منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المحــاضــرات والخـطـب والـدروس > قسم الأشرطة الصوتية المفرغة

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-02-2011, 08:14 AM
محمد عبدالله محمد محمد عبدالله محمد غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 415
شكراً: 0
تم شكره 11 مرة في 11 مشاركة
افتراضي تفريغ : التحذير المبين من الفتن والمظاهرات في بلدان المسلمين ; لفضيلة الشيخ محمد بن هادي

التحذير المبين من الفتن والمظاهرات
في بلدان المسلمين
لفضيلة الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي
-حفظه الله تعالى-
http://mp3.djoudi.net/MuhammedbinHad...r_ul_mubin.mp3

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين:
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن،
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن،
نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن،
اللهم اصرف عنا وعن إخواننا المسلمين وعن بلاد المسلمين ياربنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،
اللهم اصرف عنا وعن إخواننا و بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وما بطن.

أيها الإخوة في الله:
إن أمر الفتن أمر عظيم وأنتم قد سمعتم أول فتنة في هذه الأيام الأخيرة من قرابة الشهر حينما كانت في تونس، ثم لحقتها بعد ذلك الفتنة التي حدثت في بلاد مصر، ثم الآن في ليبيا والبحرين واليمن والعراق والأردن، فنعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
معشر الإخوان :
مبدأ الفتنة متزين لكل جاهل غبي بليد ،
ونهايتها الشر لكل من دخل فيها من ذكي وبليد ـ عياذا بالله من ذلك ـ
والفتن ما سميت بهذا الاسم إلا لأنها تفتن القلوب عن معرفة الحق أو قصده،
وتفتن الأسماع عن سماع الحق والانتفاع به .

والناس فيها ثلاثة :
قوي يخب فيها ويضع
وخطيب مصقع إذا تكلم سبى العقول والقلوب بكلامه
وسيد وشريف ووجيه وكبير له مكانة في الناس مطاع فيتبعه الناس فيهلكون بسببه عياذا بالله من ذلك.

خرج ابن أبي شيبة في مصنفه بسند صحيح عن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال :
إن الفتنة وكلت بثلاث : بالحاد النحرير ويروى : بإلحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، والخطيب الذي يدعو إليها هذا الثاني
ان الفتنة وكلت بثلاث :
أولا : الحاد النحرير القوي الذي يخف فيها ويضع ولا يرتفع شيء أمامه الا قمعه بسيفه
الثاني : الخطيب الذي يدعو اليها
الثالث : السيد وقد جاء في بعض الاثار ايضا الشريف الذي له مكانة في الناس وعند الناس
قال ـ رضي الله عنه ـ فأما هذان فتبطحهما لوجوهما يعني من : الخطيب والنحرير
وأما السيد فتبحثه حتى تبلوى ما عنده "


القوي يسلط الله عليه من هو أقوى منه فيقتله بعدما يفتك ويفتك ويفتك ويفتك يأتيه من حيث لا يحتسب فيقتل، وهكذا الخطيب المهيج في الفتنة الحاث على الدخول فيها والولوج فيها و المحسن لذلك تبطحه على وجهه يقتل بقصد أو بغير قصد، إما أن يأتيه سهم غرط لا يدرى من أين وإما أن يقصد لأنه يعرف خطره ما دام في القوم هو الذي يحركهم فيسعى إلى قطعه بقطع لسانه بقتله فيقتل ، تبطحهما لوجوههما ،وأما السيد فتبحثه : تبحثه تختبره تخرج ما عنده فإما أن يثبت على الحق وإما أن يضل ويضل معه الخلق عياذا بالله، وهذا إسناده صحيح .

ويقول معاوية رضي الله تعالى عنه :
)) إياكم والفتنة فلا تهموا بها فإنها تفسد المعيشة وتكدر النعمة وتورث الاستئصال (( يعني القتل تبيد الناس تستأصل شأفتهم وخضراءهم عياذا بالله من ذلك؛ وهذا حال مشاهد ترونه جميعا كيف الوضع بعد هذه الاضطرابات في هذه البلدان، خوف، وجوع، ما فيه أمان، اعتداء على الحرمات الناس صاروا يحرسون بيوتهم ويدهمون في بيوتهم من طوائف وجماعات إما من اللصوص وإما من الفسقة المجرمين وإما من المرتزقة الذين يبقون فيستغلون هذه المناسبات؛ فهي تفسد المعيشة وتكدر النعمة يذهب الصفاء الأمن والاستقرار الذي تتلذذ معه بالعيش وهذا الذي امتن الله به على قريش)) الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف ((فالجوع مع الأمن متعب والشبع مع الخوف لا لذة له ولا طعم له لأنك لا تتلذذ به فهذا قول هذا الصحابي رضي الله عنه، تفسد المعيشة، وتكدر النعمة، وتورث الاستئصال : قتل النفوس إسالة الدماء إراقة الدماء حتى يأتي على الناس أحيانا لا يدري المقتول فيما قتل ولا القاتل فيما قتل، ولما كانت الفتن كذلك تبدأ بهذا وتنتهي بهذا كان السلف رحمهم الله من الصحابة والتابعين وأتباعهم يحبون التمثل في الفتن بالأبيات التي ساقها البخاري لامريء القيس :
الحرب أول ما تكون فتية ........... تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها ........... ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء ينكر لونها وتغيرت ........... مكروهة للشم والتقبيل

تبدأ الفتنة أول ما تبدأ كالشابة الحسناء ولا يغتر بها إلا الجهال فيسارعون إليها ، فإذا استوت واشتدت وشبت نارها واستحكمت في أوارها انقلبت وتغيرت وإذا بها في صورة العجوز المدبرة نسأل الله العافية، شمطاء قد تغير على الناظر لونها فأنكره ولا حليل لها لا خاطب لا زوج لها لكن بعد ماذا ؟ بعدما وقع فيها ." مكروهة للشم والتقبيل " ما فيها شيء يشجع فلا تقبيل ولا حب لرائحتها
فأول ما تبدأ الفتن هكذا، وإنما كانوا يتمثلون بهذه الأبيات لأنهم عرب يعرفون معنى الفتن إذا نزلت ويعرفون معنى هذه الأبيات.

