منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المحــاضــرات والخـطـب والـدروس > قسم الأشرطة الصوتية المفرغة

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-17-2011, 01:56 AM
أبو عبد الأعلى كمال المصرى أبو عبد الأعلى كمال المصرى غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 157
شكراً: 26
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي تفريغ خطبة جمعة ولتستبين سبيل المجرمين (الرد على محمد عبد المقصود)لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان-كاملة منسقة

السلام عليكم ورحمة الله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن اتبع هداه... وبعد:

تم بحمد الله الانتهاء مِن تفريغ خطبة الجمعة[ ولتستبين سبيلُ المجرمين ]
لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان-حفظه الله وجعله شوكةً في حلق كل مبتدع ضال.

الخطبة كالعادة رائعة ماتعة مليئة بالفوائد الزوائد؛ ذكر الشيخ في نهاية الخطبة:

((الخلاصَةُ: أن ما يأتي به هؤلاء القوم مِن أمثال هذه الأمور لا يثبت على النقد؛ إما أن يكونَ غيرَ صحيح فهذا لا حجةَ فيه، وإما أن يكون صحيحاً في غير مورد النزاع فلا حجة فيه.
وإنما هذا كله مِن تلبيس إبليس لأمرٍ يُراد والله المستعان وعليه التّكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
إننا نُذَكِّر أمتنا بما وقع في الجزائر لمّا وصل القوم بقانون الانتخابات الملعون إلى قريبٍ من سُدَّةِ الحُكم فكانوا منها قاب قوسين أو أدنى وكانوا مكتسحين فوقع بعد ذلك ما وقع مما يعلمه الخلقُ ومما لا يعلمونه.
ومَن أراد أن يعود إلى كتابٍ سُطرت فيه بحروفٍ تشم منها رائحة الكبد المحترق؛ سُطرت فيه القصةُ الداميةُ الحزينة لما وقع في الجزائر فليرجع إلى (مدارك النظر) حتى يأذن الله رب العالمين بكتابة ملف مصر.
نسأل الله السلامة والعافية وضم إليه الحرب القذرة لشاهدٍ من أهلها كان ضابطاً في الاستخبارات المَظَلِّي في الجيش الجزائري تعرف حدود ما يُخطط حتى تحذره ولتستبين سبيل المجرمين.
اتقوا الله في دينكم، الإسلامُ أمانةٌ في أعناقكم، دلوا الناس على الخير وعلى الهدى وعلى الصراط المستقيم.
إذا تكلم الخلقُ فخبطوا فصوبنا بكلام أئمتنا مِن سَالِفٍ وخَالِف قالوا: لا يحترمون الخلاف وأنتم هل احترمتموه؟!
لو احترمتم الخلاف ما خالفتمونا أو لخالفتمونا واحترمتم مخالفتنا ولكنه كيلٌ بمكيالين لأمرٍ يُراد وراء الأكمة ما وراءها والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
يا خفافيش الظلام أغثيتم نفوسَنا -أغثى الله نفوسكم القليلة- إن لم تكفوا عن أهل السنة فلا هوادة بعد اليوم، السوطُ في اليد وجلودُكم لهذا السوطِ قد خُلقت.))

لتحميل الخطبة بصيغة pdf (جاهزة للطباعة والنشر)
اضغط هنــــا.
أو
اضغط هنــــا.

صورةٌ توضح التنسيق:

ولقراءة الخطبة مباشرة دون الحاجة للتحميل:

