منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > المنابر الموسمية > منبر أشهر الحج

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-28-2010, 09:45 PM
أم همام السلفية أم همام السلفية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 46
شكراً: 16
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي الآداب الشرعية في العشر الأٌول من شهر الله المحرم"ذي الحجة"

بسم الله الرحمن الرحيم
الآداب الشرعية في العشر الأُوّل من شـهـر الله المحــــــــــرم
"ذي الحجـــــــــــــــــــــــــة"
أولا :تذكـرة:
*الإفادة إلى تحقيق أفضل العبادة::
إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته .
-فأفضل العبادات في وقت الجهاد , الجهاد وإن آل الى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار بل ومن ترك إتمام صلاة الفرض في حالة الأمن , والأفضل في وقت حضور الضيف مثلا القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب وكذلك في أداء حق الزوجة والأهل ,والأفضل في أوقات السحر الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار ,والأفضل في وقت استرشاد الطالب وتعليم الجاهل الإقبال على تعليمه والاشتغال به .والأفضل في أوقات الآذان ترك ماهو فيه من ورده والاشتغال بإجابة المؤذن ,والأفضل في أوقات الصلوات الخمس الجد والنصح في إيقاعها على أكمل الوجوه والمبادرة إليها في أول الوقت والخروج الى الجامع وإن بعد كان أفضل , والأفضل في أوقات ضرورة المحتاج الى المساعدة بالجاه أو البدن أو المال الاشتغال بمساعدته وإغاثة لهفته وإيثار ذلك على أوراد ك وخلوتك والأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب و الهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره والعزم على تنفيذ أوامره من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك , والأفضل في وقت الوقوف بعرفة الاجتهاد في التضرع والدعاء والذكر دون الصوم المُضعف عن ذلك والأفضل في أيام عشر ذي الحجة الإكثار من التعبد لاسيما التكبير والتهليل والتحميد فهو أفضل من الجهاد غير المتعين ,...
فالأفضل في كل حال إيثار مرضاة الله في ذلك الوقت والحال والاشتغال بواجب ذلك الوقت ووظيفته ومقتضاه.
*وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق والأصناف قبلهم أهل التعبد المقيد فمتى خرج أحدهم عن النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته فهو يعبد الله على وجه واحد وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثره على غيره بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت فمدار تعبده عليها فهو لايزال منتقلا في منازل العبودية كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره.."
من مدارج السالكين للإمام ابن قيم الجوزية 1/85 "أهل مقام <إياك نعبد>في أفضل العبادة وأنفعها وأحقها بالايثار والتخصيص .

الفصل الأول / فضائلها في القرآن والسنة:

*إقسام الله عزوجل بالأيام العشر تعظيما لفضلها سورة الفجر 1/2.

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 2/155:"والليالي العشر : المراد بها عشر ذي الحجة ,كما قاله ابن عباس وابن الزبير وغير واحد من السلف والخلف"اهـ.
*الأيام العشر من ذي الحجة أفضل أيام الدنيا :
عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"أفضل أيام الدنيا العشر يعني عشر ذي الحجة قيل : ولامثلهن في سبيل الله قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عُفر وجهه بالتراب " رواه البزار وحسن اسناده المنذري صحيح الترغيب والترهيب رقم :1150.
-قال المناوي في فيض القدير 2/66:"(أفضل أيام الدنيا )خرج به أيام الآخرة فأفضلها يوم المزيد يوم يتجلى الله لأهل الجنة فيرونه .(أيام العشر )أي عشر ذي الحجة لاجتماع أمهات العبادة فيه وهي الأيام التي أقسم بها الله بها في التنزيل بقوله <والفجر وليال عشر>"اهـ.
*العمل الصالح في أيام العشر أحب الى الله وأعظمه أجرا :
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مامن أيام أعظم عند الله ولا أحب الى الله العمل فيهن من أيام العشر " رواه الطبراني في الكبير وجود إسناده المنذري وانظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1248.
*العمل الصالح مضاعف الأجر في أيام العشر محقق لتزكية القلوب :
العمل الصالح في العشر أفضل من ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله :
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مامن أيام العمل الصالح فيها أحب الى الله عزوجل من هذه الأيام يعني العشر قالوا : يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/382-383-فتح.وكذا أبو داود 2438والترمذي 1248.
-قال العلامة ابن رجب في "لطائف المعارف" 1/289:"وقد دل هذا الحديث على أن العمل في أيامه –يعني أيام العشر –أحب الى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء شيء منها وإذا كان أحب الى الله فهو أفضل عنده....وإذا كان العمل في أيام العشر أفضل وأحب الى الله من العمل في غيره من أيام السنة كلها صار العمل فيه وإن كان مفضولا أفضل من العمل في غيره وان كان فاضلا ولهذا قالوا : يارسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد ...وهذا يدل على أن العمل المفضول في الوقت الفاضل يلتحق بالعمل الفاضل في غيره ويزيد عليه لمضاعفة ثوابه وأجره "اهـ.
*فقه الحكمة من تفضي هذه الأيام العشر وتعظيم العمل الصالح فيها ومضاعفته :
-قال الحافظ في الفتح 2/460:"والذي يظهر أن السبب في امتياز ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيره " اهـ.







