ((لا يساوي فلسًا))، ((بعرة أحب إلي منه))، وانظر: مقدمة صحيح مسلم[8].

ثالثاً:مما هو معلوم عند العلماء أن ألفاظ الجرح منها ما هو مأخوذ من أدلة الشرع لفظًا، ومنها ما هو مأخوذ منها معنى، ولفظ ((التمييع)) يراد به التساهل وتضييع الحق، وهذا المعنى معلوم في الكتاب والسنة قال-عز وجل-: (...خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ)(البقرة/63)، (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)(مريم/59)

رابعاً:من القواعد المقررة عند العلماء أن الأحكام تتعلق بالمعاني لا بالألفاظ والمباني، وهذه من قواعد العقود، وليست على عمومها، ولكن المقصود أن كثيرًا ما يكون الأمر متعلقًا بالمعنى لا بمجرد اللفظ، مع أن التعلق الشرعي يكون بالألفاظ، ويكون تارة بالمعنى دون اللفظ، كما هو الحال في لفظ ((مميع)) على أقل الأحوال!.

خامساً: أن من القواعد المقررة عند أهل العلم أنه لا مشاحة في الاصطلاح، لا سيما وأن هذه القاعدة معروفة عند علماء الجرح والتعديل، فقول ((ليس بشيء)) عند علماء الحديث تعني أنه ضعيف لا يساوي شيئًا، ولكن عبَّر بها ابن معين وأراد أنه قليل الرواية، فلم ينكر عليه ذلك أهل الحديث، لأنه لا مشاحة في الاصطلاح، فكذلك هنا، فلفظ ((مميع)) اصطلح أهل العلم في العصر الحاضر على أن المراد به ((المتساهل))، ((المتهاون)) ((المضيع)) لتحقيق أصل الولاء والبراء على وجه الكمال الواجب!.

سادساً:زعم أن من تلفظ بـ((تمييع)) فإنه متأثر بسيد قطب والإخوان المسلمين وهذا من الجهل العريض، لأن هذه الكلمة لها أصل في اللغة، ومعناها صحيح وارد في الشرع، فلو أطلقها سيد قطب أو الشعراوي أو الإخوان المفلسون لم تكن حكرًا عليهم إذا كانت صحيحة المعنى، موافقة للشرع، وليست من خصائص أهل البدع.

وهذه العبارة قد استخدمها جمع من أهل السنة الفضلاء المقتدى بهم، وسأكتفي بنقلين :

الأول: يقولُ الإمامُ الألبانيُّ رحمه الله: «...ولذلكَ فأنا أعتبرُ هذا الشرط -أي: ذكر الحسنات عند الردّ- إن كان يقولُه أحد، فهذا في الواقع من لُيونةِ
بل من ميوعةِ بعضِ الدعاةِ العصريينَ اليوم حيثُ أنَّهم لا يقبلونَ الصدعَ بالحقِّ لأنَّ الصدعَ بالحقِّ مرٌّ!

فيريدون أن يقدموا بين يدي ذلك شيئاً من ترطيبِ الجوِّ وتليينِه وأنا أعتقدُ هذا خلاف السُنَّة!»

«سلسلة الهدى والنور» شريط 638 (أفادة بعض الإخوة الفضلاء).

2-
: قال الشيخ الإمام الفقيه محمد ابن عثيمين-رحمه الله-في شرح رياض الصالحين[9]: ((...وأما الحرير الصناعي فليس حرامًا لكن لا ينبغي للرجل أن يلبسه لما فيه من ((الميوعة)) والتنزل بحال الرجل الذي ينبغي أن يكون فيها خشنًا يلبس ثياب الرجولة لا ثياب النعومة لكن الفائدة من قولنا: إن الحرير الصناعي ليس حرامًا يعني لو لبس طاقية من الحرير الصناعي أو سروالًا لا يرى فهذا لا بأس به وأما القميص والغترة فلا ينبغي وإن كان حلالًا لا ينبغي أن يلبسه الرجل لما فيه من ((الميوعة)) والتدني ولأن الجاهل إذا رآه يظنه حريرًا طبيعيًا...))أهـ.




وأزيدك من كلام الشيخ صالح السحيمي-حفظه الله- وهو متخصص في العقيدة، وأقعد وأقدم من الدكتور إبراهيم الرحيلي، وممن يظهر الدكتور احترامه وتبجيله!


سئل
: هل يطلق على كل صاحب بدعة مبتدع؟.

فأجاب الشيخ
: ((...من ارتكب بدعة فهو مبتدع لأنه فعل تلك البدعة ويطلق عليه أنه مبتدع .

بقي أن يقال هل من الحكمة أحيانًا في باب الدعوة أن يذكر وصفه هذا إذا قصدت دعوته وإفهامه الحق لئلا تأخذه العزة بالإثم؟، هذا باب آخر مسألة الدعوة وأساليب الدعوة لأن هناك خلطًا بين أن تحكم على شخص ويسمى مبتدع وبين ما نوجّه إليه من استعمال الحكمة في الدعوة ليست الحكمة التي تعني ((الميوعة)) والتنازل عن الحق، وإنما الحكمة التي خلاصتها أن لكل مقامٍ مقالًا ولكل أمر ما يناسبه، فدعوة المعاند غير دعوة الجاهل ودعوة المتعلم المثـقف غير دعوة الجاهل الأمي ودعوة المكابر غير دعوة صاحب الشبهة التي انطلت عليه.

فالخلاصة: أنه يسمى مبتدع.

بقي أن نقول: إذا جاء المقام أو إذا كنا في مجال الدعوة فيمكن أن تستخدم الأساليب التي تتفق مع منهج النبوة من اللين والحكمة والموعظة الحسنة ولا تصل إلى حد ((التميع)) أو التنازل عن المبادئ تحت ستار الحكمة...)) انتهى.


فهل هؤلاء متأثرون بالإخوان وسيد قطب يا دكتور العقيدة والأدب؟!.

سابعاً: علماء السلفية كلهم يحاربون الغلو والتشدد ومع ذلك لم يحذر منهم إخوانهم من علماء السنة، فهذا الشيخ العلَّامة الإمام ابن باز-رحمه الله-حارب الغلو والتشدد وما حاربه أهل العلم، وكذا الشيخ العلَّامة محمد ناصر الدين الألباني، وكذا الشيخ العلَّامة محمد ابن عثيمين، وكذا العلَّامة ربيع المدخلي يحارب الغلو والتشدد وما علمنا أحدًا من علماء أهل السنة حاربه، وهذا الشيخ مقبل الوادعي-رحمه الله-حارب الغلو والتشدد وما علمنا أحدًا من علماء أهل السنة حاربه، وهذا الشيخ العلَّامة عبد المحسن العباد حارب الغلو والتشدد وما علمنا أحدًا من علماء أهل السنة حاربه.

فلماذا يحاربونك أنت ولا يحاربون غيرك، وخاصة ممن تنتحلهم كالشيخ العلَّامة عبد المحسن العباد؟!.

وليس الكلام على التخطئة، والرد العلمي، فكل يؤخذ من قوله ويترك، والعلماء يرد بعضهم على بعض، لكن دون محاربة، ودون تبديع ولا اتهام بالتمييع والتضييع.