فالذين يسعون في تأجيج الفتن لا عندهم علم ولا عندهم حلم،
لا عقول ولا منقول، فالواجب عليهم أن يتقوا الله تبارك وتعالى ،
ونحن نسمع في هذا الوقت الذين لا منقول عندهم ممن يأججون في الفتن باسم الإذاعات والفضائيات ونحوها فأورثوا الرعب في قلوب المسلمين وأحدثوا المشاكل في بلدان المسلمين، وهذا لا يستغرب من الجهول لكن الغريب أن يقع هذا ممن يزعم له العلم فيقتدي به فئام من الناس ويقولون: قال الشيخ فلان :

كالقرضاوي مثلا فإن هذا رأس من رؤوس الضلالة
في هذا العصر فاحذروه معشر الإخوة والأبناء ،
رجل قد شابت لحيته ورأسه وانهدت قواه وهو يسعى في الباطل بقاله وفعاله،
مامن فتنة إلا وهو راكب خيله أو مسرجه فيها ،
وهو خطيب في الفتن نعوذ بالله من ذلك كما سمعتموه وسمعناه ،

وجاءته قناة خبيثة تنشر قوله بالساعة وتردده في الأرجاء على الأسماع فاغتر به كثير من الناس ولا أقول هذا من فراغ بل قد سمعته أنا وسمعت عددا ممن احتج به في مختلف بلدان العالم إسلاميه وكافره فيا ويله إذا لقي ربه على هذه الحال، وإنما ذكرته تمثيلا وكل من كان على شاكلته فهو مثله فهؤلاء دعاة فتنة وضلالة، والواجب على العقلاء أنهم يسعون في إطفاء الفتن
أرى خلل الرماد وميض جمر .............. وإن الحرب مبدأها الكلام
و ان النار بالعودين تذكى .............. و يوشك أن يكون لها ضرام
وان لم يطفها عقلاء قوم .............. يكون وقودها جثث وهام

الحرب مبدؤها الكلام تبدأ بالكلام والنار تبدأ بعودين تماما ، ثم بعد ذلك تأكل كل ما اقترب منها فعقلاء القوم يسعون في إطفاء الفتن لا في إذكاء الفتن وإشعالها ، والقرضاوي وأمثاله من دعاة الباطل ممن يسعون في إذكاء الفتن فاحذروهم، وسلمان العودة ومن كان على شاكلتهم ،لا أستحي من ذكر هؤلاء لأنهم دعاة فتنة وشر، والوقت لا يتسع لذكر كثير من الأسماء وإنما ذكرت لكم نماذج حتى إذا رأيتم من قال بقولهم فهو مثلهم حكمه حكمهم، فإذا كان هؤلاء هم الذين يتصدرون ويغررون بالعوام فيوردونهم الموارد ويهلكونهم مالواجب ؟ الواجب الإنكار على مثل هؤلاء .

وينبغي لنا نحن أن نعلم ونعرف من الذي ينبغي أن يرجع إليه عند مثل هذه الفتن ونزول هذه المحن ، من الذي ينبغي له أن يتكلم في هذه الفتن ؟ من هم ؟ إنما يتكلم في هذه الفتن وأمثالها :
الأكابر وهم علماء السنة وأهل السنة أهل الحديث والأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وأهل الفقه ودقة النظر في ذلك فإن الفقه إنما هو قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم ،
فينبغي ألا يؤخذ إلا عن هؤلاء، أما دعاة الفتنة فلا ينظر إليهم، ويجب أن يحذر الناس منهم ، فالبركة كما جاء ذلك في حديث ابن عباس مع أكابركم يقوله النبي صلى الله عليه وسلم ؛ خرجه ابن حبان والحاكم بإسناد صحيح، البركة مع أكابركم والأكابر هم علماء السنة والأثر والمعروفين بالفقه ودقة النظر الذي يستنتجونه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .

قال يونس بن عبيد رحمه الله:
)) كان الحسن البصري من رؤوس العلماء في الفتن والدماء والفروج (( إذا جاءت الفتن كانوا ينظرون إلى الحسن البصري وأخباره شهيرة عندكم في فتن العراق أيام الحجاج وسيأتي شيء منها وصدق رحمه الله، وهذا إسناده صحيح عن يونس بن عبيد ، كان الحسن البصري من رؤوس العلماء - ماهو من العلماء فقط - من رؤوس العلماء في الفتن والدماء والفروج )) فكانوا ينتظرون قوله رحمه الله (( هو الذي يفتي في الفتن ليس ما هو من هب ودب لا إنما يفتي من كان بهذه المثابة وصدق يونس بن عبيد رحمه الله تعالى فيما قاله في الحسن البصري ؛ والدليل على صدقه في ذلك ما خرجه ابن عساكر في تاريخه في المجلد الثاني عشر صفحة سبعة وسبعين ومئة فمن أراد أن يرجع إليها فليرجع انه لما كانت فتنة ابن الأشعث حينما قاتل الحجاج وخرج عليه : جاء إلى الحسن البصري رحمه الله عقبة بن عبد الغافر وأبو الحوراء وعبد الله بن غالب في طائفة وفي نفر من نظرائهم فدخلوا على الحسن البصري وهو جالس ماذا قالوا له ؟ اسمعوا بالله قالوا: )) يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية؟ الذي سفك الدم الحرام (( يا أبا سعيد ما تقول في قتال هذا الطاغية هذا وصف الذي ايش سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام أليست هذه دعاوى اليوم ؟ أليست هي هي ؟ - طيب ما تقول في هذا الطاغية؟ ))الذي سفك الدم الحرام وأخذ المال الحرام وترك الصلاة (( وفعل وفعل وأخذوا يعدون ويذكرون أفعال الحجاج حتى فرغوا فلما فرغوا قال الحسن رحمه الله : )) أرى ألا تقاتلوه فإنها إن تك عقوبة من الله فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم (( لا تفزعوا إلى السيف اصبروا، فإذا كان هذا عقوبة سلطها الله عليكم عقوبة فلن تردوا عقوبة الله بأسيافكم هل تستطيعون لو كان عقوبة من الله ما يمكن :
زعمت سخينة أن ستغلب ربها ............ وليغلبن مغالب الغلاب
إذا كان عقوبة من الله فأنت ما تغلب ربك سبحانه وتعالى ، فعليك حينئذ أن تلجأ إليه جلا وعلا وتجأر إليه بالدعاء والتضرع أن يرفع ما نزل بك .

