قال أبو العباس المُبَرَّد: إن الذي يغلط ثم يرجع لا يعد ذلك خطأ لأنه قد خرج منه برجوعه عنه وإنما الخطأ البَيّن الذي يصر على خَطائه ولا يرجع عنه فذاك يعد كذاباً ملعوناً
حضر عند أبي زرعة محمد بن مسلم والفضل بن العباس المعروف بالصائغ فجرى بينهم مذاكرة فذكر محمد بن مسلم حديثا
فأنكر فضلٌ الصائغ فقال يا أبا عبد الله ليس هكذا هو
فقال كيف هو ؟
فذكر رواية أخرى
فقال محمد بن مسلم بل الصحيح ما قلتُ والخطأ ما قلتَ
قال فضلٌ فأبو زرعة الحاكم بيننا
فقال محمد بن مسلم لأبي زرعة أيش تقول أينا المخطئ ؟
فسكت أبو زرعة ولم يجب فقال محمد بن مسلم: مالك سكتَّ تكلم
فجعل أبو زرعة يتغافل فألح عليه محمد بن مسلم وقال: لا أعرف لسكوتك معنى إن كنت أنا المخطئ فأخبر وإن كان هو المخطئ فأخبر
فقال هاتوا أبا القاسم ابن اخي فدعى به فقال اذهب وادخل بيت الكتب فدع القمطر الأول والقمطر الثاني والقطمر الثالث وعُد ستة عشر جزءا وائتني بالجزء السابع عشر
فذهب فجاء بالدفتر فدفعه إليه فأخذ أبو زرعة فتصفح الأوراق وأخرج الحديث ودفعه إلى محمد بن مسلم فقرأه محمد بن مسلم: فقال نعم غلطنا فكان ماذا؟!
مقدمة الجرح والتعديل ص337