10-19-2010, 08:30 AM
|
العضو المشارك - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: الجزائر / الشلف
المشاركات: 48
شكراً: 0
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
|
|
تلك عاجل بشرى المؤمن
بسم الله الرحمن والرحيم
قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
الموعودي من أصحاب أحمد ومن تلامذته الذين نقلوا عنه مسائل كثيرة، قال للإمام أحمد رحمه الله ورحمهم أجمعين : يا أبا عبد الله ما أكثر الداعي لك -يعني الذين يدعون لك- فالتفت إليه فقال: أخاف أن يكون استدراجا.
يقول له تلميذه وهو صادق فيما قال: يا أبا عبد الله ما أكثر الداعي لك. قال: أخاف أن يكون استدراجا.
هذه الكلمة لا تكون إلا من قلب خاف الله جل وعلا وخشي لقاه، وعلم أن القلب يتقلب، وعلم أيضا أن الدنيا ليست بشيء، وأن الآخرة هي [الباقية] أكثرنا بل كلنا إما من شاء الله إذا ذكر له ثناء الناس عليه أو دعاء الناس له فرح واستبشر وربما أعجبته نفسه، والإمام أحمد مع معالجته لنفسه قال: أخاف أن يكون استدراجا. وكلمة أخاف هذه لأجل أن قلبه جمع بين الرجاء والخوف، فهو يرجو ولكنه يخاف، وإذا سمع بشيء مما فيه ثواب للعمل قال: أخشى أن يكون استدراجا؛ يعني أن الله جل وعلا يستدرجني بذلك ليرى هل أعجب بنفسي أم لا؟ يستدرجني الله جل وعلا كما وصف ربنا جل وعلا نفسه بأنه استدرج أقواما ?سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ(*)وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ?(1) فخسروا
ثم سئل الشيح صلح آل الشيخ عن قول الاما أحمد رحمه الله (أخاف أن يكون استدراجا)
السؤال : قول الإمام أحمد: أخاف أن يكون استدراجا. ألا يعارض الحديث الصحيح فيمن يذكر في الناس بالخير قال «تلك عاجل بشرى المؤمن»؟
الجواب: لا، الذي جاء في الحديث هذا إطلاعهم على عمله؛ يعني هو يعمل لله ثم اطلعوا على عمله الذي جاهد نفسه في إخفائه وأثنوا عليه بذلك، فقال تلك عاجل بشرى المؤمن، يعني أنهم اطلعوا عليه وأثنوا عليه والناس شهود الله في أرضه.
لكن المؤمن ما يأخذ بهذه البشارة ولا يخاف أبدا، لا يخاف الاستدراج، قال عمر رضي الله عنه صاحب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأحد وزيريه وأحد المقربين عنده وصهر النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ والمبشر بالجنة رضي الله عنه ويمسك بحذيفة ويقول له: يا حذيفة ناشدتك الله هل عدني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع المنافقين. البشرى لا تعني الأمان فالخوف عماد القلب.
المصدر :مِـن مَّعِين الإمَــام أحـمد بن حنبل شريط مفر
وقال حفظه الله في شرح الاربعين النووية
من كانت نيته خالصة لوجه الله في بداية العبادة حتى أتمها
قال حفظه الله:
الحالثة الثالثة: أن يعرض له حب الثناء، وحب الذكر بعد تمام العبادة، عمل العبادة لله، صلى لله، حفظ القرآن لله، وصام لله، صام النوافل لله -جل وعلا- مخلصًا، وبعد ذلك رأى من يثني عليه، فسره ذلك، ورغب في المزيد في داخله، فهذا لا يخرم أصل العمل؛ لأنه نواه لله، ولم يكن في أثنائه فيكون شركا، إنما وقع بعد تمامه، فهذا كما جاء في الحديث , تلك عاجل بشرى المؤمن أن يسمع ثناء الناس عليه لعبادته وهو لم يقصد في العمل الذي عمله أن يثني عليه الناس
المصدر
|