قال : ))وإن تكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين(( ما أعجبهم كلامه ما أعجبهم كلام الحسن البصري ، فخرجوا من عنده وهم يقولون: نطيع هذا العلج لأن الحسن رضي الله عنه أصله سبي عين التمر وهؤلاء كلهم عرب أقحاح وكان ضخما رضي الله عنه صاحب جسم جثة ولكن آتاه الله أيضا مع البسطة في الجسم بسطة في العلم ، فقالوا أنطيع هذا العلج متهكمين به وخرجوا ، يقول الراوي: وهم قوم عرب يعني هذا ليس بعربي إنما هو مولى وهو علج ما يعرف ما بقي إلا أن نطيع الحسن هذا العلج ، قال : ))وخرجوا مع ابن الأشعث فقتلوا جميعا (( كلهم ماتوا وبقي الذكر لمن ؟ للحسن رحمه الله تعالى ورضي عنه، فانظروا إلى فقه الحسن ، قال : واحدة من ثنتين :
إما أن يكون الحجاج عقوبة من الله سلط عليكم عقوبة فعقوبة الله ما ترفع بالسيوف وإنما ترفع بالدعاء والضراعة إلى الله والصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، أما أن تزهقوا الأنفس وتسفكوا الدماء وتورثوا الناس الشر العظيم هذا لا ينبغي لكم فما أطاعوه فصار ذلك .
الثانية : إذا لم يكن عقوبة فهو بلاء فالواجب عليكم أن تصبروا والله جلا وعلا يرفع عنكم ، فكانت العاقبة أن كانت للحسن فذكر الحسن وهؤلاء لم يذكر لهم أثر .

فهذه صورة من صور ما كان عليه السلف رحمهم الله في الفقه في الفتن رحمة الله عليهم ، وهناك صور كثيرة جدا وقد كان السلف يجل بعضهم بعضا ولا يتقدمون بين أيدي من هو أولى منهم بالكلام خصوصا الذين عرفوا برسوخ القدم وباتباع النبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته فلا يتقدمون بين أيديهم :
جاء عن عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى أنه سئل عن مسألة وكان بمجلس سفيان ابن عيينة رحمهم الله تعالى جميعا فاستفتي ومن هو عبد الله بن المبارك ؟ لكن لما كان بين يدي سفيان في مجلسه اسمعوا جوابه قال)) : نهينا أن نتكلم عند أكابرنا (( هذا ابن المبارك يقوله)) إنا نهينا أن نتكلم عند أكابرنا ((ولم يفته ، ينتظر ماذا يقول سفيان، وللأسف اليوم الناس يستفتون كل أحد في هذه القنوات الصغير والكبير والخباز والحداد والرجل والمرأة وهكذا، ثم تجد على المقابل في الجناح الثاني ما رأيك ما رأيك ما رأيكم ماذا رأيتم مشاعركم صفوا لنا الصغير والكبير والذكر والأنثى ومن له دخل ومن لا دخل له الى غيرذلك ، إذا نظرت كلها في جانب المهيجين للفتن الذين ينفخون في أوارها أنا على مسافة ما مر هذه المدة كلها ما سمعت في الفضائيات هذه شيئا لكن أنا أسمع في الإذاعة هذه المحطات الفضائية تأتي عن طريق الإذاعة فمثلا البي بي سي والعربية والجزيرة ومونتوكارلو هذه كلها أسمعها ليليا دعك من بقية المحطات والله أسمعها على الراديو في الإذاعة حتى لا يظن ظان أننا لا هم لنا إلا هذه القنوات ، لا والله ما نعرفها في بيوتنا ولا نعرف غيرها ولا يوجد في بيوتنا إلا هذا الراديو ومع هذا أسمع هذه الأخبار كلها بالإضافة إلى بقية القنوات ، فما سمعت فيها من أول يوم قصة سيدي بوزيد إلى يومك هذا إلا التهييج على الباطل والفتن والأخذ بجانب الدعاة إلى الفتنة عياذا بالله من ذلك، فهذه القنوات يقوم عليها جهال ينفخون في كير الفتنة نعوذ بالله من ذلك، فالواجب عليهم أن يتقوا الله تبارك وتعالى لأن الكلام هذا يحث الناس على الدخول في الشر.
والألسن في الفتن أشد من السيوف الكلام في الفتنة بما يعين عليها عند السلف الصالح أشد وقعا من السيوف عياذا بالله من هذا ، وكلماتهم في هذا عظيمة جدا ولو أردت أن تجمع فيها جزءا لجمعت فيها جزءا وربما مجيليد في هذا الباب ولهذا فيجب على المسلم أن يتروى
نقول لرجال الإعلام:
اتقوا الله في أنفسكم ، العاقل يظهر الخير ويسعى في نشره ويدفن الشر ويسعى في قبره ،
ولا يزيد في إظهاره بين المؤمنين إرجافا بهم ،
فأصبح بسبب هذا الإعلام الفاسد أصبح الناس في هرج ومرج.

يقول عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما)) : إنما الفتنة باللسان وليست باليد(( وصدق رحمه الله إذ الكلمة تفتك أحيانا أشد من فتك السهم بلا قوس ولا وتر.
وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال)): أنا لغير الدجال أخوف عليكم(( قالوا : وما ذاك ؟ فقال رضي الله تعالى عنه:)) فتن كقطع الليل المظلم(( وساق الحديث - طويل قليلا – والشاهد فيه قيل له : أي الناس شر فيها ؟ في هذه الفتن فقال : )) الخطيب المصقع (( مصقع كمنبر )) والراكب الموضع(( أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
هؤلاء شر الناس في الفتن التي تكون الخطيب الذائع الصوت إذا تكلم أسمع الناس وبهرهم بصوته وفصاحته وبلاغته ، كمثل القرضاوي فصاحة في الشر وبلاغة في الباطل ودعوة إلى الشر قطع الله لسانه وأمثاله أمثاله كثير ، قد انهارت قواه وهو يسعى في الباطل كما قلت لكم عياذا بالله ، فهذا من رؤوس الشر وهو من الشرار عياذا بالله ، الخطيب المصقع ، نقلوه إلى مصر وهو يتدهده وأجلسوه على المنصة على كرسي مع السفهاء والغوغاء والعامة رجال ونساء صغار وكبار ودهماء ويتكلم بكلام السفهاء ويخطب فيهم عياذا بالله من ذلك يحثهم على الشر، فالإنسان العاقل الذي ينظر في النصوص الشرعية لا أنه يمشي وراء العواطف العواصف.

