منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-08-2014, 01:24 AM
إدارة المنتدى إدارة المنتدى غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 21
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي [الكاتب:أحمد بن إبراهيم] أبو مالك عبدالحميد الجهني المكابر يُلجم نفسه ويوقع جماعته في مأزق عويص!

أبو مالك عبدالحميد الجهني المكابر: يلبس الحق بالباطل ويكتم الحق وهو يعلمه
يا عبدالحميد الجهني تكفينا منك هذه
ودع عنك الكتابة فلست منها


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
أما بعد:


قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم الداء والدواء:
(كمال الإنسان مَدَارُه على أصلين : معرفة الحق من الباطل، وإيثار الحق على الباطل، وما تفاوتت منازل الخلق عند الله في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين). انتهى


إنه والله لكلام قويم من إمام عظيم، يحتاج المرء إلى فهمه حق الفهم وتدبره، فلا يكفي مجرد معرفة الحق وإنما الشأن كل الشأن في الانقياد للحق والإذعان له، وأيضا لا يكفي مجرد معرفة الباطل وإنما المطلوب اجتنابه والتبرؤ منه، ولهذا يُكثر العلماء قديمًا وحديثاً من قولهم: (اللهم أَرِنَا الحقّ حقًّا وارزُقنا اتباعَه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل أو نضل).


وبرهان ذلك ما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم أن الكفار من أهل الكتاب (يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم) ولكن لما لم يُسلموا ويذعنوا لهذا الحق ذمهم ووصفهم بأنهم: (الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ)، فهم في خسران مبين لعدم عملهم بالحق الذي تيقنوه في أنفسهم، وأعظم من ذلك ما ذكره الله عنهم في آية أخرى بقوله: (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فبين عز وجل أن مِن خصالهم الذميمة أنهم يكتمون الحق وهم يعلمون، وهذا داخل في الكِبْر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ، قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا، وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ) أخرجه مسلم من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وبطر الحق: جحده ودفعه، وغمط الناس: ازدراؤهم واحتقارهم.


والناظر إلى حال أهل الأهواء والبدع في كل زمان ومكان يجد أن كثيراً منهم شابهوا أهل الكتاب في هذه الخصلة الذميمة -أعني عدم الاستسلام للحق والخضوع له مع جلاءه ووضوحه، وهذا ما اتضح مؤخراً من المدعو (أبو مالك عبدالحميد الجهني) الذي خرج علينا قبل أيام بكتابات مليئة بالجهل المركب والكذب والتلبيس، فحاول هذا المتعالم جهده أن ينال من الشيخ العلامة المحدث المحقق ربيع بن هادي المدخلي بإلصاق تهمة الإرجاء به بلا بينة ولا برهان. وهو في الحقيقة -شاء أم أبى- إنما حكم بتأصيلاته المنكرة وقواعده المحدثة على أئمة أجلاء من المتقدمين والمتأخرين بهذه البدعة الرديئة برأهم الله منها ومن إفك الأفاكين.


وإن المرء ليعجب غاية العجب مِن تقلب هذا المتعالم وانتكاسه، فقد كان بالأمس القريب يدافع عن الشيخ ربيع بطرح قوي وواضح وكان يدفع عنه ما يبهته به الحدادية من تهم باطلة كالإرجاء وغيره والعياذ بالله.


وإليكم أيها العقلاء الدليل على ما أقول:
السائل: يريد يقول: -بارك الله فيك- بيانا مختصرا عن المرجئة، ونسمع اليوم عبارة: فلان مرجئ، وسمعناها تطلق على بعض الأفاضل من العلماء وطلاب العلم؛ فما هو الضابط في إطلاق هذه العبارة؟ ومن الذي يستطيع أن يطلقها؟ -بارك الله فيك- نريد البيان لعموم البلوى، وجزاك الله خيرا.


