تلازم العقيدة و المنهج لشيخ عبيد الجابري حفظه الله
[SIZE="5"]قال الشيخ عبيد حفظه الله :العقيدة تقرير الاعتقاد الصحيح بما يتعلق بالإيمان بالله و ملائكته و رسله و اليوم الأخر و الإيمان بالقدر خيره و شره،وما يتبع ذلك ممّا جاء في كتاب الله تعالى و في صحيح السنة من الإيمان بالغيب ماضيا و مستقبلا،وخلاصة ذلك تقرير فعل أوامر الله تعالى و اجتناب نواهيه و تصديق أخباره-جل و علا-وكذلك بالنسبة للنبي صلى الله عليه و سلم لأنه هو المبلغ عن الله تعالى،هذه هي العقيدة و إليها أشار شيخ الإسلام-رحمه الله-في مقدمة العقيدة الواسطية بقوله:أما بعد فهذا اعتقاد الفرقة الناجية،ثم ذكر ذلك.
أما المنهج :فهو لغة الطريق،و المقصود به في الاصطلاح الشرعي :هو الطريق الذي تقرر به أحكام الله تعالى في العبادة و المعاملة و كل ما يكون شرعا أفاده الكتاب الكريم و سنة النبي صلى الله عليه و سلم،و بهذا يعلم أن الدين عقيدة و منهج،لاينفك أحدهما عن الآخر،فمن فرق بينهما أخطأ.
و علم بالاستقراء من أحوال من سبق أنه اذا اختلت العقيدة اختل المنهج و اذا اختل المنهج اختلت العقيدة و اذا اختل المنهج اختلت أحكام الدين،يعني من اختل منهجه و فارق الكتاب و السنة و على فهم السلف الصالح لا يحسن أن يعلم الناس أحكام الله سبحانه و تعالى.
و على سبيل المثال الخوارج لما اختل منهجهم و لم يقرروا أحكام الله سبحانه و تعالى عبادة أو معاملة على على وفق الكتاب الكريم و على فهم السلف الصالح ركبوا من أعظم المنكرات باستحلالهم لدماء المسلمين و أموالهم،والحكم على الفاسق بأنه كافر في الدنيا حلال الدم و المال و خالد مخلد في النار يوم القيامة اذا لم يتب،و المعتزلة اختل عقيدتهم و منهجهم فكما تعلمون أنكروا صفات الله تعالى فأثبتوا لله أسماء مجردة من المعاني فوافقوا الخوارج بالنسبة للحكم الأخروي للفاسق الملي فحكموا عليه بالآخرة بأنه خالد مخلد في النار،و أما في الدنيا فهو بمنزلة بين المنزلتين عندهم.
و حاصل الكلام أنه لا يجوز التفريق بين العقيدة و المنهج،و من اختلت عقيدته اختل منهجه انظروا فيمن حولكم من الجماعات الدعوية الحديثة فجامعة التبليغ يقررون توحيد الألوهية فقط و لا يقررون توحيد الألوهية و لا الأسماء و الصفات،فصار عندهم خلل في المنهج و لهذا من قواعدهم أن العلم مسائل و فضائل فهم يهتمون بالفضائل،وهذه الفضائل فيها الحكايات و القصص و الخرافات و الأحاديث الموضوعة و غير ذلك،فانبنى اختلال منهجهم على اختلال عقيدتهم.
|