إن الحمدَ لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرورِ أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا. مَن يهده اللهُ فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب:70].
أما بعدُ:
فقد أخرج البخاريُ في مواضع من صحيحه، منها في بابِ تعبير الرؤيا بعد صلاة الصبح مِن كِتاب التعبير؛ أخرج حديثَ سَمُرَةَ بن جُنْدُبٍ -رضي الله عنه- يَقُصُ الرؤيا التي رأى رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وآله وسلم- فقصَّها عليهِم ذاتَ غَدَاة.
وفيها أنه أتاه ليلتها آتيانِ فابْتَعَثَاهُ فانطلقا به، فانطلقا معهما وفيها قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- : فأتينا على رَجُلٍ مُسْتَلْقٍ لِقَفَاه، وإذا آخرُ قائمٌ عليه بِكَلُّوبٍ مِن حديد -والكَلُّوبُ حديدةٌ يُنْشَلُ بها اللحْمُ ويُعَلَّق- وإذا هو يأتي أحدَ شِقَّيّ وجهه فيُشَرْشِرُ شِدْقَهُ إلى قفاه -والشِّدْقُ جانبُ الفَم- ومَنْخِرَهُ إلى قفاه وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يَفْرُغ من ذلك الجانب حتى يَصِحَّ ذلك الجانبُ كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فَعل المَرَّةَ الأولى.
قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : قلتُ: سبحان الله ما هذان؟! قال: قال لي: انطلق، انطلق فانطلقنا فلما رأى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ما رأى، قال لهما: إني قد رأيتُ منذ الليلة عَجَبَاً فما هذا الذي رأيتُ؟
قال: قالا لي: أما إنَّا سنخبرك ثم أخبراه؛ وأما الرجل الذي أتيتَ عليه يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إلى قَفَاه ومَنْخِره إلى قفاه وعينه إلى قفاه؛ فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكَذْبَةَ تبلغُ الآفاق.
وفي روايةٍ أما الذي رأيته يُشق شِدْقه فكذّابٌ يُحدِّث بالكذبة فتُحمل عنه حتى تبلغَ الآفاقَ فيُصنع به ذلكَ إلى يوم القيامة؛ فهذا عذابُه في البَرْزَخ جزاءاً وِفَاقَا ولا يظلم ربك أحداً؛ يخرج من بيته يكذب الكذبة تطير في الآفاق ويسير بها الناسُ ينشرونها تَسْتَشْرِي كالنارِ في الهَشِيم فبيّن الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلَّم- عذابَ مَن فعل ذلك في البرزخ كما علّمه الله ووراء ذلك ما يكون بعدُ مِن أمر الله -ربّ العالمين- إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له واللهُ -تبارك وتعالى- المأمولُ أن يرحمنا برحمته الغامِرة ويعمنا بمغفرته الشاملة دنيا وآخرة وهو على كل شيءٍ قديرٍ.
مما تتميزُ به هذه الأيامُ النَّحِسَات: الأراجِيفُ والمُجازَفات؛ ومِن أمثلتها قولُ بعضِهم: إن فلاناً -وسماه- حُجَّةُ اللهِ في أرضه -يعني على خلقه في هذا العصر- وكذب والله على نفسِه وعلى المَقُول فيه وعلينا وعلى الله -عز وجل-.
فإن الله -تبارك وتعالى- ذكر النبيين ففصَّل وأجمل ثم قال -جل ذكره- : ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء:165]
رُسُلاً: أي كل هؤلاء النبيين أرسلناهم رسلاً مبشرين بالجنة لمَن آمن ومنذرين بالنار لمَن عاند وكفر.
لئلا: لكيلا.
يكون للناس على اللهِ حُجَّة يوم القيامة: أي معذرةٌ يعتذرون بها قائلين: لولا أرسلتَ إلينا رسولاً فيبيِّن لنا شرائِعَك ويعلّمنا ما لم نكن نعلم من أحكامِك.
بعد الرسل: أي بعد إرسال الرسل وإنزال الكتب.
والمعنى: أرسلتُ رُسُلاً إلى خلقي مُبشرين بثوابي ومُنذرين بعقابي؛ لئلا يكونَ للبشر حُجَّةٌ يعتذرون بها بعد إرسال الرسل وكان اللهُ عزيزاً في مُلكه حكيماً في تدبيره.
فإذا قيل: إن فلاناً حُجَّةُ الله في أرضه فهذا إقرارٌ بأن حُجَّةَ الله على خلقه في أرضه لم تَقُمْ.
والثابتُ المستقرُّ المقرر في عقيدة المسلمين أن حجة الله -تعالى- على خلقه قائمةٌ أبداً وأعذارهم لديه -تعالى- مقطوعة وحججهم داحِضَةٌ عنده وممنوعة.
والصوابُ أن يُقالَ: لمَن قال ذلك: إن فلاناً هذا حُجَّةُ الله على كَذِبك وحماقَتِك.