وخرج الشيخان في الصحيحين واللفظ لمسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قيل له لما كانت الفتنة في زمن عثمان قيل له : ))أفلا تدخل على عثمان فتكلمه(( فقال رضي الله عنه)) : أترون أني لا أكلمه إلا إذا أسمعتكم والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون أن أفتح أمرا لا أحب أن أكون أول من فتحه((وفي لفظ)) إني أكلمه في السر (( قالوا ليش ما تكلم عثمان فقال : أنتم لا تحسبون أني أكلم عثمان إلا إذا بلغتكم وحدثتكم؟ هذا فيه إثارة ، إذا قلت لكم كلمت عثمان ما استجاب عثمان ماذا يصير ؟ يزيدون هذا لا خير فيه هذا كذا هذا كذا ، ما هكذا النصيحة كلمته فيما بيني وبينه ، فينبغي للإنسان أن يحسب الحساب لكلامه لا سيما إذا كان أناس يرتقبون ويقتدون به فيهلكون بسببه ، فالواجب على الإنسان تقوى الله في هذا فأن رأى في كلامه خيرا تكلم وإلا سكت والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: )) من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه(( .

و اسمعوا موقفا آخر يدل على فقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ووزنهم للكلمة اخفائهم لها واحجامهم عنها وان كانت حقا ، لكن ان كانت ستؤدي الى شر فانهم يحجمون عنها وهي حق فكيف اذا كانت باطل :خرج البخاري في الصحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال :خطب معاوية رضي الله عنه فقال : (( من كان يريد ان يتكلم في هذا الأمر)) يعني في الخلافة ((فليطلع لنا قرنه)) يعني يخرج رأسه(( فنحن أحق به منه ومن أبيه )) ،((من كان يريد ان يتكلم في هذا الأمر )) يعني أمر الخلافة كل الفتن تدور على هذا الباب " فليطلع لنا قرنه )) يعني يظهر رأسه يتكلم(( فنحن أحق به ومن أبيه )).
قال حبيب ابن مسلمة ـ فهري ـ وهو صحابي وابن صحابي ومن صغار الصحابة ،قال حبيب ابن مسلمة لابن عمر: (( فهلا أجبته )) قال ابن عمر : (( فحللت حبوتي )) التي يربط بها ركبيته الى طاقته
حللت حبوتي الحبل أو الثوب الذي يربط به ركبيته يجمعهما الى صدره ، العرب ماكنت عندهم هذه الكراسي التي نحن عليها الآن يستند عليها وكثيرا هم اهل بادية ماعندهم جدر يستندون اليها كما تستندون انتم الآن فما في الا الصحراء فيحتاجون الى الحبى :
حليم ما ذا ثورة الجهل اغلقته الحبى لتمشي ............. للنفس اللجوج غلوب
فيقول ابن عمر رضي الله عنهما : (( فحللت حبوتي )) وهممت أن أقول له : (( أحق بهذا الأمر من قاتلك و أباك على الاسلام )) ،أنت و أبوك أبو سفيان أحق به منكم السابقون قبل الأقدم في الاسلام الذين قاتلوك وقاتلوا ابى سفيان حتى اسلمتم فاذن هم أقدم في الاسلام ولا "لا " فهم أحق به .يقول هممت أن أقول له هذا ان اقول : (( الأحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الاسلام فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم )) اسمعوا هذه الكلمة هذا في البخاري وقد استشكلوا كثيرا ادخال هذا الحديث في المغازي في غزوة الخندق هذا في المغازي في الخندق،يقول أنا ما ردني عن هذه الكلمة وهي : ((أحق به منك من قاتلك وأباك حتى أسلمتما)) يعني أنه أفضل منك و أسبق الى الاسلام فهو أولى منك لكني تأملت هذه الكلمة التي أقولها تفرق بين الجمع الآن ، وقد جاء في بعض الطرق من هذا الحديث انه كان في الدومة " دومة الجندل " من قرى الجوف الآن من مدن الجوف ذلك حينما جاء معاوية من الشام نعم ، وقد جاء هذا الحديث وله طرق جاء فيه أن أخته ام المؤمنين " حفصة "
لما اجتمع الناس في دومة وجائهم معاوية وخطب قالت : (( أخرج اليه فانك صهر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ و ابن عمر ابن الخطاب فلا تتخلف فيقول الناس تخلف ابن عمر فيعقدوا بذلك شر )) فخرج بمشورة أخته أم المؤمنين.
وهوما قصد شرا ومع هذا قد حصل هذا الكلام ومع هذا يقول هذا يقول : (( خشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدماء ويحمل عني غير ذلك )) قال: (( فذكرت ما أعد الله في الجنان )) يعني لمن صبر ، هذا الكلام مر لكن التحدث به أمر منه ولكن هذا الكلام مر والسكوت عنه عاقبته حلوة عند الله في الجنان ،قال له حبيب هنا حبيب ابن مسلمة : (( حفظت وعصمت )) حفظت بالوحي وعصمت من الوقوع في الفتن فرضي الله تعالى عنه و أرضاه .هذا دليل على خطورة الكلام أن المهيج للفتن ولو كان حقا فكيف به اذا كان باطلا ،ولهذا كانو يقولون في هذا المعني : ((كم من انسان أهلكه لسان وكم من حرف أوقع في الحتف )) وفعلا كلمة واحدة تهلك صاحبها وعياذا بالله من ذلك.فالواجب علينا معشر الاخوة أن نعتبر و أن ننظر في هذه النصوص وان نتأمل مواقف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين كما ترون .

