منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-23-2013, 05:21 PM
الصورة الرمزية أسامة بن عطايا العتيبي
أسامة بن عطايا العتيبي أسامة بن عطايا العتيبي غير متواجد حالياً
المشرف العام-حفظه الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 5,369
شكراً: 2
تم شكره 272 مرة في 212 مشاركة
افتراضي مقتطفات من السيرة النبوية- الهجرة إلى المدينة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:



فهذه مقتطفات من سيرة النبيr أسأل الله أن ينفع بها.


هجرة النبيr إلى المدينة


عن عائشة م قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ»، وَهُمَا الحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِr، وَرَجَعَ إِلَى المَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الحَبَشَةِ ([1]).

ولما تتابع المهاجرون إلى الحبشة، وأذن الله لنبيهr بالهجرة، بدأ الاستعداد لهذه الرحلة المباركة.

الاستعداد للهجرة

لما أذن الله لنبيهr بالهجرة أخبر أبا بكر الصديقt بذلك، فطلب منه أبو بكر المرافقة والمصاحبة.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: لَقَلَّ يَوْمٌ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ r، إِلَّا يَأْتِي فِيهِ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَيِ النَّهَارِ، فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الخُرُوجِ إِلَى المَدِينَةِ، لَمْ يَرُعْنَا إِلَّا وَقَدْ أَتَانَا ظُهْرًا، فَخُبِّرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: مَا جَاءَنَا النَّبِيُّ r فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ حَدَثَ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، (ليس علينا عَينٌ) ([2])، إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ، يَعْنِي عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، قَالَ: «أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ». قَالَ: الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «الصُّحْبَةَ»، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدِي نَاقَتَيْنِ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ، فَخُذْ إِحْدَاهُمَا، قَالَ: «قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ»([3]).

المساعدون في رحلة الهجرة

استعد النبيr لهذه الرحلة المباركة بأن قسمها إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: الخروج من مكة، والاختباء حتى يهدأ طلب المشركون لهم، وبحثهم عنهم.
المرحلة الثانية: الانطلاق من الغار حتى المدينة النبوية.
وقد جهز النبيr للمرحلة الأولى من يساعد فيها.
1-فأبو بكر الصديق رفيقه، المصاحب له.
2-وأسماء وعائشة ابنتي أبي بكر الصديق قامتا بتجهيز الراحلتين لزاد السفر، حتى إذا انطلق الرسولr وأبو بكر t إلى المدينة كان معهما زادهما.
* قَالَتْ عَائِشَةُ: فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الجِهَازِ، وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ، فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا، فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الجِرَابِ، فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ».
وكذلك قامت أسماء بتسكين نفس جدها أبي قحافة، لما جاء يسألها عما ترك لهم أبو بكر الصديقt.
* وقالت أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍم: «لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ r وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، احْتَمَلَ أَبُو بَكْرٍ مَالَهُ كُلَّهُ مَعَهُ خَمْسَةُ آلافِ دِرْهَمٍ أَوْ سِتَّةُ آلافِ دِرْهَمٍ، وَانْطَلَقَ بِهَا مَعَهُ، قَالَتْ : فَدَخَلَ عَلَيْنَا جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ، وَقَدَ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَقَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ لأَرَاهُ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ، قَالَتْ : قُلْتُ : كَلا، إِنَّهُ قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا، قَالَتْ : فَأَخَذْتُ أَحْجَارًا، فَوَضَعْتُهَا فِي كُوَّةٍ فِي الْبَيْتِ، كَانَ أَبِي يَضَعُ فِيهَا مَالَهُ، ثُمَّ وَضَعْتُ عَلَيْهَا ثَوْبًا، ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَتِ ضَعْ يَدَكَ عَلَى هَذَا الْمَالِ، قَالَتْ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ : لا بَأْسَ، إِنْ كَانَ تَرَكَ لَكُمْ هَذَا فَقَدْ أَحْسَنَ وَفِي هَذَا لَكُمْ بَلاغٌ، قَالَتْ : لا، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ لَنَا شَيْئًا، وَلَكِنِّي أَرَدْتُ أَنْ أُسَكِّنَ الشَّيْخَ بِذَلِكَ» ([4]).
3-وعبدالله بن أبي بكر للبيات عند رسول الله r وأبي بكرt عند غار ثور.
* قَالَتْ عائشة ك: «ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ r وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ، فَكَمَنَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ، يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، وَهُوَ غُلاَمٌ شَابٌّ، ثَقِفٌ لَقِنٌ، فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ، فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ، فَلاَ يَسْمَعُ أَمْرًا، يُكْتَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ، حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلاَمُ».
4-وتجهيز من يزودهم بالطعام أثناء وجودهم في الغار .
* قال عائشةك: «وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ، فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنَ العِشَاءِ، فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ، وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا، حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ، يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلاَثِ».
5-وتجهيز الدليل أثناء المسير، ليسلك آمن الطرق، وأيسرها، وأحسنها، وأبعدها عن الطلب.
وكان هذا الاستئجار قبل الانطلاق إلى الغار، بل كان الذهاب إلى الغار مخططاً له، وواعدا الدليل أن يأتيهم بالراحلتين المحملتين بالزاد إلى غار ثور.
ومع كون الدليل من المشركين إلا أن النبيr استأمنه، وعرف أنه لا يفشي السر، لما عليه الرسولr من الفراسة، وهذا كله من تأييد الله وتوفيقه، ونصرته لرسولهr.
* قالت عائشة ك: «وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ r وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ، وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ، هَادِيَا خِرِّيتًا، وَالخِرِّيتُ المَاهِرُ بِالهِدَايَةِ، قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ العَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ، وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ، فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا، وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلاَثِ لَيَالٍ، بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلاَثٍ».
6-تحديد المكان الذي يكون كمونهم فيه، وهو غار ثور، وقد كان اختيار الغار لحكمة، وهو يقع جنوب مكة، على طريق اليمن، ومعظم الطلب سيكون جهة الشمال حيث طريق المدينة، وفي مكان ليس بعيداً عن مكة بحيث يمكن وصول صاحب الخبر، وقريب من ماكن رعي الغنم، وكذلك بعيد عن المنازل بحيث يسهل التحرك إلى المدينة.