ولقد مرَّ فلانٌ هذا بأطوارٍ تَعَاوَرَت عليه حتى انتهى إلى ما انتهى إليه؛ لقد بدأ مُكَفِّرَاتِيَّ وانتهى مُبَرِّرَاتِيَّ وهو بين هذا وهذا لم يكن على الجادة يوماً؛ وإنما هو بين الإفراط والتفريط إلى هذا مرة وإلى هذا مرة ولا يستقيم على حال.
كانت قاعدته التي يَصْدُرُ عنها في الحياة هو يُكَفِّر إذاً فهو موجود! فكان يتنفس تكفيراً، فلما أحسّ بما سماه نسائمَ الحرية صارت قاعدته هو يَسُبُّ إذاً فهو موجود، فلما غَرَّهُ ثَناءُ بعضُ الحمقى عليه صارت قاعدته هو يُخَرِّفُ إذاً فهو موجود، فلما أطمعه حِلمُ مَن يسبهم عليه وإعراضُهم عنه بات دَيْدَنُهُ هو يَفْتَرِي إذاً فهو موجود!
ومِن افتراءاته أنه كُلما عَرَضَ ذِكْرُ مخالفٍ لهذيانه قال: هو تربية أمن الدولة! وكذب والله على شَيْبَتِهِ وعُلو سِنِّهِ بل مخالفوه هؤلاء تربَّوْا في أكْناف منهاج النبوة، وعلى قواعد منهج السلف الذي يجهله، يلزمون النَّهْجَ الأحمد ويأمُّون القَصْدَ الأسْنَى ويعرفون الحق ويرحمون الخلق ويصدقون ولا يكذبون ويتريثون ولا يتهورون، وهم على الحق بحول الله وقوته، وفضله وعطائه ومنته، وجوده ورحمته ثابتون.
ويْحَك يا هذا، شدَّ ما غرَّتك نفسك! أما علمتَ -يوماً- أن الكذبَ مُسقط لعدالة الرجل.لكنَّ هؤلاء أعطَوا أنفسهم حق الحُكم على ما في القلوب.
وهم جماعة معروفة بالتهور والحماقة مِن قديم؛ يقول أحدُهم: هؤلاء الذين يقولون: إن هذا خروج قلوبُهم (مِلَيِّسَة)!
وهذه اللفظةُ السُّوقِيَّةُ الهابطة حَرِّيٌ أن تُسمعَ في حواري الباطنية أو تَتناوَحَ بها النسوةُ متنابذات في أَزِقَّة القاهرة العتيقة.
وفضلاً على ذلك هي حُكمٌ على ما في القلوب، فمِن أين؟! أوحي بعد محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-؟!
ألم يقل رسولُ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- للحِب ابن الحِب: أما إني لم أُبعث لكي أَنْقُب عن قلوب الخلق، وهو يقول: إنما قال لا إله إلا الله خوفَ السيف.
فدلّت على أن أمر القلوب لله وعلى أن رمي الناس بالنفاق هكذا جزافاً ليس من دين الله وإنما هو اتباع للهوى وخبطٌ يأتي به الأعشى أو الأعمى -طمس الله على بصيرته- فما عاد يدري ما يخرج من رأسه.
ويقول: الجماعة بِتُوع ولي الأمر، بِتُوع الدين السعودي! الله -تعالى- المستعان هذه هي لغة العِلم في هذا العصر بل لغة المتكلمين في النوازل تُصيب الأمة وتَدْهَمُهَا وبإذنكم وسماحكم نمرر (بتوع) هذه! في (بتوع البتوع) التي قالها فكررها كأنه استحلاها واستملحها!
ولقد بحثتُ عنها خَشية أن يصيبَ فلم أجد لها أصلاً يُذهب إليها على مُراده: بَتَعَ في الأرض بِتُوعَاً: تباعد. والبِتُوعُ هاهنا كما لا يخفاك مصدر . وبَتَعَ منه بِتُوعَاً: انقطع. وبَتَعَ العسلَ بِتْعَاً صيَّره بِتْعَاً. وأبْتَعُ كلمةٌ يُؤكد بها بعد أجمع، جاء القومُ كلهم أجمعون أبْتَعُون. والبَتَّاعُ: بائع البِتْعِ وصانعه، والبِتْعُ نبيذُ العسل.
فليُبحث -لستُ أدري أين؟ هذا مما أجهله - عَلِمَ الله -، عن بتوع البتوع.
على كل حال فلننظر في معنى ما قال، كلامه يحتمل أمرين لا ثالث لهما:
فالدين السعودي الذي ذكره إما أن يكون الإسلام الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- فإن كان أراده فلماذا نبذ مَن تمسّك به ودعا إليه؟!
وإما أن يكون الدين السعودي الذي ذكره سوى الدين الذي جاء به محمدٌ -صلى الله عليه وآله وسلم- اخترعوه وألفوه، فإن قصد ذلك فقد كفرهم!
ولا ثالث للأمرين وأحلاهما مُرُّ.
فإما أن يلمزَ دين الإسلام العظيم الذي جاء به محمد، وإما أن يكفرهم.
فليختر لنفسه ما يحلو، أم هي رواسب التكفير تدور مع الدماء تنضح بها الألسن حيناً فحيناً.
ومِن مجازفات الذين لا يدرون ما يخرج من رؤوسهم قول أحدهم: وجدنا تدافعاً في عرفات ولم نجد تدافعاً في الميدان!
أهو أطهرُ وأشرفُ! أم القصد أعلى وأنظف!
ويقول لم نرَ منكراً في الميدان وهذه مجازفةٌ عجيبةٌ بل تهورٌ غريبٌ بل كذبٌ أبْلَق فإذا كان الاجتماع الذي هو المنكر ليس منكراً فما هو المنكر؟!
