تخريج مختصر لأثر ابن مسعود رضي الله عنه حول بعض أشراط الساعة ومنها ما يتعلق بغلاء المهور
تخريج مختصر لأثر ابن مسعود رضي الله عنه حول بعض أشراط الساعة ومنها ما يتعلق بغلاء المهور.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد وردني هذا السؤال:
الحديث: "لا تقوم الساعة حتى تتخذ المساجد طرقا وحتى يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة وحتى تتجر المرأة وزوجها وحتى تغلو الخيل والنساء ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة" هل هو صحيح؟
الجواب
رواه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، والطبراني، والحاكم والبيهقي وغيرهم من طريق حصين السلمي عن عبد الأعلى بن الحكم، عن خارجة بن الصلت عن ابن مسعود رضي الله عنه : كان يقال: "إن من أشراط الساعة: أن تتخذ المساجد طرقا، وأن يسلم الرجل على الرجل بالمعرفة، وأن يتجر الرجل امرأته جميعا، وأن تغلو مهور النساء والخيل، ثم ترخص فلا تغلو إلى يوم القيامة" واللفظ للطيالسي، وعند غيره بنحوه.
وعند الحاكم والبيهقي: "كان يقول" فجعله مرفوعا.
ومداره على عبد الأعلى بن الحكم الكلابي، وهو تابعي كبير لقي ابن مسعود وحذيفة وأبي موسى رضي الله عنهم وله معهم قصة، روى عنه حصين بن عبد الرحمن، وجعفر بن برقان، والوضين بن عطاء، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يجرحه أحد من أهل الحديث فيما أعلم، فهو صدوق حسن الحديث.
وخارجة بن الصلت أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الشعبي وهو لا يروي إلا عن ثقة، وقال الذهبي: "محله الصدق".
فإسناده حسن، ولجميعه شواهد يصح بها، سوى غلاء المهور والخيل ثم رخصها فمما تفردت به هذه الرواية، وهي حسنة.
والحديث صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وصححه الضياء في المختارة.
وهو موقوف له حكم الرفع.
وقد ذكر شيخنا الألباني هذا الحديث في الضعيفة(1531) لما ظهر له من جهالة حال عبد الأعلى وخارجة، ثم ذكر أن الحديث صحيح ثابت من طرق سوى لفظة غلاء الخيل ومهور النساء فلم يجد لها شاهدا مفيدا.
والذي يظهر لي أنه أثر حسن، ومعظمه صحيح بشواهده.
والله أعلم.
كتبه:
أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي
13/ 11/ 1436هـ
|