فأجاب عبدالحميد الجهني: أسأل الله سبحانه وتعالى ألا يبتلينا، -السائل يقول: لعموم البلوى!- نسأل الله أن يعافينا جميعا من التنابز بالألقاب، ومن كذلك الشدة والعنف وعدم الرأفة والرحمة وعدم التماس المعاذير، والله المستعان.
المقصود أن الإرجاء هذا، كنت قد ذكرتُه وفصّلتُ فيه في مقدمة الشرح على (كتاب الإيمان لصحيح البخاري)، بيّنتُ هنالك تعريف السلف للإيمان، وكذلك أصناف المرجئة الغلاة وغير الغلاة في تفصيل إن شاء الله جيد ومفيد حول هذه المسألة هنالك في الموضع المذكور.
لكن اليوم هذه المسألة مسألة الإرجاء استغلتها طائفتان من الناس، لأن الأخ يسأل أنا أُحيله إن كان يريد المسألة العلمية بالتفصيل أنا أحيله إلى موضع أفضل أنا الآن ما أنشط حقيقة إلى التفصيل والوقت كذلك ما يسمح، لكن هنالك فيه التفصيل المفيد إن شاء الله، لكن أنا أختصر له الجواب، وأعطيه ما يريده ويكمّل له ما يسمعه هنالك في الموضع المذكور.
الآن في هذا العصر استغلت قضية الإرجاء طائفتان من الناس، وهذا الكلام يعني قد لا تسمعه الآن، هذه القضية قضية الإرجاء والتهمة بالإرجاء استغلتها -لأن بعض الناس يحب أن يصطاد في الماء العكِر- هذه القضية قضية الإرجاء استغلتها طائفتان من الناس:


الطائفة الأولى: طائفة التكفيريين، استغلوا هذه القضية في إسقاط الشيخ الألباني وتلاميذه، هم يريدون هذا، التكفيريون المعاصرون من أتباع سيد قطب التكفيري الذي يكفر المجتمعات الإسلامية، استغلوا هذه التهمة، وأخذوا هذه القضية من قضية علمية فيها ردّ وأخذ، أخذوها وجعلوها استغلوها في إسقاط الشيخ ناصر الدين الألباني وإسقاط مدرسته وأنه لا يُعتمد عليه ولا يُعوّل عليه، هذه القضية الأولى، ولا يعني ذلك أن كل ما يقوله الشيخ الألباني حقّ وصواب، الشيخ الألباني عالم من العلماء يؤخذ منه ويرد عليه، ما قاله إذا قال شيئًا صحيحًا وصوابًا وافق فيه السلف أخذنا به، وإذا قال قولاً خالف فيه السلف رددناه كما نردّ على من هو أفضل وأعلى منه مقامًا ومنزلة في الأمة، الشيخ الألباني ما هو معصوم، ونحن لا ندعي له العصمة ولا نقلده التقليد الأعمى، هو الشيخ نفسه ربّانا على ألا نقلد أحدًا، وأن نتبع الأثر ونأخذ بالدليل رحمةُ الله عليه.


الطائفة الثانية: التي استغلت هذه القضية هي طائفة الحدادية، الحدادية المعاصرين اليوم استغلوا هذه القضية في ضرب الشيخ ربيع المدخلي ومن معه، فأصبحوا الآن يتهمون الشيخ ربيع بأنه مرجئ، فانظروا إلى الاصطياد في الماء العكر.
فننتبه لأولئك الذين المفتونين الأولين الذين أرادوا إسقاط الألباني وهم يحاولون إسقاط جبل، وهيهات!
وننتبه أيضًا لمن جاء بعدهم الحدادية اليوم الذين ما يتركون أحدًا في حاله، الآن يحاولون استغلال هذه القضية في ضرب الشيخ ربيع، وفي إسقاطه وإسقاط جهاده العظيم ضد أعداء السنة والمخالفين لمنهج السلف.
فنحن ننكر على الأولين وننكر على الآخِرين، وفي الوقت نفسه لا نقول: إن عالمًا من العلماء لا الشيخ الألباني ولا الشيخ ربيع ولا الفوزان ولا أحد من علماء الأمة يكون معصومًا ممنوعًا من الخطأ أو من الزلل أو من الهفوة، ما أحد يدعي لنفسه ذلك، والله المستعان، حتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أيضا عنده أشياء مرجوحة خالفه فيها العلماء، ما أحد قال: إن ابن تيمية معصوم، وما جاء أحد من محبّي ابن تيمية وأنكر على من خالفهم في المسائل التي يسوغ فيه الاجتهاد،
فننتبه لهذه المسألة، لأن المسائل الآن أصبحت يدخلها الهوى والعياذ بالله، يدخلها الهوى وتصفية الحسابات.
التكفيريون فرحوا فرحاً عظيما لمّا قام بعض العلماء وخطئوا الشيخ الألباني في مسائل في باب الإيمان هذا، فرحوا بذلك خطفوه خطفًا وطاروا به في كل مكان، وقالوا: الألباني مرجئ! الألباني مرجئ! لماذا؟ يريدون إسقاط هذه المدرسة السلفية أصلاً، التي كانت شوكة في حلوقهم ولا زالت؛ وكذلك اليوم أيضًا الحدادية اليوم نفس الأسلوب -والعياذ بالله- نفس الأسلوب الذي مارسه التكفيريون مع الشيخ الألباني اليوم يمارسونه مع الشيخ ربيع، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ فننتبه لهاتين الفتنتين.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمع قلوب السلفيين وأن يجمع أهل السنة على الحقّ والهدى وأن يقيَهم شرّ المغرضين والمصطادين في الماء العكر الذين يريدون تفريق الصف والتشكيك بين أهل السنة ويريدون إفساد القلوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا، والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد).
انتهى كلام الجهني.