أفليس النظرُ إلى المحرماتِ منكراً؟! أفليس الاختلاط منكراً؟! أفليس السفورُ منكراً؟! أفليس الرسم والتمثيل والغناء منكراً؟! أفليس تركُ الصلاةِ منكراً؟!
ولكن أخرج مسلمٌ في صحيحه بسنده عن حذيفة -رضي الله عنه- قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول: (تُعرضُ الفتنُ على القلوب كالحصير عُوداً عُوداً، فأي قلبٍ أُشربها نُكت فيه نُكْتَةٌ سوداء وأي قلب أنكرها نُكت فيه نُكْتَةٌ بيضاء حتى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصَّفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسوداً مُرْبادَّاً كالكُوز مُجَخِّيَاً).
ثم ذكر الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- تشخيصَ الداء لا يعرِف معروفاً، ولا يُنكر مُنكراً إلا ما أُشرب من هواه فصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه وصفيه ونجيه وخليله وكليمه الذي لا ينطق عن الهوى نبينا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ومِن مجازفات أهل العصر قول بعضهم: إن الله تجلّى في الميدان ثلاثَ مرات!
سألتُ لما سمعتُ: والميدان بعد التجلّي على حاله؟! ألم يصبه دَكٌٌّ ولا نقضٌ ولا خَسْفٌ ولا هدمٌ، والناس فيه قد صُعقوا فالجثث أجْداثَ والأعضاء أشلاءَ!
قالوا: ليس من ذلك شيءٌ كان، وكل شيء على ما عليه كان.
قلتُ: كيف والله -تعالى- يقول: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف:143] كيف وقد قال ربنا هذا؟
فالاحتمالات الآن: الميدان أقوى من الجبل وأمتن، فالجبل جعله التدلي مرةً دكّاً والميدان لم يصبه شيء وقد تجلى الرب له مرة ومرة ومرة!!
ومَن كان فيه أقوى من موسى -عليه الصلاة والسلام- وأثبت؛ لأن موسى خَرَّ صَعِقَاً لما رأى المُتَجَلَّى عليه وهؤلاء رأوا المُتَجَلِّي مرةً ومرةً ومرةً ولم يصبهم شيء.
ولا مناصَ عن الأخذ بما هو آتٍ من الاحتمالات وهو: أن قائل ذلك متهورٌ كذابٌ!
ومِن تلبيس إبليس على كثير من أهل العصر احتجاجهم بمشاركة النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم- في حِلف الفُضُول وحِلف الفضول كان قبل البَعثة، فيحتجون بمشاركة النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم- في حلف الفضول قبل البَعثة على تجويز إدخال الناس فيما يدعونهم إلى الدخول فيه.
والمُحتجُ بهذه الشُّبهة إما أنه لا يعرف ما حلف الفضول؟ فيهرِّف بما لا يعرف ويتكلم فيما لا يعلم أو أنه يعرف الحقيقة ويخلط الحقَ بالباطل على الخلق ليلبس النور بالظلام والشرك بالإسلام.
وحلف الفضول كما ذكر ابن إسحق في السيرة وابن كثير في البداية والنهاية والقُرطبي في تفسيره وغيرهم في غيرها، تكوّن لما اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جُدْعَان وكان مِن أشراف القوم ومِن عِليتهم فتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرها إلا قاموا معه حتى تُرد عليه مظلمته فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضولِ أي حلف الفضائل.
قال ابن كثير: كان حلف الفضول أكرمَ حلف سُمع به وأشرفه في العرب ثم ذكر نشأته وسببها.
روى البيهقي والحُميدي أن رسولَ الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- قال: شهدتُ في دار عبد الله بن جُدعانَ حلفاً ما أحب أن لي به حُمْر النَّعَم ولو أُدعى به في الإسلام لأجبتُ.
زاد الحميدي: تحالفوا أن يردّوا الفضول على أهلها وألا يعد ظالمٌ مظلوماً وألا يعدوه؛ ألا يظلمه فهذا ما تعاقدوا عليه، هذا ما تحالفوا عليه، أن يردوا الفضول على أهلها وألا يدعوا ظالماً يتعدّى ظلمه إلى مظلوم.
فما وجه الدلالة في هذا الحلف وما حواه من الفضائل على جواز إدخال الناس فيما يُشرَّع فيه مع الله ويُستفتح فيه بالقَسم على احترام ما فيه النص على مخالفة شريعة الله وعلى التعاقد على التشريع مع الله؟ وهل كان في حلف الفضول تشريعٌ مع الله واحترامٌ لدين غير دين الله؟ هل كان فيه شركٌ أو مخالفةٌ لله؟!