فهذا يدل على خلل عندك فيما تظنه من محاربة الغلو والتشدد أوقعك في تأصيلات باطلة خالفت فيها منهج السلف، كما يتضح ذلك من رسالتك ((تنبيه السائل))، وهذه الرسالة ((الرد المتلطف)).

هل هي مكيدة أم صبر ونصيحة قبل الفضيحة؟!

يتبع...


لقراة الملف منسقًا (هنا)


[1]
(14: 63)

[2]
(21: 155)

[3]
متفق عليه.

[4]
(22: 224)

[5]
(22: 224)

[6]
(3: 397)

[7]
(3: 160)

[8]
(1/27)

[9]
(ص: 909)


منقول شبكة سحاب السلفية
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03-15-2012, 06:03 AM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
سادساً:زعم أن من تلفظ بـ((تمييع)) فإنه متأثر بسيد قطب والإخوان المسلمين وهذا من الجهل العريض، لأن هذه الكلمة لها أصل في اللغة، ومعناها صحيح وارد في الشرع، فلو أطلقها سيد قطب أو الشعراوي أو الإخوان المفلسون لم تكن حكرًا عليهم إذا كانت صحيحة المعنى، موافقة للشرع، وليست من خصائص أهل البدع.
وهذه العبارة قد استخدمها جمع من أهل السنة الفضلاء المقتدى بهم، وسأكتفي بنقلين :

الأول: يقولُ الإمامُ الألبانيُّ رحمه الله: «...ولذلكَ فأنا أعتبرُ هذا الشرط -أي: ذكر الحسنات عند الردّ- إن كان يقولُه أحد، فهذا في الواقع من لُيونةِ
بل من ميوعةِ بعضِ الدعاةِ العصريينَ اليوم حيثُ أنَّهم لا يقبلونَ الصدعَ بالحقِّ لأنَّ الصدعَ بالحقِّ مرٌّ!
فيريدون أن يقدموا بين يدي ذلك شيئاً من ترطيبِ الجوِّ وتليينِه وأنا أعتقدُ هذا خلاف السُنَّة!»
«سلسلة الهدى والنور» شريط 638 (أفادة بعض الإخوة الفضلاء).

2- :قال الشيخ الإمام الفقيه محمد ابن عثيمين-رحمه الله-في شرح رياض الصالحين (ص: 909): ((...وأما الحرير الصناعي فليس حرامًا لكن لا ينبغي للرجل أن يلبسه لما فيه من ((الميوعة)) والتنزل بحال الرجل الذي ينبغي أن يكون فيها خشنًا يلبس ثياب الرجولة لا ثياب النعومة لكن الفائدة من قولنا: إن الحرير الصناعي ليس حرامًا يعني لو لبس طاقية من الحرير الصناعي أو سروالًا لا يرى فهذا لا بأس به وأما القميص والغترة فلا ينبغي وإن كان حلالًا لا ينبغي أن يلبسه الرجل لما فيه من ((الميوعة)) والتدني ولأن الجاهل إذا رآه يظنه حريرًا طبيعيًا...))أهـ.

وأزيدك من كلام الشيخ صالح السحيمي-حفظه الله- وهو متخصص في العقيدة، وأقعد وأقدم من الدكتور إبراهيم الرحيلي، وممن يظهر الدكتور احترامه وتبجيله!
سئل : هل يطلق على كل صاحب بدعة مبتدع؟.
فأجاب الشيخ : ((...من ارتكب بدعة فهو مبتدع لأنه فعل تلك البدعة ويطلق عليه أنه مبتدع .
بقي أن يقال هل من الحكمة أحيانًا في باب الدعوة أن يذكر وصفه هذا إذا قصدت دعوته وإفهامه الحق لئلا تأخذه العزة بالإثم؟، هذا باب آخر مسألة الدعوة وأساليب الدعوة لأن هناك خلطًا بين أن تحكم على شخص ويسمى مبتدع وبين ما نوجّه إليه من استعمال الحكمة في الدعوة ليست الحكمة التي تعني((الميوعة)) والتنازل عن الحق، وإنما الحكمة التي خلاصتها أن لكل مقامٍ مقالًا ولكل أمر ما يناسبه، فدعوة المعاند غير دعوة الجاهل ودعوة المتعلم المثـقف غير دعوة الجاهل الأمي ودعوة المكابر غير دعوة صاحب الشبهة التي انطلت عليه.
فالخلاصة: أنه يسمى مبتدع.
بقي أن نقول: إذا جاء المقام أو إذا كنا في مجال الدعوة فيمكن أن تستخدم الأساليب التي تتفق مع منهج النبوة من اللين والحكمة والموعظة الحسنة ولا تصل إلى حد ((التميع)) أو التنازل عن المبادئ تحت ستار الحكمة...)) انتهى.

فهل هؤلاء متأثرون بالإخوان وسيد قطب يا دكتور العقيدة والأدب؟!.



جزاك الله خيراً


الظاهر أن الدكتور الرحيلي في أصل كلمة التمييع قد قلد الدكتورعبدالعزيز بن ندى العتيبي وتأثر بمقاله [ الأسلوب البلاغي لسيد قطب وجنايته على ألفاظ الشرع ومعناه (المميع والمائع والتمييع) ] .

قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في شريط [ التحذير من تقليد الكفار والتشبه بهم ]: ( لذلك جاء الإسلام في جملة ما جاء به من المقاصد والقواعد، أن نهى المسلمين أن يتشبهوا بالكافرين؛ وذلك لأن التشبه هو مدعاة لإضاعة شخصية الأمة، ولتمييعها في شخصية أمة أخرى).

قال الشيخ الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد - رحمه الله - في [حراسة الفضيلة ] : ( ومِن أشأم هذه المخاطر، وأشدّها نفوذاً في تمييع الأمة، وإغراقها في شهواتها، وانحلال أخلاقها، سعى دعاة الفتنة الذين تولوا عن حماية الفضائل الإسلامية في نسائهم ونساء المؤمنين، إلى مدارج الفتنة، وإشاعة الفاحشة ونشرها) .
وقال - رحمه الله - في [ حكم إعادة ما قطع بحد أو قصاص] : ( ولا ينبغي تمييع الأحكام الشرعية والوثبة عليها من كل جانب ).
وقال - رحمه الله - في [ معجم المناهي اللفظية ] :( غير المسلمين :هذا من أساليب التميع في هذا العصر ، التي كسرت حاجز النفرة من الكفر والكافرين ، فلنترك التغيير والتبديل في الحقائق الشرعية ، ولنلتزم بها ، ولنقل عن عدونا الكافر : يهودي ، نصراني ، كتابي ، وهكذا ، حتى ترسم حقيقته بذكر لفظه وعلامته وسيماه . والله أعلم ).
وقال - رحمه الله - في [ الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان ] : ( وواجب على المسلمين ، الحذر من ارتداء الكفرة مُسُوحَ الحوار ، وجَلب الشخصيات المتميعة ونحو ذلك من أساليبهم ).
وقال - رحمه الله - في [ خصائص جزيرة العرب ] : ( والتسابق إلى عوامل الاسترخاء والتميّع والتفكيرِ المترهل )

وقال الشاطبي - رحمه الله - في [ الاعتصام 1/ 363 ] : ( ومن نظر إلى طرق أهل البدع في الاستدلال عرف أنها لا تنضبط لأنها سيالة لا تقف عند حد) .