أبو بكر والتأكد من سلامة الطريق إلى غار ثور

* عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : لَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّr خَرَجَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَأَخَذَا طَرِيقَ ثَوْرٍ ، فَجَعَلَ أَبُو بَكْرٍ يَمْشِي خَلْفَهُ وَيَمْشِي أَمَامَهُ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ r: «مَا لَكَ؟"، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخَافُ أَنْ تُؤْتَى مِنْ خَلْفِكَ فَأَتَأَخَّرُ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْتَى مِنْ أَمَامِكَ فَأَتَقَدَّمُ، قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْغَارِ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : كَمَا أَنْتَ حَتَّى أَقُمَّهُ ، قَالَ نَافِعٌ : فَحَدَّثَنِي رَجُلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَأَى جُحْرًا، فَأَلْقَمَهَا قَدَمَهُ، وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ كَانَتْ لَسْعَةٌ أَوْ لَدْغَةٌ كَانَتْ بِي ([5]).


الوصول إلى الغار، وإحضار الزاد، ومتابعة الأخبار

فلما وصل النبيr إلى الغار، وبصحبته أبو بكر الصديقt، وهيأ له مكان الغار، واستراحا فيه، كان الطلب قد بدأ، ونفخ الشيطان في المشركين بأن الرسولr و أبا بكر قد هاجرا، فاجتهدوا في الطلب، حتى أن الطلب قد وصل إلى غار ثور.
* عَنْ أَبِي بَكْرٍt، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ r: وَأَنَا فِي الغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: «مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا» ([6]).
* وفي روايته عنهt قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ r فِي الغَارِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِأَقْدَامِ القَوْمِ، فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، لَوْ أَنَّ بَعْضَهُمْ طَأْطَأَ بَصَرَهُ رَآنَا، قَالَ: «اسْكُتْ يَا أَبَا بَكْرٍ، اثْنَانِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا»([7]).
وقد قال عز وجل: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].

الانطلاق من غار ثور إلى المدينة النبوية

وبعد أن هدأ الطلب والبحث، ومضت الأيام الثلاثة، بدأت المرحلة الثانية من هذه الرحلة المباركة، فجاء عبدالله بن أريقط الليثي دليلهما، ومعه الراحلتان، فركب النبيr على راحلته، وركب أبو بكر الصديقt على راحلته، وسار معهما دليلهما ابن أريقط، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديقt.
* عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: «فَأَتَاهُمَا([8]) بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ، فَارْتَحَلَا وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ، فَأَخَذَ بِهِمْ أَسْفَلَ مَكَّةَ وَهُوَ طَرِيقُ السَّاحِلِ»([9]).
وكان انطلاقهم بعد غروب الشمس، فساروا طوال الليل، ثم طوال النهار حتى الظهر، وقد قطعوا مسافة كبيرة وربما قربوا من عسفان أو جاوزوها يسيراً، وكان أبو بكر يركب تارة، ويركب عامر بن فهيرة مولاه تارة أخرى، فلما قام قائم الظهيرة اختار أبو بكر الصديقt مكاناً مناسباً للقيلولة، والاستراحة، وبعد أن هيأ أبو بكر المكان لرسول اللهr، واضطجع النبيr، أخذ أبو بكر في تجهيز غداء النبيr، ووجد راعياً استقى منه لبناً، وقام بتبريده، فشرب النبيr، ولما انتهوا من طعامهم، انطلقوا مكملين رحلتهم.
* عَنِ البَرَاءِ، قَالَ: اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلاَثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَازِبٍ: مُرِ البَرَاءَ فَلْيَحْمِلْ إِلَيَّ رَحْلِي، فَقَالَ عَازِبٌ: لاَ، حَتَّى تُحَدِّثَنَا: كَيْفَ صَنَعْتَ أَنْتَ وَرَسُولُ اللَّهِ r حِينَ خَرَجْتُمَا مِنْ مَكَّةَ، وَالمُشْرِكُونَ يَطْلُبُونَكُمْ؟
قَالَ: ارْتَحَلْنَا مِنْ مَكَّةَ، فَأَحْيَيْنَا، أَوْ: سَرَيْنَا لَيْلَتَنَا وَيَوْمَنَا حَتَّى أَظْهَرْنَا وَقَامَ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ، فَرَمَيْتُ بِبَصَرِي هَلْ أَرَى مِنْ ظِلٍّ فَآوِيَ إِلَيْهِ، فَإِذَا صَخْرَةٌ أَتَيْتُهَا فَنَظَرْتُ بَقِيَّةَ ظِلٍّ لَهَا فَسَوَّيْتُهُ، ثُمَّ فَرَشْتُ لِلنَّبِيِّ r فِيهِ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ: اضْطَجِعْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَاضْطَجَعَ النَّبِيُّ r.
ثُمَّ انْطَلَقْتُ أَنْظُرُ مَا حَوْلِي، هَلْ أَرَى مِنَ الطَّلَبِ أَحَدًا، فَإِذَا أَنَا بِرَاعِي غَنَمٍ يَسُوقُ غَنَمَهُ إِلَى الصَّخْرَةِ يُرِيدُ مِنْهَا الَّذِي أَرَدْنَا، فَسَأَلْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: لِمَنْ أَنْتَ يَا غُلاَمُ، قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ، سَمَّاهُ فَعَرَفْتُهُ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي غَنَمِكَ مِنْ لَبَنٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَهَلْ أَنْتَ حَالِبٌ لَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأَمَرْتُهُ فَاعْتَقَلَ شَاةً مِنْ غَنَمِهِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ ضَرْعَهَا مِنَ الغُبَارِ، ثُمَّ أَمَرْتُهُ أَنْ يَنْفُضَ كَفَّيْهِ، فَقَالَ: هَكَذَا، ضَرَبَ إِحْدَى كَفَّيْهِ بِالأُخْرَى، فَحَلَبَ لِي كُثْبَةً مِنْ لَبَنٍ.
وَقَدْ جَعَلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ r إِدَاوَةً عَلَى فَمِهَا خِرْقَةٌ، فَصَبَبْتُ عَلَى اللَّبَنِ حَتَّى بَرَدَ أَسْفَلُهُ.
فَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ r فَوَافَقْتُهُ قَدِ اسْتَيْقَظَ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَشَرِبَ حَتَّى رَضِيتُ.
ثُمَّ قُلْتُ: قَدْ آنَ الرَّحِيلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «بَلَى». فَارْتَحَلْنَا وَالقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أَحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ عَلَى فَرَسٍ لَهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الطَّلَبُ قَدْ لَحِقَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا» ([10]).