مسلم ابن يسار أخطأ في خروجه مع من خرج وكتب الله له النجاة ورجع وكان أجل في أعين الناس من الحسن ولكن بعد ذلك ارتفع الحسن ونزل مسلم ابن يسار وكان يقول : (( الحمد لله ماضربت في هذه الفتنة بسيفي )) يعني ما قتلت أحد فكان يقال له: (( يكفيك ان قيل هذا مسلم ابن يسار معنا)) فيأتون بسببك فكان يبكي حتى تختضب لحيته من الدموع اشفاقا على نفسه من هذا الموقف .

ولقد بلغني وسمعت من كثير من الاخوان في مصر وفي تونس و آخرهم من ليبيا
لما سمعوا مثل هذا الكلام قالوا : " اذا كان هذا كلام أهل السنة فاحنا ما نبغاه "
فماذا تريدون تريدون كلام من ؟ أهل الفتنة
سيأتي عليكم يوم تتندمون وتبكون دما على هذا الكلام،
ولو ذهبت أسرد لكم أسماء الذين ندموا على المشاركة في الفتنة الى يومنا هذا لاحتجنا أيضا الى مجلد مجيليد لذكر أسمائهم عددا فكيف لو أردنا أن نذكر عباراتهم في هذا الباب، والله قد أحصيت اكثر من مئة شخص منذ الصحابة الى عصرنا هذا من المشاهير الذين نقل عنهم التندم عن المشاركة في الفتن.

فيا اخوتي :
العاقل هو الذي يخبر الناس بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم
وكلام الصحابة والتابعين وأئمة الهدى ،
ومن المتقرر في اعتقاد أهل السنة ترك القتال في الفتن والسعي فيها ،
و ان العبد ينأى بنفسه عنها لأنه انما يقاتل لغيره لاقامة الدين في الغالب ،
ولا يدري ما الذي يتم عليه الأمر في نهايته وحين يرى العواقب يرجع ويتندم .

وليعلم أن هذه المظاهرات التي عمت وطمت بلدان المسلمين ليست من الاسلام في شيء
وانما هي من الكفار ولذلك الآن يدعمها الكفار اليهود والنصارى :
أنا اسالكم سؤلا ولما لا تفعله وسائل الاعلام ؟هذا التدخل السافر من اليهود والنصارى في البلدان الغربية في بلدان المسلمين لما لم نر عشره يوم أن ضرب أهل الاسلام في غزة ، المسلمون في غزة استئصلوا وفي رمضان الطيران اليهودي يصب عليهم ناره بالليل والنهار، وما سمعنا لواحد منهم عشر ما نسمعه الآن من التدخل في بلدان المسلمين ، ليش هذه الشفقة على شعوب المسلمين الآن ما شاء الله :
ماخبرنا الذئب حنونا على الخروف
لكن هناك لما كان القاتل لأهل الاسلام هم فلا لا كلام ربيبتهم دولة اليهود هم الذين يمدونها بالعتاد والمال واقتصادها قائم كله على المعونات الغربية، وما واحد منهم همس ببنت شفة بل آخرهم الاعتراض عليه في مجلس الأمن كما سمعتم قبل اسبوع، اعتراض على أن تدان دولة اليهود ادانة مجرد ادانة تعترض عليها أمريكا ،وهي التي تتدخل في أحوال المسلمين مظهرة نفسها الشفيقة عليهم وهي هي التي تسعى لاثارة الفتن،هذه البلدان الكافرة تشجع هذه المظاهرات في بلدان المسلمين على حكام المسلمين فتثير الفتن وتزيد في الاظطرابات والمحن يا معشر الاخوان يجب علينا ان نفقه هذا ،ماشاء الله هذه الشفقة والرحمة التي عليهم بنا ماشاء الله طيب لما تكون كما قلت لكم في فلسطين أبدا لا وجود لذلك .
فيجب علينا أن نعلم أن هذه المظاهرات انما هي من سنتهم ومن سبيلهم ومن تشجيعهم لهؤلاء الناس الغوغاء للخروج على حكامهم وولاة امورهم ومن اشاعة الفوضى في بلدان المسلمين ، واشاعة الاضطراب في بلدان المسلمين عياذا بالله من ذلك .

هذه المظاهرات سنة جاهلية لا يجوز الخروج فيها ولا الدعوة اليها،
ولا المعاونة على ذلك لا بالمال ولا بالمقال ولا بالرجال،
ومن ساعد على ذلك فهو مبطل يسعى في الفتنة عياذا بالله
من ذلك وهي من الخروج على الولاة ولا شك.

وليعلم حفظكم الله أن الحكام الذين يتحدث عنهم اليوم وفي قديم الزمان الحكام لا يخرجون عن واحد من اثنين ـ حكام المسلمين ـ :
ـ اما أن يكون حاكما مسلما مهما فسق ومهما ظلم فلا يجوزالخروج عليه .
ـ واما ان يكون غير ذلك وسيأتي الكلام عليه .
ولكن قبل هذا نعلم أولا ان الحكام لاصلاح للناس الا بهم هذا من المتقرر ، لا صلاح للناس ولا لأمرهم الا بقيام الحكام كما قال ذلك أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ قال : (( لا يصلح الناس الا أمير بر أو فاجر )) هذه عبارته،فقيل له يا أمير المؤمنين ان البر قد عرفناه فكيف بالفاجر ،فقال ـ رضي الله عنه ـ : ((ان الفاجر يؤمن الله ـ عز وجل ـ به السبل )) البر عرفوه لا اشكال فيه لكن الفاجر ،قال (( الفاجر يؤمن الله به السبل )) هذا واحد ،ثانيا (( يجاهد به العدو )) ، ثالثا (( تجبى به الفيء ))، رابعا (( تقام به الحدود )) ،خامسا قال : (( ويحج به البيت )) ،سادسا : قال ((ويعبد المسلم الله فيه آمنا حتى يأتيه اجله وهو على ذلك )) وهذا خرجه البيهقي في الشعب في " شعب الايمان " بسند صحيح .

