السلفي لا يأنف من الرجوع عن الخطأ فرحم الله من اهدى إلي عيوبي.. ولكن..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فالتوبة عبادة: (وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون).
والتراجع عن الخطأ منقبة وفِي الحديث الذي حسنه بعض العلماء وضعفه آخرون: "وخير الخطائين التوابون" رواه الإمام أحمد في المسند.
وما زال السلف يرد بعضهم على بعض فما كان من خطأ يتراجع عنه صاحبه سواء كان الراد أو المردود عليه.
فالصواب هو ما دل عليه الدليل وليس مجرد ادعاء أنه صواب وذاك خطأ، وهذا معروف عند أهل السنة قديما وحديثا.
لذلك أقول:
كل من وجد لي خطأ فأنا أشكر من يبينه، بعد أن يتبين أنه خطأ، سواء كان بيانه سرا أو جَهْرًا، أو كان بطريقة ودية أو عدائية فالذي يهمني هو الحق وإحقاقه.
ولكن ليس كل من ادعى علي أني أخطأت يكون مصيبا، لذلك لابد أن يكون الناصح ناصحا لنفسه قبل أن ينصح غيره، ومن النصيحة للنفس نهيها عن غيها، وقبول النصيحة من الغير إذا كانت صحيحة.
أما أن يأنف من مناقشته في ادعائه الغلط، أو لا يريد أن يعرف الصواب لو كان خلاف قوله، أو كان يريد فرض رأيه فقط ولو كان غلطا فهذا ليس ناصحا، بل هو مخالف لمنهج السلف ، وهو متكبر مغرور لا يعول عليه في النصح، فمثله يفسدون ولا يصلحون.
وهذا معروف عند أهل العلم لقوله صلى الله عليه وسلم : "الكبر بطر الحق وغمط الناس" رواه مسلم.
فلذلك أقول: من وقف على خطأ علمي وهو يعلم أنه خطأ، وليس مما حظه الاجتهاد والنظر ويسوغ فيه الخلاف المعتبر عند السلف فليبادر بتنبيهي عليه لأرجع عن الخطأ.
وليكن مستعدا لرد خطئه إن أخطأ في ظنه أني أخطأت ولم يكن الواقع كذلك.
فهذا النوع من السلفيين هم الرجال الذين فهموا منهج السلف وطبقوه.
وهم أهل الصدق والنصح والحرص على طلب الحق.
جعلني الله وإياكم ممن يستمعون الحق فيتبعونه، ويعلمون الصواب فيطبقونه.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
كتبه؛
الدكتور أسامة بن عطايا العتيبي
25/ رمضان/ 1438هـ