الوصول إلى منطقة عسفان ([11])

فلما مضى رسول اللهr وأبو بكر الصديقt في الطريق إلى المدينة وكانوا قريبين من ديار بني مدلج وهي عسفان، كان أبو بكر t يتلفت، ويراقب الطريق، ويرجو أن لا يدركهم الطلب.
وكان الشيب قد علا أبا بكر الصديقt.
* عَنْ أَنَسٍ t قَالَ: «قَدِمَ النَّبِيُّ وَلَيْسَ فِي أَصْحَابِهِ أَشْمَطُ غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ، فَغَلَفَهَا بِالحِنَّاءِ، وَالكَتَمِ» ([12]).
وكان الشيب قليلاً برسول اللهr، وإذا مر بهم أحد في الطريق عرفوا أبا بكرt، ولم يعرفوا رسول اللهr، بل يظنونه شاباً، فيسألونه عنه، فيقول: يهديني السبيل، وهذا من فطنة أبي بكرt، وذكائه.
* عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍt، قَالَ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ r إِلَى المَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ شَيْخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللَّهِr شَابٌّ لاَ يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ يَا أَبَا بَكْرٍ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الرَّجُلُ يَهْدِينِي السَّبِيلَ، قَالَ: فَيَحْسِبُ الحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي الطَّرِيقَ، وَإِنَّمَا يَعْنِي سَبِيلَ الخَيْرِ» ([13]).





قصة سراقة بن مالك t

فبينما هم في الطريق إذا بسراقة بن مالك بن جعشم المدلجي قد أدركهم، فحصل لأبي بكر الصديقt حزن شديد، وخاف أن يصيب الرسولr مكروه جراء طلب المشركين له، فطمأنه الرسول r، وقال له: «لا تحزن إن الله معنا»، وظهرت آية تدل على نبوة محمدr، من منع فرس سراقة من المسير، بأن غاصت قوائمه في الأرض، وما تخلص من ذلك إلا بعدما عاهد النبيr على أن يكون معمياً لخبره، وأن يكافئه النبيr على ذلك بما يكون له من كنز كسرى، وقد تحقق ذلك كما سيأتي ذكره حين الحديث عن فتح العراق.
* عن سراقة بن جعشمt قال: جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللَّهِ r وَأَبِي بَكْرٍ دِيَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا.
قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي بَنِي مُدْلِجٍ، أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْهَا حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا، فَقَالَ : يَا سُرَاقَةُ، إِنِّي رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ لا أُرَاهَا إِلا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ، قَالَ سُرَاقَةُ : فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ، وَلَكِنَّكَ رَأَيْتَ فُلانًا وَفُلانًا، انْطَلِقُوا بِنَا.
ثُمَّ لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ سَاعَةً، ثُمَّ قُمْتُ، فَدَخَلْتُ بَيْتِي، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تُخْرِجَ لِي فَرَسِي وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي، فَخَرَجْتُ بِهِ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ، فَخَطَطْتُ بِهِ الأَرْضَ، فَأَخْفَضْتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُهَا، وَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى إِذَا رَأَيْتُ أَسْوِدَتَهُمْ.
فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْ حَيْثُ يَسْمِعُهُمُ الصَّوْتُ، عَثَرَ بِي فَرَسِي، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى كِنَانَتِي، فَاسْتَخْرَجْتُ الأَزْلامَ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ.
فَعَصَيْتُ الأَزْلامَ، وَرَكِبْتُ فَرَسِي، وَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي، حَتَّى إِذَا سَمِعْتُ قِرَاءَةَ رَسُولِ اللَّهِ r وَهُوَ لا يَلْتَفِتُ، وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الالْتِفَاتَ، سَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ، حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا، فَزَجَرْتُهَا، فَنَهَضْتُ، وَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا.
فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً، إِذَا عُثَانٌ سَاطِعٌ فِي السَّمَاءِ([14])، فَاسْتَقْسَمْتُ بِالأَزْلامِ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ أَنْ لا أَضُرَّهُمْ، فَنَادَيْتُهُمَا بِالأَمَانِ، فَوَقَفَا، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمْ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي، حَتَّى لَقِيتُ مِنَ الْحَبْسِ عَنْهُمْ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِr فَقُلْتُ : إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ الدِّيَةَ، وَأَخْبَرْتُهُمْ مِنْ أَخْبَارِ أَسْفَارِهِمْ وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ بِهِمْ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ، فَلَمْ يَرْزَءُونِي شيئاً، وَلَمْ يَسْأَلُونِي، إلا أَنْ قَالُوا : أَخْفِ عَنَّا، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ مُوَادَعَةٍ، فَأَمَرَ بِهِ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ ، فَكَتَبَ لِي فِي رُقْعَةٍ مِنْ أَدَمٍ بَيْضَاءَ» ([15]).
فكان سراقة في أول الأمر يريد الإمساك بهم، ثم صار حارساً لهم!
قال أنس بن مالكt: «فَالْتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا، فَالْتَفَتَ نَبِيُّ اللَّهِ r، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ». فَصَرَعَهُ الفَرَسُ، ثُمَّ قَامَتْ تُحَمْحِمُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، مُرْنِي بِمَا شِئْتَ، قَالَ: «فَقِفْ مَكَانَكَ، لاَ تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا». قَالَ: " فَكَانَ أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللَّهِ r، وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ»([16]).