فانظروا أيها العقلاء كيف كان هذا الجهني يدافع عن الشيخين العلمين الألباني رحمه الله وربيع المدخلي حفظه الله وينكر على الذين يتهمونهما بالإرجاء فيَصِمُ هؤلاء الطاعنين بالتكفيريين والحدادية والمفتونين وهذا حق، وها هو اليوم ينكص على عقبه ويسلك مسلك أولئك الحدادية ويسير على منهجهم حذو القذة بالقذة، فيصرح في مقالاته الأخيرة بأن ربيعًا المدخلي مرجئ!! وأنه لا يفهم كلام الأئمة!! وغيرها من الطعون القبيحة في هذا العلم الأشم، وصدق في هذا المتعالم قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه (إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف) نعوذ بالله من الحور بعد الكور وإنا لله وإنا إليه راجعون.


ولعلنا إن راجعنا سيرة هذا المفتون في السنين الأخيرة يزول عجبنا عن سبب انتكاسته وتقلبه، فالذنوب والمعاصي سببٌ رئيسٌ في ضلال المرء وانتكاسته وعدم توفيقه للحق والخير، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء:


(فمعلوم أنّ المعاصي والذنوب تُعمي بصيرةَ القلب فلا يدرك الحقّ كما ينبغي، وتُضعِفُ قوتَه وعزيمتَه فلا يصبر عليه. بل قد تتوارد على القلب حتى ينعكس إدراكه، كما ينعكس سيرُه، فيدرك الباطلَ حقَّا، والحقَّ باطلًا، والمعروفَ منكرًا، والمنكرَ معروفًا. فينتكس في سيره...ألخ)


فالرجل لا شك أنه ارتكس بذنوب ومعاص أورثته الحيرة والتخبط فأوردته المهالك، ومِن أظهرها ثناؤه ونصرته وتقريبه وإيواؤه لمجموعة من الغلاة الكذبة والزائغين الفجرة الطاعنين في ورثة الأنبياء سواء ما كان في (منتدى المغرب الأقصى) أو (منتدى الآفاق) أو غير ذلك، وكفى بهذا إثماً وبغياً وجُرماً، كيف لا وقد قال ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي الصحيح (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) والعلماء من أعظم أولياءه وكلام أئمة الإسلام في جُرم وذنب الطاعن في ورثة الأنبياء معروف ومشهور وكما قال السلف لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، والله المستعان.


أي نعم أيها العقلاء، فقد أقام أصحاب هذا المتعالم حرباً ضروساً على الشيخ ربيع المدخلي وخاضوا في فتن عظيمة طيلة ست سنوات أو يزيد، وأجلبوا بخيلهم ورجلهم ليسقطوا هذا العلم الأشم واستعانوا في حربهم الشعواء بكل أعور وأعرج مثل عماد الفراج وسلطان الرحيلي والروسي والجزائري صاحب الحمامات والزاكوري وأحمد الحازمي وغيرهم من النطيحة والمتردية ولكنهم بحمد الله وتوفيقه رجعوا كلهم خائبين خاسرين، فصدق فيهم قول الأول:


كناطح صخرة يوماً ليوهنها * * * فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
ولله در من قال ايضاً:ً
يا ناطح الصخرة الصماء توهنها * أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل


فكان لهم ربيع السنة بالمرصاد فدحض جميع شبههم الواهية ورد كل افتراءاتهم الجائرة بحجج قوية من القرآن العظيم وصحيح السنة وأقوال الأئمة الساطعة فأرداهم صرعى وحيارى. (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).


