منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > منبر الحديث الشريف وعلومه

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-03-2013, 04:41 PM
إسماعيل علي شرفي إسماعيل علي شرفي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 14
شكراً: 4
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي حديث : " من سأل الناس وله ما يغنيه ... قيل : وما يغنيه ؟ ... " ضعيف ويحول إلى " الضعيفة " !

قال الشيخ علي رضا :
قال شيخنا المحدث الألباني في " الصحيحة " برقم ( 499)
" من سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشاً أو خموشاً أو كدوحاً في وجهه .
قيل : يا رسول الله وما يغنيه ؟
قال : خمسون درهما، أو قيمتها من الذهب " :

أخرجه أبو داود (1626) والنسائي (1 / 363) والترمذي (1 / 126) والدارمي (1 / 386) وابن ماجه (1840) والطحاوي (1 / 306) والحاكم (407) وأحمد (1 / 388، 441) وابن عدي (69 / 1، 73 / 2) من طريق حكيم بن جبير عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره .
والسياق لابن ماجه وزاد هو وغيره :
" فقال رجل لسفيان : إن شعبة لا يحدث عن حكيم بن جبير، فقال سفيان : قد حدثناه زبيد عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد ".
قلت: حكيم بن جبير ضعيف ، لكن متابعة زبيد وهو ابن الحارث الكوفي تقوي الحديث ؛ فإنه ثقة ثبت، وكذلك سائر الرواة ثقات ، فالإسناد صحيح من طريق زبيد .
قال الترمذي " حديث حسن ".
انتهى كلام شيخنا رحمه الله تعالى ؛ ولي بعض الملحوظات على بعض كلامه :
هذا الحديث ليس له طريق محفوظ إلا طريق حكيم بن جبير كما جزم الأئمة ؛ وحكيم هذا متروك على الصحيح ؛ بل كذبه بعضهم .
قال ابن الجوزي في " التحقيق في أحاديث الخلاف " برقم ج 2/ ص 60 :
أَخْبَرَنَا هِبَةُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانَ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من سَأَلَ وَله مَا يُعينهُ جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُدُوشًا أَوْ كُدُوحًا فِي وَجْهِهِ قَالُوا يَا رَسُول الله ومَا عناه قَالَ خَمْسُونَ دِرْهَمًا أَوْ حِسَابُهَا مِنَ الذَّهَبِ " .
حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ مَجْرُوحٌ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ هُوَ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ مُضْطَرِبٌ وَقَالَ يَحْيَى وَالنَّسَائِيُّ ضَعِيفٌ وَقَالَ يَحْيَى مَرَّةً لَيْسَ بِشَيْءٍ وَقَالَ السَّعْدِيُّ كَذَّابٌ وَقَدِ احْتَجَّ مَنْ صَحَّحَ هَذا الْحَدِيثَ بِمَا :

أَخْبَرَنَا بِهِ الْكَرُوخِيُّ قَالَ أَنْبَأَنَا الْأَزْدِيُّ وَالْغُورَجِيُّ قَالَا أَنْبَأَنَا ابْنُ
الْجَرَّاحِ قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ مَحْبُوبٍ قَالَ حَدَّثَنَا التِّرْمِذِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ .

فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ صَاحِبُ شُعْبَةَ : لَوْ غَيْرُ حَكِيمٍ حَدَّثَ بِهَذَا ؟!
فَقَالَ لَهُ : وَمَا لِحَكِيمٍ لَا يحدث بِهَذَا عَن شُعْبَةَ ؟
قَالَ : نَعَمْ .
قَالَ سُفْيَانُ : سَمِعْتُ زُبَيْدًا حَدَّثَ بِهَذَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ .
فَأَجَبْتُ : مَنْ قَالَ هَذَا ؟
فَقِيلَ لَهُ : لَيْسَ فِي هَذَا حُجَّةٌ ؛ فَإِنَّ سُفْيَانَ مَا أَسْنَدَهُ ؛ إِنَّمَا قَالَ : حَدَّثَنَا زُبَيْدُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَحَسْبُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ .
وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَسْلُمَ بِضَمِّ اللَّامِ عَن عبد الرحن بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ ابْنُ أَسْلُمَ ضَعِيفٌ .
وَرَوَاهُ بكر بن خُنَيْس عَنْ أَبِي شَيْبَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبكر وَأَبُو شَيْبَةَ ضَعِيفَانِ بِمَرَّةٍ .
ثُمَّ لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ مَلَكَ خَمْسِينَ دِرْهَمًا لَمْ تَحِلَّ لَهُ الصَّدَقَة وإِنَّمَا فِيهِ أَنَّهُ كَرِهَ لَهُ الْمَسْأَلَةَ فَقَطْ وَالْمَسْأَلَةُ إِنَّمَا تَكُونُ مَعَ الضَّرُورَةِ وَلَا ضَرُورَةَ لِمَنْ يَجِدُ مَا يَكْفِيهِ من وَقْتِهِ .