قصة أم معبد الخزاعيةك

ثم مضى أبو بكر مع رسول اللهr في هذه الرحلة المباركة، وتجاوزوا منطقة عسفان بأمان، وبحراسة وخفارة سراقة بن مالكt بعد أن حصل معه ما حصل، حتى وصلوا إلى منطقة قُدَيد وهي تبعد عن مكة نحو 130 كيلاً، فمروا على خيمة أم معبد الخزاعية، ليشتروا منها زاداً وطعاماً، فلم يجدوا عندها إلا شاة لا لبن فيها، فمسح النبيr بيده ضرعها، ودعا الله فحلبها، وشربوا وارتووا، وأسلمت أم مبعدك.
عَنْ حُبَيْش بْنِ خَالِدٍt: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، وَخَرَجَ مِنْهَا مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَهُوَ، وَأَبُو بَكْرٍt، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ t، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الأُرَيْقِطِ، مَرُّوا عَلَى خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ.
وَكَانَتْ بَرْزَةً([17])، جَلْدَةً([18])، تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ([19])، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ([20]).
فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ r إِلَى شَاةٍ فِي كِسْرِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ : «مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟»، قَالَتْ : خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، قَالَ : «فَهَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟»، قَالَتْ : هِي أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ : «أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلُبَهَا؟»، قَالَتْ : بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، نَعَمْ إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا.
فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ r «فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّهَ U، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِها، فَتَفَاجَتْ عَلَيْهِ، وَدَرَّتْ([21])، وَاجْتَرَّتْ([22])، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ([23])، فَحَلَبَ فِيهَا ثَجًّا([24]) حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ([25])، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رُوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، وَشَرِبَ آخِرَهُمْ r.
ثُمَّ أَرَاضُوا([26])، ثُمَّ حَلَبَ فِيهَا ثَانِيًا بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا ثُمَّ بَايَعَهَا وَارْتَحَلُوا عَنْهَا.
فَقَلَّمَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا، يَتَسَاوَكْنَ هُزْلا([27])، ضُحًى، مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ.
فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ وَالشَّاةُ عَازِبٌ حِيَالٌ([28])، وَلا حَلُوبةَ فِي الْبَيْتِ؟
قَالَتْ : لا وَاللَّهِ، إِلا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا.
قَالَ : صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ.
قَالَتْ : رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهَرَ الْوَضَاءَةِ([29])، أَبْلَجَ الْوَجْهِ([30])، حَسَنَ الْخَلْقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثُجلَةٌ([31])، وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ([32])، وَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعَجٌ([33])، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ([34])، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ([35])، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ([36])، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ([37])، أَزَجُّ أَقْرَنُ([38])، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلاهُ الْبَهَاءُ([39]).
أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبَهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْلاهُ وَأَحْسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ، فَصْلٌ؛ لا هَذِرٌ، وَلا نَزِرٌ([40]).
كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتٌ نَظْمٌ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعٌ([41]) لا يَأْسٌ مِنْ طُولٍ، وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ([42]) مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ([43])، مَحْشُودٌ([44])، لا عَابِسٌ، وَلا مُفَنَّدٌ([45]).
قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ : هُوَ وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا أَمْرُهُ مَا ذُكِرَ بِمَكَّةَ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ وَلأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا، فَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَلِيًّا يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ، وَهُوَ يَقُولُ :
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ رَفِيقَيْنِ قَالا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلاها بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
فَيَا لِقُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ بِهِ مِنْ فِعَالٍ لا تُجَارَى وَسُؤْدَدِ
لِيَهِنْ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ عَلَيْهِ صَرِيحًا ضَرَّةُ الشَّاةِ مُزْبِدِ
فَغَادَرَهَا رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ
، فَلَمَّا سَمِعَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ بِذَلِكَ شَبَّبَ يُجِيبُ الْهاتِفَ، وَهُوَ يَقُولُ :
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي
تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلالَةِ رَبُّهُمْ وَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يُرْشَدِ
وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلالُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا عِمَايَتَهُمْ هَادٍ بِهِ كُلَّ مُهْتَدِ
وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبَ رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ
نَبِيٌّ يَرَى مَا لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ وَيَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْجِدِ
وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ
لِيَهْنِ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدِ اللَّهُ يَسْعَدِ.
لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ» ([46])