السؤال يَتوجّه إلى القوم: هل كان في حلف الفضول تشريعٌ مع الله واحترام لدين غير دين الله، هل كان فيه شركٌ أو مخالفة لله؟!
إن قالوا: نعم، فقد زعموا أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وصلم- قد شارك في ذلك واتّبع ديناً غير دين الله وحاشاه بأبي هو وأمي ونفسي -صلى الله عليه وآله وسلّم-
بل يزيدون على ذلك إن قالوا: نعم أنه لو دُعي في الإسلام لمثل ذلك لأجاب وحاشاه.
وإن قالوا: لا، لم يكن فيه من ذلك من شيء فكيف يستجيزون مقايسته على ما نحن فيه وما يدعون الناس إليه؟!
وهل كان المشاركُ في حلف الفضول مهما كانت صفته يُقْسِمُ بين يدي دخوله فيه وانتمائه إليه على احترامِ اللاتِ والعُزَّى ومَنَاةَ الثالثة الأخرى وعلى الولاء لقريش في دينها واتباع سبيلها؟
وهل لو كان ذلك كذلك، أكان يشارك فيه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- ؟!
إن القوم مجازفون لم ينظروا إلى الوسيلة وغرّتهم وقائع لم يستبصروا كُنْهَها ولم يستفطنوا حقيقتها ونَزَّلوا أنفسهم أو نُزِّلوا منازل ليست لهم فحادوا عن نهج السلف الصالحين وصاروا في بَيْداء تِيهٍ مُظلمٍ خابطين لا يَسْتَبِينُ لهم صُبح ولا يَلُوح لهم أُفُق؛ إنما يقودون الأمة إلى نزف دمٍ لا يَرْقَأُ نزفه وإلى اجتلاب فوضى لا يهدأ ثائرها، وإلى الله-تبارك وتعالى- المُشتكى وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله ربِّ العالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولّى الصالحين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلّم- صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
أما بعدُ:
فإن أهلَ السنةِ والجماعة لا يَعْدُون منهج السلف في تلقي العقيدة وفي أصول العمل؛ لأن الله -جل وعلا- قبض نبيه -صلى الله عليه وآله وسلّم- يوم قبضه وما طائر يُقلب جناحيه في السماء إلا وترك للأمة منه علماً؛ أكمل له الدين وأتمّ عليه النعمة ورضي له الإسلام ديناً ولأمّته كذلك إلى أن يقيم الساعة.
﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾[المائدة:3].
لا نبي بعد محمد، ولا وحي بعد الوحي الذي أوحاه الله -جل وعلا- إليه صلى الله وسلم وبارك عليه، وقد بلّغ البلاغ المبين وأدّى الأمانة التي اسْتُودِعها كما ينبغي أن تُؤدى ومَن زعم أن محمداً -صلى الله عليه وآله وسلم- قد كتم شيئاً مِن أمر الوحي الذي أوحاه الله إليه فقد أعظم على الله الفِرية.
ما كتم شيئاً بل بيّن ووضح وأدّى وبلّغ حتى قبضه الله إليه حميداً مجيداً شهيداً -صلى الله وسلم وبارك عليه-.
والذين يَعْشُون عن الحق المبين أولئك أقوام لم يعرفوا منهج أهل السنة والجماعة في التلقي وفي التعامل مع النصوص والعلماء كما هو معلوم من قديم يُفَرِّقُون بين المجتهد الذي امتلك أدوات الاجتهاد والمقلّد وقد أجمعوا على أن المقلد ليس من أهل العلم.
هذا إجماعٌ ثابتٌ متقرّرٌ عند أهل السنة؛ أن المقلد مهما بلغ فإنه ليس من أهل العلم بمعنى أنه ليس بعالم ولا يُقال له عالم.
المقلدُ لا يقال له عالم مهما بلغت رتبة اجتهاده.
وإذا تصور أقوام ما ليس لهم أن يتصوروه وظهروا على حصونٍ شامخات إنما يكون عليها أهل العلم الأثبات الذين يُرجع إليهم عند وقوع النوازل، فهؤلاء هم الذين يحسنون الاستنباطَ من الكتاب والسنة.
إذا تصور القوم ما ليس لهم أن يتصوروه وظهر هؤلاء على ما ليس لهم أن يظهروا عليه فهي الفتنة وهي المحنة.
وقد ذكر سُحْنُون عن بعض سلفنا الصالحين أنه انتحى -يوماً- ناحيةً يبكي، فقيل له: ما يُبكيك؟ قال: سُئل اليوم مَن ليس مِن أهل العلم فأفتى، وفُتِقَ في الإسلام فَتْقٌ عظيم.
طريقة السلف، منهج أهل السنة والجماعة، منهاج النبوة في العقيدة والعمل مبنيٌّ على إعادة الأمر إلى أهله، وعلى التمييز بين العالم ومَن تشبّه بالعلماء وليس منهم هو أصلٌ من الأصول الستة التي قررها شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب –رحمه الله رحمةً واسعةً-.
