بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فَيوم أنْ كان شبابنا في خير وسلام ينعمون بالأمن والتوحيد في بلد الحرمين الشريفين يلتفُّون حول علمائهم، ينهلون من بحرهم الزاخر علماً نافعاً يسعون به للخير والعمل الصالح، سعت أيادٍ خفية يملأ قلبها الحقد على أهل هذه البلاد، وتأبى إلا زعزعة هذا الأمن الذي حباه الله تعالى إياها، وإخراج أهلها من نعمة التوحيد إلى مرتع الخرافات والبدع والضلال والرُّعب والترويع والتشريد، فكانت أصابعهم تمتد خلف كل ما تستطيع الوصول إليه ينفثون سمومهم بالتحريش بين حكام هذه البلاد وعلمائها ورعيّتها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم"صحيح مسلم2812
((رسالة الحلم))
وقد رأيت أن أقدِّم هذه الرسالة وهي في حقيقتها بيان لحال أهل الأهواء والمبتدعة والحزبييّن في هذا الزمان، والتحذير ممن يبتسم لنا في الظاهر وهو يطعن في الخاصرة، وإظهار عمل المفسدين في الأرض؛ لنقف على حالهم ونتنبّه إلى مكرهم وخداعهم.
قال تعالى:(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)
آل عمران:187
فهنَاك دسائس تُحاك ضد الإسلام أولاً.!
ثم ضد أهل هذه البلاد من حكام وعلماء ورعية.!
فكانت هذه الرسالة تنبيهاً لمن اغترَّ ببعض الأسماء في الساحة الإسلامية، مُعتقداً أنَّهم على الصواب وعلى الطريق المستقيم طريق أهل السنة والجماعة، وإن صرّحوا بأنهم يسيرون على منهج السلف الصالح،فالأقوال تناقضها الأفعال.
يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: إننا في هذه البلاد نعيش نعمة بعد فقر، وأمناً بعد خوف، وعلماً بعد جهل، وعزّاً بعد ذل؛ بفضل التمسّكـ بهذا الدين، مما أوغر صدور الحاقدين، وأقلق مضاجعهم، يتمنّون زوال ما نحن فيه، ويجدون من بيننا وللأسف من يستعملونه لهدم الكيان الشامخ بنشر أباطيلهم، وتحسين شرهم للناس((يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ))الحشر:2أ.هـ من كتاب ( وجوب طاعة السلطان في غير معصية الرحمن) للعريني ص49
حسبي أن تكون رسالتي مشعلاً ليتنبّه الشباب الذين غُرِّر بهم في دوَّامة الأفكار المشبوهة، والذين يؤيدون هذه الأعمال الخارجة عن تعاليم ديننا الحنيف، والذين يتخذون المجالس مرتعاً للنيل من حكام هذه البلاد وعلمائها، والذين يعتقدون أن الجهاد في التفجير وقتل الآمنين والمعاهدين.
*إلى أولئك المدسوسين..
وغيرهم من المحسوبين علينا،والذين أكلوا من خيرات هذه البلاد ثم كفروا بنعمة الله وبطروا.
إلى الذين أصابتهم تلكـ اللوثة الخبيثة لوثة الجهاد الخارجي في أفغانستان أو الشيشان أو غيرها، فتأثَّروا بالجماعات والفرق الضالّة التي كثرت هناك، ثم عادوا بالأفكار المشبوهة إلى هذه البلاد،مثل تكفير العلماء والحكام والخروج عليهم، والمظاهرات، والاغتيالات، والتفجير، ويقوم قادتهم ومن يواليهم ببث هذه الأفكار معلّلاً إيّاها بشبه داحضة في صفوف شبابنا.
ولا يزال كثير من الناس لا يعرفون هؤلاء القوم على حقيقتهم، فالكثير يظن أنّهم على المنهج السلفي الصحيح وأنهم علماء ودعاة إلى الله، فإذا ذكرت خطأ أحدهم أو جرحته بما هو فيه، وذكرت ذلكـ في كتاب أو منشور أو شريط انهالوا عليكـ باللوم والتوبيخ واتهموكـ بسب العلماء والدعاة، وإن كان لديكـ الدليل الواضح والبيّنة على صدق قولكـ، وهم للأسف يخلطون بين هؤلاء الجهَّال وبين العلماء والدعاة إلى الله الواعين الصادقين.
