قال ابن عبّاس –رضي الله عنهما-
«يا صاحب الذّنب لا تأمن سوء عاقبته، ولما يتبع الذّنب أعظم من الذّنب، إذا عملته: قلّة حيائك ممّن على اليمين وعلى الشّمال، وأنت على الذّنب أعظم من الذّنب، وضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذّنب، وفرحك بالذّنب إذا ظفرت به أعظم من الذّنب، وحزنك على الذّنب إذا فاتك أعظم من الذّنب، وخوفك من الرّيح إذا حرّكت ستر بابك وأنت على الذّنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذّنب إذا عملته» ذكره ابن القيم في الداء والدواء
قال ابن رجب في لطائف المعارف :
يا من تمر عليه سنة بعد سنة وهو مستثقل في نوم الغفلة والسنة يا من يأتي عليه عام بعد عام وقد غرق في بحر الخطايا فعام يا من يشاهد الآيات والعبر كلما توالت عليه الأعوام والشهور ويسمع الآيات والسور ولا ينتفع بما يسمع ولا بما يرى من عظائم الأمور ما الحيلة فيمن سبق عليه الشقاء في الكتاب المسطور: {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} ، {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}
خليلي كم من ميت قد حضرته ... ولكنني لم أنتفع بحضوري
وكم من ليالي قد أرتني عجائبا ... لهن وأيام خلت وشهور
وكم من سنين قد طوتني كثيرة ... وكم من أمور قد جرت وأمور
ومن لم يزده السن ما عاش عبرة ... فذاك الذي لا يستنير بنور
عن سعيد بن مسروق، عن منذر الثوري، قال: كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله، قال: اتق الله فيما علمت، وما استؤثر به عليك فكله إلى عالمه، لأن عليكم في العمد أخوف مني عليكم في الخطأ، وما خيركم اليوم بخير، ولكنه خير من آخر شر منه، وما تتبعون الخير حق اتباعه، وما تفرون من الشر حق فراره، ولا كل ما أنزل الله على محمد -صلى الله عليه وسلم- أدركتم، ولا كل ما تقرؤون تدرون ما هو.
ثم يقول: السرائر السرائر اللاتي يخفين من الناس وهن -والله- بواد ، التمسوا دواءهن، وما دواؤهن إلا أن يتوب، ثم لا يعود .
سير أعلام النبلاء للذهبي