منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-29-2010, 10:37 AM
أبو أنس فهد المغربي أبو أنس فهد المغربي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 13
شكراً: 1
تم شكره 3 مرة في 2 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو أنس فهد المغربي
افتراضي رؤية الرب -عزَّ وجلَّ- في المنام - للشيخ ابي عمر العتيبي

جواب مسألة في رؤية الرب -عزَّوجلَّ- في المنام.


الحمدلله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

فقد سألني بعض الإخوة عن رؤية الرب -عزَّ وجلَّ- في المنام ومسائل أخرى فأجبته بما سيأتي .

وسأورد سؤاله مع الجواب .

والله الموفق لا رب سواه.

يقول السائل:


كنا في جلسة مع بعض الزملاء فتذاكرنا رؤية الله في الجنة، ثم ذكرت لهم رؤية الله في الدنيا و حديث رسول اللهصلى الله عليه و سلم (رأيت ربي في أحسن صورة) و أن الله قد يرى في المنام و لكن بغير صورته التي لا تتبدل و لا تتغير كما نراها في الجنة بفضله و عفوه، و أنه كلما كان الرائي حسن العمل صالحا كلما كان الله في صورة أحسن.
فأنكر ذلك البعض واستهجنه، و اضطرب آخرون من هذا الكلام، و على ذلك فهناك عدة أسئلة أتمنى الإجابةعنها لطباعتها و تقديمها للزملاء، وهي:
1-هل ماذكرته هو الحق في المسألة؟ خصوصاً أني قرأت هذا الكلام مسبقاً لشيخ الإسلام بنتيمية لكني لم أجد المرجع بعد البحث.
2-ما حكم إنكار البعض لهذا الأمر و استهجانه؟
3-قال البعض لا تتكلم بهذا الكلام أمام العامة، فمن هم العامة بالتحديد؟ وهل صحيح بأن هذاالكلام لا يتحدث به أمام العامة؟

الجواب:


الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:

أولاً: اعلم وفقني الله وإياك أن مما دل عليه الكتاب والسنة وأجمع عليه أهل السنة والجماعة أن الله يرى في الآخرة عياناً كما ترى الشمس ليس دونها سحاب ، وكما يرى القمر ليلة البدر .

قالتعالى: {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة}.


وكما قال النبي -صلى اللهعليه وسلم- : ((إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته)) متفق عليهمن حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- .

ومعنى لا تضامُون : أي لا يحصللكم ضيم ومشقة وتعب بسبب رؤيته -عزَّ وجلَّ- .

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن الناس قالوا: يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((هل تضارون في القمر ليلة البدر؟)) قالوا: لا يا رسول الله. قال: فهل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: ((فإنكم ترونه كذلك)) متفق عليه.

ومعنى لا تضارُون: أي لا يحصل لكم ضرر بذلك.

وليس في هذه الأحاديث ونحوها تشبيه الله -عزَّ وجلَّ- وجل بالقمر ، بل فيه تشبيه الرؤية بالرؤية وليس المرئي بالمرئي .

فكما أننا نرى القمر ليلةالبدر بوضوح تام ليس معه خفاء ومشقة فكذلك سنرى الله يوم القيامة بكل وضوح بدون ضررأ و مشقة .

ثانياً: رؤية الله في الدنيا بالأبصار قد جاء نفيها في الكتاب والسنة .

قال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني}

وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ((واعلموا أن أحدامنكم لن يرى ربه حتى يموت))

وقد أجمع أهل السنة على ذلك ، ولكن حصل خلاف بين السلف في رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج هل رآه بعيني رأسه أمرآه بقلبه؟

والصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ير ربَّه بعيني رأسه بل رآه بقلبه كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما- : رآه بفؤاده مرتين. رواه مسلم في صحيحه.

بل حكى الإمام عثمان الدارمي اتفاق الصحابة على أنه -صلى الله عليه وسلم- لم ير ربّه . كما في زاد المعاد(3/37)

وإنما ورد عن بعضهم نفي الرؤية العيانية ،وبعضهم أثبتها مطلقاً دون بيان مراده ومنهم من قيدها بالرؤية القلبية وهو الصحيح.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – في درء تعارض العقل والنقل(8/040-41) : [وأما الرؤية بالعين في الدنيا وان كانت ممكنة عند السلف والأئمة ، لكن لم تثبت لأحد ، ولم يدعها أحد من العلماء لأحد إلا لنبينا صلى الله عليه وسلم على قول بعضهم وقد ادعاها طائفة من الصوفية لغيره لكن هذا باطل ، لأنه قد ثبت بدلالة الكتاب والسنة أن أحدا لا يراه في الدنيا بعينه ،