فهل هؤلاء متأثرون بالإخوان وسيد قطب ؟!.

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الرحمن الغنامي ; 03-15-2012 الساعة 06:58 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-15-2012, 06:05 AM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

قال الحلبي صاحب الدكتور في كلام قديم قبل التغير والتميع :
في نهـــــايــــــة المحاضرة التي القاها في مركز الإمام الألباني وكانت بعنوان ( علم الجرح والتعديل اصول وضوابط ) في 10 صفر 1423 هـ :( التوسط الشرعي في هذا المنهج وهي النقطة العاشرة هو الأصل بلا غلو ولا إفراط ولا قصور ولا تفريط وبخاصة أننا رأينا أناسا اليوم يميعون علم الجرح والتعديل ولا يقبلونه ويزهدون فيه ويردون على أهله!! فإذا بهم يقومون بعين ما هم ينهون الناس عنه فنحن ضد هذه الميوعة ونحن لسنا مع هذا التمييع وإنما نحن مع الوسطية الشرعية !!) .
حمل المقطع الصوتي من هنا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-15-2012, 06:57 AM
عبد الرحمن الغنامي عبد الرحمن الغنامي غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 121
شكراً: 0
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

[quote name=' timestamp='1331783226' post='626906']
فزعم أنه لم يجد شيئاً بهذا المعنى إلا في كتب سيد قطب
[/quote]
للفائدة : محمد ابو زهرة ذكر لفظة التمييع في تفسيره (زهرة التفاسير) وهو قد ولد قبل سيد قطب .
فقد ولد ابو زهرة في (6 من ذي القعدة 1315هـ=29 من مارس 1898م)، وتوفي في (سنة 1394هـ=1974م ).
وأما سيد قطب فقد ولد (9 أكتوبر1906: 1324 هـ ) وتوفي في (29 أغسطس1966: 1386 هـ)

ففي زهرة التفاسير قال أبو زهرة عند تفسير سورة الانفال (1 / 3100) : (بل تتميع العقول ، ويكون شح مطاع وهوى متبع ).
وعند تفسيرسورة هود (1 / 3760) قال : ( لا تتميع المواقف ولا تختلط ولا تلتبس مع صدق الاعتقاد).

والظاهر أن هذه اللفظة كثر أستخدامها في القرون المتأخرة فلم يبتدع سيد قطب هذه اللفظة ولم يخترعها ومن زعم غير ذلك فهو مجازف وقصده التشنيع على من إستخدمها لا أكثر والله أعلم.

ملاحظة : محمد أبو زهرة رجل منحرف في العقيدة طعّن في معاوية رضي الله عنه في تفسيره.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-15-2012, 09:08 PM
أبوعمر عبدالباسط الجزائري أبوعمر عبدالباسط الجزائري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 95
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 8 مشاركة
افتراضي

إتحاف المتلهف على الرد المتلطف تساؤلات للدكتور الرحيلي

" الحلقة الأولى"

الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه, كما يحب ربنا ويرضى, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك, يضل من يشاء بعدله, ويهدي من يشاء برحمته, وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفوته من خلقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد:
أما بعد:


فهذه الحلقة إنما هي طليعة جعلتها كتساؤلات لبعض ما ورد في رسالة الدكتور إبراهيم الرحيلي ، والتي اسماها " الرد المتلطف على النقد المتعسف", في رده على فضيلة الشيخ عبيد الجابري وفقه الله, ,وقبل البدء في هذه التساؤلات, فأود التنبيه إلى أمور مهمة هي:


أولا: أن الشيخ إبراهيم أكثر من النقولات عن شيخ الإسلام وغيره دون الحاجة في بعض المواطن إلى ذلك, إذ لا تجد في تكرار بعض النقولات مزية على ما سبقها سوى التكثر بالنقل.


ثانيا: قد تسوق الكتابة الدكتور إلى البعد عن محل النزاع, وبيت القصيد, وسيتضح هذا في موضعه.


ثالثا: أثقل الدكتور نقله بالاستطرادات الكثيرة, ولعل هذا الأسلوب صار الآن رائجا عند البعض, ونتج عنه أن بعض طلاب العلم صار يقيس الرد العلمي بالوزن, فما كان أكثر ورقا وأرجح وزنا وثقلا فهو الرد العلمي الذي لا يبارى ولا يجارى, وما كان مختصرا فهو مظنة الضعف وعدم التحقيق!! ولا يتنبه لهذا إلا أذكياء القراء ممن يميزون بين التحقيق وما كان شبهه وهو مفارق له.


وأما تساؤلاتي للدكتور فهي كالتالي حسب ورودها في رده:
التساؤل الأول: قلت في ردك المتلطف!!منتقدا الشيخ عبيدا: الاحتقار والاستصغار حتى في السن، إذ تكرر منه في كتابته كثيرا المخاطبة بقوله يا "بني".
وأقول : عجبي من فهمك أيها الدكتور, حين عددت خطاب عالم - يكاد ينتهي من العقد الثمانين من عمره – بقوله لك" يابني" استصغارا واحتقارا, أين الدعوى العريضة التي تدعو إليها من حسن الظن ومراعاته؟!, ولما لم تحمل ذلك على ترفقه بك, وحسن تعامله معك!!.
ثم على فرضية ما فهمته أنت؛ فهل يجوز لك مقابلة ذلك بالاحتقار والاستصغار, حتى قلت :"وقد اطلعت على كتاب لأخينا الشيخ عبيد الجابري!!", وهذه منك أعجب مما فهمته أنت من الشيخ, فأنت في سن أحد أبنائه, وبينك وبين الشيخ ما يقارب الثلاثين عاما, أيقال بعد هذا "لأخينا الشيخ" وتريد بعد ذلك أن يكون ردك متلطفا!! فأين الإنصاف فضيلة الدكتور؟!!
ثم أين التأدب مع عالم له مكانته عند أهل السنة في أصقاع العالم, ألست القائل –مبينا ومعلما- في نصيحتك للشباب:" مخاطبة المدعوين بالألقاب التي تتناسب مع مكانتهم" ، ألا جعلت الشيخ عبيدا من جملة مدعويّك؟!