والمتابع للساحة يعلم أن هذا المتعالم ظل ساكناً سنين عدادًا بلا إنكار ولا حس، والغالب أنه كان معتكفًا في سردابه يتابع ما يجري ويقرأ ما يستجد من ردود ومقالات في هذه الفتنة، إلى أن خرج علينا هذا الشهر المبارك بتأصيلات خطيرة وقواعد باطلة فكان كالذي سكت دهراً ونطق بعراً، مما يدل على جهل وعناد وكبر بالرغم من وضوح الحق له وضوح الشمس في رائعة النهار باعترافه وإقراره بنفسه من حيث لا يشعر وهذا ما قصدت بيانه في مقالي هذا إن شاء الله.


وسأنقل للعقلاء كلام الجهني ليتبين مدى مكره وتلبيسه وأنه ممن شابه من ذكرناهم في أول المقال أنهم يعرفون الحق كما يعرفون أبناءهم وأنهم مع ذلك يكتمون الحق وهم يعلمون، فأف لمن هذا طبعه وأمثاله، والله سبحانه يقول في كتابه: (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .


قال عبدالحميد الجهني المتعالم في مقاله (كشف الخفاء عن مسألة محدثة استقوىت بها الإرجاء):


(والمقصود أن الخلاف في مسألة ترك الصلاة خلاف حادث ضعيف , لم يكن معروفاً في زمن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم .
ثم ظهر في هذا الوقت فئة تنتسب إلى السلفية تبنت مذهبا إرجائيا مغلفا بغلاف السنة كما بينته في مقالتي (حوار مباشر بين مرجئ قديم ومرجئ معاصر) نظر هؤلاء المتلبسون بالإرجاء فرأوا أن الخلاف في تارك الصلاة هو المتنفس الوحيد لهم لإنعاش ما هم عليه من الإرجاء , فأجلبوا بخيلهم ورجلهم على قول السلف , ونصروا قول الخلف في هذه المسألة , ليسلم لهم مذهبهم الإرجائي . وليلبسوا على صغار الطلاب بأن مذهبهم في الإيمان مذهب معتبر ذهب إليه بعض علماء السلف .
وذلك أن السني إذا سلّم للمرجئة بصحة الخلاف في تارك الصلاة , وأنه خلاف واقع بين أئمة السلف , قالوا له :فمن لا يكفر تارك الصلاة من الأئمة لا يكفر تارك العمل .
وهذا اللازم صحيح . فحينئذ يقع السني في مأزق بسبب تسليمه للمرجئة بصحة الخلاف في حكم تارك الصلاة , فإما أن يرمي هؤلاء العلماء الذين لا يكفرون تارك الصلاة بالإرجاء لكونهم لا يكفرون تارك العمل , وحينئذ يصيح به المرجئة صيحتهم المعروفة في التشنيع والتقريع , وأنه يجب احترام الأئمة , ويعقدون له فصلا في ثناء الشافعي على أحمد , وفصلا في ثناء أحمد على الشافعي !).


وقال أيضاً: (والمقصود أن المرجئة استقوت واستطالت على أتباع السلف في باب الإيمان من خلال تسليم هؤلاء لهم بصحة الخلاف المحدث في الإسلام في حكم تارك الصلاة .
بل إن المرجئة العصرية لم تكتف بتصحيح هذا الخلاف , بل ذهبت أبعد من ذلك , حيث صححت مذهب الخلف في أن تارك الصلاة مسلم !
ورجعتْ إلى النصوص الشرعية فأولتها كما فعلت المرجئة قبلهم , ورجعوا إلى الإجماع المحكي عن الصحابة فضعفوه , مع كونه واردا من وجوه مختلفة لا يمكن تضعيفها دفعة واحدة, ثم اخترعوا لهم شبهة من أحاديث الشفاعة , استدلوا بها أولا على أن تارك الصلاة ليس بكافر, ثم تدرجوا فاستدلوا بها على أن تارك العمل ليس كافرا . وهكذا يكون الترتيب عندهم, العمل على أن تارك الصلاة ليس كافرا , فإذا فرغوا من هذه , انتقلوا إلى التي بعدها : تارك العمل ليس كافرا . ومن سلَّم لهم في الأولى, ألزموه بالثانية , فإن نازعهم أوقعوه في التهافت والاضطراب , هذا – باختصار – حقيقة ما يجري بين أتباع السلف والمرجئة في هذا الوقت .
ولأجل ذلك أشاعوا القول بعدم كفر تارك الصلاة ونصروه , حتى أن بعضهم ممن يسير في ركابهم أعلن رجوعه عن القول بكفر تارك الصلاة !
فلما استقر في أذهان كثير من الشباب السلفيين أن تارك الصلاة مسلم , دخل عليهم الإرجاء من أوسع أبوابه , وهم معذرون في ذلك , لأنهم يقولون إذا كان ترك الصلاة ليس كفرا فما بقي من الأعمال من باب أولى .
وليس عند السلفي في باب الإيمان جواب سليم عن هذا الإيراد , لأنه سلّم لهم أن تارك الصلاة ليس كافرا عند بعض أئمة السلف . وهذا سر استطالت (هكذا، والصواب: استطالة) المرجئة واستقوائهم على أتباع السلف في باب الإيمان .
ومن عجائب المرجئة المعاصرة أنها قامت بحملة شديدة لإخراج مسألة ترك الصلاة من باب الإرجاء , ووصمت من يُدخل هذه المسألة في باب الإرجاء بأنه حدادي خارجي تكفيري).