وفي الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : ((واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت)) وقد بسطنا الكلام على مسألة الرؤية في غير هذا الموضع وبينا أن النصوص عن الإمام أحمد وأمثاله من الأئمة هو الثابت عن ابن عباس من أنه يقال: رآه بقلبه أورآه بفؤاده ،

وأما تقييد الرؤية بالعين فلم يثبت لا عن ابن عباس ولا عن أحمد ،

والذي في الصحيح عن أبي ذر انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال : ((نور أنى أراه))

وقد روى أحمد بإسناده عن أبي ذر –رضي الله عنه- أنه رآه بفؤاده ،

واعتمد أحمد على قول أبي ذر لأن أبا ذر سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذه المسألة وأجابه وهو أعلم بمعنى ما أجابه به النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما أثبت أنه رآه بفؤاده دل ذلك على مراده))].

ثالثاً: ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربَّه في المنام .

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((رأيت ربي في أحسن صورة فقال: يا محمد هل تدرى فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا أعلم يا رب . قال: فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت برد أنامله في صدري ، قال: فتجلىلي ما بين السماء والأرض)) الحديث وهو صحيح له طرق وقد روي من حديث ابن عباس ومعاذ وثوبان -رضي الله عنهم- وغيرهم .

وقد اختلف العلماء في رؤية الله في المنام هل هي خاصة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أم عامة تجوز في غيره -صلى الله عليه وسلم- .

والصحيح: أن رؤية الله في المنام لم يرد نفيها في الكتاب ولا في السنة ، وإنما ورد نفي الرؤية البصرية .

ونفي رؤية الله في الدنيا يدل على أن رؤية المنام تختلف عن الرؤية البصرية وإلا لما كان لامتناعها بالبصر مزية .

فماذا يكون معنى الرؤية المنامية حينئذ؟

أقول:

اعلم أن الرؤيا المنامية على نوعين :

النوع الأول : رؤية منامية مطابقة للرؤية البصرية . كما رأى إبراهيم -عليهِ السَّلامُ- في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل .

وكما يرى النائم صورة والده أو والدته أو بعض معارفه كما هو على صورته في اليقظة .

فهنا تأويل رؤية الصورة هي حقيقتها في الخارج لذلك أراد إبراهيم ذبح ولده إسماعيل تطبيقاً لما في الرؤيا لأن رؤيا الأنبياء وحي وحق.

أما غيرهم من البشر فقد تكون الرؤيا حق وقد تكون من الشيطان فإن كانت موافقة للكتاب والسنة عمل بها ، وإن كانت مخالفة أهملها وليعلم أنها من الشيطان .

وإن كان في الرؤيا ابتداع في الدين فهي من الشيطان ، وإن كان فيها عن أمر غيبي مستقبلي فإن كان خيراً فهي بشرى ولا يلزم تحققها ، وإن كانت شراً فهي حلم من الشيطان.

النوع الثاني من الرؤى المنامية: أن تكون الرؤيا من باب الأمثال المضروبة التي لها تفسير وتأويل .

كما في رؤيا ملك مصر . حيث رأى سبع بقرات يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ، فأولها يوسف -عليهِ السَّلامُ- بسبع سنين فيها زرع ونعمة ، ثم تأتي سبع عجاف هي سنين فيها جفاف .

وكما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- نفسه وأبا بكر وعمر ينزعون من بئر.

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ، ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ، ثم استحالت غربا فأخذها ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب حتى ضرب الناس بعطن)). متفق عليه.

وكما رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في يده سوارين من ذهب .

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب ، فأهمني شأنهما ، فأوحى إلي في المنام: أن انفخهما ، فنفختهما ، فطارا ، فأولتهما: كذابين يخرجان من بعدي))

فكان أحدهما العنسي صاحب صنعاء ، والآخر مسيلمة صاحب اليمامة.

متفق عليه.

فهذه أمثال مضروبة لها تفسير وتأويل .

فكذلك رؤية الله في المنام ، فإنها أمثال مضروبة ، لأن الله لا يُرى مثل الرؤية البصرية إلا يوم القيامة بعد أن نموت ثم نبعث .

نسأل الله لذة النظر إلى وجهه في غير ضرار مضرة ولا فتنة مضلة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في مجموع الفتاوى(3/390) : [وقد يرى المؤمن ربه في المنام في صور متنوعة على قدر إيمانه ويقينه ،

فإذا كان إيمانه صحيحا لم يره إلا في صورة حسنة ، وإذا كان في إيمانه نقص رأى ما يشبه إيمانه ،

ورؤيا المنام لها حكم غير رؤية الحقيقة في اليقظة ولها تعبير وتأويل لما فيها من الأمثال المضروبة للحقائق ،

وقد يحصل لبعض الناس في اليقظة أيضا من الرؤيا نظير ما يحصل للنائم في المنام فيرى بقلبه مثل ما يرى النائم ،

وقد يتجلى له من الحقائق ما يشهده بقلبه فهذا كله يقع في الدنيا ،

وربما غلب أحدهم ما يشهده قلبه وتجمعه حواسه فيظن أنه رأى ذلك بعيني رأسه حتى يستيقظ فيعلم أنه منام وربما علم في المنام أنه منام .

