باركَ الله فيك -أبا عبدالرحمن- على هذه المداخلة الطيبة.
وصراحةً لم أرَ أحدًا وصف ابن عبدالمقصود بأدق مما وصفه به الشيخُ رسلان -حفظه الله-
حيث قال فيه:
"ولقد مرَّ فلانٌ هذا بأطوارٍ تَعَاوَرَت عليه حتى انتهى إلى ما انتهى إليه.
لقد بدأ مُكَفِّرَاتِيَّ وانتهى مُبَرِّرَاتِيَّ وهو بين هذا وهذا لم يكن على الجادة يوماً؛ وإنما هو بين الإفراط والتفريط إلى هذا مرة وإلى هذا مرة ولا يستقيم على حال.
كانت قاعدته التي يَصْدُرُ عنها في الحياة هو يُكَفِّر إذاً فهو موجود! فكان يتنفس تكفيراً!
فلما أحسّ بما سماه نسائمَ الحرية صارت قاعدته: هو يَسُبُّ إذاً فهو موجود!
فلما غَرَّهُ ثَناءُ بعضُ الحمقى عليه صارت قاعدته: هو يُخَرِّفُ إذاً فهو موجود!
فلما أطمعه حِلمُ مَن يسبهم عليه وإعراضُهم عنه بات دَيْدَنُهُ: هو يَفْتَرِي إذاً فهو موجود!
ومِن افتراءاته أنه كُلما عَرَضَ ذِكْرُ مخالفٍ لهذيانه، قال: (هو تربية أمن الدولة)!!
وكذب -والله- على شَيْبَتِهِ وعُلو سِنِّهِ.
بل مخالفوه هؤلاء تربَّوْا في أكْناف منهاج النبوة، وعلى قواعد منهج السلف الذي يجهله، يلزمون النَّهْجَ الأحمد، ويأمُّون القَصْدَ الأسْنَى، ويعرفون الحق، ويرحمون الخلق، ويصدقون ولا يكذبون، ويتريثون ولا يتهورون، وهم على الحق بحول الله وقوته، وفضله وعطائه ومنته، وجوده ورحمته ثابتون.
ويْحَك يا هذا! شدَّ ما غرَّتك نفسُك! أما علمتَ -يوماً- أن الكذبَ مُسقطٌ لعدالة الرجل". اهـ [ خطبة جمعة "ولتستبينَ سبيلُ المجرمين" ]