إيمان الراعي بالنبيr أثناء الهجرة

وبعد ذلك توجه النبي r مع أبي بكرt، ومولاه عامر بن فهيرة إلى المدينة.
وقبل وصوله إلى المدينة التقوا بعبد يرعى غنماً، وأسلم بسبب ما رآه من بركة النبيr في حلبه للشاة.
عن قَيْسِ بنِ النُّعْمَانِ السَّكُونِيِّ، قَالَ : انْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِr وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ مُسْتَخْفِيَانِ مِنْ قُرَيْشٍ، فَمَرُّوا بِرَاعٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِr: «هَلْ مِنْ شَاةٍ ضَرَبَهَا الْفَحْلُ؟»، قَالَ : لا، وَلَكِنْ هَهُنَا شَاةٌ قَدْ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ.
قَالَ : «ائْتِنِي بِهَا»، فَأَتَاهُ بِهَا فَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، فَحَلَبَ فَسَقَى أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ حَلَبَ فَسَقَى الرَّاعِي ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ.
فَقَالَ لَهُ : تَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ، مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ : «إِنْ أَخْبَرْتُكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ؟»، قَالَ : نَعَمْ، قَالَ : «أَنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ»، قَالَ : أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشُ أَنَّكَ صَابِئِيٌّ؟، قَالَ : «أَنَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ»، قَالَ : فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَإِنَّهُ لا يَقْدِرُ عَلَى مَا فَعَلْتَ إِلا رَسُولٌ.
ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَتَّبِعُكَ؟، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ r : «أَمَّا الْيَوْمَ فَلا، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ أَنَّا قَدْ ظَهَرْنَا فَائْتِنَا»، فَأَتَى النَّبِيَّ r بَعْدَ مَا ظَهَرَ بِالْمَدِينَةِ ([47]).




إهداء الزبيرt للنبيr وأبي بكر الصديقt ثياباً بيضاء

وبينما كان النبيr، وأبو بكر الصديقt في طريق الهجرة لقيهما الزبير بن العوام، وكساهما ثيابا بيضاء.
قال عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ: إنَّ رَسُولَ اللَّهِ r لَقِيَ الزُّبَيْرَ فِي رَكْبٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، كَانُوا تِجَارًا قَافِلِينَ مِنَ الشَّأْمِ، فَكَسَا الزُّبَيْرُ رَسُولَ اللَّهِ r وَأَبَا بَكْرٍ ثِيَابَ بَيَاضٍ» ([48]).