التساؤل الثاني: لم تقبل كلمة "التمييع" وقلت بأنها "مصطلح اشتهر في بعض كلام المتأخرين ممن يسلك مسلك الغلو والتشدد من المنتسبين للسنة, ويطلق في موارد الذم على بعض أهل السنة الذين لم يجرؤوا على تبديعهم ويعنون به معنى متساهل أو متهاون وهذا الإطلاق خاطئ من ناحية اللغة والشرع" ثم ذهبت تبرهن على ذلك, وخلصت بأنه في اللغة يختص بالسوائل, وفي الشرع فهو مصطلح مبتدع في الجرح, بل وذكرت أن سلف القائلين بهذا اللفظ إنما هو سيد قطب وغيره من الإخوان المسلمين!.
وأقول: نقلت عن الجوهري قوله :" المَيْعُ: مصدر ماعَ السمنُ يَميعُ، إذا ذاب. والمَيْعُ: سيلان الشئ المصبوب" وأهملت قوله " والمَيْعَةُ أيضاً: صمغُ يسيل من شجرٍ ببلاد الروم...وما بقي منه شِبْه الثَجيرِ فهو المَيْعَةُ اليابسة" فهل اليابس يميع؟!!.
هذا أمر, وأمر آخر: قد جرى هذا اللفظ على لسان بعض العلماء وفي كتاباهم, ومن ذلك:
قول العلامة الألباني –رحمه الله - محذرا من التشبه بالكفار :"وذلك لأن التشبه هو مدعاة لإضاعة شخصية الأمة، ولتمييعها في شخصية أمة أخرى"اهـ.
وقال –رحمه الله- في رد بدعة ذكر الحسنات حال الرد: " إن كان يقوله أحد فهذا في الواقع من ليونةٍ بل من ميوعة بعض الدعاة العصريين اليوم حيث إنهم لا يقبلون الصدع بالحق لأن الصدع بالحق مر" اهـ سلسلة الهدى والنور.

وقال الشيخ الفوزان - حفظه الله - في الملخص الفقهي (2/ 504) : " وتشبها بالكفار والمنافقين وتحولاً من الرجولة والشهامة إلى الميوعة".


وثانيا: جعلك سلف العلماء القائلين بهذا الإخوان وسيد قطب!!
فماذا تقول لو نقلت لك -فضيلة الدكتور- عبارة واحدة لسيد قطب تضمنت بعض ألفاظك هنا, أيقال :إن هذه التعبيرات إنما استفدتها أنت من سيد قطب, وهو سلفك فيها؟!
قال سيد في تفسيره ظلال القرآن (1 / 409): "وما يبذل أعداء هذا الدين من جهد ومن حيلة ومن مكيدة ومن خداع، ومن كذب، ومن تدبير، للبس الحق بالباطل، وبث الريب والشكوك، وتبييت الشر والضر لهذه الأمة بلا وناة ولا انقطاع ثم مواجهة القرآن لهذا كله، بتبصير المؤمنين بحقيقة ما هم عليه من الحق وحقيقة ما عليه أعداؤهم من الباطل وحقيقة ما يبيته لهم هؤلاء الأعداء, وأخيراً بتشريح هؤلاء الأعداء, طباعهم وأخلاقهم وأعمالهم ونياتهم, على مشهد من الجماعة المسلمة، لتعريفها حقيقة أعدائها، وفضح ما يضفونه على أنفسهم من مظاهر العلم والمعرفة، وتبديد ثقة المخدوعين من المسلمين فيهم، وتنفيرهم من حالهم، وإسقاط دسائسهم بتركها مكشوفة عوراء، لا تخدع أحداً ولا تنطلي على أحد" اهـ
انظر إلى هذه الألفاظ التي استخدمها سيد في فقرة واحدة : مكيدة, خداع، كذب، تدبير، لبس الحق بالباطل, إسقاط... أليست هي بنحو تعبيراتك وألفاظك, أيا ترى هل مصدرك فيها كتب سيد قطب!! وسأعيد لك قولك ص11 : "وذلك أن بعض الناس لا ينتفع بالنصح حتى يعامل بنظير فعله فعند ذلك يدرك خطأه ويتعظ".


الأمر الثالث: أقول: من أين لك -فضيلة الدكتور- أن ألفاظ الجرح توقيفية, أو على أقل تقدير لابد أن تكون واردة عن الصحابة, ألا يعتبر هذا تحجيرا لأمر واسع, فلست أدري هل وصفك للشيخ عبيد بأنه تولى أمر "الإسقاط" عندك من ألفاظ الجرح أم من أساليب المدح والثناء أم هو وصف ؟!! وهل وردت لفظة "الإسقاط" عند الدارقطني أو ذكرها الحافظ والذهبي!! أم هي من مفردات المتأخرين والتي شغبوا بها على تحذيرات أهل العلم, بل وحكموا فيها على نياتهم ومقاصدهم؟!!


التساؤل الثالث: لقد هيمنت عليك –فضيلة الدكتور- قضية المؤامرة والتدبير, وسيطرت على مخيلتك مسألة الإسقاط, وجعلتها " مكيدة منظمة " حتى يتصور من يقرأ كلامك, بوجود منظمات سرية كمنظمات الموساد ليس لها شغل سوى تفريغ أشرطة الدكتور إبراهيم, وتتبع زلاته, والبحث عن مواطن الخلل, وهذا في الحقيقة غير موجود إلا في خيالك الواسع!!
فزلاتك يتناقلها طلابك ممن يحضر لك, وهي أوضح من أن ينقب عنها منقب, أو يفتش عنها مفتش, إنما هي أقوال لك سئل عنها العلماء, فأجابوا بيانا وتوضيحا, ولم يسلك معك أهل العلم ما ظننته أو اعتقدته.
ثم أقول لك فضيلة الدكتور: هل تتبع مقالات وأشرطة الشيخ ربيع وغيره من العلماء السلفيين, وإخراج الأخطاء من حواشي الحواشي, ومابين السطور, ومن مجالس سجلت خلسة, وجمع تلك الافتراءات, والحديث عنها في المجالس, والتشنيع على منهج الشيخ ربيع, وإضعاف مكانته بين الطلاب, واللقاءات التي تجمع بعض "الدكاترة" ببعض المنافحين عن منهج سيد قطب, والممجدين لأهل البدع والتكفيريين ثم مساندتهم في بيان مزالق مشايخ أهل السنة, وأخطائهم, وتتبع ذلك , هل ياترى يعدّ ذلك عندكم من جملة المؤامرة المحاكة على أهل السنة, أم إنه قربة وطاعة, ودفاع عن المنهج السلفي؟!!.
فضيلة الدكتور: كنت تحتاج إلى شيء من الإنصاف لترى أمرا أهملته أنت, وقضية غابت عنك, حين زللت – ولو في نظر غيرك- فقومك العلماء, فانشغلت بكشف منهجهم الغالي-فيما زعمت- وغفلت عن أخطائك وطريقتك في التعامل مع من تنتقدهم.


التساؤل الرابع: اتهمت الشيخ عبيدا بأنه تتبع زلاتك وأخطائك من أماكن متفرقة, ثم ذهبت تذكر اخطائه –في نظرك- أيضا من أماكن متفرقة, ففعلت ما أنكرته, وليس يعفوك من ذلك اعتذارك بأن هذا ليس من المجاراة في التنقيب, إذ لو كان الأمر كذلك لاكتفيت بمثال أو مثالين أو ثلاث وهو أقل الجمع !! لكنك اسهبت وشرحت وفصلت وأصّلت في أكثر من خمس عشرة صفحة!! كل ذلك في نظرك ليس من تتبع الأخطاء!! ولا من التنقيب!.