فضل يوم عرفة :

*إقسام الله عزوجل بيوم عرفة دلالة على شرف اليوم:

· قال الله عزوجل :<واليوم الموعود وشاهد ومشهود >البروج2/3.
· عن أبي مالك الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اليوم الموعود :يوم القيامة والشاهد : يوم الجمعة والمشهود : يوم عرفة ويوم الجمعة ويوم الجمعة :ذخره الله لنا وصلاة الوسطى : صلاة العصر "رواه الطبراني وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم 8200وصح مرفوعا من حديث أبي هريرة :صحيح الجامع رقم 8201وانظر تفسير ابن كثير 7/155سورة الفجر.
*أخذ الله الميثاق من ذرية آدم على توحيده عزوجل :
· عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنعمان –يعني بعرفة-وأخرج من صلبه ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلا قال :<ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنُا عن هذا غافلين > الأعراف 172.رواه أحمد وهو في صحيح الجامع رقم 1701.
*الدعاء يوم عرفة حريٌ بالإجابة :
· عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خير الدعاء دعاء يوم عرفة "رواه الترمذي وانظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1536
*يوم عرفة أكثر عتقا للعباد فيه من النار:
· عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"مامن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو يتجلى ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء "رواه مسلم وانظر الصحيحة رقم 2551
· قال العلامة ابن باز رحمه الله في التحقيق ص 50:"هذا يوم عظيم ومجمع كبير يجود الله فيه على عباده ويباهي بهم ملائكته ويكثر فيه العتق من النار ,وما يرى الشيطان في يوم هو أدحر وأصغر ولا أحقر منه في يوم عرفة إلا مارؤي يوم بدر ,وذلك من جود الله على عباده وإحسانه إليهم وكثر إعتاقه ومغفرته "وذكر حديث مسلم اهـ.
*دنو الله عزوجل من حجاج البيت ومباهاته بهم الملائكة :
· عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول "إن الله عزوجل يباهي ملائكته عشية يوم عرفة بأهل عرفة فيقول أنظروا إلى عبادي شعثا غبرا "رواه أحمد وغيره وأنظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1153.
· وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل من الأنصار الى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الحاج ماله إذا وقف بعرفات فقال :"إذا وقف بعرفات فإن الله عزوجل ينزل للسماء الدنيا فيقول انظروا عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم وان كانت عدد قطر السماء ورمل عالج "رواه البزار والطبراني وابن حبان في صحيحه وانظر صحيح الترغيب و الترهيب رقم 1155





فضل يوم النحر :

*يوم النحر أعظم أيام السنة عند الله :