فهكذا من العبَّاد من يحصل له مشاهدة قلبية تغلب عليه حتى تفنيه عن الشعور بحواسه فيظنها رؤية بعينه ؛ وهو غالط في ذلك. وكل من قال من العبادالمتقدمين أو المتأخرين أنه رأى ربه بعيني رأسه فهو غالط في ذلك بإجماع أهل العلم والإيمان .

نعم رؤية الله بالأبصار هي للمؤمنين في الجنة وهي أيضا للناس في عرصات القيامة كما تواترت الأحاديث عن النبي-صلى الله عليه وسلم- حيث قال: ((إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب ، وكما ترون القمر ليلة البدر صحوا ليس دونه سحاب)) ].

رابعاً: إنكار ما سبق ذكره من معنى رؤية الله -عزَّ وجلَّ- المنامية غلط من منكره ، وقول باطل عليه أن يتوب منه وأن يسلم أمره للشرع .

قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}.

خامساً: المراد بالعامة هم الذين ليسوا بعلماء ولا طلبة علم شرعي وإن كان عالماً أو طالباً في أمور غير شرعية.

والعامة يكثر فيهم الجهل ، وإذا لم يكونوا على صلة بالعلماء بسؤالهم والاستفادة منهم فيما أشكل عليهم فهم أرض خصبة لقبول الشبه والأمور المخالفة للشرع.

وكذلك هم أرض خصبة للدعوة وقبول العلم إذا سلمهم الله من أهل الأهواء البدع.

سادساً: يجوز التحدث بما في الكتاب والسنة أمام العامة وغيرهم ولكن دون أن يخوض فيما لا يعلم

فبعض الناس يغلو في البيان حتى يفتن الناس بالكلام الذي لم يأت في الشرع ولا تكلم به أهل العلم.

نعم هناك أمور من العلم لا تطرح عند كل أحد .

فمراعاة حال السامعين أمر مهم في الدعوة إلى الله .

وقد قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- : " حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله" رواه البخاري في صحيحه وبوب -رحمَهُ اللهُ- بقوله: [باب من ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في أشد منه].

وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- : "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة" رواه مسلم في مقدمة صحيحه.

وقد ورد نحو ذلك آثار عن السلف كثيرة .

فإذا كان في بلد ينتشر فيها السنة كما في الدولة السعودية -حَرَسَهَااللهُ- فليتحدث بتلك الأحاديث بما سبق شرحه.

أما إذا كان في بلد يكثر فيه معطلة الصفات ، والمؤولة فإنه يتأنى ويعلمهم شيئاً فشيئاً حتى لا تنكره قلوبهم ومن ثم ألسنتهم فيقعوا في الضلال والزيغ .

أسأل الله لنا ولكم البصيرة في دينه، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
كتبه:
أسامة بن عطايا العتيبي

التعديل الأخير تم بواسطة أسامة بن عطايا العتيبي ; 08-13-2021 الساعة 05:26 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-30-2010, 10:26 AM
أبو أنس فهد المغربي أبو أنس فهد المغربي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 13
شكراً: 1
تم شكره 3 مرة في 2 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو أنس فهد المغربي
افتراضي

سئل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله عن رؤية الله عز و جل في المنام


هل الله تبارك وتعالى يُرَى في المنام؟

فأجاب :

نعم. ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن جميع الطوائف أثبتوا هذا، وأن الله يرى في المنام إلا الجهمية من شدة إنكارهم، أنكروا رؤية الله في المنام، ولكن لا يلزم من هذا التشبيه, ذكر شيخ الإسلام رحمه الله أن المؤمن يرى ربه على حسب عمله فإن كان عمله صالحًا رأى ربه في صورة حسنة وإن كان عمله سيئًا رأى ربه في صورة تشابه عمله ولهذا لما صار النبي أحسن الناس عملاً قال صلي الله عليه وسلم: «رأيت ربي في أحسن صورة» ([1])، يعني ما يلزم من هذا التشبيه من كونه رأى أن الله على الصورة التي رآها، لكن تكون الرؤية حق، يرى الله على صورة على حسب عمله، صورة تناسب عمله و حديث: «إنه لن يراني أحد؟»([2]).
( بمعني أن الله لا يراه أحد في الدنيا في الليقظه )

([1]) أحمد (16026)، (22126)، والدارمي (2056).

([2]) في صحيح الجامع (2963) بلفظ: «تعلمون أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت».