خامسا: تٌكثر -فضيلة الدكتور- من القول بالتأصيل العلمي والمنهجية العلمية, وأخللت بهذه الدعوى إذ ذكرت في ص11 قول: "السعيد من وعظ بغيره والشقي من وعظ بنفسه", ثم ذكرت في الحاشية أن هذا المثل مروي عن ابن مسعود, وأحلت إلى زهر الأكم في الأمثال والحكم لنور الدين اليوسي!!, وبالرجوع إلى كتاب زهر الأكم, لم أجده ينسب هذا إلى ابن مسعود, إذ قال : "السعيد من وعظ بغيره. هذا مثل في الأمر بحسن التدبير. وتمامه: والشقي من وعظ بنفسه. ويروى الأول حديثا والله اعلم "اهـ , هذا أولا, وثانيا: هل كتب الأمثال هي من كتب تخريج الآثار فضيلة الأستاذ الدكتور؟!! وثالثا: اللفظ الوارد عن ابن مسعود رضي الله عنه كما في مسلم برقم (2645) هو: "الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره".


سادسا: انتقدت الشيخ عبيد على بعض المسائل والتي هي في نظرك مخالفة لإجماع أهل السنة!!: وهذه المسائل تعدادها كالتالي:


أ‌- أن الشيخ عبيدا -وفقه الله- عدّ الظالم لنفسه من أولياء الله:
ثم ذكر الدكتور إبراهيم أقوالا لشيخ الإسلام رحمه الله, يبرهن فيه على هذا الأمر, وأهمل أو جهل كلاما مهما لشيخ الإسلام, ولو قيل إن الدكتور إبراهيم خالف أهل السنة والجماعة في هذا الأمر لما أبعدنا النجعة, ومصداق ذلك قول شيخ الإسلام - رحمه الله- مجموع الفتاوى (10/7):" وأما الظالم لنفسه من أهل الإيمان: فمعه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه كما معه من ضد ذلك بقدر فجوره إذ الشخص الواحد قد يجتمع فيه الحسنات المقتضية للثواب والسيئات المقتضية للعقاب حتى يمكن أن يثاب ويعاقب وهذا قول جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة الذين يقولون: إنه لا يخلد في النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان". فمن الذي خالف قول الصحابة وقول أئمة الإسلام وأهل السنة والجماعة يا فضيلة الدكتور؟!!.
وأما بيان الجمع بين كلام ابن تيمية الذي ذكره الدكتور, وبين هذا النقل فمحله الرد المطوّل بعون الله تعالى.


ب‌- أن الشيخ عبيدا نفى الدين عمن قصر في مراتب الدين الثلاثة, في قوله:"فلا دين حتى تكتمل هذه المراتب الثلاث عند العبد" وجعلت الكلام محتمل لتقديرين:
الأول: نفي لأصل الدين.
والثاني: نفي لكماله, سواء المستحب أو الواجب, وجعلت كل هذه التقديرات باطلة.
والعجيب أن في كلامك خلط شديد يا أستاذ العقيدة!, وللقارئ أن يتأمل عبارات الدكتور؛ ليقف بنفسه على ذلك, حيث قال:" أما نفي الكمال الواجب فلا يصح عمن لم يحقق مراتب الدين الثلاث على وجه الكمال, فإن هذه المراتب كما تقدم مشتملة على كل المشروع بمرتبتيه الواجب والمستحب, ولو لم يأت العبد بشيء من المستحبات , فلا يصح نفي الإيمان عنه, إذ الشعب المستحبة لا تدخل في مسمى الإيمان الواجب الذي ينفى الإيمان بترك شيء منه" اهـ
فالدكتور هنا خلط القول في كمال الإيمان الواجب, بكماله المستحب, حيث ابتدأ كلامه عن كمال الإيمان الواجب وختمه بالكلام عن كماله المستحب وخرج بنتيجة بناها على الفرع الثاني -وهو كمال الإيمان المستحب-, وهذه النتيجة خلاصتها أنه لايجوز نفي الدين عمن لم يحقق كمال الإيمان المستحب!!.
وأعجب من هذا أنه نقل عن شيخ الإسلام بعد ذلك قوله :" والشارع صلى الله عليه وسلم لا ينفي الإيمان عن العبد لترك مستحب لكن لترك واجب؛ بحيث ترك ما يجب من كماله وتمامه؛ لا بانتفاء ما يستحب في ذلك ولفظ الكمال والتمام: قد يراد به الكمال الواجب والكمال المستحب" فعجيب أمرك فضيلة الدكتور!!
إن النفي في قول الشيخ " فلا دين" لمن لم تكتمل عنده المراتب الثلاث, قد يتوجه إلى الكمال الواجب, والتعبير الذي ذكره الشيخ في هذا السياق هو أمر سار عليه العلماء ولم يفهم منهم التكفير الذي عرضت به في كلامك حول الشيخ عبيد الجابري, وإليك شيء من هذه العبارات والتي لم يقصد بها قائلوها من العلماء إخراج الناس من دين الإسلام:
قال ابن قتيبة في بيان مسلك صحيح في استعمال هذه اللفظة, في كتابه تأويل مختلف الحديث (ص 253):و"لَا دِينَ لَهُ" أَيْ: لَيْسَ بِمُسْتَكْمَلِ الدِّينِ"اهـ.
وقال العلامة البربهاري:"واعلم أنه لم تجئ بدعة قط إلا من الهمج الرعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح، فمن كان هكذا فلا دين له".
وقال ابن عبد البر رحمه الله الاستذكار (2 / 501), في شرحه لحديث " يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وأعمالكم مع أعمالهم، يقرءون القرآن، ولا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية " قال : "وفي هذا الحديث نص على أن القرآن قد يقرؤه من لا دين له ولا خير فيه ولا يجاوز لسانه وقد مضى هذا المعنى عند قول بن مسعود وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير قراؤه تحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده" .
وقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله في الدرر السنية في الأجوبة النجدية (14/307).:"فالواجب عليكم، معشر المسلمين الغيرة على نسائكم، ومنعهن من الدخول على الرجال الأجانب، ومباشرتهن للأضياف، فإن غالب من لا غيرة له يرى أن من إكرام الضيف أن نساءه تخدمه، وهذا من الفضائح- عياذا بك اللهم من المخازي- التي تنكرها الفطر السليمة، والعقول المستقيمة؛ فالذي لا غيرة له، لا دين له"
يا دكتور العقيدة ماذا لو قلبنا عليك الأمر فقلنا يلزم من قولك هذا موافقة المرجئة في عدم تأثر دين الإنسان وإيمانه بنقص كمال إيمانه الواجب بسبب تفريطه في العمل الواجب عليه, أو فعله للمحرم المنهي عنه !, أما كان ينبغي عليك فهم الخطاب قبل التسرع في النقد دون روية وبصيرة؟!!

يتبع إن شاء الله.

كتبه

عبد الله بحيري
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-13-2012, 03:07 AM
سليم أحمد المدني سليم أحمد المدني غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 6
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
افتراضي

هل هي مكيدة أم صبر ونصيحة قبل الفضيحة?!


ذكر الدكتور إبراهيم الرحيلي أنه ضحية مؤامرة ومكيدة مدبَّرة! والسبب في ذلك أنه وقف في وجه الغلو والتشديد، وظاهر كلامه أن أولئك أصحاب الغلو والتشديد لما لم يسايرهم إبراهيم الرحيلي في الغلو والتشديد بدأت المكيدة والمؤامرة لإسقاطه.