هذه مقالة أمير المؤمنين علي الخليفة الراشد الصحابي الفقيه صحابي من قدماء الصحابة اسلاما وفقهائهم وحاكمهم فهو خليفة المسلمين ـ رضي الله تعالى عنه ـ ،فيقول (( لا يصلح الناس الا أمير بر أو فاجر)) البر لا اشكال عرفناه لكن الفاجر كيف ؟فقال (( يؤمن الله عز وجل به السبل ، ويجاهد به العدو ويجبى به الفيء تقام به الحدود يحج به البيت ويعبد المسلم الله فيه آمنا حتى يأتيه اجله )) من الله تبارك وتعالى هذا كلام أمير المؤمنين .وعن الحسن البصري أيضا المشهور مثله ـ رحمه الله ـ حيث يقول : (( والله لا يستقيم الدين الا بهم وان جاروا وظلموا والله ما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون )).

فنحن البر لا نتكلم فيه لكن نتكلم عن الفاجر الفاجر لا يخلوا من حالين :
اما أن يكون فجوره غير مخرج له عن الايمان فهذا لا يجوز الخروج عليه باجماع السلف مهما حصل منه من فسوق من ظلم من طغيان من عصيان مادام مسلما في دائرة الاسلام لا يجوز الخروج عليه ،قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ ويقال : (( ستون سنة من امام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان والتجربة تبين ذلك )) الله أكبر هذا يقولون فيه أربعين سنة وهذا يقولون فيه ثلاثين سنة وهذا يقولون فيه بضع و عشرين سنة ،طيب شيخ الاسلام ينقل عن السلف انهم يقولون (( ستين سنة من سلطان جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان )) والتجربة يقول تبين ذلك وانا أقول لكم أن هذا الكلام من ابن تيمية مصداقه الذي رأيتموه أو سمعتموه ،احراق الدوائر الحكومية والممتلكات الحكومية والمباني العامة والبنوك ونهب البنوك واتلاف الممتلكات عموما والسطو على المحارم وقطع السبل واخافة الناس الى درجة أنهم لا يخرجون الى الصلوات ،أليس هذا مصداق كلامه ـ رحمه الله ـ في قوله ((والتجربة تبين ذلك )) مصداق كلامه ،ويقول ـ رحمه الله ـ : (( يجب أن يعلم أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين وللدنيا الا بها )) كما تكلم على ذلك بكلام رصين في" السياسة الشرعية" .

فأقول المسلم وقد عرفتم أنه بالاجماع لا يجوز الخروج عليه مهما فسق مهما طغى مهما ظلم مهما استأثر لعموم قوله صلى الله عليه وسلم : (( اسمع واطع ولو جلد ظهرك وأخذ مالك )) ،يا ناس : النبي يقول هذا الكلام العربي الفصيح الصحيح (( اسمع و أطع ولو ضرب ظهرك وأخذ مالك )) ، مالك أنت الذي حصلته بكدك و اجتهادك وعرقك . لو أخذه منك هذا السلطان الظالم وجلد فوق ذلك ظهرك مادام لم يكفر فانه يجب عليك أن تسمع وتطيع ، لأن هذه المفسدة مفسدة خاصة نزلت بشخص بأشخاص مثلا لكن لو سعيت أنت وسعى الثاني وسعى الثالث الى مشاقته فجائت المفسدة العامة وعياذا بالله .

فلا يجوزلنا مع هذا النص وأمثاله عشرات وهي معروفة لكم ولله الحمد ،
لا يجوز لكم أن تسكتوا عن بيانها للناس اذا رأيتم الحاجة اليها ،
و في هذا الوقت الحاجة ماسة ،
فتنقلون لهم كلام أهل العلم وبيان أهل العلم
حتى ينتفعوا به ممن كتب الله له الانتفاع و أما من أعماه هواه فلا حيلة لي.

أما الكافر فلو أردنا أن هذا الحاكم كفر خرج عن دائرة الاسلام صار كافرا ما الموقف معه : نقول الحاكم اذا كفر فالنبي صلى الله عليه وسلم قد قال في حديث عبادة : (( الا أن ترو كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان )) والبواح هو الظاهر الفاشي البادي لكل أحد يراه فيعرفه لا يلتبس عليه لا شبهة فيه ولا تأويل ،اذا كفر الحاكم على هذا النحو فحينئذ يجوز الخروج عليه لكن بشروط :
ـ أول هذه الشروط أن يكون كفرا بواحا لا شبهة فيه لا خفاء فيه لا لبس فيه لا تأويل فيه ،فأحمد ـ رحمه الله ـ كان يفتي بكفر من قال بخلق القرآن و يدعو لمن ؟ للمأمون و يدعو للمعتصم يدعو للخلفاء ويأمر بالصبر عليهم ، المأمون لأنه مات ولم يره ولم يقابله ـ رحمه الله تعالى ـ وبعد ذلك جاء للذي بعده المعتصم ثم بعد ذلك الواثق ثم بعد ذلك جاء المتوكل ورفعت الفتنة ،ثلا ث تعاقبوا من بني العباس على حبسه وضربه ـ رضي الله تعالى عنه ـ ،لما كان يدعو له لانه رآه أنه متؤل عنده شبهة فما كفر ووقف موقفا صلبا في الذين اجتمعوا اليه وقالوا : (( يا أبا عبد الله ان هذا الأمر قد فشى وتفاقم ووصل الى ماترى وأنه لا سمع لهذا الرجل علينا ولا طاعة )) فقال : (( لا هذا خلاف الأثار اصبروا انا نجد في الأثار ما صلى وفدى الله الله في دماء المسلمين كفوا دماء المسلمين )) ،فلابد أن يكون الكفر كفرا بواحا ظاهرا فاشيا باديا هذا أولا.

ـ ثانيا : القدرة على ازالته أن تكون عندنا مقدرة ،أما اذا كنا ضعفاء لا نقدر فالواجب علينا الصبر والتضرع الى الله تبارك وتعالى بأن يفرج عنا مانحن فيه كما قال الحسن فيما ماسمعتم ((اصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين )) هذا الواجب.