هذا أصلٌ من أصول أهل السنة لابدّ من التمييز بين العالم ومَن تشبّه بالعلماء وليس منهم.
نرد الأمر إلى أهله، نعيده إلى مَن يحسن أن يتكلمَ وأن يفتي فيه أما أن يصير الأمر فوضى فهذا أمر مَعِيب بل أمر مَخُوف بل هو أمرٌ مؤذنٌ بشررٍ مستطير تكاد نيرانه تشتعل في أرجاء الأمة تجعلها -وهي مِزَقٌ مِزَقَاً مِن بعد مِزَق وبِدَداً مِن بعد بِدَد.
القوم لا يردون أن يتقوا الله رب العالمين، لا يريدون أن يصرفوا الناس إلى الحق والصراط المستقيم.
ما لك ولأمثال هذه الأمور أكثرُ الناس لا يصلون وأكثر الذين يصلون لا يصلون كما ينبغي أن يصلوا.
كثيرٌ من الناس يقع منهم من الشرك من أكبره وأصغره ما يعلمون وما لا يعلمون.
ومنهاج النبوة وطريقة سلفنا الصالحين في الدعوة إلى رب العالمين ممهودةٌ ممهدة معبّدةٌ مستقيمة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فإلى الله المشتكى وهو حسبنا ونعم الوكيل.
مِن مجازفات القوم استدلالهم بأن النجاشي -رحمه الله- لم يحكم بما أنزل الله ومع ذلك كان مسلماً كما افتروا قبل على يوسف الصديق -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم-.
قالوا: إن النجاشي لم يحكم بما أنزل الله ومع ذلك كان مسلماً.
النجاشي عبدٌ صالح صلى عليه الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وشَهِد له بحسن الخاتمة واستغفر الله -العلي العظيم- له فلا ينبغي أن يُنسب إليه ما يحط من قدره ولا يجوز لأحد أن ينسب إليه ما ينزله عن القمة التي تسلّمها بإخبار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
وكل ما ورد من إيمان النجاشي والأحداث التي وقعت معه لا تتجاوز المنقول عنه ولا تخرج عن معناه.
كل الوقائع التي نُقلت عن إيمانه وعن الأحداث التي وقعت معه لا تتجاوز المنقول عنه ولا تخرج عن معناه، فالجزم بشيء خارج عن ذلك مجازفة ممقوتة!
مِن أين أتيتم بما تقولون، أتهرِّفون بما لا تعرفون أم كنتم عنده حاضرين؟!
وقد اختلف العلماء في زمن إسلام النجاشي ولا يُسمح لأحد أن يتسرّعَ فيقول: إنه لم يحكم بشريعة الله؛ فالفترة المكية لم تنزل فيها حدود ولم تُمنع فيها محرماتٌ كثيرة كشرب الخمر وكزواج المسلمة من الكافر وكأكل الربا ونحو ذلك.
في الفترة المكية لم تُمنع محرماتٌ كثيرة ولم تنزل حدود وقد تُوفي النجاشي -رحمه الله- قبل اكتمال الدين وقبل تمامه على الصورة التي فارق الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عليها الدنيا.
فالمجازفة بأنه لم يحكم بما أنزل الله ومع ذلك كان مسلماً هذا إنما يأتِ به امرؤٌ لا يدري ما يخرج من رأسه، هذا ظنٌ وتخرُّص وقول بلا علم.
فالقائل بأن النجاشي لم يحكم بشرع الله يَلْزَمْهُ أن يبين لنا ما التشريع الذي فرض على المسلمين وبلغ النجاشي ولم يعمل به لسببٍ أو لآخر، ما هو؟! استنباطٌ عقلي وحده لا قيمة له ولا وزن له ولا خطر له.
والرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- في أول دعوته لم يكن يطلب من الناس أكثر من التوحيد وأكثر من بعض مكارم الأخلاق بل كان يأمر بعض من يأتِ مكةَ إليه مؤمناً أن يكتم إيمانه وأن يرجع إلى أهله فإذا ظهر أمرُ محمدٍ -صلى الله عليه وآله وسلم- فليأتِ إليه، لا تنسَ هذا.
كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يأمر بعض مَن يأتِ مكة إليه مؤمناً أن يكتم إيمانه وأن يرجع إلى أهله وإذا ظهر الأمر فليأتِ إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-.
ومعلومٌ أن جعفر بن أبي طالب -رضي الله عنه- لم يكن آتياً النجاشي ليبلّغه الدعوة ويدعوه إلى الإسلام.
هل أوفده الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ومَن معه من المستضعفين الذين فروا من مكة بسبب إيذاء واضطهاد الكافرين المشركين ففروا بدينهم إلى الحبشةِ عند ملكٍ عادلٍ لا يُظلم عنده أحدٌ.
هل كانوا ذاهبين إليه لدعوته إلى الإسلام والدخول فيه؟!
