تكملة شرح كتاب الصيام من منهاج السالكين شرح فضيلة الشيخ عبد الرحمن العدني
تكملة شرح كتاب الصيام من منهاج السالكين شرح فضيلة الشيخ عبد الرحمن العدني:
قال (والعاجز عن الصوم لكبر أو مرض لايرجى برؤه فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا) ، العاجز عن الصوم لكبر أو مرض لايرجى برؤه تقدم أن العاجز على قسمين منهم من يكون عجزه طارئا وهو المريض بمرض طارئ يرجى شفاؤه فهذا عليه عدة من أيام أخر أصيب بمرض قرر الأطباء أنه لايأس وأنه يرجى له الشفاء فهذا عليه أن ينتظر حتى يعافيه الله ولو انتظر عشر سنوات أوعشرين سنة بشرط أنه يتمكن من القضاء لايجب عليه الصوم إلا إذا تمكن من القضاء أما إذا اتصل به المرض الطارئ ولم يشفى حتى مات فهذا لاشئ على أوليائه لاصوم ولاإطعام وهذا قول جمهور أهل العلم لأن الله سبحانه وتعالى يقول ( ومن كان منكم مريضا أوعلى سفر فعدة من أيام أخر ) وهو لم يتمكن من العدة من الأيام الأخر . وأما النوع الثاني من العجز وهو العجز الدائم فهو الشيخ الكبير والعجوز المسنة والمريض بالمرض المزمن الذي ليس له علاج فهؤلاء لهم أن يفطروا والراجح أن عليهم أن يطعموا عن كل يوم مسكينا لقوله سبحانه وتعالى (وعلى الذين يطوقونه فدية طعام مسكين ) ، هذه قرأة ثابتة وعلى الذين يطوقونه أي (يتلفون) إطاقته فدية طعام مسكين فيطعم كل واحد من هؤلاء عن كل يوم مسكينا سواء جمعهم في أول الشهر وأطعمهم أو أخرهم إلى آخر الشهر كما فعل انس بن مالك أنه ضعف في عام فصنع جفنة ثري ودعى ثلاثين مسكينا وأعمهم وأشبعهم . رواه الدارقطني بإسناد صحيح . وليس الطعام مقدرا لا في جنسه ولا في مقداره ، وإنما يطعم عن كل يوم مسكينا ولايجزئ النقود إلا إذا وكل المسكين يعطيه خمسمائة ريال أو مائتي ريال ويقول اشتري بها طعاما وكل إما أن يعطيه دراهم ويذهب ويشتري بها ملابس أويشتري بها أثاث أو يشتري بها أمورا أخرى فهذا لايجزئ لأن الله سبحانه وتعالى أمر بالإطعام .
فرغه : أبو معاذ مفتاح عمران
|