-عن عبد الله بن قرط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر"(يوم القر هو اليوم الذي بعد يوم العيد )رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع رقم 1075.
-قال ابن القيم في الزاد 1/54:"فضّل الله بعض الأيام والشهور على بعض فخير الأيام عند الله يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر كما في السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :"أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر",ويوم النحر أفضل من يوم عرفة لأن الحديث دال على ذلك لايعارضه شيء يقاومه والصواب أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر لايوم عرفة لقوله تعالى:<وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحجّ الأكبر> التوبة 3.,وثبت في الصحيحين أن أبابكر وعليا رضي الله عنهما أنا بذلك يوم النحر لايوم عرفة ,وفي سنن أبي داود بأصح إسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"يوم الحج الأكبر يوم النحر : صحيح الجامع رقم 8191.وكذلك قال أبو هريرة وجماعة من الصحابة .ويوم عرفة مقدمة يوم النحر بين يديه فإن فيه يكون الوقوف والتضرع والتوبة والابتهال والاستقالة ثم يوم النحر تكون الوفادة والزيارة ولهذا سمي طوافه طواف الزيارة لأنهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة ثم أذن لهم ربهم يوم النحر في زيارته والدخول عليه إلى بيته ولهذا كان فيه ذبح القرابين وحلق الرؤوس ورمي الجمار ومعظم أفعال الحج وعمل يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم "اهـ بتصرف
*يوم العيد هو يوم المسلمين أبدلهم به خيرا من أعياد الجاهلية:
-عن أنس قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال : ماهذان اليومان قالوا كنا نلعب فيهما في الجاهلية , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر " صحيح سنن أبي داود رقم 1005.
*ٌٌإقسام الله بيوم النحر على قول بعض السلف:
-قال تعالى :<والفجر وليال عشر والشفع والوتر>الفجر 1/2/3.
القسم الأول :<والفجر>الفجر1,قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 7/155:عن مسروق ومحمد بن كعب قالوا :"المراد به فجر يوم النحر خاصة هو خاتمة الليالي العشر".
القسم الثاني :قوله تعالى <والشفع والوتر>الفجر3,نقل الحافظ ابن كثير في تفسيره 7/156عن طائفة من السلف منهم ابن عباس والضحاك قالوا: "الوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر".
ملاحظة:روى الإمام أحمد والطبراني وابن أبي حاتم تفسير الوتر بيوم عرفة والشفع بيوم النحر مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم .قال الحافظ ابن كثير في تفسيره 7/156:هذا إسناد رجاله لا بأس بهم عندي وعندي أن المتن في رفعه نكارة والله أعلم ".
يتبع إن شاء الله بالفصل الثاني وهو الآداب الشرعية في العشر الأُول من ذي الحجة.

التعديل الأخير تم بواسطة أم همام السلفية ; 10-29-2010 الساعة 05:25 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-29-2010, 05:54 AM
أم همام السلفية أم همام السلفية غير متواجد حالياً
طالبة في معهد البيضـاء العلميـة -وفقها الله-
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 46
شكراً: 16
تم شكره 5 مرة في 5 مشاركة
افتراضي