إنما كانوا مهاجرين بدينهم من أذى قريش والنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يُرسل إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام إلا عندما خرج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بالدعوة خارج الجزيرة العربية وبدأ يُراسل الملوك ويدعوهم إلى الله وكان ذلك سنة سبعٍ من الهجرةِ على المشهورِ.
فأرسلَ عمروَ ابن أمية إلى النجاشي فأخذ النجاشي كتاب النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ووضعه على عينيه ونزل عن سريره وجلس على الأرض ثم أسلم حين حضره جعفرٌ وحسُن إسلامه.
وأي دليل يبقى بعد في الاستدلال بأمر النجاشي، وعلى كل حال فليس في فعل النجاشي حُجة!
ليس فعلُ أحد حُجة إلا ما كان من فعل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فالحجة إنما هي في قوله وفعله وتقريره -صلى الله وسلم وبارك عليه-.
ومعلومٌ أيضاً أن كثيراً من الأحكام التي نزلت في المدينة كانت مقرّرة عند أهل الكتاب فيما أنزل الله من الكتب السابقة.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في مجموع الفتاوى: كثيرٌ من شرائع الكتابين موافقٌ شريعة القرآن.
فكان الرجلُ آخذاً بطرفٍ من ذلك وقد كان عندهم في التوراة كما هو معلوم حد الرّجم وإن حرّفوه إلى غير ذلك مما أنزله الله -تبارك وتعالى- على موسى -عليه السلام-.
الخلاصَةُ: أن ما يأتي به هؤلاء القوم مِن أمثال هذه الأمور لا يثبت على النقد؛ إما أن يكونَ غيرَ صحيح فهذا لا حجةَ فيه، وإما أن يكون صحيحاً في غير مورد النزاع فلا حجة فيه.
وإنما هذا كله مِن تلبيس إبليس لأمرٍ يُراد والله المستعان وعليه التّكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
إننا نُذَكِّر أمتنا بما وقع في الجزائر لمّا وصل القوم بقانون الانتخابات الملعون إلى قريبٍ من سُدَّةِ الحُكم فكانوا منها قاب قوسين أو أدنى وكانوا مكتسحين فوقع بعد ذلك ما وقع مما يعلمه الخلقُ ومما لا يعلمونه.
ومَن أراد أن يعود إلى كتابٍ سُطرت فيه بحروفٍ تشم منها رائحة الكبد المحترق؛ سُطرت فيه القصةُ الداميةُ الحزينة لما وقع في الجزائر فليرجع إلى (مدارك النظر) حتى يأذن الله رب العالمين بكتابة ملف مصر.
نسأل الله السلامة والعافية وضم إليه الحرب القذرة لشاهدٍ من أهلها كان ضابطاً في الاستخبارات المَظَلِّي في الجيش الجزائري تعرف حدود ما يُخطط حتى تحذره ولتستبين سبيل المجرمين.
اتقوا الله في دينكم، الإسلامُ أمانةٌ في أعناقكم، دلوا الناس على الخير وعلى الهدى وعلى الصراط المستقيم.
إذا تكلم الخلقُ فخبطوا فصوبنا بكلام أئمتنا مِن سَالِفٍ وخَالِف قالوا: لا يحترمون الخلاف وأنتم هل احترمتموه؟!
لو احترمتم الخلاف ما خالفتمونا أو لخالفتمونا واحترمتم مخالفتنا ولكنه كيلٌ بمكيالين لأمرٍ يُراد وراء الأكمة ما وراءها والله المستعان وعليه التكلان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
يا خفافيش الظلام أغثيتم نفوسَنا -أغثى الله نفوسكم القليلة- إن لم تكفوا عن أهل السنة فلا هوادة بعد اليوم، السوطُ في اليد وجلودُكم لهذا السوطِ قد خُلقت.
ولكن شهرُ شعبان شهرٌ كان يقصده النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- بمزيد اهتمام؛ فكان يُكْثِر فيه من الصيام، كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يُكثرُ مِن الصيامِ في شعبانِ.
وقد قرر أن عملَ اليومِ يُرفعُ كلَّ اثنين وخميس، وأما عملُ السنة فإن اللهَ -تبارك وتعالى- ينظرُ فيه في شعبان، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يحبُ أن يرفعَ عملُه وهو صائمٌ.
أكثرْ من الصيامِ في شعبان، وحُضَّ أهلَكَ عليه وادعوا المسلمين إليه عسى أن يكسرَ الصومُ شهوةَ ألسنةٍ تخبطُ في أودية الباطلِ بغيرِ حقٍ، عسى أن يُورثَ الصومُ نفوساً خُشوعاً حتى تتطامن لله -ربِّ العالمين- ذليلة وحتى تفيء إلى الحقِ وطأطأة الأكنافِ، واللهُ رب العالمين يرعاك ويتولاك ويُسددُ على طريقِ الحق خُطاكَ وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه أجمعين.اهـ