إلى أن قال: (وفي الختام أقول لطلاب العلم من أهل السنة : إن بقيتم تنظرون إلى الخلاف في حكم تارك الصلاة إلى أنه خلاف معتبر , وأن القول بإسلام تارك الصلاة قول سلفي معتبر , فقد أنعشتم الإرجاء , ولم يبق عندكم حجة تدفعون بها صولة الإرجاء التي اجتاحت شبابكم في هذه الأيام , فانتبهوا إلى مقاصد أهل الإرجاء فإنهم لا يبحثون هذه المسألة بحثا فقهيا خالصا كما يفعل كثير من العلماء والمؤلفين , بل المرجئة لها قصد آخر في بحث هذه المسألة , يريدون تصحيح ما هم عليه من الإرجاء من خلال تصحيح وتثبيت هذه المسألة , فإذا سلّم لهم السني بذلك أفرحهم وأنعشهم فاستأسدوا عليه وعلى عقيدته السلفية , أما إذا احتج عليهم بإجماع الصحابة المدعوم بالنصوص ولم يجعل للقول المخالف أي اعتبار عنده , فقد قطع عنهم الحبل الذي يتعلقون بأوصاله , وفصل عنهم الأنبوب الذي يتنفسون من خلاله . والله يقول الحق وهو يهدي السبيل).


انتهى المقصود من كلام هذا المكابر المخادع، ولا أظن أن كلامه يحتاج إلى كبير عناء في كشف ما فيه من الخلط والخبط والتلبيس وكتم الحق، لذلك سأكتفي بذكر نقاط مهمة تبين المراد والله المعين.


أقول وبالله أستعين:
- كَذَبَ الجهني المعاند في قوله: (والمقصود أن الخلاف في مسألة ترك الصلاة خلاف حادث ضعيف) وفي قوله: (والمقصود أن المرجئة استقوت واستطالت على أتباع السلف في باب الإيمان من خلال تسليم هؤلاء لهم بصحة الخلاف المحدث في الإسلام في حكم تارك الصلاة).


لأن الخلاف في حكم تارك الصلاة تكاسلاً مُقرر ومسلم به وصحيحٌ عند علماء السنة المحققين السابقين منهم واللاحقين، سواء منهم من يرى أنه كافر خارج من دائرة الإسلام أو من يرى أنه مُجرم يجب أن يقتل، ثم إن العلماء مع اختلافهم في هذه المسألة قديماً وحديثًا لا نجد بينهم عداوة ولا بغضاء، فلا الذين يكفرون تارك الصلاة تهاوناً اتهموا مخالفيهم بالإرجاء، ولا الذين لا يكفرونه رموا مخالفيهم بالخارجية. وباختصار مفيد لسنا ولله الحمد بحاجة إلى رأي هذا المتعالم في هذه المسألة المفروغ منها والتي يعلمها بداهة أطفال أهل السنة. ولله در من قال:


قد أتانا أن سهلا رد جهلا *** علوما ليس يدريهن سهل
علوما لو دراها ماقلاها *** ولكن الرضا بالجهل سهل


وقال الآخر:
قل للذي يدعي في العلم معرفة *** علمت شيئا وغابت عنك أشياء
العلم يبني بيوتا لا عماد لها *** والجهل يهدم بيت العز والكرم
سوف ترى إذا إنجلى الغبار *** أفرس تحتك أم حمار


- وكذب الجهني المكابر أيضًا في قوله: (بل إن المرجئة العصرية لم تكتف بتصحيح هذا الخلاف , بل ذهبت أبعد من ذلك , حيث صححت مذهب الخلف في أن تارك الصلاة مسلم!).


