منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2011, 08:38 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي جهود بعض المشايخ الجزائر في محاربة الروافض الأنجاس

جهود بعض المشايخ الجزائر في محاربة الروافض الأنجاس

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه عينة من مقالات لبعض المشايخ والدعاة بالجزائر في محاربتهم لمذهب الرافضى الخبيث
وجل هذه كتابات مستلة من مجلتنا الغراء الإصلاح صانها الله من كل سوء ، فمن لديه أى مقال لأحد الدعاة السلفيين بالجزائر فليتكرم علينا بوضعه فى هذا المنتدى الطيب إن شاء الله
والله الموفق ....

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12-06-2011, 08:40 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي الإنحراف الفكري عند الشِّيعة وأثره في بناء الشخصيَّة بقلم : فضيلة الشَّيخ فريد عزوق الجزائري حفظه الله

الإنحراف الفكري عند الشِّيعة وأثره في بناء الشخصيَّة
بقلم :
فضيلة الشَّيخ فريد عزوق الجزائري حفظه الله ورعاه

بسم الله الرحمن الرحيم

ليس خافيًا على ذي عقل أنَّ أيِّ انحراف ، مهما كان نوعه يرجع في الأساس إلى طبيعة أصوله المرجعيَّة وكذا إلى مصادر التَّلقِّي وطرائق الاستدلال .
وقد بيَّن الله تعالى في كتابه أنَّ انحراف الأمم السَّابقة كاليهود مثلاً كان من تحريفهم التَّوراة والإنجيل ، والاعتماد على التَّلمود الَّذي وضعوه ، وإلى الغلوِّ في أحبارهم وتقديسهم وتقديهم على أنبيائهم ورسلهم ، ممَّا أورث شخصيَّة يهوديَّة تتَّسم بالعدوانيَّة والاستعلاء والشَّعور بأفضليَّتها على جميع الأمم كونه شعب الله المختار .
وقد وجد في أمتَّنا مَنِ انحرف عن صراط الله المستقيم واتَّبع سنن من ضلَّ مِنْ قبل ، فصدقت نبوَّة نبيِّنا صلى الله عليه وسلم في تفرُّق الأمَّة واختلافها .
ومن الفرق الضَّالة الَّتي أشبهت اليهود في مسلكهم الانحرافي فرقة الإماميَّة الاثني عشريَّة الَّتي ظهر خطرها وفسادها للنَّاس .
والرَّافضة ينطلقون في فكرهم المنحرف من مصادر اخترعوها من عندهم ، يعطونها صفة القداسة والعصمة بزعم أنَّها من الله تعالى ، معرضين عن الأصول الَّتي يرجع إليها المسلمون من الكتاب والسُّنَّة ، بدعوى أنَّها أصول دخلها التَّحريف والتَّبديل (1) ، فلا يرجع إليها إلاَّ تأوُّلاً أو تقيَّة أومصلحة .
وبالمقابل جعلوا أئمَّتهم في رتبة من القداسة والعصمة بحيث لا يبلغها ملك مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل (2)
وفي مجال الاستنباط والاستدلال جعلوا مخالفة أهل السُّنَّة والجماعة أصلاً معتبرًا ودليلاً مرجَحًا في حالة التَّعارض وتعدُّد الأقوال ، هكذا دونَمَا إعمالٍ للقواعد الأصوليَّة ، إذ مجرَّد ومخالفة أهل السُّنَّة كاف في ترجيح المسائل والآراء (3) ، وفي ظلِّ هذا الانحراف الفكري يتربَّى الشِّيعي مستسلمًا لآراء أئمَّته وتنمو شخصيَّته بناء على هذا الانحراف .
وللعاقل أن يحكم على شخصيَّتين ، إحداهما تربَّت على هدي الكتاب والسُُّنَّة وشخصيَّة نمت في ظلِّ الخرافة والحقد لكلِّ ما هو سنِّيٍّ ، واستسلام يشبه الخنوع لدعاتهم ولو كان ذلك يقتضي تضييع الطَّاعات والشِّرك في العبادات .
لقد أثَّر المنهج الرَّافضي سلبًا في بناء نفوسهم ممَّا أوجد عندهم شخصيَّة موغلة في الغلوِّ ، قابلة للانحراف ، تتَّسم بسمات من أهمِّها :
1- الاضطراب وعدم التَّوازن : يظهر ذلك جليًّا في مبادئهم الفاسدة الَّتي لا يحيدون عنها ويعدُّونها أساس بقائهم وظهروهم ، وعلى رأسها التَّقيَّة الَّتي هي دينٌ يلتزم به كلُّ رافضيٍّ في تعامله مع أهل السُّنَّة خصوصًا وغيرهم عمومًا (4) ، ومفهمومها لديهم :
