ترجمة الشيخ أحمد بن عبد العزيز البديوي -لمن سأل عنها-

[أبو عبد الله الأثري]

بسم الله الرحمن الرحيم

لقاء مع الشيخ أحمد بن عبد العزيز البديوي بخصوص طلبه للعلم

قام بإجراء اللقاء والتفريغ/ محمد بن صالح الدهيمان

الخميس السادس من محرم من عام ألف وأربع مئة وثلاث وثلاثين

مدينة سكاكا منطقة الجوف بلاد الحرمين الشريفين

تم التفريع بالتصرف التالي:

1- تغيير الكلمات العامية إلى كلمات فصيحة، مثل (هذي) تصبح (هذه)، و(إي) تصبح (نعم)، و(إلّي) تصبح (الذي) أو (التي) أو (الذين).
2- حذف بعض الكلمات المكررة، مثل: (يعني).
3- توضيح المقصود من بعض كلام الشيخ الغير مفهوم وذلك ضمن المعكوفتين.
4- حذف بعض الكلمات الزائدة التي توقف الشيخ عندها ولم يكملها.
5- إضافة حرف (و) بين جملتين لم يربط بينهما الشيخ.

قال الشيخ أحمد بن عبد العزيز البديوي -حفظه الله- عندما سألته عن طلبه للعلم:

"الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، طبعاً أعرفكم بنفسي أخيكم أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله البديوي، من مواليد عام 1379 هجرية، طبعاً هذا الذي يكتب على الورق، نعم، فمتزوج والحمد لله وعندي سبعة من الأولاد والثامن اختاره الله عز وجل، نسأل الله أن يجعله شفيعاً وفرطاً إلى الجنة، بالنسبة لبداية الطلب [طلب العلم] فيما أذكره فيما يقرب من العام 1400، قبل ذلك الإنسان قراءات ومحافظ الحمد لله على العقيدة والصلاة وكذا لكن فيما أذكره في هذه الأوقات بالضبط سمعنا بعض الدعاة وبعض المشايخ عن طريق الأشرطة فاستفدنا منهم كثيراً فيما وافق الحق، ثم طبعاً أذكر وأنا في الولايات المتحدة الأمريكية كان لنا سماعات وقراءات الحمد لله في الكتب ونستفيد ممن هم أكبر منا في السن وفي العلم من زملائنا ومن إخواننا و[من] بعض فتاوى العلماء كسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين رحمه الله، طبعاً تصل الفتاوى، وهذه كلها طبعاً تصب في مصلحة طالب العلم عندما يتتبع فتاوى المشايخ، فأذكر كانت في إشكالية على قضية إعفاء اللحية، كان سبحان الله في العمل هناك دورة تدريبية في الولايات المتحدة الأمريكية طبعاً كان هناك الحمد لله بعض الإخوة ممن التزموا بهذه السنة وهي سنة واجبة، فكانوا يأتون ببعض الفتاوى، وبعض المسؤولين هناك كانوا يأتون لنا ببعض الفتاوى مثل فتاوى القرضاوي وغيره ممن يرى بأنه لا مانع من حلقها [أي حلق اللحية] أو تهذيبها أو إلى آخر ذلك، نعم لكن سبحان الله عندما وقعت في يدي فتوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن قضية إعفاء اللحية وفسق من يحلقها فيعتبر فاسقاً، وأتى بالأدلة الواضحة الصريحة في هذا الشأن، فسبحان الله من ذاك الوقت ما صار هناك تررد في هذا الأمر، فهؤلاء الأئمة أئمة الهدى الذين يتبعون الدليل ترتاح نفسياً لمتابعتهم والاستفادة منهم ومن علمهم، طبعاً في نفس السنة هذه حاولت أن ألتحق بالجامعة الإسلامية، وأنا هناك في أمريكا أعطيت بعض الأوراق لأخينا اسمه سامي أبا الخير، نعم، وهو رجل خير جزاه الله خير، من أهل المدينة، أعطيته أوراقي أوراق الثانوية وبعض أوراق المتطلبات في عام 1402 تقريباً فيما أذكر، نعم، لكن سبحان الله قدر الله في تلك السنة أنه فات وقت التسجيل ولم يتسنى لي التسجيل في الجامعة الإسلامية، ولكن في هذه الفترة الإنسان يقرأ كتب التفسير كتب الحديث يتابع المشايخ والمحاضرات ما استطاع لذلك سبيلاً المتابعة الشخصية الفردية، طبعاً حضرنا المؤتمر مؤتمر الرابطة في أمريكا وكان يحضر بعض الدعاة وبعض المشايخ منهم عمر الأشقر، فهذا مؤتمر سنوي ففيه من العلم ومن الفائدة، مؤتمر لمدة خمس أيام أو ست أيام من هذا القبيل فيما أذكر، المهم أنه قدر الله أني لم أُقبل في هذه السنة في الجامعة الإسلامية في عام 1402، طبعاً رجعنا من أمريكا والحمد لله حتى هناك حصل خير كثير استُؤجرت شقة لتكون مسجداً وصار فيها اجتماعات طيبة ومباركة وصارت هناك دعوة إلى الله عز وجل، دعونا سواء أمريكيون أو سعوديون، حصلت دعوة الحمد لله لكن كان هناك بعض الجماعات منهم جماعة التبليغ، كانوا يأتون لنا ويتكلمون لكنهم سبحان الله وأنت ليس عندك ذاك العلم تستطيع أن تميز بين الصواب والخطأ، فكان عندهم بعض الأشياء سبحان الله التي تُلاحظ عليهم [أو كما قال]، فعندهم ضعف وانحراف عقدي ومنهجي، ومن ذلك أنك لا تتكلم في أمور الاعتقاد فتجعلها للعلماء فقط، أيُّ جزئية من جزئيات العقيدة ما تتكلم عنها، أيضاً في الحلال والحرام هذه للعلماء، إلى غير ذلك، حتى في الأمور البسيطة، المهم أننا بعد رجوعنا مكثنا يمكن حوالي من 1403 إلى 1407، نعم، وحصل فيها خير لأن المنطقة ما زالت جديدة، المنطقة الصناعية في الجبيل، ففي هذه الفترة كان هناك شباب الحمد لله كثر كانوا على الاستقامة والالتزام، وأيضاً هناك منهم من هو على المنهج، وفي بعض الشباب ممن تأثر بهذه المناهج بالمناهج الموجودة في الساحة خصوصاً منهج الإخوان، فطبعاً الحمد لله أن من ذلك الوقت ونحن الحمد لله على المنهج [المنهج السلفي] ونطلب العلم بقدر المستطاع عن طريق طبعاً القراءة عن طريق متابعة فتاوى العلماء عن طريق المحاضرات، حتى الشيخ ابن عثيمين طبعاً زارنا في المنطقة الشرقية عدة مرات وبعض المشايخ والدعاة الذين استفدنا منهم كثيراً ومنهم طبعاً الحمد لله على منهج أهل السنة والجماعة منهج السلف الصالح ومنهم غير ذلك فقضية المنهج تُكلم عليها والحمد لله من ذاك الوقت ونحن الحمد لله متمسكين بمنهج السلف وندعو لمنهج السلف وننبذ البدع والأهواء وأدلة المنهج واضحة وصريحة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لقد تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك)) وقال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} فأدلة اتباع منهج السلف واضحة وصريحة من الكتاب والسنة والإجماع، وفي العام 1407 كنت طبعاً أعمل في هذا الوقت في شركة الجبيل للبتروكيماويات كنت أعمل فيها بعد عودتنا طبعاً من أمريكا فالحمد لله مرتاح في عملي وأيضاً هناك دعوة وهناك [دعوة] داخل الشركة، وفي الجبيل الحمد لله كثر