الفصل الثاني :الآداب الشرعية في العشر الأُول من ذي الحجة
*الأدب الأول: إحصاء الأشهر الهجرية والعناية بها:
-إحصاء الأشهر الهجرية والعناية بها في التأريخ والمستقبل لأنها الأشهر التي ارتضاها الله عزوجل بعباده كما قال تعالى :<إنَ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدّين القيّم فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم >التوبة 36 .
-تفسير <فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم >قال ابن كثير في تفسيره 4/148:"<فلا تظلموا فيهنّ أنفسكم>"أي في هذه الأشهر المحرمة ,لأنه آكد وأبلغ في الإثم من غيرها,كما أن المعاصي في البلد الحرام تضاعف ,لقوله تعالى :<ومن يرد فيه بإلحاد نذقه من عذاب أليم >الحج25,وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام ....."اهـ
-وقّت الله عزوجل ورسوله أعظم الطاعات والقربات والأعياد والمسرات بإحصاء هذه الأشهر كالصوم والحج والزكاة والعيدين دلالة على شرفها وعظم قدرها كما أن إعراض الأمة عنها تعلما وتأريخا وعناية دلالة استبدالها الأدنى بالذي هو خير فاستبدل الله عزها ذلا وقوتها ضعفا واجتماعها تفرقا
-عن عقبة بن عامر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب "صحيح أبو داود 2419.
*الأدب الثاني : الذكر عند رؤية الهلال :
-عن طلحة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال " اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله " السلسلة الصحيحة 8857.(ويستقبل بذلك القبلة وليس الهلال فلتنتبه أيها اللبيب).
*الأدب الثالث: الاستكثار من الأعمال الصالحة ونوافل الطاعات :
-عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مامن أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله عزوجل من هذه الأيام –يعني أيام العشر-قالوا : يارسول الله ,ولا الجهاد في سبيل الله قال:ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء "رواه البخاري والترمذي وأبو داود وابن ماجه وأنظر صحيح الترغيب والترهيب 1248.
-عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مامن عمل أزكى عند الله ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل :ولا الجهاد في سبيل الله قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء .فقال :فكان سعيد بن جبير إذا دخل أيام العشر اجتهد اجتهادا شديدا حتى مايكاد يقدر عليه "رواه البيهقي وانظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1248.
-قال العلامة ابن باز في التعليق على رياض الصالحين 3/313:"فهذا يدل على فضل هذه الأيام وأنها أيام عظيمة ,يشرع للمؤمن الإكثار فيها من أعمال الخير من صدقات وصوم وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وعيادة مريض وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر إلى غير ذلك من وجوه الخير "اهـ.
قاعدة:
إذا كان المؤمن مشروعا له الإكثار من الأعمال الصالحات فحري به أن يتخير من شعب الإيمان ماهو أنفع لقلبه وأطوع لنفسه وأرضى لربه "أنظر مدارج السالكين لابن القيم ,فصل أهل مقام إياك نعبد فهي أفضل العبادة.
*الأدب الرابع :
-ـأولا : صيام الأيام التسعة من ذي الحجة بمافيها عرفة والإفطار يوم النحر:
-صوم تسع ذي الحجة عموما: عن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر .(وفي رواية :وخميسين)رواه أبوداود والنسائي وأنظر صحيح سنن أبي داود 2129.
-إشكال وجوابه :
-عن عائشة قالت :"مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط "أخرجه مسلم
1-قال النووي في شرح مسلم 1/212:"قال العلماء هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة قالوا وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة...فيتأول قولها :لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم تره صائما فيه ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر".اهـ
خلاصة الجواب: عدم العلم لايستلزم العلم بالعدم والمثبت مقدم على المنفي.
2-قال الحافظ في الفتح 2/460:"ولا يرد على ذلك (أي صيام التسع)مارواه مسلم وغيره عن عائشة قالت:"مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط",لاحتمال أن يكون ذلك لكونه كان يترك العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يفرض على أمته كمار واه الإمام مسلم من حديث عائشة أيضا "اهـ .
-عن عائشة رضي الله عنها قالت :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك العمل وهو يحب أن يفعله خشية أن يستن به فيفرض عليهم " رواه مسلم 718
قـــــاعدة:
نص العلامة ابن القيم أن محاسبة النفس قبل العمل تقتضي محاسبتها على العمل ,وهو فعله أفضل من تركه ".إغاثة اللهفان ص81.
فالقاعدة :إذا كان الصوم يضيع واجبا أو مستحبا أو يستجلب مفسدة وضررا فالمشروع تركه والاشتغال بغيره من الصالحات.
الدلــــــــيل:
-عن أنس رضي الله عنه قال :كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر قال فنزلنا منزلا في يوم حار أكثرنا ظلا صاحب الكساء فمنا من يتقي الشمس بيده قال فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال صلى الله عليه وسلم "ذهب اليوم المفطرون بالأجر ".رواه مسلم وأنظر صحيح الترغيب والترهيب 1061
ثانيا:صوم يوم عرفة لغير الحاج :
-عن أبي قتادة رضي الله عنه قال :سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ قال :"يكفر السنة الماضية والباقية"رواه مسلم 1162.
-أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :"نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة "فلا يصح .ضعيف الجامع الصغير 6069.
-لكن السنة النبوية العملية تشهد أن الفطر يوم عرفة للحاج هو الأفضل.
قال ابن القيم في الزاد2/73(وقد كر لفطره بعرفة عدة حكم :منها أنه أقوى على الدعاء ومنها:أن الفطر في السفر أفضل في فرض الصيام فكيف بنفله,قال عبد الله بن أحمد في مسائله :سألت أبي عن الرجل يصوم تطوعا في السفر فهل يأثم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس من البر الصوم في السفر "متفق عليه فقال إن صام في سفر صوم فريضة أجزأه ولا يعجبني أن يصوم تطوعا ولا فريضة في سفر ,وكان شيخنا –شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-يقول :الحكمة فيه أنه عيد لأهل عرفة فلا يستحب صومه لهم ,قال والدليل الحديث الذي في السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :"يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام "قال شيخنا: وإنما يكون يوم عرفة عيدا في حق أهل عرفة لاجتماعهم فيه بخلاف أهل الأمصار فإنهم إنما يجتمعون يوم النحر فكان هو العيد في حقهم ومعلوم :أن كونه عيدا هو لأهل ذلك الجمع لاجتماعهم والله أعلم"اهـ بتصرف .
ثالثا:الفطر يوم الأضحى والنهي عن صومه واستحباب الفطر على الأضحية:
-النهي عن صومه : عن أبي عبيد مولى ابن زاهر قال : "شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامها يوم فطركم من صيامكم واليوم الآخر تأكلون فيه من نُسككم "(نسككم أضحيتكم )رواه البخاري ومسلم.
-الفطر من الأضحية : عن بريدة قال :"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايخرج يوم الفطر حتى يأكل وكان لا يأكل يوم النحر حتى يرجع " رواه الترمذي وابن ماجه وأنظر صحيح ابن ماجه 1422.