فهاهم اليوم بين أظهرنا يتلاعبون بعقول شبابنا من خلال الأفكار الهدَّامة التي أنتجت دماراً في المباني، ودماءً سُكبت بريئة لا ذنب لها، فيتّموا الأطفال، ورمّلوا النساء، وقتلوا الكهول والعجائز، ودمّروا البيوت على أهلها وهم آمنون.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن قتل النساء والصبيان).صحيح البخاري 3015
تجنيد الأبناء في وجه الأباء
إنّهم يستخدمون أبناءنا لقتلنا بدعوى فاسدة يظنونها جهاداً في سبيل الله، والسبب يعود لما يزرعه المفسدون في عقول من يقوم بهذه العمليات دون تمييز، ومن يؤيدهم ويناصرهم ويظنهم على الخير، وهو في الحقيقة دمار وخراب وهلاك للحرث والنسل كما أخبر ربنا تبارك وتعالى في قوله:((وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ))البقرة:20.
يقول فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: فإنّه لمّا حدثت التفجيرات في الرياض وغيرها وقد قام بها ثُلَّة من شباب المسلمين، استغرب الناس هذا الحدث، واختلفوا في تعليلاته وأسبابه، وكلٌّ أدلى برأيٍ، والذي أراه سبباً وحيداً لذلكـ هو تربية الشباب منذ صغرهم على مناهج دعوية وافدة تخالف المنهج السليم الذي كانت تسير عليه البلاد، ويتلقون أفكاراً من خلال تلكـ المناهج أدّت بالكثير منهم إلى مالا تُحمد عقباه...أ.هـ
جريدة الجزيرة العدد11651 الأحد 6 رجب 1425هـ (تحت عنوان: نصيحة للشباب).
إنَّ الأساليب التي خفيت على الكثير من الناس أصبحت اليوم هي الأداة التي نُحارب بها؛ لترك عقيدتنا السلفية الصافية؛ ولفصلنا عن طاعة ولاة أمرنا؛ ولنبتعد عن علمائنا الكبار بتشويه سمعتهم أمام الناس.. بالدعايات الكاذبة، والكلمات المسمومة.
وللأسف..
لم ينتبه المتعصّبون للأشخاص هذه الحقيقة فأصبحوا في سجن التعصّب محكوم عليهم بالإغلاق عن فهم حقيقة الأمور.
فلو سألت على سبيل المثال أحد المتحمسين للجهاد: ما هي شروط الجهاد؟ وما ضوابطه؟
لضرب لك أخماساً في أسداس، ولأُلجمَ عن الإجابة.!
كلّ ما يعرفه هذا المسكين أنّه يريد الجنّة، وتقبيل الحور العين، والسباحة في أنهار الجنة، حتى إن أدَّى ذلكـ إلى سكب أنهار من الدماء البريئة في عمليات التفجير والاغتيالات والتدمير للآمنين والمعاهدين..!
قال تعالى:((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا))(المائدة: 32)
وقال تعالى:(وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ)الإسراء 33
سبحان الله.!
هل قتل المسلم لأخيه المسلم سببٌ لدخول الجنّة، وتقبيل الحور العين؟
هل يريد رغد العيش، والحياة الأبدية بسفكـ الدماء، وإهلاك الحرث والنسل؟
هل قتل المعاهدين والآمنين من الدين، قال صلّى الله عليه وسلّم:"من قتل معاهداً في غير كنهه لم يرح رائحة الجنة " سنن النسائي 4752
أي فكر هذا.؟
أي عقل هذا يتقبّل هذه الأفكار.؟
روى ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمنى: " أتدرون أيّ يوم هذا" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإن هذا يومُ حرامٌ، أفتدرون أي بلد هذا" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "شهرٌ حرامٌ قال: فإن الله حرّم عليكم دمائكم وأموالكم وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا،في بلدكم هذا" صحيح البخاري 6043
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال،قالوا: يا رسول الله،أي الإسلام أفضل؟ قال:" من سلم المسلمون من لسانه ويده"صحيح البخاري 11
طرق الوصول إلى الهدف
إنها عمليات غسيل أدمغة، لا تأتي من فراغ.! بل من تنظيم حزبي مُعدٍّ ومدروس، يبدأ باستماع هذا الشاب المسكين محاضرات من الدعاة المُحمِّسين المسموعة منها والمرئية، فيشاهد المقاتلين في المعارك يتخلّلها الأناشيد المُحمّسة، ثم ينتقل الأمر به إلى الرغبة في الجهاد.
ويأتي المأجورون ممن يتصيّدون في الماء العكر..!
