الردُّ على المهوُوس بالتَّكفير الغرّ: «أبي عبد القدُّوس»
الردُّ على المهوُوس بالتَّكفير الغرّ: «أبي عبد القدُّوس»
بسم الله الرَّحمان الرحيم
الحمد لله وحده والصَّلاة والسَّلام على رسول الله وآله وصحبه
أمَّا بعد :
فقد سوَّد الغرُّ المدعو أبي عبد القدُّوس كتابة ضعيفةً جعلها طعنا ورداً على الشيخ العلامة ربيع حفظه الله ، فما كان منه إلاَّ أن ذهب وجمع في منتديات الحلبي وزبانيته وفي منتديات المأربي أبي الفتن كلاما للعلامة محمد الألباني -رحمه الله-,
وخاله المسكين لجهله المركب تبديعاً أو تجريحا يُشفي به غليله ويروي غيظه ! وهو وهم وتصور في ذهنه الخاوي من التأصيل العلمي الصحيح فما قاله باطل لا مرية فيه.
ويصدق في هذا الخارجي التكفيري ما أنشده ابنُ جريج -رحمه الله- :
جهلت فعاديت العلوم وأهلها /// فذاك يعادي العلم من هو جاهل
ومن أحب أن يرى متصدِّرا /// ويترك لا أدري أُصيبت مقاتله
فقد اشتهر عن الإمام الألباني -رحمه الله- أنه قال عن الشيخ ربيع -حفظه الله- :( إمام الجرح والتعديل في هذا الزمان ) وهو كلام معقول تشهد له كتاباته العلمية الرصينة في صدِّ باطل المبتدعة غلاةً ومتميعين ، وهذا يعلمه القاصي والداني ولكن الأمر كما قيل:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة /// وعين السخط تبدي المساوئ
فمن هو هذا المغمور المجهول عند طلبة العلم فضلاً عن العلماء ؟! ومن زكاه ليتصدَّر في أمور بينها وبينه مفاوز ؟!!
والجواب : معلوم تزبب دون أن يتحصرم.
وإن الأدهى والأمرَّ من ذلك ما قاله في وصفه للشيخ ربيع -حفظه الله- (بالقسيس)! ، ولا شكَّ أنَّ وراء هذا الوصف ما وراءه من سوء قصد لا يكاد ينطلي على من عرف منهج الخوارج وأنهم وعن بكرة أبيهم كلاب أهل النار كما وصفهم النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلم، فهذا اللفظ = لفظ القسِّ أو القسِّيس فيه نوع تشبيه بالمشركين وإلا فإنَّ في معجم اللألفاظ ما يغني عن إستعماله ولكن وكما سلف ذكره أن هذا عن سوء قصد ظاهر السوء وهذا واضحٌ وجليٌّ كما الصبح إذا تنفس يرى لكل ذي عينين غير ضرير .
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- :
الخوارج : هم الذين خرجواْ لقتال علي بن أبي طالب بسبب التحكيم ، مذهبهم التبرؤ من عثمان وعلي والخروج على الإمام إذا خالف السنة وتكفير فاعل الكبيرة ، وتخليده في النَّار وهم فرق عديدة .
(مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المجلد الخامس فتاوى العقيدة ط : دار الوطن للنشر (ص: ٩٢) ).
ووجه الشاهد من إيراد كلام العلامة محمد العثيمين -رحمه الله- هو قوله :
(وهم فرق عديدة).
وصدق -رحمه الله- فمن تتبع التاريخ علم قطعا أنهم وعلى مر العصور الغابرة ، دائما ما يتسمون بأسماء توهم أنهم على الحق وهم على بعد منه ( بعد المشرق والمغرب ) وهم مجتمعون على نفس المُعتقد الفاسد الباطل ، فهذا الغرُّ منهم فهو تكفيري حدادي خارجي مغمور أصيب في مقتل لما تلبس ببدع الخوارج ومناصرته لهم فمن أولئك على سبيل الذكر جماعة (داعش) التي يترأسها أبو بكر البغدادي -قاتله الله أنى يوفك- إذ يعد رأسا في زمرة من الخوارج يزعمون إرجاعهم للخلافة الإسلامية ! ، -وإن هم إلا يخرصون كفانا الله وبلدان المسلمين شرهم- فما كان من صاحب الحمامات هذا إلا أن بارك له صنيعه وكما قيل قديما :( الشيء من معدنه لا يستغرب ) .
فالقرائن تدلُّ على خبث وسوء منهج أبي عبد القدوس صاحب السفه المدسوس .
وإنه لحريٌّ بالذكر وجدير به التحذير من شبكة الآفاق و الأثري -زعمواْ- اللتان دافعتا عن هذا الغرِّ ، وفي المقابل طعنتا في الشيخ ربيع -حفظه الله- حتى وقعت الآفاق وخنفشاريوها في حيص بيص من التناقضات بخصوص موقفهم من بدر المناصرة هذا ؛ وإن دل هذا على شيء فإنما يدلُّ على رعونة أصحابها وبعدهم عن منهج السلف وكذا بعدهم عن توجيه العلماء الربانيين .
والله المستعان وعليه التكلان
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه .
__________________
قال حرب الكرماني -رحمه الله- في عقيدته :" هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها، وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشَّام وغيرهم عليها فمن خالف شيئًا من هذه المذاهب أو طعن فيها، أو عاب قائلها، فهو مخالف مبتدع، خارج عن الجماعة، زائل عن منهج السُّنة وسبيلِ الحق".اهـ
التعديل الأخير تم بواسطة أبوشعبة محمد المغربي ; 07-17-2014 الساعة 03:30 PM
|