ومن أحسن قولاً مما دعا إلى الله وعمل صالحاً
قال العلامة الفقيه الأصولي الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
" ... قال تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .
سورة فصلت ، الآية : 33 .
والاستفهام في الآية بمعنى النفي ، أي : لا أحسن قولًا .
والغرض من الإتيان بالاستفهام في موضع النفي إفادة أمرين :
الأول - انتفاء هذا الشيء .
الثاني - تحدي المخاطب أن يأتي به ، فالاستفهام مشربٌ معنى التحدي ، أي: إذا كان عندك شي ء أحسن من هذا فأتِ به ، ولكننا نقول : لا أحد أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا ، وقال إنني من المسلمين .
والدعوة إلى الله تعالى هي الدعوة إلى شريعة الله الموصلة إلى كرامته ، ودعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام تدور على ثلاثة أمور :
أولًا - معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته .
ثانيًا - معرفة شريعته الموصلة إلى كرامته .
ثالثًا - معرفة الثواب للطائعين والعقاب للعاصين .
والدعوة إلى الله تعالى أحد أركان الأعمال الصالحة التي لا يتم الربح إلا بها كما قال الله تعالى: { وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } .
فإن التواصي بالحقّ يلزم منه الدعوة إلى الحق ، والتواصي بالصبر يلزم منه الدعوة إلى الصبر على دين الله عز وجل في أصوله وفروعه .
المصدر:
الاعتدال في الدعوة / للشيخ - رحمه الله تعالى
ــــــــــــــــــــ
الواو: حرف عطف ، "من" اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدا.
أحسن: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخرة.
قولاً: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
ممن: جار وومجرور (الأصل مِن مًنْ فأدغمت النون في الميم ، مِن: حرف جر ، ومًنْ: اسم مجرور وهى اسم موصول).
دعا: فعل ماض مبني على الفتح المقدر ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
إلى: حرف جر.
الله: لفظ الجلالة اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.
وعمل: الواو: حرف عططف ، عمل: فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
صالحاً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
وقال:الواو: حرف عطف ، قال: فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
إنني: إن : حرف توكيد ونصب ن والنون للوقاية ، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن.
من: حرف جر.
المسلمين: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم. ، وشبه الجملة في محل رفع خبر إن.
__________________
قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - " يجب على المسلم أن يكون عزيزاً عفيفاً ورعاً صداقاً يتحرى الصدق ويكون من الصادقين الشرفاء وليحذر من أهل الكذب التافهين الرويبضات ؛ فإنه في زمان فشى فيه الكذب وإشاعة الأكاذيب ، حيث ينطبق على كثير من أهله قول النبي - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق: سيأتي على الناس سنوات خداعات ، يصدق فيها الكاذب ، ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويخون فيها الأمين ، وينطق فيها الرويبضة ، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ؛ يتكلم في أمر العامة "
|