وقال ابن عبد الهادي معقباً في " تنقيح التحقيق " 3 / 158 :
"
وقد روى حديث حكيم بن جبيرٍ: أبو داود عن الحسن بن عليٍّ عن يحيى بن آدم عن سفيان عنه، قال يحيى: فقال عبد الله بن عثمان لسفيان: حفظي أنَّ شعبة لا يروى عن حكيم بن جبير. فقال سفيان: فقد حدَّثناه زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد .
ورواه التِّرمذيُّ عن قتيبة وعليِّ بن حُجر عن شريك عن حَكيم بن جبير، وقال: حديث ابن مسعود حديثٌ حسنٌ، وقد تكلَّم شعبة في حكيم بن جبير من أجل هذا الحديث. ثُمَّ ذكر ما حكاه عنه المؤلِّف .
ورواه النَّسائيُّ عن أحمد بن سليمان عن يجيى بن آدم، وقال : لا نعلم أحدًا قال في هذا : (عن زبيد) غير يحيى بن آدم ؛ ولم يذكر عبد الله بن عثمان .
ورواه ابن ماجة عن الحسن بن عليٍّ به سواء .

وقال عليُّ بن المدينيِّ : سألت يجيى بن سعيد عن حكيم بن جبير؟ فقال : كم روى؟ إنَّما روى شيئًا يسيرًا.
قلت : من تركه ؟
قال : شعبة ؛ من أجل حديث الصَّدقة ، كان يحدِّث عن من دونه .
وقال أحمد بن سنان القطَّان : قلت لعبد الرَّحمن بن مهديٍّ :
لم تركت حديث حكيم بن جبير؟
فقال: حدَّثني يحيى القطَّان قال : سألت شعبة عن حديث حكيم بن جبير، فقال : أخاف النَّار .
وقال معاذ بن معاذ : قلت لشعبة : حدَّثني بحديث حكيم بن جبير.
فقال : أخاف النَّار .
وقال عبد الرَّحمن بن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عن حكيم بن جبير؟
فقال : في رأيه شيءٌ .
قلت : ما محلُّه؟
قال : الصِّدق إن شاء الله .
وسألت أبي عنه ؟
فقال : ما أقربه من يونس بن خبَّاب في الضَّعف والرأي ، وهو ضعيف الحديث ، منكر الحديث ، له رأيٌ غير محمودٍ ، نسأل الله السَّلامة .
قلت : هو أحبُّ إليك أو ثوير؟
قال : ما فيهما إلا ضعيفٌ غالٍ في التَّشيُّع، وهما متقاربان .
وقال البخاريُّ : كان شعبة يتكلَّم فيه .
وقال يعقوب بن شيبة : ضعيف الحديث .
وقال النَّسائيُّ : ليس بالقويِّ .
وقال الدَّارَقُطْنِيُّ: متروكٌ .
وقال ابن عَدِيٍّ : حدَّثنا ابن حمَّاد قال : حدَّثني أبو الحسن محمَّد بن عبد الله ابن مخلد ثنا إسحاق بن راهويه قال : قال يحيى بن آدم : قال سفيان الثَّوريُّ : شعبة ينكر على حكيم بن جبير حديث الصَّدقة ، أمَّا إني قد سمعته من زبيد.
قال : وثنا ابن أبي بكر ثنا عبَّاس قال : سمعت يحيى يقول ( وسألته عن حديث حكيم بن جبير ) حديث ابن مسعود: " لا تحلُّ الصدقة لمن كان عنده خمسون درهمًا ") :
يرويه أحدٌ غير حكيم ؟
فقال يحيى : نعم ، يرويه يحيى ابن آدم عن سفيان عن زبيد ، ولا أعلم أحدًا يرويه إلا يحيى بن آدم ، وهذا وهمٌ ، لو كان هذا كذا لحدَّث به النَّاس جميعًا عن سفيان، ولكنَّه حديثٌ منكر.
هذا الكلام قاله يحيى أو نحوه .
وقال عمرو بن عليٍّ : كان عبد الرَّحمن لا يحدِّث عن حكيم بن جبير، وكان يحيى يحدِّث عنه .
قال محمَّد بن عبد الرَّحمن العنبريُّ : سُئل عبد الرَّحمن بن مهديٍّ عن حكيم بن جبير؟
فقال : إنَّما روى أحاديث يسيرة، وفيها أحاديث منكرات .
وقال أبو بكر الأثرم : قلت لأحمد بن حنبل : حديث حكيم بن جبير في الصَّدقة ، رواه زبيد أيضًا؟
فقال: كذا قال يحيى بن آدم ، قال : سمعت سفيان يقول لعبد الله بن عثمان : أبو بسطام ( يعني : شعبة ) يروي عن حكيم بن جبير شيئًا ؟
فقال : لا.
فقال سفيان : فحدَّثنا زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد .

وقال ابن عَدِيٍّ : سمعت أحمد بن حفص يقول : سُئل أحمد بن حنبل ( يعني وهو حاضر ) : متى تحلُّ الصَّدقة ؟
قال : إذا لم يكن خمسون درهمًا أو حسابها من الذَّهب.
قيل له : حديث حكيم بن جبير؟
قال : نعم . ثُمَّ حكى عن يحيى بن آدم أنَّ الثوريَّ قال يومًا : قال أبو بسطام يحدِّث ( يعني : شعبة ) هذا الحديث عن حكيم بن جبيرٍ؟
قيل له : لا.
قال : حدَّثني زبيد عن محمَّد ابن عبد الرَّحمن . ولم يزد عليه.
قال أحمد : كأنَّه أرسله ، أو كره أن يحدِّث به ،
أما تعرف الرَّجل ؟ كلامًا نحو ذا .
وذكر ابن عَدِيٍّ لحكيم أحاديث ، ثُمَّ قال : وله غير ما ذكرت من الحديث شيءٌ يسيرٌ، والغالب في الكوفين التَّشيُّع .

وقال أبو حاتم بن حِبَّان في كتاب " الضُّعفاء " :
حكيم بن جبير الأسديُّ ، من أهل الكوفة ، يروي عن سعيد بن جبير والنَّخعيِّ، روى عنه الثَّوريُّ وشريك ، كان غاليًا في التَّشيُّع ، كثير الوهم فيما يروي ، كان أحمد بن حنبل لا يرضاه ، وهو الَّذي يروي عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
" من سأل النَّاس وهو غنيٌّ، جاء يوم القيامة كدوحًا وخدوشًا في وجهه ". قيل: يا رسول الله، ما غناه؟
قال : " خمسون درهمًا أو قيمتها من الذَّهب ".

أخبرناه : زكريا بن يحيى السَّاجيُّ ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حمَّاد بن سلمة ثنا إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق عن حكيم بن جبير عن محمَّد ابن عبد الرَّحمن بن يزيد.
هكذا أبنا السَّاجيُّ عن إسرائيل عن حكيم بن جبير نفسه .
ولقد أخبرنا خالد بن النَّضر بن عمرو القرشيُّ ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حمَّاد بن سلمة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود مثله ، وهذا أشبه.
قال ابن حِبَّان : وليس له طريقٌ يعرف ولا رواية ، إلا من حديث حكيم ابن جبير .
كذا وجدته ليس فيه (عن أبيه) .

وقال البيهقيُّ : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العبَّاس محمَّد ابن يعقوب ثنا الحسن بن عليِّ بن عفَّان العامريُّ ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان بن سعيد عن حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" من سأل وله ما يغنيه، جاء يوم القيامة خموشٌ أو خدوشٌ أو كدوحٌ في وجهه ". فقيل: يا رسول الله، وما الغنى؟ قال: " خمسون درهمًا، أو قيمتها من الذَّهب ".
قال يحيى بن آدم: فقال عبد الله بن ثمان لسفيان: حفظي أنَّ شعبة كان لا يروي عن حكيم بن جبير . فقال سفيان : فقد ثنا زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد .

قال البيهقيُّ : وأنا أبو الحسين بن الفضل أنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب ابن سفيان ... فذكر معنى هذه الحكاية بلاغًا عن يحيى بن آدم عن سفيان .
ثُمَّ قال يعقوب : هي حكاية بعيدة ، لو كان حديث حكيم بن جبير عن زبيد ما خفي على أهل العلم .
وقد سُئل الحافظ الدَّارَقُطْنِيُّ عن هذا الحديث في "العلل" ؟
فقال : يرويه حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن أبيه، حدَّث به عنه : الثَّوريُّ وشريك وإسرائيل وحمَّاد بن شعيب .
ورواه محمَّد بن مصعب القرقسانيُّ عن حمَّاد بن سلمة عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد، ووهم في قوله: (عن أبي إسحاق) وإنَّما رواه إسرائيل عن حكيم بن جبير.
ورواه شعبة عن حكيم بن جبير أيضًا، حدَّث به عنه : إبراهيم بن طهمان ويحيى القطَّان .
ورواه زبيد ومنصور بن المعتمر عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد، لم يجاوزا به محمدًا ، وقولهما أولى بالصَّواب .
حدَّثنا يحيى بن محمَّد بن صاعدٍ ثنا أبو هشام الرِّفاعيُّوعبد الأعلى بن واصل قالا: ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان، وحدَّثنا ابن غيلان ثنا أبو هشام الرِّفاعيُّ ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان ، عن حكيم بن جبير عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا يسأل عبدٌ مسألةٌ وله ما يغنيه ، إلا جاءت يوم القيامة شيئًا أو خدوشًا أو كدوحًا في وجهه ".
قالوا : يا رسول الله، وماذا غناه أو ماذا يغنيه ؟
قال: " خمسون درهمًا، أو حسابها من الذَّهب ".
قال أبو هشام في حديثه في هذا الموضع : (قال يحيى بن آدم : قيل لسفيان : لو كان غير حكيم بن جبير ؟
فقال: حدَّثنا زبيد عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد) .
وقال عبد الأعلى بن واصل في حديثه : قال يحيى بن آدم : قال سفيان : وقد سمعت زبيدًا يحدِّث عن محمَّد بن عبد الرَّحمن بن يزيد نحوه أو شبهه) .
انتهى كلام الدَّارَقُطْنِيِّ .
وقد روى الإمام أحمد بن حنبل هذا الحديث في "مسنده" من وجهٍ آخر ضعيفٍ ، فقال : حدَّثنا نصر بن باب عن الحجَّاج عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود أنَّه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من سأل مسألةً وهو عنها غنيٌّ جاءت يوم القيامة كدوحًا في وجهه ، ولا تحلُّ الصَّدقة لمن له خمسون درهمًا أو عرضها من الذَّهب " .
حجَّاج هو: ابن أرطأة ، وقد اشتهر الكلام فيه .
والحمل في هذا الحديث على نصر بن باب، فإنَّه مشهورٌ بالضَّعف .
قال يحيى بن معين: ليس بثقةٍ .
وقال مرَّةً: ليس حديثه بشيءٍ .
وقالمرَّةً: كذَّابٌ خبيثٌ .
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه ؟
فقال : إنَّما أنكر النَّاس عليه حين حدَّث عن إبراهيم الصَّائغ، وما كان به بأسٌ .
قلت له : إنَّ أبا خيثمة قال : نصر بن باب كذَّابٌ.
قال : ما أجترئ على هذا أن أقوله! أستغفر الله .
وقال السَّعديُّ : لا يساوي حديثه شيئًا .
وقال أبو حاتم الرَّازيُّ والنَّسائيُّ : متروك الحديث.
وقال البخاريُّ : يرمونه بالكذب .
وقال ابن عَدِيٍّ : وهو مع ضعفه يكتب حديثه .
وقال ابن حِبَّان : كان ممَّن ينفرد عن الثِّقات بالمقلوبات ، ويروي عن الأثبات ما لا يشبه حديث الثِّقات ، فلمَّا كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به .
انتهى النقل من كتاب " تنقيح التحقيق " للحافظ الجهبذ ابن عبد الهادي رحمه الله تعالى ؛ ومنه يتبين أن هذا الحديث الذي صدرنا به المقال : ضعيف جداً ؛ لا أصل له إلا من طريق حكيم بن جبير وهو ضعيف جداً ؛ والطريق التي ذكرها ابن الجوزي وفيها : عبد الله بن سلمة بن أسلم ؛ فإنه متروك كما قال أبو نعيم .
فالخلاصة : ينقل الحديث من " الصحيحة " إلى " الضعيفة " ؛ وإني لجازم – بإذن الله تعالى – أن شيخنا الإمام الألباني لو نظر فيما كتبته لما تردد في قبول هذا التعليل ؛ فاللهم ارحمه رحمة واسعة ؛ وألحقنا به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

المصدر : منابر أهل الأثر السلفية

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 PM.


powered by vbulletin