قال الدكتور إبراهيم الرحيلي: (وقبل الشروع في الرد لابن من إيقاف القارئ على الظروف التي صاحبتها كتابة الشيخ، مما يكون عوناً على معرفة البواعث في تسطيرها ونشرها، وكاشفاً عن مغزاها ومقاصدها، وموضحاً لمدلول ألفاظها وعباراتها.
فالأمر على ما يعلمه الكثيرون من المتابعين للأحداث الدعوية لأتباع المنهج السلفي من أهل العلم وطلابه، أن هذه الحملة الشنعاء على إبراهيم الرحيلي وكتبه ودروسه ليست إلا مكيدة منظمة لإسقاطه، والتنفير من دعوته؛ لوقوفه في وجه الغلو والتشديد، وقد سبق أن سلكت مع كثير من الدعاة من أهل السنة، حتى أصبح الحاذق يعرف تدرجها ومراحل تنفيذها، بدءاً بالغمز والوصف بالتمييع إلى أن ينتهي الأمر بالجرح والتبديع).
وسأبين مغالطاته وأباطيله من وجوه :
v الوجه الأول:
أن ما ذكره الدكتور إبراهيم الرحيلي من مؤامرة ومكيدة إنما هو من وحي الشيطان ووسوسته ليصده عن اتباع الحق، ولزوم الصواب، وليكون ذلك مبررًا للكبر والمكابرة، وهو في الحقيقة يعكس نفسية إبراهيم الرحيلي التي لا تقبل النقد ولا النصيحة، ويعتبر نقده ونصحه من باب المكائد والمؤامرات المدبرات!
والنبي-صلى الله عليه وسلم-يقول: (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ من كان في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ من كِبْرٍ) قال رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً. قال: (إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ الناس)[1].
وقد حذر رب العالمين من اتباع خطوات الشيطان، والاستجابة لوحيه ووسوسته فقال-سبحانه وتعالى-: ...ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﭼﭽالبقرة.
وقال-سبحانه وتعالى-: ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭼﭽالنور.
فالواجب على الدكتور إبراهيم الرحيلي أن يحسِّن ظنه بالناصحين له، وأن يستجيب للنصح، وأن يبتعد عن الكبر والغرور فذلك مفتاح كل شرٍّ.
v الوجه الثاني:
أن الدكتور إبراهيم الرحيلي يعلم جيدًا أنَّ فالحًا الحربي قد حذَّر منه، ووصفه بالتمييع، بل قال عنه إنه مبتدع ليس على السنة، وقد كان هذا منذ عشر سنوات!، ويعلم جيدًا أن الذي دافع عنه، ورد على فالح حكمه هم المشايخ السلفيون الذين عرفوا في الأمة بالتحذير من الغلو والتنطع، كما عرفوا بمحاربة التمييع والتميُّع، وعرفوا بين السلفيين بنصرة المنهج السلفي وعلى رأسهم الشيخ العلَّامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-، والشيخ أحمد النجمي-رحمه الله-، والشيخ زيد المدخلي-حفظه الله-، والشيخ عبيد الجابري-حفظه الله-، والشيخ محمد بن هادي-حفظه الله-وغيرهم.
وكتب الشيخ عبيد الجابري-حفظه الله-بيانًا بتاريخ 21 / 10 / 1424 هـ يرد فيه على فالح الحربي كلامه، وتعامل معك يا إبراهيم بالإنصاف، وحسن الظن، مع أن فالحًا كان في ذلك الوقت من المشايخ السلفيين، وكانت كلمته مسموعة بين كثيرين من الشباب السلفي.
فلو كان ثمة مؤامرة لإسقاطك لتم ذلك من تلك الأيام، ولما تجشم الشيخ عبيد-حفظه الله-الرد على فالح، والدفاع عنك بما كان يظنُّه فيك من اتباع للمنهج السلفي ونصرة له.
والشيخ العلَّامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله-كان ممن دافع عنك، وناصح فالحًا بشأنك، وأظهر فالح الاستجابة للنصيحة، وأعلن أنه سيفتح درسًا يشرح فيه كتاب إبراهيم الرحيلي (موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع).
فما كان ثناء العلماء عليك في ذلك الوقت، ولا دفاعهم عنك لأجل أن تصانعهم!، ولا لأجل أن فالحًا أخطأ في التوقيت في الرد عليك!، ولا غير ذلك من الوساوس، بل لحسن ظنهم فيك، ولما يعتقدونه حينها أنك سائر على منهج السلف الصالح.
فهكذا هم علماؤنا: نصحة بررة، وأتقياء أوفياء، أهل صدق ونصح، وأهل علم وبصيرة، وأهل حرص على المنهج السلفي ولو غضب من غضب، أو رضي من رضي، نحسبهم كذلك، والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدًا.
ولو كانت المسألة كما تتوهمه أن الأمر لأجل الولاءات الحزبية، والطاعة العمياء لكان فالح في ذلك الوقت أولى بالنصرة والتأييد، ولو كان المسألة مبنية على الغلو والتشديد لما نصروك، بل لنصروا فالحًا الحربي.
فهذا يؤكد أن المسألة ليست مكيدة ولا مؤامرة، ولا لنصرة الغلو والتشديد، وإنما هي مناصحة وبيان للحق والصواب، ونصرة لدين الله.