الوصول إلى المدينة

لقد كان عند أهل المدينة علمٌ بقدوم النبيr، وطار الخبر في الآفاق أن محمداًr، وصاحبه أبا بكر الصديقt قد غادرا مكة، وأن وصولهم إلى المدينة متوقع ثمانية أيام من خروجه من مكة، وقد كان من شدة شوق أهل المدينة لرسول اللهr، واتحفائهم بقدومه يخرجون كل يوم إلى الحرة ينتظرون رسول اللهr، حتى يشتد الحرّ فيعودون إلى بيوتهم، وأعمالهم.
* قال عروة: «وَسَمِعَ المُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ مَخْرَجَ رَسُولِ اللَّهِ r مِنْ مَكَّةَ، فَكَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الحَرَّةِ، فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى يَرُدَّهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ.
فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَ مَا أَطَالُوا انْتِظَارَهُمْ، فَلَمَّا أَوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ، أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِهِمْ، لِأَمْرٍ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللَّهِ r وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ، فَلَمْ يَمْلِكِ اليَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعَاشِرَ العَرَبِ، هَذَا جَدُّكُمُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ.
فَثَارَ المُسْلِمُونَ إِلَى السِّلاَحِ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللَّهِ r بِظَهْرِ الحَرَّةِ، فَعَدَلَ بِهِمْ ذَاتَ اليَمِينِ، حَتَّى نَزَلَ بِهِمْ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَذَلِكَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّاسِ، وَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ r صَامِتًا، فَطَفِقَ مَنْ جَاءَ مِنَ الأَنْصَارِ - مِمَّنْ لَمْ يَرَ رَسُولَ اللَّهِ r - يُحَيِّي أَبَا بَكْرٍ، حَتَّى أَصَابَتِ الشَّمْسُ رَسُولَ اللَّهِ r، فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى ظَلَّلَ عَلَيْهِ بِرِدَائِهِ، فَعَرَفَ النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ r عِنْدَ ذَلِكَ.
فَلَبِثَ رَسُولُ اللَّهِ r فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ بِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وَأُسِّسَ المَسْجِدُ الَّذِي أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى، وَصَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ r.
ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ، فَسَارَ يَمْشِي مَعَهُ النَّاسُ حَتَّى بَرَكَتْ عِنْدَ مَسْجِدِ الرَّسُولِ r بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ يُصَلِّي فِيهِ يَوْمَئِذٍ رِجَالٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، وَكَانَ مِرْبَدًا لِلتَّمْرِ، لِسُهَيْلٍ وَسَهْلٍ غُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي حَجْرِ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r حِينَ بَرَكَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ: «هَذَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ المَنْزِلُ».
ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ r الغُلاَمَيْنِ فَسَاوَمَهُمَا بِالْمِرْبَدِ، لِيَتَّخِذَهُ مَسْجِدًا، فَقَالاَ: لاَ، بَلْ نَهَبُهُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُمَا هِبَةً حَتَّى ابْتَاعَهُ مِنْهُمَا، ثُمَّ بَنَاهُ مَسْجِدًا.
وَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ r يَنْقُلُ مَعَهُمُ اللَّبِنَ فِي بُنْيَانِهِ وَيَقُولُ، وَهُوَ يَنْقُلُ اللَّبِنَ: «هَذَا الحِمَالُ لاَ حِمَالَ خَيْبَرْ، هَذَا أَبَرُّ رَبَّنَا وَأَطْهَرْ»، وَيَقُولُ:
«اللَّهُمَّ إِنَّ الأَجْرَ أَجْرُ الآخِرَهْ فَارْحَمِ الأَنْصَارَ وَالمُهَاجِرَهْ».
فَتَمَثَّلَ بِشِعْرِ رَجُلٍ مِنَ المُسْلِمِينَ لَمْ يُسَمَّ لِي.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزهري رحمه الله: وَلَمْ يَبْلُغْنَا فِي الأَحَادِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r تَمَثَّلَ بِبَيْتِ شِعْرٍ تَامٍّ غَيْرَ هَذَا البَيْتِ» ([49]).
* قال أنس بن مالكt: «فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ r جَانِبَ الحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَاءُوا إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ r وَأَبِي بَكْرٍ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِمَا، وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، فَرَكِبَ نَبِيُّ اللَّهِ r وَأَبُو بَكْرٍ، وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلاَحِ.
فَقِيلَ فِي المَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ r، فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ، فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ.
فَإِنَّهُ لَيُحَدِّثُ أَهْلَهُ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ، وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ، يَخْتَرِفُ لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيهَا، فَجَاءَ وَهِيَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ r، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ.
فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ r: «أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ». فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَنَا يَا نَبِيَّ اللَّهِ، هَذِهِ دَارِي وَهَذَا بَابِي، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا»، قَالَ: قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ.
فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ r جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ جِئْتَ بِحَقٍّ، وَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فَادْعُهُمْ فَاسْأَلْهُمْ عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ قَالُوا فِيَّ مَا لَيْسَ فِيَّ.
فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللَّهِ r فَأَقْبَلُوا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ r: «يَا مَعْشَرَ اليَهُودِ، وَيْلَكُمْ، اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، وَأَنِّي جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ، فَأَسْلِمُوا».
قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ، قَالُوا لِلنَّبِيِّ r، قَالَهَا ثَلاَثَ مِرَارٍ.
قَالَ: «فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلاَمٍ؟» قَالُوا: ذَاكَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا.
قَالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟»، قَالُوا: حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ.
قَالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» قَالُوا: حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ.
قَالَ: «أَفَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟»، قَالُوا: حَاشَى لِلَّهِ مَا كَانَ لِيُسْلِمَ.
قَالَ: «يَا ابْنَ سَلاَمٍ اخْرُجْ عَلَيْهِمْ»، فَخَرَجَ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ اليَهُودِ اتَّقُوا اللَّهَ، فَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ، إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِحَقٍّ.
فَقَالُوا: كَذَبْتَ، فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ r»([50]).
* وقال البَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ، وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَكَانَا يُقْرِئَانِ النَّاسَ، فَجَعَلاَ يُقْرِئَانِنَا القُرْآنَ، (فَقُلْنَا : مَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِr وَأَصْحَابُهُ؟ فَقَالَ : هُمْ عَلَى أَثَرِي).
ثُمَّ جَاءَ عَمَّارٌ، وَبِلاَلٌ، وَسَعْدٌ، (وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ).
ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r.
ثُمَّ قَدِمَ النَّبِيُّ r، فَمَا رَأَيْتُ أَهْلَ المَدِينَةِ فَرِحُوا بِشَيْءٍ (قط) فَرَحَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِr، حَتَّى جَعَلَ الإِمَاءُ، والصبيان (في الطرق) يَقُولونَ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ r قَدْ جَاءَ، فَمَا جَاءَ حَتَّى قَرَأْتُ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} [الأعلى: 1]، ({وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى})، فِي سُوَرٍ مِثْلِهَا مِنَ المُفَصَّلِ»([51]).
* عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوِيمِ بْنِ سَاعِدَةَ، قَالَ : حَدَّثَنِي رِجَالٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِr قَالُوا: «لَمَّا سَمِعْنَا بِمَخْرَجِ رَسُولِ اللَّهِ r مِنْ مَكَّةَ تَوَكَّفْنَا قُدُومَهُ، فَكُنَّا نَخْرُجُ إِذَا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ إِلَى ظَاهِرِ حَرَّتِنَا، نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللَّهِr، فَوَاللَّهِ مَا نَبْرَحُ حَتَّى تَغْلِبَنَا الشَّمْسُ.
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِي قَدِمَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ r جَلَسْنَا حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ ظِلٌّ دَخَلْنَا بُيُوتَنَا، وَقَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ rفَكَانَ أَوَّلُ مَنْ رَآهُ رَجُلٌ مِنْ يَهُودٍ، فَصَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا بَنِي قَيْلَةَ، هَذَا جَدُّكُمْ قَدْ جَاءَ، فَخَرَجْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ r وَهُوَ فِي ظِلِّ نَخْلَةٍ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ t فِي مثل سِنِّهِ، وَأَكْثَرُنَا مَنْ لَمْ يَكُنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ r قَبْلَ ذَلِكَ، فَرَكِبَهُ النَّاسُ فَلَمْ نَعْرِفْهُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، حَتَّى إِذَا زَالَ الظِّلُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ، قَامَ أَبُو بَكْرٍ فَأَظَلَّهُ بِرِدَائِهِ، فَعَرَفْنَا رَسُولَ اللَّهِr» ([52]).
* وعَنْ أَنَسٍt، قَالَ: «إِنِّي لأَسْعَى فِي الْغِلْمَانِ، يَقُولُونَ : جَاءَ مُحَمَّدٌ، فَأَسْعَى فَلا أَرَى شَيْئًا، ثُمَّ يَقُولُونَ : جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى، فَلا أَرَى شَيْئًا، حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِr وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، فَكُنَّا فِي بَعْضِ خَرَابِ الْمَدِينَةِ ، ثُمَّ بَعَثَا رَجُلا مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الأَنْصَارَ، فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءُ خَمْسِ مِائَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا، فَقَالَتِ الأَنْصَارُ : انْطَلِقَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ r وَصَاحِبُهُ بَيْنَ أَظْهُرِهُمْ، فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَتَّى إِنَّ الْعَوَاتِقَ لَفَوْقَ الْبُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَهُ يَقُلْنَ : أَيُّهُمْ هُوَ أَيُّهُمْ هُوَ؟ قَالَ : فَمَا رَأَيْنَا مَنْظَرًا شَبِيهًا بِهِ يَوْمَئِذٍ».
قَالَ أَنَسٌ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا وَيَوْمَ قُبِضَ، فَلَمْ أَرَ يُومَيْنِ شَبِيهًا بِهِمَا ([53]).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍt، قَالَ : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ r الْمَدِينَةَ اسْتَقْبَلَهُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ يَقُلْنَ:

نَحْنُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ حَبَّذَا مُحَمَّدًا مِنْ جَارِ

قَالَ النَّبِيُّ r : «وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبَّنَّكُمْ» ([54]).
واستقبله الحبشة يلعبون بحرابهم.
عَنْ أَنَسٍt ، قَالَ: «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِr الْمَدِينَةَ لَعِبَتْ الْحَبَشَةُ لَقُدُومِهِ فَرَحًا بِذَلِكَ، لَعِبُوا بِحِرَابِهِمْ»([55]).

ولم يثبت أن أهل المدينة استقبلوه بشعر «طلع البدر علينا»، والله أعلم.

([1]) رواه البخاري.

([2]) خرج هذه الزيادة: الطبري في تاريخه(1/568) بسند صحيح.

([3]) رواه البخاري(2138).

([4]) رواه ابن إسحاق في السيرة-كما في السيرة النبوية لابن هشام(3/15)-، ومن طريقه: الإمام أحمد في المسند(6/350)، والطبراني في المعجم الكبير(24/88رقم235)، وأبو نعيم في حلية الأولياء(2/56)، والحاكم(3/6)، وابن الجوزي في المنتظم(3/52) وغيرهم وإسناده صحيح.

([5]) رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة(22، 182)، والأزرقي في أخبار مكة(2/205)، وابن عساكر في تاريخه(30/81)، وإسناده صحيح إلى ابن أبي مليكة، غير أنه مرسل، وله شاهد من مرسل محمد بن سيرين، رواه الحاكم(3/7)، والبيهقي في دلائل النبوة(2/476) وإسناده صحيح، ورواه الفاكهي في أخبار مكة(2417)، ابن إسحاق عن شيخ من أهل مكة به، وذكره ابن هشام بدون إسناد عن الحسن البصري، وقد روي موصولاً من حديث عمر بن الخطابt، رواه البيهقي في دلائل النبوة(2/477)، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد(2426)، وابن عساكر في تاريخه(30/80)، وغيرهم وفي إسناده: فرات بن السائب: متروك.

([6]) رواه البخاري(3653).

([7]) رواه البخاري(3922)، ومسلم(2381)

([8]) أي الدليل عبدالله بن أريقط.

([9]) رواه البخاري(2263).

([10]) رواه البخاري(3652)، ومسلم(2009).

([11]) وهي تبعد عن مكة نحو 60 كيلاً.

([12]) رواه البخاري(3919)، ومعنى أشمط أي أن شعر رأسه ولحيته فيه بياض يخالطه سواد، وذلك لكبر سنه، مع أن أبا بكر أصغر سناً من رسول اللهr.

([13]) رواه البخاري(3911).

([14]) ذكر الزهري في الرواية: قَالَ مَعْمَرٌ : قُلْتُ لأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ : مَا الْعُثَانُ؟ فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ : هُوَ الدُّخَانُ مِنْ غَيْرِ نَارٍ.

([15]) رواه البخاري(3906).

([16]) رواه البخاري(3911).

([17]) أي: تبرز للناس، ولا تحتجب عنهم لكونها كبيرة في السن.

([18]) أي: قوية.

([19]) تحتبي أي: تجلس وتضم يديها إحداهما إلى الأخرى على ركبتيها.

([20]) أي: أن سنتهم تلك سنة جدة وقحط.

([21]) فتفاجت أي: فتحت ما بين رجليها، ودرت: أرسلت اللبن

([22]) اجترت من الجرة: وهي ما تخرجها البهيمة من كرشها بمضغها.

([23]) يروي الجماعة من الناس دون العشرة.

([24]) أي: سال بكثرة.

([25]) البهاء وبيص رغوة اللبن.

([26]) أراضوا: رووا.

([27]) العجاف ضد السمان. تساوكن: أي تمايلن من الضعف.

([28]) عازب: أي بعيد عن المرعى، حيال: أي لم تحمل.

([29]) الوضاءة الحسن والجمال

([30]) مشرق الوجه

([31]) من رواه بالثاء والجيم قال: هو من قولهم رجل أثجل: أي عظيم البطن. ومن رواه بالنون والحاء قال: مِن نَحل جسمه نُحولا.

([32]) الصعلة: صغر الرأس، أي ليس صغير الرأس.

([33]) الدعج: شدة سواد العين في شدة بياضها

([34]) أي في شعر أجفانه طول.

([35]) الصحل بالحاء وهو كالبحة في الصوت

([36]) السطع طول العنق.

([37]) أي كثافة.

