بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ العلامة الحبر زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله في كتابه الماتع الأجوبة الأثرية عن المسائل المنهجية
وأما الامثلة الواردة عن السلف في عصورهم المتباينة سابقا ولاحقا لهذا الموضوع فكثيرة جدا ،ومن ذلك:
ما رواه الآجري عن سليمان بن يسار ـ رحمهما الله ـ قال:"إن رجلا من بني تميم يقال له: صبيغ بن عسل قدم المدينة وكان عنده كتب ، فجعل يسأل عن متشابه القرآن ،فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فبعث إليه وقد أعد له عراجين النخل ، فلما دخل عليه جلس ،فقال له عمر رضي الله عنه:من أنت ؟ قال :أنا عبد الله صبيغ ، فقال عمر :وأنا عبدالله عمر ! ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين ، فما زال يضربه حتى شجه ، فجعل الدم يسيل على وجهه ، فقال : حسبك ياأمير المؤمنين ! فقد ذهب والله الذي كنت أجده في رأسي".(1)
قلت:رضي الله عن الفاروق، لقدجمع لهذا المبتدع بين الرد عليه،والتعزيز البليغ له،ونفيه من المدينة،
وتحذير الناس من مجالسته، وما أشبه الليلة بالبارحة ! فكم من فرق في عصرنا هذا يحتاجون إلى عراجين كمثل عراجين عمر رضي الله عنه التي أعدها لصبيغ صاحب الزيغ ، وأدبه بها حتى أظهر التوبة من بدعتة ، وأمسك عن نشرها ، ووعد بعدم ترويجها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)أخرجه الآجري في الشريعة (ص37)،وأخرجه الدارمي في سننه (66/1)(144)،واللالكائي في شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة (635/4)برقم (1137و1138).
أسأل من الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلني وآياكم من المتمسكين بسنة نبينا الكريم وسنة الخلفاء الراشدين العاضين عليها بالنواجد لا سيما في هذه الأوقات التي كثر فيها أدعياء السلفية