*الأدب الخامس: الإمساك عن الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد التضحية من أول شهر ذي الحجة حتى يضحي:
-عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره ولا من أظفاره شيئا حتى يضحي "رواه مسلم .
-فقه في الحكمة من الإمساك عن أخذ الشعر والأظافر:
-قال العلامة ابن عثيمين في أحكام الأضحية 36/التلخيص:"والحكمة في هذا أن المضحي لما شارك الحجاج في بعض أعمال النسك والتقرب إلى الله في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه ,وهذا حكم خاص بمن يضحي ,أما من يٌضحى عنه فلا يتعلق به لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"وأراد أحدكم أن يضحي "رواه مسلم ولم يقل أو يُضحى عنه ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي عن أهل بيته ولم ينقل عنه أنه أمرهم بالإمساك عن ذلك..."اهـ.
*الأدب السادس:الاستكثار من ذكر الله عزوجل في أيام العشر والجهر بذلك في مجتمعات المسلمين وعلى كل حال:
1-مشروعية الإكثار من الذكر:قال تعالى <ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام >الحج27
-روى البخاري 3/457تعليقا مجزوما به عن ابن عباس قال :"الـأيام المعلومات :أيام العشر"وصله الحافظ في الفتح 3/457
2-صفة الذكر:عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مامن أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر فأكثروا فيهن التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير " رواه الطبراني في الكبير وغيره وجود المنذري إسناده وأنظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1248والإرواء 3/397.
3-مشروعية الجهر بالتكبير في مجتمعات المسلمينحب البقاع وشرها:
-روى البخاري في صحيحه 1/246تعليقا بصيغة الجزم :"كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما" وصله الحافظ في الفتح 2/458وانظر الإرواء 651.
4-مشروعية التكبير بتكبير الإمام أو نائبه أو بتكبير أهل الذكر والعلم:
-روى البخاري في صحيحه 1/246تعليقا بصيغة الجزم :"كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما" مخرج سابقا.
الأدب السابع : الدعاء والذكر يوم عرفة للحاج خير من الصيام :
-عن ابن عمرو ابن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ماقلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لاشريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " رواه الترمذي وحسنه وأنظر صحيح الترغيب والترهيب رقم 1536.
-قال العلامة ابن باز –رحمه الله-في التحقيق والإيضاح :"ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ماتقدم من الأذكار والأدعية وماكان في معناها من الذكر والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويلح في الدعاء ويسأل من خيري الدنيا والآخرة ,...ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتا لربه سبحانه متواضعا له خاضعا منكسرا بين يديه يرجو رحمته ومغفرته ويخاف عذابه ومقته ,ويحاسب نفسه ويجدد توبة نصوحا لأن هذا يوم عظيم ومجمع كبير ...فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيرا وأن يهينوا عدوهم الشيطان ويحزنوه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا ..."اهـ.
*الأدب الثامن : صلاة العيد يوم الأضحى والتزام آداب عيدالأضحى :راجع الآداب الشرعية لعيد الأضحى والفطر.
*الأدب التاسع:الأضحية لمن وجد سعة:
-عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا" رواه ابن ماجه وحسنه وأنظر صحيح سنن ابن ماجه 2532.
يتبع إن شاء الله بالفصل الثالث :مالا يصح من فضائل أيام العشر من ي الحجة ويوم عرفة وهو الأخير إن شاء الله.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:16 AM.


powered by vbulletin