([38]) مقرون الحاجبين

([39]) أي: الحُسْن.

([40]) أي: أن كلامه واضح بيِّنٌ، متوسطٌ، ليس قليلاً، ولا كثيراً.

([41]) ليس بالقصير ولا بالطويل

([42]) الثلاثة هم: رسول اللهr، وأبو بكر، وعامر بن فهيرة.

([43]) أي: مخدوم

([44]) محشود أي: يجتمع الناس حواليه

([45]) ولا مفند أي: لا ينسب إلى الجهل. وروي: «ولا معتد» أي: ليس بظالم

([46]) رواه الآجري في الشريعة(3/1496رقم1020)، والطبراني(3605)، والبيهقي في دلائل النبوة(1/277)، وابن عبدالبر في الاستيعاب(4/1958)، والأصبهاني في دلائل النبوة(ص/59رقم42)، واللالكائي في شرح أصول اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة(4/776رقم1433)، وابن عساكر في تاريخ دمشق(3/327، 12/358)، وابن الأثير في أسد الغابة(1/552)، من طريق حزام بن هشام بن حبيش عن أبي، عن جده حبيش بن خالد الخزاعيt، ورواه عن حزام: محرز بن المهدي، وأيوب بن الحكم، وسليمان بن الحكم، وهو حديث حسن، وله شواهد.

([47]) رواه البزار(1743-كشف الأستار)، وأبو يعلى-كما في المطالب العالية(4243)-، والطبراني(18/343رقم874)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين(3/9)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة(4/2307رقم5691)، وفي الحلية(9/41) مختصراً، وسنده صحيح كما قال الحافظ في الإصابة(5/505).

([48]) رواه البخاري(3906).

([49]) رواه البخاري(3906).

([50]) رواه البخاري(3911).

([51]) رواه البخاري(3911، 4941)، والطيالسي في مسنده(704)، والزيادة الرابعة والخامسة منه، وابن سعد في الطبقات(1/234)، والزيادة الثالثة له، والفسوي في المعرفة والتاريخ(3/9) والزيادتان الأولى والثانية منه.

([52]) رواه ابن إسحاق في السيرة-كما في السيرة النبوية لابن هشام(3/19)-، وخليفة بن خياط في تاريخه(ص/54)، والبخاري في التاريخ الأوسط(1/9)، وابن جرير في تاريخه(1/571)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة(6/ 3094رقم7145)، والبيهقي في دلائل النبوة(2/502)، واللفظ للبزار. وإسناده صحيح.

([53]) رواه الإمام أحمد في المسند(3/222)، وأحمد بن منيع في مسنده-كما في إتحاف المهرة(6459/4)-، وعبد بن حميد في المنتخب من المسند(ص/378رقم1269)، والبيهقي في دلائل النبوة(2/507)، وإسناده صحيح.

([54]) رواه ابن ماجه(1899)، وابن أبي الدنيا في منازل الأشراف(446)، والبزار(7334)، والخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(ص/60)، والطبراني في المعجم الصغير(78)، والبيهقي في الدلائل(2/508)، والخطيب في تاريخ بغداد(13/57)، وابن العديم في بغية الطلب فى تاريخ حلب (3/ 1185) من طريق عوف الأعرابي عن ثمامة بن عبدالله بن أنس عن أنسt به، وإسناده صحيح. [الصحيحة:3154].

([55]) رواه الإمام أحمد في المسند(3/161)، والبخاري في التاريخ الأوسط(1/8)، وأبو داود(4923)، وعبد بن حميد(1239)، وأبو يعلى(3459)، وغيرهم وإسناده صحيح على شرط الشيخين.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-23-2013, 08:41 PM
أبو عبد الله الأثري أبو عبد الله الأثري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 1,073
شكراً: 0
تم شكره 61 مرة في 56 مشاركة
افتراضي

جزاكم الله خيراً على هذه الكتابة الطيّبة.

يا شيخنا الفاضل نريد منكم أن تنظروا في إنشاء منبرين فرعيين في المنبر العام الأول في الفقه والثاني في العقيدة، أحسن الله إليكم.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-24-2013, 02:16 PM
أبو قدامة محمد المغربي أبو قدامة محمد المغربي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: تاوريرت
المشاركات: 827
شكراً: 6
تم شكره 17 مرة في 16 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو قدامة محمد المغربي
افتراضي

بارك الله فيك شيخنا يا حبذا لو تعطونا فرصة للاتصال و جزاك الله خيرا ابنك ابو قدامة
__________________
روى البخاري وغيره عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِىٍّ قَالَ: أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ مَا نَلْقَى مِنَ الْحَجَّاجِ فَقَالَ « اصْبِرُوا ، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِى عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلاَّ الَّذِى بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ » . سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ - صلى الله عليه وسلم -.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-07-2013, 07:56 PM
مهدي حميدان السلفي مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: باتنة
المشاركات: 125
شكراً: 14
تم شكره 11 مرة في 11 مشاركة
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا شيخنا
__________________
http://im38.gulfup.com/vBR6e.png
قال الشيخ الألباني رحمه الله
’’طالب الحق يكفيه دليل, وصاحب الهوي لا يكفيه ألف دليل ,
الجاهل يعلم .....وصاحب الهوي ليس لنا عليه سبيل’’
......................
المجموع (51/1)
للتواصل معي عبر الفايسبوك:
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-08-2013, 12:24 PM
حسين الفيتوري حسين الفيتوري غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
المشاركات: 7
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي

أحسنتم , ورفع الله قدركم , وثبّتنا وإيّاكم على منهج الكتاب والسّنّة وعلى فهم سلف الأمّة .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM.


powered by vbulletin