منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-04-2012, 07:16 AM
أبو عبيدة إبراهيم الأثري أبو عبيدة إبراهيم الأثري غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 390
شكراً: 1
تم شكره 24 مرة في 21 مشاركة
افتراضي الدعائم الايمانية للداعية الحلقة الأولى لفضيلة العلامة أبي عبد المعز فركوس حفظه الله

الدعائم الإيمانية للداعية
«الحلقة الأولى»
لفضيلة الشيخ العلامة أبي عبد المعز علي فركوس حفظه الله


الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فمَهَمَّة الداعي إلى الله تتطلَّب -عمليًّا- تجسيدَ دعائمَ إيمانيةٍ قويَّةِ البنيان متينةِ الإحكام، قصْدَ القيام بوظيفته الدعوية على الوجه الأكمل والمَرْضيِّ، وهي -في الأصل- امتدادٌ لوظيفة الرسل والأنبياء، وهذه الدعائم الإيمانية هو بحاجةٍ ماسَّةٍ إليها، وخاصَّةً في الآونة الراهنة، ويمكن حصرُها في ثلاث دعائمَ إيمانيةٍ محوريةٍ، تتمثَّل في: فهمِ المنهج الدعويِّ وما يصحبه من ركيزتين أساسيَّتين أوَّلاً، وفي صدق الإيمان الراسخ وما يترتَّب عليه من ثمراتٍ ولوازمَ ثانيًا، وفي الاعتماد القلبيِّ الموصول بالله ثالثًا.
وسنتعرَّض لهذه الدعائم الثلاث فيما يلي:
الدِّعامة الأولى: فهم المنهج الدعوي:

وأعني بفهم المنهج الدعويِّ الفهمَ الدقيق للطريق الذي ينتهجه الداعية إلى الله تعالى في سلوكه العمليِّ ودعوته، وهو فهمٌ دقيقٌ قائمٌ على علمٍ بطريق الآخرة، بمعرفة أحكام الشريعة ومعانيها ومراميها ومقاصدها، والوقوفِ عندها تدبُّرًا وتفكُّرًا وإمعانًا وعملاً، ومعرفةِ الخالق الذي يدعو إليه وطريقِ الوصول إليه، وما يحصل عليه المطيع من وعدٍ وكرامةٍ، ومعرفةِ ما يدعو إليه الشيطانُ وحزبُه والسبلِ الموصلة إليه، وما يحصل عليه مطيعُ الشيطان من وعيدٍ وإهانةٍ، وهذه المعرفة تُمَكِّن الداعيةَ إلى الله تعالى من التمييز بين الحقِّ والباطل فيما اختلف الناسُ فيه، فيرى بها الحقَّ حقًّا والهدى هدىً والباطلَ باطلاً والضلالَ ضلالاً، ويجعل اللهُ سبحانه وتعالى بهذه المعرفة نورًا في قلب الداعية وقوَّةً وانشراحًا وتعلُّقًا أكثرَ بالآخرة وعزوفًا أشدَّ عن الدنيا(١).
ولا يتحقَّق للداعية إلى الله تعالى التمييزُ بين الحقِّ والباطل لِيَخْلُصَ إلى عقيدةٍ صحيحةٍ يعتمد عليها إلاَّ إذا سار وَفْقَ منهجٍ سليمٍ، قائمٍ على صحيح المنقول الثابتِ بالكتاب والسنَّة، والآثار الواردة عن الصحابة رضي الله عنهم، والتابعين من أئمَّة الهدى ومصابيح الدُّجَى الذين سلكوا طريقَهم، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(٢). فكان هذا الصراط القويم يتمثَّل في طلب العلم بالمطالب الإلهية عن طريق الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والاسترشادِ بفهم الصحابة والتابعين ومن الْتزم بمنهجهم من العلماء مِن أعظمِ ما يتميَّز به أهلُ السنَّة والجماعة عن أهل الأهواء والفُرقة، ومن مميِّزاتهم الكبرى: عدمُ معارَضتهم الوحيَ بعقلٍ أو رأيٍ أو قياسٍ، وتقديمُهم الشرعَ على العقل، مع أنَّ العقل الصريحَ لا يعارض النصَّ الصحيح بل هو موافقٌ له، ورفضُهم التأويلَ الكلاميَّ للنصوص الشرعية بأنواع المجازات، واتِّخاذُهم الكتابَ والسنَّة ميزانًا للقبول والرفض، تلك هي أهمُّ قواعدِ المنهج السلفيِّ وخصائصِه الكبرى التي لم يتَّصف بها أحدٌ سواهم، ذلك لأنَّ مصدر التلقِّي عند مخالفيهم من أهل الأهواء والباطل والبِدَع هو العقلُ الذي أفسدتْه تُرَّهاتُ الفلاسفة، وخُزَعْبَلات المناطقة، وتَمَحُّلات المتكلِّمين، فأفرطوا في تحكيم العقل وردِّ النصوص ومعارضتِها به، وغيرِ ذلك مِمَّا هو معلومٌ من مذهب الخلف.
ومن مميِّزات الفهم السليم لهذا المنهج الدعويِّ -بما تقدَّم من اعتبارٍ-: تحريكُ قلب الداعية وتهييجُه إلى ركوب مطيَّته والاستشعارِ بغربةٍ في الدنيا ودنوِّ رحيله عنها إلى سفرٍ لا عودةَ له منه، ولا ينفع فيه من زادٍ إلاَّ التقوى، قال تعالى: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾ [النساء: 77]، وقال تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: 197]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»(٣)، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم لابن عمر رضي الله عنهما: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ القُبُورِ»(٤).
وعليه، فإنَّ الفهم السليم يقوم على ركيزتين أساسيَّتين:
الركيزة الأولى: أن يُدرك الداعية حقيقةَ وجوده في الحياة والغايةَ منها، وتتجلَّى في تحقيق العبودية لله تعالى وتحصيلِ الغاية العظمى مِن خَلْق الخلق ومِن بعْثِ الرسل، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل: 36]، فيَحْمِل الداعية نفْسَه على الطاعة والدعوةِ إلى الله، وهدايةِ الحيارى إلى أقوم صراطٍ، وقيادَتِهم إلى الحقِّ، وإخراجِهم من الظلمات إلى النور، والجهادِ في سبيل الله باليد والمال واللسان والقلم لتكون كلمة الله هي العليا، وعمارةِ الأرض بفعل الحسنات والطاعات، وغيرها من المهامِّ النبيلة التي ينتهض بها الداعية بصحَّة القصد وصِدْق النيَّة، وغايتُه في ذلك مرضاةُ ربِّه سبحانه، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. وَجَاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاَكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ [الحج: 77-78].
فمَنْصِبُ الداعي إلى الله بين الناس -بهذا المنظور في بُعْدِه الدعويِّ- هو الإمامةُ بالحقِّ وهدايةُ الخلق، وحملُ الناس على إصلاح عقيدتهم وعباداتِهم وسلوكهم وأخلاقهم ومعاملاتِهم، وذلك بالقدوة الصالحة وإرشادِهم إلى أكملِ حالةٍ، وبأحسنِ وسيلةٍ، ومِن أقربِ طريقٍ، «لأنَّ فِعْلَ الخير والاتِّصافَ بالكمال دعوةٌ إليهما بالعمل، وهي أبلغُ من الدعوة بالقول»(٥).
وفي مقابل ذلك فإنَّ من أسوإ المساعي طَلَبَ الإمامةِ لأجل الترؤُّس على الناس والتقدُّم عليهم، فإنَّ السعي في تحصيله مذمومٌ، لأنه مسعى المتكبِّرين لا مِن عملِ المتَّقين، بَلْهَ من يهتبل فُرَصَ الحياة ليتمتَّع بملاذِّ الجسد ما وَسِعَه وليس له من غايةٍ في الحياة إلاَّ إشباعُ الرغبات والشهوات والتمتُّعُ بالملذَّات، ويأكل كما تأكل الأنعامُ، فذلك منتهى أَمَلِه وأقصى غايته ومبلغُ عِلْمِه، قال تعالى: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ﴾ [النجم: 29-30]، وعمارتُهم في الأرض بالبغي والفساد، وعملُهم الدعويُّ الإنكارُ والتشكيك وإثارةُ الشبهات لإخراج الناس من النور إلى الظلمات، فمَنْصِبُ الداعية فيهم الإمامةُ بالباطل وتضليلُ الخلق والسعيُ إلى إفسادهم، فهؤلاء هم دعاة النار، قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾ [البقرة: 221]، وقال أيضًا: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ يُنْصَرُونَ﴾ [القصص: 41].
الركيزة الثانية: أن يعمل الداعية على تَرْكِ تعلُّقه بالحياة الدنيا وملذَّاتها ويفرِّغ قلبه من سمومها ويتجافى عنها؛ لأنها دارُ غرورٍ(٦)، وقد حذَّرنا الله ورسولُه من خطورة التعلُّق بها والوقوعِ في شراكها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ﴾ [فاطر: 5]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ»(٧)، ويحرص الداعيةُ إلى الله -في تحقيق غايته- أن يجعل قلبَه متعلِّقًا بالآخرة ويُقْبِلَ عليها بصدقٍ ويُؤْثِرَها على الدنيا لأنها باقيةٌ، والباقي أحقُّ بالحرص والعمل من الفاني، قال تعالى: ﴿وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ [الأعلى: 17]، وقال تعالى: ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ﴾ [النحل: 96]، والباقي الوفير جديرٌ بالتقديم على القليل الزائل، قال تعالى: ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾ [النساء: 77]، وعلى الداعية إلى الله أن يشعر بالغربة في الدنيا ويُحِسَّ بقرب رحيله عنها حتَّى يقطع التسويفَ وطولَ الأمل، فيَقْصُرُ أملُه في الدنيا ويجعلُها مزرعةَ الآخرة ومطيَّةَ النجاة، وهذه الحقيقة اتَّفقت وصايا الأنبياء وأتباعهم على التنبيه عليها، قال تعالى عن مؤمن آل فرعون: ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَارِ﴾ [غافر: 39]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلاَّ كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»(٨)، وعلى الداعية أن يتزوَّد من دنياه لآخرته، فإنَّ الإحساس بالغربة أدعى له إلى المبادرة بفعل الصالحات والقيامِ بالطاعات والإكثارِ مِن فِعْل الخيرات، فلا يُهْمِل ولا يُمْهِل اغتنامًا للدنيا للفوز بالآخرة قبل فوات الأوان، لأنه لا يدري متى ينتهي أجلُه، قال ابن عمر رضي الله عنهما: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ»(٩)، فعلى الداعية أن يجتهد في العمل الصالح ويُكْثِرَ من وجوه الخير، وفي طليعة ذلك الدعوةُ إلى الحقِّ وهدايةُ الخلق، مع التجافي عن الدنيا والزهد فيها والإعراض عن مشاغلها، فما أحْوَجَ الداعيةَ إلى الله إلى هذا الفهم الدقيق لمنهجه في الحياة والدعوة، فهو لبُّ العلم وغايتُه، وبه يتميَّز المنهج الدعويُّ الذي يسلكه مع إخلاص القصد فيه، وبدونه لا يُعَدُّ العالم عالمًا ربَّانيًّا وإن حفظ المتونَ وردَّدها بلسانه، واستوعب شروحَها وملأ بها صدْرَه، واستحكم الأحكامَ بأصولها وسوَّد بها صحائفَ وأوراقًا.
الجزائر في: أوَّل جمادى الثانية 1433ﻫ
الموافق: 22 أفريل 2012م