ـ الثالث : الا يؤدي هذا الخروج عليه الى أن يخلفه اما مثله أو شر منه، أنت تتعب وربما يحصل قتل لكن قليل لكن في الأخير يتسلط عليك اما مثله و اما من هو شر منه ، هذه مصيبة ما استفدت شيئا ولهذا لما قال من قال ما قال في الدعاء على الحجاج وسمعه الحسن : ((فقال ياهذا انما سلط الحجاج عليك بسبب ذنوبك )) وفي رواية أخرى عنه قال له : (( لا تدعو عليه )) او قال : ((لا تسبه فلعله يحكمك بعده القردة والخنازير )) بعده لعلك تتحكم فيك وتحكمك القردة والخنازير ، فلابد أن يكون هناك قدرة على ازالته ، وأن يكون هناك مع القدرة على ازالته هذا الاحتراز أن لا يتولى عليك من هو مثله أو شر منه ، فان كان كذلك فلا يجوز لما ؟ لأنك حينئذ ما حققت مصلحة أبدا بل سعيت لنقل ملك من ملك الى ملك هذا هو من ملك الى ملك .

ومن ظن أنه بهذا الخروج ينزع الملك من الحكام فهو مخطيء ،
انما الملك هو بيد الله تبارك وتعالى يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء سبحانه وتعالى،
وهؤلاء ما هم الا سبب فقد يسلطون وقد يسلط عليهم
فيستئصلوا عن بكرة أبيهم عياذا بالله من ذلك .

فاذا لا بد من النظر فان لا يؤدي هذا الخروج الى مجيء بآخر مثله أو هو شر منه ،قال شيخنا الشيخ عبد العزيز رحمه الله في فتاويه في المجلد الثامن مئتين و أربعة : ((أما اذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا أو كان يسبب شرا اكثر فليس لهم الخروج عليه رعاية للمصلحة العامة ،والقاعدة الشرعية المجمع عليها وهي : لا يجوز ازالة الشر بما هو شر منه ،بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه اما درء الشر بشر أكثرفلا يجوز باجماع المسلمين )) هذا في فتاوي شيخنا الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ وسائر علماء السنة جميعا .فهذا هو الواجب فاذا كان الأمر هكذا فانه لا بأس أما اذا كان يؤدي الى شر أو ما هو أشر منه فهذا لا يجوز بحال من الأحوال ،وان زعم هؤلاء أن هذا فيه تغيير للمنكر لأننا نسمع الآن أن هذا من ازالة المنكر يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ وأنا أختصر والكلام والله عندي كثير لكن لعلي أختم بهذا ولقد أطلت عليكم .

يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في " اعلام الموقعين " في انكار المنكر وشروطه يقول ـ رحمة الله عليه ـ قال : (( ونحن نذكر تفصيل ما أجملناه في هذا الفصل)) يعني في مسألة في انكار المنكر ومتي يكون؟ ولمن يكون ؟ قال : (( ونبينه بأمثلة صحيحة قال :
المثال الأول أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لأمته انكار المنكر ليحصل بانكاره من المعروف ما يحبه الله ورسوله ، فاذا كان انكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه و أبغض الى الله ورسوله فانه لا يسوغ انكاره وأن كان الله يبغضه ويمقت أهله )) هذا المنكر اذا كان اذا انكرته جاء ماهو أشد منه لا يجوز لك ان تنكره وان كان هذا المنكر الله يبغضه ويبغضه الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لا يجوز لك انكاره .قال ـ رحمه الله ـ : ((وهذا كالإنكار على الولاة والملوك )) أول مثال ذكره الإنكار على الملوك والولاة قال : (( وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم فانه أساس كل شر وفتنة الى آخر الدهر )).وقد استأذن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ الرسول صلى الله عليه وسلم في قتال الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها فقالوا : (( أفلا نقاتلهم ، فقال : لا ما أقاموا الصلاة )) وقال : (( من رأى من أميره ما يكرهه فليصبر ولا ينزعن يدا من طاعة )) ،قال رحمه الله : (( ومن تأمل ما جرى على الاسلام من الفتن الكبار والصغار رآها من اضاعة هذا الأصل وعدم الصبر على منكر فطلب ازالته فتولد ما هو أكبر منه )).فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى بمكة أكبر المنكرات ـ يعني الشرك ـ ولا يستطيع تغيرها بل لما فتح الله مكة وصارت دار اسلام عزم على تغيير البيت ورده على ما هو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك ومنعه من ذلك مع قدرته عليه خشية وقوع ماهو أعظم منه من عدم احتمال قريش لذلك لقرب عهدهم بالاسلام وكانوا حديثي عهد بكفر ولهذا لم يأذن في الانكار صلى الله عليه وسلم على الأمراء باليد لما يترتب عليه من وقوع ما هو أعظم منه كما وجد سواء .