الشباب الذين على استقامة والتزام وأكثرهم عائدين طبعاً من دروات خارجية في مدينة الجبيل الصناعية والحمد لله مرتاح [من حيث] الوضع الديني والوضع الاجتماعي ومن النواحي المادية الحمد لله إلى العام 1407 تقريباً، عام 1407 طبعاً حصل أن بعض الإخوة وهو من أهل مكة اسمه هشام بناء [وربما قال بنان] هذا مهندس متخرج من جامعة البترول جامعة الملك فهد أراد أن يترك الجبيل وهو يشتغل في الشركة لكن شركة أخرى غير الشركة التي نعمل بها نحن، وكان إمام لنا وكان حافظاً وكان صوته ندياً بالقرآن ما شاء الله، وقال لي أنه يريد أن يلتحق بالجامعة الإسلامية فقلت له خذ أوراقي معك فإذا قبلت تركت المكان الذي أنا فيه بكل بساطة، سأترك وظيفتي وما أنا عليه وسألتحق إن شاء الله بالجامعة الإسلامية أطلب العلم من جديد، وفعلاً حصل قبول مبدئي ثم تأكدت من القبول هناك وحددوا موعد حتى بعد المقابلة الشخصية، وبعدما تأكدت من قبولي قدمت استقالتي ورحلت من الجبيل إلى المدينة في تلكم السنة التي هي عام 1407 الحمد لله رحلت لهناك وطلبنا العلم بالجامعة الإسلامية الحمد لله والمناهج قوية بشتى العلوم في علوم الشريعة وفي علوم اللغة وفي حاضر العالم الإسلامي، وهناك مشايخ الحمد لله فضلاء كثر في الجامعة الإسلامية وهي جامعة الحمد لله فيها من الخير الكثير وأيضاً في المسجد النبوي في المدينة النبوية على يد مشايخ كثر منهم في الجامعة الإسلامية أذكر على يد مثلاً أحمد الأحمدي، وأيضاً الشيخ عبد المحسن العباد في صحيح البخاري كان يشرح آن ذاك في المسجد النبوي، وأيضاً منهم الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله، والشيخ عطية سالم رحمه الله في موطأ الإمام مالك في الأربعين النووية أخذنا بعض الأحاديث كنا نحضر مجالس له، هذا فيما أذكره مشايخ الجامعة كثر الحمد لله منهم الشيخ فيحان المطيري معروف هذا رجل كفيف لكنه متخصص في الفقه، والشيخ ربيع لحقنا عليه في بعض المحاضرات حضرنا عنده في الكتب التي ألفها وجلسنا جلسات خاصة معه، أذكر في بيت أحمد المونس حفظه الله [وهو] من زملائنا درس هناك ترك عمله وذهب وأكمل دراسته، والآن ما شاء الله أظنه انتهى من الدكتوراه في جامعة عرعر من الإخوة الأفاضل، المهم أنه الحمد لله مع قراءة القرآن وطلب العلم على قدر ما يستطيع الإنسان رجعنا هنا الحمد لله إلى البلد الجوف إلى مدينة سكاكا فالتحقت طبعاً بالتدريس بجامعة الإمام كمدرس للعلوم الشرعية في المعهد العلمي بالجوف من عام 1412 إلى هذه السنة، وندّرس العلوم الشرعية، ولقد استفدت من التدريس في المعهد العلمي الشيء الكثير الكثير الحمد لله على ما أخذ الإنسان في الجامعة وعن طريق المشايخ وعن طريق السماع فاستفاد الشيء الكثير من خلال تدريسه للعلوم الشرعية، ودرّسنا كتب العقائد وكتب التفسير وأيضاً ما يتعلق بالفقه، ودرّست الفقه لسنوات طويلة الحمد لله خصوصاً في كتاب زاد المستقنع فالحمد لله حصل الخير الكثير، ودرّست طبعاً هنا في مساجد المنطقة، ودعونا إلى الله عز وجل على تقصير منا، أول ما درّست في جامع المويشير وأعطينا بعض الدروات العلمية ثم انتقلت إمام وخطيب في جامع أبي بكر الصديق في العام 1414 إلى يومنا هذا الذي هو محرم 1433 أدرّس والحمد لله الآن، يوم السبت عندنا من الدروس تفسير القرآن الكريم لابن كثير وتفسير ابن سعدي ويومي الأحد والثلاثاء شرح زاد المستقنع باختصار المقنع ويوم الاثنين شرح العقيدة الواسطية [للشيخ صالح الفوزان] ويوم الأربعاء شرح صحيح الإمام مسلم [للنووي] ويوم الخميس شرح صحيح البخاري مختصر الزبيدي له، ويوم الجمعة كان هناك درس وتوقف وهو فقه الأسرة المسلمة، وهناك ملتقيات دعوية ودورات علمية الحمد لله أقمناها ودعوة إلى الله وإلقاء المحاضرات في المدارس والكلمات الوعظية في الدوائر الحكومية وفي بعض المساجد ونسأل الله عز وجل القبول، ويهمنا من ذلك الإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأيضاً أن تكون الدعوة على ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة, كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي)) وفي رواية هي الجماعة، والجماعة هي التمسك بما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة، التمسك بالحق، ومنهج السلف لا يكون إلا حق، نسأل الله أن يثبتنا وإياكم على الحق، وأن يرنا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرنا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وهذه نبذة مختصرة نسأل الله أن ينفع بها، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد". أهــ.

[أبو عثمان زين الدين الباتني]

جزاك الله كل خير ولو اتحفتنا ببعض ثناء اهل العلم والمشايخ على الشيخ لكان خيرا

[أبو عبد الله الأثري]

حياكم الله،

أخي زين الدين، أنا تواصلت مع الشيخ أسامة العتيبي -حفظه الله- بخصوص الشيخ البديوي، وسألته إن كان يسمح لي بأن أنشر كلام الشيخ أحمد البديوي، وبعد أن عرفه الشيخ أسامة وعرف منهجه، سمح لي بنشر كلامه في المنتدى.

[أبو عثمان زين الدين الباتني]

جزاك الله كل خير وهذا يكفي بارك الله فيك وإنما قلت ما قلت فقط من باب التثبت والتحري عمن يؤخذ عنه العلم ليس إلا .