لأن القول بعدم كفر تارك الصلاة قال به أئمة أعلام من السلف والخلف كالزهري ومالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد في رواية وغيرهم وقد حكى هذا القول وقرره من يُشهد له بالتحقيق واستقراء مذاهب الأئمة ومعرفة أقوالهم، أفيكون هؤلاء كلهم مرجئة عندك يا هذا.


- قول الجهني: (فإن نازعهم أوقعوه في التهافت والاضطراب). ذكرني بالمثل المغربي: (مَاكَايْحكِي الذِّيب إلاَّ لِّي جْرَا لِيه) فهو في الحقيقة يحكي حاله المزرية ويصفها.لأنه لما أُفحم بالأدلة الصريحة والحجج القوية وأعيته الحيل تَحَيَّر واضطرب فصار يخبط ويلخبط فكأني به عاضٌّ بأنامله يَنطح رأسه على طاولته ويصرخ بصوت عال: حيرني المدخلي! حيرني المدخلي!


لذلك خلص هذا المكابر إلى النتيجة الحتمية في هذا الموضوع المهم فقال: (فمن لا يكفر تارك الصلاة من الأئمة لا يكفر تارك العمل. وهذا اللازم صحيح . فحينئذ يقع السني في مأزق) وقال أيضا: (لأنهم يقولون إذا كان ترك الصلاة ليس كفرا فما بقي من الأعمال من باب أولى، وليس عند السلفي في باب الإيمان (يقصد الجهني نفسه وأصحابه) جواب سليم عن هذا الإيراد , لأنه سلّم لهم أن تارك الصلاة ليس كافرا عند بعض أئمة السلف) اهـ.


فيكون الجهني بهذا التصريح قد ألجم نفسه من غير ما يشعر فاعترف أنه محجوج ومفلس لأنه إن قال بالحق سيقع في مأزق! وأقر على نفسه وأصحابه أنه لا جواب سليم عندهم في الرد على إيرادات وأدلة خصومه، فأقول له : تكفينا منك هذه يا ذَكِيّ الحدادية !!


ودع عنك الكتابة فلست منها *** ولو سودت وجهك بالمداد.


وأختم مقالي هذا بفاقرة عظيمة ختم بها هذا الحدادي مقاله فقال عامله الله بما يستحق: (وفي الختام أقول لطلاب العلم من أهل السنة : إن بقيتم تنظرون إلى الخلاف في حكم تارك الصلاة إلى أنه خلاف معتبر , وأن القول بإسلام تارك الصلاة قول سلفي معتبر , فقد أنعشتم الإرجاء , ولم يبق عندكم حجة تدفعون بها صولة الإرجاء التي اجتاحت شبابكم في هذه الأيام).


فاللهم سلم سلم!! هذا مصير كل حدادي غال: الطعن الصريح في العلماء الأتقياء، يكلامه هذا يعني أن كل من سَلَّمَ بالخلاف في مسألة حكم تارك الصلاة يكون قد أنعش بدعة الإرجاء!!! فيشمل هذا كل علماء السنة الأجلاء !!!! أف ثم أف ثم أف لهذا القول القبيح. إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم إنا نبرأ إليك من هذا المنكر العظيم من هذا الأفاك الأثيم، والله المستعان .


فالحاصل -بارك الله فيكم جميعا- أن الرجل مفلس وهو يعرف ذلك لكنه الغرور والعجب والكبر.
والخلاف بين أئمة الإسلام في حكم تارك الصلاة تهاونا وتكاسلا لا ينكره إلا جاااهل مركب أو ملبس مخادع.


ونحن إذ نقرر صحة الخلاف في هذه المسألة العظيمة وغيرها من مسائل العلم لا نهون من شأنها أبدا والله يشهد، فتارك الصلاة مجرم متوعد بالعذاب في سقر والله المستعان وعليه التكلان. والله يحكم ما يريد.


وليس لي في الختام إلا أن أذكر نفسي وإخواني بالصدق في طلب الحق وسؤال الهداية، فنحن نكرر دائماً وأبداً في كل صلاة قول الله تبارك وتعالى: (اهدِنا الصراطَ المستقيم) فلابد يا إخوة من الصدق في هذا الدعاء خاصة، فاللهم اهدنا صراطك المستقيم وثبتنا عليه يا أرحم الراحمين. اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل أو نضل، ولنضع نصب أعيننا جميعا قوله عز وجل عن نفسه: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) وقوله: (إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا).
(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ).
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).


والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، وصلى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه الطاهرين والطيبين .
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:18 PM.


powered by vbulletin