ليلتفّوا حوله، ويملئوا عقله وقلبه بالشُبه والأفكار المشبوهة، حقداً على العلماء ورميهم بالتهم والمداهنة وعدم فقههم للواقع، لأن النّاس إذا فقدوا الثقة بعلمائهم فإلى أين يتجهون؟
نعم. وهذا ما يريدون ويسعون إليه.! إلى هؤلاء الذين أظهروا للناس أنهم يصدعون بالحق ولا يخشون في الله لومة لائم، حتى لا يصدّق غيرهم، ولا يتقبّل نصيحة أحد إلا بعد استشارتهم، وإلى الذين يدعون للحاكميّة، وفقه الواقع، ووحدة الأديان، ومنهج الموازنات زعموا،قال تعالى:(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ) الانعام : 116
فأغلقوا الخطّ الذي يُؤدِّي للعلماء الربانيين والدعاة الصادقين، فإذا سلكـ طريقهم، وآمن بمنهجهم، تفرّغوا ليملئوه بالحقد على الحكام وولاة الأمور في هذه البلاد بدعوى أنهم يظلمون الناس، ولا يعيدون الحقوق لأهلها، وأنهم منافقون وكفار، يوالون اليهود والنصارى، وأنهم عطّلوا الجهاد وغيرها من العبارات والشبَه الكاذبة الداحرة السقيمة، التي لا تجمع الكلمة بل تُفرِّق الصف..
والتي تدل على قلّة علمهم وجهلهم بأمور دينهم.
ولم يقف الأمر إلى هذا الحد..
بل امتدَّت سلسلة العمليات الإرهابية التي يقوم بها هؤلاء الجهلة بدعوى الجهاد والشهادة في سبيل الله إلى عمليات الخطف وحجز الرهائن وتفجير المراكز الأمنيّة وقتل رجال الأمن في طول البلاد وعرضها، مما يشير إلى أنّ هدف أولئك المخرّبين والإرهابيين زعزعة الأمن، ونشر الفوضى، وإشاعة الفساد في هذه البلاد التي تنعم بالأمن والاستقرار.
ثمّ يُظهروا له أنهم المنقذون للإسلام والمسلمين من هذا الحُكم المستبد بزعمهم، عندها يصبح هذا الشاب المسكين شاباً جهادياً- كما يظن- يسمع كلامهم، وينفذ أوامرهم، ويعمل بفتاويهم الباطلة، فيصبح عندها مستعداً للموت لأجل تحرير الأرض وإعادة الخلافة الإسلامية كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
إنّه في الأصل قنبلة موقوتة.! أو آلة صنعها الحاقدون أصحاب ذلك الحزب التكفيري الثوري الحاقد.! ليُفجِّروها في صدور آبائنا وإخواننا وأقاربنا وعشيرتنا على هذه الأرض الطيّبة الآمنة، ومن استمع لاعترافات الموقوفين الذين تمّ القبض عليهم من قبل رجال الأمن خلال التحقيق معهم في هذه الأعمال سيدرك حقيقة ما أقول.؟!
كيف نعرف هؤلاء
وبعد ذلك أود أن أطرح بعض التساؤلات، ولكم أن تتساءلوا مثلي.!
من هم هؤلاء؟ وإلى أي جماعة أو حزب أو فرقة ينتمون؟ ولماذا جاءوا إلى بلادنا بهذه الأفكار الهدّامة؟ وما سبب بث أفكارهم في عقول مثقفينا ودعاتنا وشبابنا؟ وهل أثرت أفكارهم علينا؟ ومن هم قادة هذه الأحزاب والفرق لنحذرهم؟ ومن هم الناطقون بلسانهم في صفوفنا؟
والسؤال الأخير: كيف نعرفهم.؟
والجواب: يأتيكـ إن شاء الله.. فكن فطناً.! وأترك التعصّب للأشخاص، فنحن لا نحابي في دين الله أحداً.
إنهم يعلمون أننا نعيش في أمن وسلام، عقيدتنا سلفية صافية، وإن أطلقوا علينا: سلفيين،جاميين، ألبانيين وهابيين.. وغيرها من المسميات الدارجة على ألسن الشباب مثل: مداخلة،متشددون، تلفيّون، مرجئة.. والتي يقصدون بها تنفير الشباب والعوام وخاصّة الملتزمين عن أهل الحق.
وهي من الأساليب الرخيصة التي اعتادوا على نهجها مثل من سبقهم في هذا المضمار، فقد كان عمرو بن عبيد المعتزلي يسخر من الإمام الحسن البصري رحمه الله ويقول منفّراً عنه:
(ما علمكم الحسن البصري إلا حيضة في خرقة).
إلا أنه لا يوجد عندنا شركيّات، ولا شدّ رحال إلى القبور والأضرحة، ولا التمسّح بها وتقبيلها، ولا السجود لها أو الطواف حولها، والحج إليها، ولا إقامة موالد والاحتفال بها أو بأمثالها كبدعة الاحتفال بيوم هجرة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ليس لدينا دعوة أولياء، والذبح وتقديم النذور لهم، ولا استغاثة بالمقبورين وطلب المدد والعون منهم، أو إقامة طقوس وشعائر دينية لليهود وكنائس للنصارى والهندوس.
ليس لدينا أفكار خارجيّة أو منهجية أو حزبيّة أو دعوة لوحدة الأديان، أو قنوات ومجلات حزبيّة، ليس لدينا نعرات سياسية، أو حماسية ، أو تكفيرية، أو جلسات سريّة ، أو تلميحات خفية.