-يتبع-
١- انظر: «مدارج السالكين» لابن القيِّم (1/452).

٢- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جَوْرٍ إذا شهد (2652)، ومسلم في «الفضائل» رقم (2533)، من حديث عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه. وله شاهدٌ من حديث النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما بهذا اللفظ إلاَّ أنه قال ثلاث مرَّاتٍ: «ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»، فأثبت القرن الرابع. [انظر: «السلسلة الصحيحة» للألباني (2/320)].

٣- أخرجه الترمذي في «الزهد» (2377) وأحمد (3709) من حديث ابن مسعودٍ رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «الصحيحة» (439).

٤- أخرجه البخاري في «الرقاق» باب قول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» (6416) دون الجملة الأخيرة، والترمذي في «الزهد» باب ما جاء في قِصَرِ الأمل (2333)، وابن ماجه في «الزهد» باب مثل الدنيا (4114)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والحديث صحَّحه الألباني بالزيادة لشواهدها في «السلسلة الصحيحة» (1157).

٥- «مجالس التذكير» لابن باديس (298).

٦- انظر: «مفتاح دار السعادة» لابن القيِّم (1/149).

٧- أخرجه مسلم في «الرقاق» (2742) من حديث أبي سعيد رضي الله عنه.

٨- سبق تخريجه.

٩- أخرجه البخاري في «الرقاق» باب قول النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» (6416) من قول ابن عمر رضي الله عنهما وقد مضى في الهامش قبل
منقول من موقع الشيخ حفظه الله
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:07 AM.


powered by vbulletin