لا حرج على الشاب أو الشابة أن يحرصا على جمالهما لكن بدون ارتكاب ما حرم الله
عن أبى هريرة رضي الله عنه:
أن رجلا أتى النبى صلى الله عليه وسلم -وكان رجلا جميلا -
فقال: يا رسول الله، إنى رجل حبب إلى الجمال، وأُعطيت منه ما ترى حتى ما أحب أن يفوقنى أحد - إما قال بشراك نعلى. وإما قال بشسع نعلى - أفمن الكبر ذلك؟
قال صلى الله عليه وسلم: «لا. ولكن الكبر من بطر الحق وغمط الناس ».
رواه أبو داود، والبخاري في الأدب المفرد، وابن حبان في صحيحه، والحاكم، وغيرهم وسنده صحيح. [صحيح الأدب المفرد:433/556].
ومعنى بطر الحق: رده ومضادته.
غمط الناس: احتقارهم.
والحديث المشهور في الباب حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» . فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنا. قال: «إن الله تعالى جميل يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس» . رواه مسلم.
وكلاهما صحيح.
وغمط الناس: احتقارهم وأعظم ذلك من يحتقر الشخص لإسلامه أو استقامته وطاعته فهذا من الكفر، ومن ذلك احتقار الناس حسدا وبغيا وهذا من الكبائر، ويدخل في غمط الناس فيما يتعلق بالجمال هو احتقار الجميل لمن هو دونه أو فوقه أو مثله، واغتراره بنفسه الذي دعاه لاحتقار غيره.
وبطر الحق: رده وعدم قبوله، وأعظم ذلك رد الإسلام والقبول بالشرك والكفر، ويدخل في بطر الحق التعصب للباطل.
ويدخل في بطر الحق ادعاء الشخص أنه أجمل ممن هو أجمل منه عند الناس، لكن إذا وجد التقارب في الجمال، أو كان ذلك راجعا لأذواق الناس فلا يدخل فيه.
والله أعلم.
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
14/ 5/ 1439 هـ