v الوجه الثالث:
ذكر إبراهيم الرحيلي أنه يحارب الغلو والتشديد، وأن ذلك هو سبب تلك المؤامرة المتوهمة، كما أن هناك من الدعاة من أهل السنة تعرضوا للمؤامرة لوقوفهم في وجه الغلو والتشديد.
فنقول له:
أولًا: الشريعة الإسلامية تحارب الغلو، ومنهج السلف يحارب الغلو، وجميع المشايخ السلفيين يحاربون الغلو فهذا أمر متفق على محاربته فكيف يكون سببًا لمحاربة إبراهيم الرحيلي؟!.
فإبراهيم الرحيلي إما أنه يجهل حال نفسه، فلا يدري لماذا حذَّر منه بعض العلماء، وإما أنه يعلم لماذا حذر منه ولكن يتلاعب بعقول بعض الشباب ويخدعهم بهذا الأسلوب الماكر ليمرر باطله.
وظني أن إبراهيم الرحيلي يعلم أن كلام من تكلَّم فيه من العلماء بسبب بعض تقريراته وتأصيلاته الباطلة، وبسبب نصرته لبعض أهل الباطل الذين عرف باطلهم، واستبان له حالهم.
ولكنه يعتقد-وفقًا لقواعده الفاسدة-أن تقريراته تلك هي الوسطية، وأن الكلام فيه بناء على قواعده وتقريراته من الغلو والتشديد، ولذلك فهو يحارب هذه الأحكام لمخالفتها لقواعده الفاسدة، وتقريراته الباطلة، فيحسب أنه بذلك يحارب الغلو والتشديد لذلك يتكلمون فيه.
وهذا أيضًا من وحي الشيطان ووسوسته لإبراهيم ليبقى على باطله، وليظن أن ما هو عليه هو الوسطية، وأن القواعد السلفية التي تبين خطأه وانحرافه ما هي إلا من باب الغلو والتشدد.
فهو مِنْ تسمية الأشياء بغير اسمها، وهو من تزيين الشيطانِ الباطلَ له.
ثانيًا: ما هو الغلو والتشدد الذي يحاربه إبراهيم الرحيلي وبسببه تكلم فيه مَن تكلَّم؟
الجواب عن هذا السؤال: يتضح للقارئ من خلال قراءة رسالتين سطرهما إبراهيم الرحيلي وهما: (تأصيل المسائل المستشكلة من جواب السائل)، وكذلك رسالته هذه: (الرد المتلطف)، وكذلك بقراءة الردود عليهما، وبالاطلاع على كلام إبراهيم الرحيلي بعد فتنة الحلبي وما حواه كلامه من تأصيلات باطلة في الدفاع عن بعض أهل البدع والأهواء، وما تكلم فيه بجرأة وجهل حول النقد ومسائل الجرح.
فإبراهيم الرحيلي يؤصل أصولًا ويقعد قواعد للدفاع عن أهل البدع والأهواء الذين يظن أنهم سلفيون وهم مبتدعة أشرار.
v ومن تلك القواعد:
القاعدة الفاسدة الأولى: أن الحكم على الأعيان بالتبديع ليس من مسائل الدين، وجعلها من مسائل الأحكام فوقع في فسادٍ جديد، وهو تفريقه بين مسائل الدين ومسائل الأسماء والأحكام، ثم وقع في فساد جديد، فخص مسائل الدين بالعبادات، وأخرج مسائل الأسماء والأحكام من مسائل العبادات!! ظلمات بعضها فوق بعض.
وهذه القاعدة لم يسبقه إليها أحد من أهل العلم، وهي مخالفة للكتاب والسنة وما عليه السلف الصالح، فإن السلف الصالح نصوا على أن الكلام في مسائل الأسماء والأحكام من الدين، ومن العبادة، ومن الجهاد، ومعلوم أن الجهاد من أعظم العبادات والطاعة.
ولا شك أن تجريح أهل البدع والضلال، وتحذير الناس منهم سواء صدر من العلماء العارفين، أو تكلم به من يقلدهم استجابة لأمر الله-سبحانه وتعالى-في قوله: ...ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﭼ ﭽالأنبياء، فهو من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو من العبادات، ومن أسباب دخول الجنة، قال-تعالى-: ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﭼﭽآل عمران.
وقال-تعالى-: ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ...ﭼﭽآل عمران.
وقال تعالى: ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷﭼﭽآل عمران.
وقال-تعالى-: ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﭼ ﭽالتوبة.
فبعد كل هذه النصوص وغيرها من الأدلة المبينة لمنزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو باب واحد من عدة أبواب ترتبط وتتعلق بمسائل الأسماء والأحكام يأتي إبراهيم الرحيلي وهو أستاذ العقيدة ليقرر أن ثمة انفكاكًا وانفصالًا بين مسائل الدين ومسائل الأسماء والأحكام!، ويخرج مسائل الأحكام عن مسائل العبادات!!، مع أنه قرر أن مسائل التبديع من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!!.
ولماذا تَدْرُسون، وتُدَرِّسون في دروس العقيدة مسائل الأسماء والأحكام؟.
ولماذا كان من أصول بعض الفرق المخالفة لأهل السنة هو خلافهم في باب الأسماء والأحكام؟!!.
فباب الأسماء والأحكام ليس من مسائل الدين على سبيل العموم فقط، بل من أخصِّ مسائله، وهو من مسائل الاعتقاد وأصول الدين، ومع ذلك يجهل إبراهيم الرحيلي قد هذه المسائل، ويهون منها، ويشن حربًا على السلفيين بسبب مخالفته لهم فيها، ومع ذلك يزعم أنه يحارب الغلو والتشدد!.
إنك يا دكتور في حقيقة أمرك تحارب ما تعلَّمته، وتحاربُ ما كنت تُعَلِّمه للناس من سنوات، بسبب غرورك، وتعصبك لرأيك وهواك، فانظر كيف أرداك هواك بأن جعلك تهون من أصل من أصول العقيدة السلفية، وتقلل من شأنه، وتفصل جزءًا من الأمة عن معرفة عقيدتها ودينها بسبب جهلك وغلوك.