وفرغه/
أبو عبدالرحمن حمدي آل زيد المصري
2 من شعبان 1432هـ، الموافق 3/7/2011م.

__________________
يقول العلامة ربيع المدخلى حفظه الله
"وقبول النصح واتباع الحق من أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً من أي مصدر كان، ولا يجوز للمسلم أن يستصغر الناصح أو يحتقره مهما كان شأنه.
وأعوذ بالله أن أرد نصيحة أو أدافع عن خطأ أو باطل صدر مني فإن هذا الأسلوب المنكر إنما هو من طرق أهل الفساد والكبر والعناد، ومن شأن الذين إذا ذكروا لا يذكرون وأعوذ بالله من هذه الصفات القبيحة.
انتهى كلامه حفظه الله ورعاه وزاده علما وأدبا وورعا وتواضعا وامد الله لنا فى عمره وأماته على التوحيد الخالص
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-17-2011, 07:26 AM
طارق الكردي طارق الكردي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: May 2010
الدولة: العراق_ زاخو
المشاركات: 160
شكراً: 2
تم شكره 9 مرة في 9 مشاركة
افتراضي

جزاكم الله خيرا اخي ونفع بكم
وحفظ الشيخ محمد سعيد رسلان من كل سوء وأطال الله في عمره في طاعة الله
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه(إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه،وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه،فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح،ومن كان بالعكس فهو المذموم)
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08-17-2011, 11:51 PM
أبو عبد الأعلى كمال المصرى أبو عبد الأعلى كمال المصرى غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 157
شكراً: 26
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق الكردي مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا اخي ونفع بكم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق الكردي مشاهدة المشاركة
وحفظ الشيخ محمد سعيد رسلان من كل سوء وأطال الله في عمره في طاعة الله
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه(إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه،وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه،فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح،ومن كان بالعكس فهو المذموم)

أحسن الله اليكم أخى الحبيب
نفع الله بك
__________________
يقول العلامة ربيع المدخلى حفظه الله
"وقبول النصح واتباع الحق من أوجب الواجبات على المسلمين جميعاً من أي مصدر كان، ولا يجوز للمسلم أن يستصغر الناصح أو يحتقره مهما كان شأنه.
وأعوذ بالله أن أرد نصيحة أو أدافع عن خطأ أو باطل صدر مني فإن هذا الأسلوب المنكر إنما هو من طرق أهل الفساد والكبر والعناد، ومن شأن الذين إذا ذكروا لا يذكرون وأعوذ بالله من هذه الصفات القبيحة.
انتهى كلامه حفظه الله ورعاه وزاده علما وأدبا وورعا وتواضعا وامد الله لنا فى عمره وأماته على التوحيد الخالص
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags - تاق )
الرد،على،التكفيريين


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:18 PM.


powered by vbulletin