إنَّ لدينا منهج رباني نسير عليه، وهو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، قامت عليه هذه البلاد، فملأت بالسعادة قلوب السلفيين، ليس فقط على أرض هذه البلاد، بل في كل أنحاء العالم، وأقرّت أعينهم بإقامة دولة التوحيد، وهذا الذي يغيظ الشيطان ويغيظهم.
إنّ المسألة ليست مجرد حلم يريدون تحقيقه فحسب.!
بل زعامة دينيّة يرغبون الوصول إليها.!
وسلطة حكومية يحلمون التربع على عرشها.!
وهوىً متبع.
إنها خطوات الشيطان.. لعبة الأفكار السوداء التي جعلت الابن يقف في وجه أبيه وينتقد أفكاره القديمة على حدِّ زعمه بتُرّهاته الفكرية والثورية المعاصرة، وفقه واقعه النظري القاصر.
استغلال الخوارج القعدية
ويأتي (قعد الخوارج)وهم أخبث الخوارج، حيث يزيّنون للناس بكلامهم وتصريحاتهم وتلميحاتهم وخطبهم ومحاضراتهم الحماسيّة في الأشرطة والكتب والمجلات والقنوات الفضائيّة؛ للخروج على الأئمة والولاة، وهم لا يباشرون ذلكـ، وما أكثرهم بعد تبنِّيهم أفكار الأحزاب والجماعات الوافدة إلى هذه البلاد.
نعم. لقد بثَّوا السموم الفكرية في دماء شبابنا، فأصبحت كالأفيون، لا يعيشون إلا بها، ثم زرعوا الدعاة المؤيّدين والموالين لفكرهم عن طريق تلميعهم للناس والحصول على المناصب المهمة والمطلوبة لديهم، وإظهارهم على الساحة كدعاة ومصلحين ومفكرين، ونشر كتبهم وأشرطتهم بأعداد كبيرة، وعمل الدعايات الضخمة لمحاضراتهم وندواتهم،
وإطلاق الأسماء البرّاقة والجذّابة عليهم وعلى أعمالهم ، وقد يجهل بعضهم أبسط أمور دينه.
يقول فضيلة الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله: من مظاهرهم أيضاً أنهم يرومون الوصول إلى السلطة وذلكـ بأنهم يتخذون من رؤوسهم أدوات يجعلونها تصل, وتارة تكون تلكـ الرؤوس ثقافيّة، وتارة تكون تلكـ الرؤوس تنظيميّة، يعني أنهم يبذلون أنفسهم ويعينون بعضهم حتى يصل بطريقة أو بأخرى إلى السلطة، وقد يكون مغفولاً عن ذلكـ، يعني إلى سلطة جزئية، حتى ينفذون من خلالها إلى التأثير وهذا يتبع أنْ يكون هناك تحزب، يعني يُقرّبون مَن هم في الجماعة ويبعدون من لم يكن في الجماعة...، أيضاً من مظاهرهم بل ممّا يميزهم عن غيرهم أن الغاية عندهم من الدعوة هو الوصول إلى الدولة...أ.هـ من شريط بعنوان( فتاوى العلماء في الجماعات وأثرها على بلاد الحرمين).
إنهم في الأصل غثاء كغثاء السيل جاء به سيّدهم فتابعوه، ثم أخذوا يجرون خلفهم أتباعهم المغرَّرِ بهم كالنعاج، يلحنون في القول غرورا قال تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ)(المنافقون:4)
فهذا يَعُضّ قرنه على منبره بالشعر والخطابة والبلاغة فَرِحاً برائحة المسكـ والعنبر.!
وآخر مسافر يأكل العشب الحولي من جرائد وصحف ونشرات أخبار.!
وثالث:كصاحب عود يسالم عوده يغنّي قبل غرقه في الجزئيات.!
ورابع:أضاع عمره وناصر هواه وخاض في فلسفة العصر فغرق في شموليّتها وفقه واقعه الشائكـ.!
وخامس:من البشر يُبَشِّرُ الناس بما لا يفقهه هو؛ لأنّه مقلّد مهرجانات يستخدمونه عند الاحتفالات.!
وسادس:يطرطر بالكلام حتى يبحّ صوته.!
وسابع:ليس لديه سوى قصص جدتي التي ملَّ منها أبناؤنا قبل النوم حتى ناموا من الملل.!
وثامن:جمع الزاد في موقعه ليأكله وأتباعه بعد موت العلماء..
وتاسع.. وعاشر..و..
هم غثاء كغثاء السيل،لا يعرفهم إلا قليل.!
فلا تستفتِ فيهم أحداً إلا أهل العلم الربانيين، ليظهر لكـ
بجلاء حقيقتهم.