القاعدة الفاسدة الثانية: تهوينه من قضايا خطيرة بعبارة : (لن تسأل عنها في قبرك).
من عجائب الدكتور إبراهيم الرحيلي أنه لما أراد أن يبين لبعض الناس أن يترك الكلام في التبديع احتج بحجة غريبة عجيبة وهي قوله: (لن تسأل في قبرك عن أبي الحسن هل هو مبتدع أو غير مبتدع، أنا أضمن لك الآن أنك لن تسأل عن فلان)، وهذا قد قاله بصوته فقد لا يكون محررًا، ثم إنه كتبه محررًا بيده في كتابه (تأصيل المسائل المستشكلة من جواب السائل) فقال: (هل يسأل طلاب العلم والعوام في قبورهم عن التبديع أم لا؟، إن الذي لا شكّ فيه عندي ان هذه المسألة ليست من المسائل المذكورة في فتنة القبر، بل قد دلّت الأدلة على ان هؤلاء العوام وأشباههم لن يسألوا عن ذلك في قبورهم).
وذكر من الأوجه المصححة لكلامه الباطل حديث أنس وحديث البراء في سؤال الملكين لمن في القبر.
فنقول للدكتور إبراهيم: هل المسلم السارق الكذاب الزاني ومن عنده غلو وتشدد ونحو ذلك من المعاصي والمخالفات الشرعية ما دام أنه مسلم يشهد بالله ربًا، وبمحمد نبيًا، وبالإسلام دينًا فهل يسأل عن تلك الذنوب في قبره؟.
إن قال: إنه يسأل في قبره عن تلك الجرائم والمعاصي.
فنقول له: الحديث لم يذكر فيه ذلك التفصيل.
فإن قال: إن تلك من أمور الدين، فهي داخلة في السؤال عن الدين.
قلنا له: إن مسألة التبديع عند أهل السنة من مسائل أصول الدين، فهي داخلة في الدين عندهم، وعليه فكلامك أنه لا يسأل عنها محتجًا بحديث سؤال الملكين في القبر استدلال باطل، ولا حجة فيه، ولا يتم الاستدلال به إلا بإخراج مسائل التبديع من مسائل الدين!.
وللأسف فإبراهيم الرحيلي مهد لقاعدته الفاسدة الثانية بقاعدته الفاسدة الأولى، فركب بدعة على بدعة، وضلالًا على ضلالٍ والله المستعان.
فإن قال: إن المسلم المرتكب للمعاصي والكبائر لا يسأل عنها في قبره.
قلنا له: فهل يجوز للمسلم شارب الخمر أو الزاني أن يحتج علينا بحديث سؤال الملكين للتهوين من ارتكابه تلك الكبيرة لأنه لن يسأل في قبره عن الزنى وشرب الخمر؟، فهل هذا كلام صحيح من هذا الفاسق؟!!.
ولو جاء شخص وقال للناس: إن المسلم لن يسأل في قبره عن الكبائر والذنوب ما دام أنه مسلم عارف لربه ودينه ونبيه، فهل هذا من النصيحة؟، ألا يشجع هذا الكلام على ارتكاب تلك المعاصي والذنوب، ويكون بابًا من أبواب الإرجاء؟!.
فالاحتجاج بسؤال الملكين للتهوين من شيء، أو الدلالة على عدم تحريم ذنب من الذنوب، أو على عدم إيجاب واجب من الواجبات التي قد تكون من مسائل الخلاف، أو مما لا يكون تركه من واجب أو فعله من محرم ذهاب لأصل دينه وإسلامه من القواعد الفاسدة التي قعدها إبراهيم الرحيلي أصلحه الله وهداه.
القاعدة الفاسدة الثالثة: زعم في دروس (الخلاف أسبابه وأحكامه) الشريط الأول الوجه الأول ضمن كلامه من الدقيقة 25 إلى الدقيقة 28: أن من شروط الحكم على المعين بكفر أو فسق أو بدعة أن تعرف نيته الباعثة له على المنكر!
وهذه من محدثات الدكتور إبراهيم، فالسرائر لا يعلمها إلا الله، ولا يشترط للحكم على المعين معرفة باطنه، بل بما يظهر لنا من قول أو عمل فإننا نحكم عليه بما يظهر، فمن شرب خمرًا وهو يعلم أنه خمر وليس مكرهًا ولا مضطرًا فإنه يقام عليه الحد دون أن نسأله عن نيته من الشرب هل قصد به الاستحلال أم لا؟، بل فعله مفسق، ولا نحكم عليه بالكفر إلا إذا صرح بالاستحلال، ولا نحتاج إلى معرفة باعثه لشرب الخمر.
وكذلك من أنكر علو الله على خلقه، وزعم أنه في كل مكان، وأنه ليس عاليًا بذاته، فهذا قد قال بقول أهل البدع، ولا حاجة في تبديعه إلى معرفة نيته، وما حمله على هذا القول الباطل.
وإن ربط الحكم على المعين بالتكفير أو التبديع أو التفسيق بمعرفة الباعث القلبي عليه ضرب من ضروب الإرجاء الذي حذر منه السلف الصالح.
فإن الله-عز وجل-كفَّر من استهزأ بالله وبالقرآن وبالرسول-صلى الله عليه وسلم-دون النظر إلى الباعث القلبي، بل مجرد الاستهزاء دليل على فساد القلب، لكن جعل معرفة الباعث القلبي شرطًا لتكفيره هنا هو من أقوال المرجئة، كما يعرفه المتخصصون في العقيدة!.
فمثل هذه القواعد التمييعية الفاسدة التي قعدها إبراهيم الرحيلي توصَّل إلى أنه يحارب الغلو والتشديد، والحقيقة أنه يصف المنهج السلفي الحق الذي يحارب الإرجاء بشتى أنواعه، والتميُّع بشتى صوره؛ بأنه منهج غلو وتشديد، لذلك فهو في الحقيقة يحارب المنهج السلفي، ولذلك نصحه العلماء، وبينوا له، لكنه جاهل ومعاند ومكابر.
ثالثًا: إن كثيرًا من أهل الباطل اليوم استطاعوا أن يلبسوا على كثير من شباب المسلمين تحت مسمى محاربة الغلو والتشديد، وممن يصرح بذلك جماعة الإخوان المسلمين، والقطبيون، والعرعوريون، والتراثيون، والمأربيون، والحلبيون، والمغراويون، وأشباههم من فصائل الإخوان المسلمين، فهم يحاربون السلفية تحت غطاء: محاربة الغلو والتشديد.
وهذا هو الغطاء الذي يستخدمه إبراهيم الرحيلي وعبد المالك الرمضاني وأشباههما لتمرير باطلهم، وما صاروا عليه من تمييع وتساهل أشبه تساهل الإخوان المسلمين.
فالمصيبة في منهجهم المائع الضائع، ولذلك تغيرت نظرتهم للسلفية ومشايخ السلفيين وطلابهم، فأصبحوا يرونهم غلاة لأنهم تميَّعوا وتساهلوا.
فالواجب عليهم أن يثوبوا إلى رشدهم، وأن يلزموا منهج السلف البعيد عن الغلو والتميع حتى يروا الحق حقًا فيتبعوه، والباطل باطلا فيجتنبوه.
v الوجه الرابع:
زعم إبراهيم الرحيلي: أن هناك من الدعاة من أهل السنة من تعرضوا للمؤامرة لوقوفهم في وجه الغلو والتشديد.
فنطلب من الدكتور أن يبين لنا من هم هؤلاء الدعاة من أهل السنة الذين تعرضوا لمؤامرة لوقوفهم في وجه الغلو والتشديد؟.
هل هو عبدالرحمن عبدالخالق القطبي؟.
أم هـو عندنان عرعور القطبي؟.
أم هو محمد المغراوي التكفيري؟.
أم هو أبو الحسن المأربي الحزبي الكذوب الطعان في الصحابة-رضي الله عنهم-؟.
أم هو علي الحلبي الكذاب المائع الضائع المدافع عن رؤوس القطبيين؟.
فإن قال: أنا أعنيهم أو أعني بعضهم.
فنقول له: إن أولئك أهل كذب وباطل وتلون، وصدرت منهم أمور أوجبت تبديعهم، وليس من صفاتهم أنهم يحاربون الغلو، لأنهم هم من أهل الغلو في الطعن على السلفيين، ومن الغلاة في التمييع والتضييع.
وقد كتب العلماء السلفيون وطلاب العلم السلفيون ردودًا مفصلة تبين ضلال أولئك وانحرافهم، فلو كنت تريد الحق فاقرأها لتعرف حقائق من تظن بهم خيرًا.
وإن قال: أقصد عبد العزيز الريس.
فنقول له: الكلام في عبد العزيز الريس كالكلام فيك، فقد وقع في تأصيلات فاسدة، ونوصح وبُيِّن له، لكنه ابتلي بما ابتلي به إبراهيم الرحيلي من الكبر والغرور والعناد، لذلك كثر الكلام حوله، حتى أن الشيخ صالحًا الفوزان تكلم فيه، ووصف بعض كتبه بأنه مشتمل على إرجاء.
والواقع أن علماء السلفيين لا يعملون مؤامرات ولا مكائد على السلفيين، وطريقتهم في الدعوة والتعليم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واضحة ومستقيمة، فهم يُثْنُون على السلفي بما يستحقه، ويشدون من أزره، وإذا تبين لهم خطؤه؛ ناصحوه، وبينوا له الصواب، فإن أصر وعاند توقفوا عن الثناء عليه، ونصحوا الشباب بعدم الاغترار به، بسبب تلك الأخطاء الخطيرة، ووضحوا للشباب خطورة تلك الأخطاء، فإن رأوا أن أخطاءه تصل به إلى الابتداع والخروج من السلفية صرحوا بذلك، وحذروا منه، ووصفوه بالوصف الشرعي اللائق به.
وهم أثناء ذلك يصبرون، وينصحون، ويناصحون، ويؤملون توبته وتراجعه، ويترفقون به غاية الترفق، حتى لا يدع لهم مجالاً للسكوت والبيان.


الرد على المخالف من أصول أهل السنة وتشويش إبراهيم الرحيلي على هذا الأصل

يتبع...........

[1]رواه مسلم في صحيحه.
الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf رد على إبراهيم الرحيلي.pdf‏ (599.7 كيلوبايت, المشاهدات 7)
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 PM.


powered by vbulletin