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس فهد المغربي ; 07-30-2010 الساعة 11:46 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-30-2010, 11:37 AM
أبو أنس فهد المغربي أبو أنس فهد المغربي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 13
شكراً: 1
تم شكره 3 مرة في 2 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو أنس فهد المغربي
افتراضي

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله

ما حكم من يدعي أنه قد رأى رب العزة في المنام، وهل كما يزعم البعض أن الإمام أحمد ابن حنبل قد رأى رب العزة والجلال في المنام أكثر من مائة مرة؟

فأجاب :

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وآخرون أنه يمكن أن يرى الإنسان ربه في المنام، ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقية؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، قال تعالى: ..لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (11) سورة الشورى، فليس يشبهه، يمكن أن يكلمه ربه، ويرى في النوم أنه يكلمه ربه لكن مهما رأى من الصور أي صورة، صورة إنسان أو صورة حيوان فليست هي الله جل وعلا؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، لا شبيه له ولا كفء له جل وعلا، وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا: أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي، فكلما كان من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة، لكن على غير الكيفية التي يراها أو الصفة التي يراها؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى، فيمكن أن يسمع صوتاً ويقال له: كذا وافعل كذا، ولكن ليس هناك صورة مشخَّصة يراها تشبه شيئاً من المخلوقات، ليس له شبيه ولا مثيل سبحانه وتعالى، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه في المنام، وقد رواه معاذ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى ربه، وجاء في عدة طرق: أنه رأى ربه وأنه سبحانه وتعالى وضع يده بين كتفيه حتى وجد بردها بين ثدييه، أو بين كتفيه حتى برد، وجد بردها بين كتفيه، هذا ورد في الحديث وألف فيه الحافظ بن رجب رسالة سماها: (اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى)، وهذا يدل على أن الأنبياء قد يرون ربهم في النوم، أما رؤية الرب في الدنيا بالعيان فلا، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن ير أحد ربه حتى يموت، قال: (واعلموا أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت)، رواه مسلم في الصحيح، ولما سئل صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: (رأيت نوراً)، وفي لفظ: (نورٌ أنَّى أراه؟)، رواه مسلم من حديث أبي ذر، وهكذا سئلت عائشة عن ذلك فأخبرت أنه لا يراه أحد في الدنيا؛ لأن رؤية الله أعلى نعيم أهل الجنة، أعلى نعيم المؤمنين، فهي لا تحصل إلا لأهل الجنة، لأهل الإيمان في الآخرة، والدنيا دار الابتلاء والامتحان، ودار الخبيثين والطيبين مشتركة، فليست محل الرؤية، لأن الرؤية أعظم نعيم للرائي، فادخرها الله لعباده المؤمنين في دار الكرامة في يوم القيامة، وأما هذه الرؤية التي يدعيها الناس لربهم فهي تختلف مثلما قال شيخ الإسلام رحمه الله بحسب صلاحهم وتقواهم، وقد يخيل لبعض الناس أنه رأى ربه وليس كذلك، فإن الشيطان قد يخيل لهم ويوهمهم أنه ربهم، كما يروى أنه تخيل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني على عرشٍ فوق الماء، وقال له: "أنا ربك، فقال اخسأ عدو الله لست ربي"، لأنه أمره بأوامر لا تليق، فالمقصود أن رؤية الله عز وجل ممكنة في الدنيا لكن على وجه لا يشبه فيها الخلق سبحانه وتعالى، وإذا أمره بشيء يخالف الشرع فهذا علامة أنه ما رأى ربه، وإنما رأى شيطاناً، فلو رآه وقال له: لا تصلِّ قد أسقطت عنك التكاليف! أو قال: ما عليك زكاة، أو ما عليك صوم رمضان، أو ما عليك بر والديك!، أو قال: لا حرج عليك أن تأكل الربا! فهذه كلها علامات على أنه رأى شيطاناً وليس ربه، أن هذا الذي يكلمه ليس ربه وإنما هو شيطان. فالخلاصة: أن الرؤيا ممكنة ولكن على وجه لا يكون فيها مشابهة للمخلوقين، فربما سمع صوتاً لكن ليست هناك شخصية يراها تشبه المخلوقين، لأن الله لا شبيه له ولا كفء له سبحانه وتعالى، ومن علامات صحة الرؤية: أن تكون الأوامر موافقة للشرع التي يؤمر بها، وأما إن كانت مخالفة للشرع فهي علامة على أنه رأى شيطاناً ولم ير ربه. المقدم: ما قيل عن رؤيا الإمام أحمد؟ الشيخ: لا أعرف صحتها، يقال يروى عنه أنه رأى ربه لكن لا أعرف صحتها عنه.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس فهد المغربي ; 07-30-2010 الساعة 11:45 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:25 AM.


powered by vbulletin