ثم قال : وانكار المنكر أربع درجات :
ـ الأولى أن يزول ويخلفه ضده ـ يعني منكر آخر ـ نعم
ـ الثانية أن يقل هذا المنكر وان لم يزل بجملته ـ يعني يخف ـ
ـ الثالثة أن يخلفه ما هو مثله
ـ الرابعة أن يخلفه ماهو شر منه "
فالدرجتان الأوليان يعني التي يزول فيهما المنكر ولو خلفه ضده أو يقل ويخف قال " مشروعتان " ،
والثالثة الذي يخلفه مثله " محل اجتهاد " ،والرابعة " محرمة " أن تزيل هذا المنكر بما هو أنكر منه
قال : (( فأذا رأيت أهل الفسوق والفجور يلعبون بالشطرنج كان انكارك عليهم من عدم الفقه والبصيرة الا اذا نقلتهم الى ما هو أحب الى الله ورسوله كرمي النشاب وسباق الخيل ونحو ذلك )) يعني يخرجون الى طاعة أو الى مباح يتقون به على طاعة الله مثل الاعداد للجهاد في هذا الذي ذكر
(( واذا رأيت الفساق قد اجتمعوا على لهو ولعب وسماع مكاء وتصدية فان نقلتهم عنه الى طاعة فهو المراد والا كان تركهم على ذلك خير من أن تفرغهم لما هو أعظم من ذلك )) يعني أذية المسلمين قال : (( فكان ماهم فيه شاغل لهم عن ذلك وكما لو كان الرجل مشتغل بكتب المجون )) يعني الخلاعة و نحوها أو ما يتعلق بصنع الخمر أو مايتعلق بتعلم الموسيقى و الأغاني ونحوها هذه كلها تسمى كتب مجون (( وخفت من نقله عنها انتقاله الى كتب البدع والضلال فدعه وكتبه الاولى وهذا باب واسع )) .
((وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : مررت انا وبعض اصحابي في زمن التتاربقوم يشربون الخمر فأنكر عليهم من كان معي فأنكرت عليه وقلت له انما حرم الله الخمر لأنها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهؤلاء يصدهم الخمر عن قتل النفوس)) يعني المسلمين لما دخلوا بلاد الاسلام (( وسبي الذرية وأخذ الأموال فدعهم )) خلوهم سكرى الله يجعلهم مايصحون الذي هم فيه من المنكر أخف لو جلدناهم أفاقوا رجعوا على المسلمين يقتلون ويذبحون ويستبحون المحرمات ويسبون والى آخره ، خلوهم فيما هم فيه من الباطل الى آخر الكلام في هذا وهو طويل .

وأقول أن الكلام في الحاكم اذا كان كافرا ينبغي أن تراع فيه هذه الشروط أن تكون هناك قدرة وأن لا يترتب عليه مفسدة أعظم من المفسدة التي أصبنا بها بوجوده ، فاذا استطعنا ازالته فالحمد لله من غير أن يتولد عن ذلك مفسدة أعظم والا فلا يجوز لا لأجله هو لا ، لكن للحفاظ على حرمات المسلمين ،وللحفاظ على أنفس المسلمين ، وللحفاظ على دماء المسلمين، وللحفاظ على أموال المسلمين ،وللحفاظ على مصالح المسلمين، وبقاء هيبتهم ولو ظاهرا أمام عدوهم فهذا لا بد من مراعاته .

وأقول لاخواننا في ليبيا وفي غيرها من هذه البلدان
التي ابتليت سواء في اليمن أو في البحرين أو في العراق أو في مصر أو في الأردن،
أقول لهم اتقوا الله جل وعلا ولا تشتركوا في هذا القتال أبدا فانه قتال فتنة ،
وانما يسعى هؤلاء لازالة ملك لايصال ملك وبعضهم ربما لا يصل ،
وما يتولد على فعلهم من الشر أعظم مما يأتون به من الخير ،
ولاهم أقاموا دين ولاهم أبقوا دنيا ،
وهذا كلام الله وهذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا كلام أصحابه رضي الله عنهم وهذا كلام التابعين وأتباعهم ،
وهذا كلام أئمة الاسلام المشاهير سمعتموه ،
فنقول من اتبع غير سبيل هؤلاء فقد اتبع غير سبيل المؤمنين عياذا بالله من ذلك .

وأهل البدع والأحزاب السياسية الآن تركب الموجة
فماكان للإخوان المسلمين في مصر أي مشاركة حتى بدأت تظهر النتائج وارهاصات والنتائج
فركبوا الموجة ، وهكذا القرضاوي جاء في آخر الأمر ومن العجيب أن يقول لهم
لا تدعوا أحدا يسرق ثورتكم وهو أول السراق، الذي تربع الآن وليس له فيها ناقة ولا جمل
وبئس الرجل هو وأمثاله ، ويدعو الناس الى المشاركة والاستمرار في الباطل ،
وهكذا أيام تونس وهكذا الآن في ليبيا فقد سمعته بنفسي وبأذني عياذا بالله من ذلك
ومن أمثاله الذين يدعون الى هذا الباطل.

وأقول الى اخواننا الذين في ليبيا الذين يسئلون انهم قد يأتيهم هؤلاء الذين يزحفون
على المقدرات وعلى المنشآت وعلى المدن وعلى القرى فيطالبونهم بالخروج معهم :
أنا أقول لهم لا تشتركوا في الخروج معهم أبدا ،
لأن الآن فتنة عظيمة والدماء تراق بالمئات فلا تكونوا في هذا الباب ،
وعليكم أن تلزموا بيوتكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كونوا احلاس بيوتكم ،
ولا تشاركوا واذا ابتليتم فقدموا أموالكم دون أنفسكم ودينكم وحرماتكم ،
فان أخذ المال فالله يعوضه وان جيء اليكم واستطعتم الدفع عن أنفسكم
بما دون القتل فهذا هو الواجب ،
والا فيجوز لك أن تدفع عن نفسك ،
والأفضل أن تكون عبد الله المقتول ولا تكون عبد الله القاتل ،
وأما الدين والحرمة فدونه النفس رخيصة ،
والحرمة كما قال الامام أحمد رحمه الله أمرها شديد لا يمكنهم منها ،
اذا أرادوا الحرمة دخلوا على أهلك على محارمك فقاتل حينئذ حتى تقتل ،
فلا خير في الحياة وأما ماعدا ذلك فلا تشتركوا في القتال .

هذا الذي أقوله :
وأسال الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
وأساله باسمه الأعظم الذي اذا دعي به أجاب واذا سأل به اعطى
أن يكشف الفتن عنا وعن المسلمين أجمعين .

نسال الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
أن يرفع عن المسلمين مانزل بهم من الفتن .

أسال الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
أن يرفع عن المسلمين الفتن .

أسال الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
و باسمه الأعظم الذي اذا دعي به أجاب واذا سأل به اعطى
أن يرفع عن المسلمين وبلاد المسلمين مانزل بها من الفتن .

كما أساله سبحانه وتعالى أن يعصم بلادنا هذه من الفتن ماظهر منها وما بطن
و أساله جل في علاه أن يحفظ حرمات المسلمين ودماء المسلمين انه خير مسأول .

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله
نبينا محمد و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

التفريغ من قبل الاخ جمال الدين الجزائري

حمل من هنا

http://www.zshare.net/download/87207259dd8ef245/
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:42 PM.


powered by vbulletin