" كتمان الحقّ وستر الاعتقاد فيه ، ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررَا في الدُّنيا والدِّين (5) ، وحقيقتها كما قال الغزالي رحمه الله : " كلُّ زنديق مستتر بالكفر يرى التَّقيَّة دنيَا ويعتقد النِّفاق وإظهار خلاف المعتقد عند استشعار الخوف حقًّا " (6) .
وهذا يدلُّ على أنَّ معاملة النَّاس من غير الرَّافضة تقوم على أساس المخادعة وإساءة الظَّنِّ واعتبارهم أعداء يجب الحذر منهم .
والتَّقيَّة : عندهم هي الكذب بعينه حتَّى وإن ألبسوه لبوس الدِّين .
والعاقل يرى أنَّ شخصيَّة بهذه السِّمة تعيش نوعًا من الانفصام والاختلال والاضطراب ، ولا يمكن أن تثبت على حال ، وهي أشبه ما تكون بشخصيَّة المنافق في تلوُّنه ومكره
2- الحقد والبغض كل سنيٍّ: بدءًا بالصَّحابة وانتهاء بالمسلمين عمومًا ، يظهر ذلك جليَّا في لعنهم الخلفاء الرَّاشدين أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، وأمهَّات المؤمنين رضوان الله عليهنَّ ، وتكفيرهم لكلِّ من لا يؤمن بعقيدتهم المنحرفة ، وبلغ بهم البغض لسادتنا الخلفاء أن أسَّسوا مبدأ وهميًّا وعقيدة ضالَّة أسموها " الرَّجعة " ، وهي تقوم على ارجاع الله تعالى للخلفاء الرَّاشدين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم إلى الدُّنيا للاقتصاص منهم لا غتصابهم الخلافة من آل البيت زعموا !
ثمَّ إماتتهم بعد أن يأخذ الأئمَّة حقَّهم منهم تعذيبًا وتنكيلاً وذلك قبل خروج المهدي ، وكذا رجعة الرَّافضة جميعًا في مقابل غيرهم ليتمحَّص أهل الإيمان من أهل الكفر في نظرهم ، وهذا الاعتقاد المنحرف لا يشكُّ عاقل في بطلانه وأنَّه بُنِيَ على أساس إشباع حاجتهم النَّفسيَّة للبغض والحقد ، وهذا مرض نفسيٌّ يعيق بناء الشخصيَّة المعتدلة السَّويَّة ويصدُّها عن سماع كل ناصح أمين .
3- السَّبُّ والطَّعن في عرض النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : من خلال اتِّـهام الصِّديقة المبرَّأة من فوق سبع سموات أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالفاحشة - لعنة الله على الكذابين - ، فأشبهوا بذلك المنافقين في هذه الأمَّة واليهود في الأمم السَّابقة الَّذين رموا مريم عليها السَّلام بالفاحشة وأنَّها حملت من يوسف النَّجَّار ، وتغافل الرَّافضة قصدًا عن الآيات الَّتي أنزلها الله تعالى تبرئةً لها من إفك المنافقين ، وراحوا يمارسون هوايات الكذب والدَّجل بتأويل آيات أنزلها الله في بني إسرائيل ليجعلوها في حقِّ الطَّاهرة المطهَّرة أمِّنا عائشة رضي الله عنها في استنباط خرافيٍّ يستخفُّ بعقول أتباعهم (8) ، وينُمُّ عن شخصيَّة عدوانيَّة غير متَّـزنة .
ومن عجب أنَّ كلَّ ما رمى الرَّافضة أهل السُّنَّة به من باطل ،فإنَّ الله تعالى عاملهم بنقيض قصدهم ، فادِّعاؤهم أنَّهم الأطهار .
لانتسابهم لآل البيت زعموا يكذّبه واقع الحال بتحليلهم لزواج المتعة وهو زنا مبطَّن رغم أنَّه يشترط فيه عقد القبول والإيجاب لكنَّه يأخذ صورة الزِّنا
(9) في عدم التَّوراث والتَّحلُّل من تبعات السُّكنى والنَّفقة وربَّما انتساب الولد في حالة حملها منه (10) كما أنَّهم يجمعون بين المرأة وعمَّتها ، وبين المرأة وخالتها ولا يشترطون إلاَّ إذنها ، وادَّعاؤهم أنَّهم آل البيت ومحبُّوه يكذُّبه خذلانهم وتخلُّفهم عن نصر أئمَّتهم كما خذلوا عليًّا وحسينًا وزيدًا وغيرهم رضي الله عنهم وصدق من قال :

إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُهُ /// وَصَدَّقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّمِ

تقديس الذَّات : لقد بلغ الأمر بالرَّافضة إلى تضخيم شخصيَّتهم لإشباع حاجة الغرور لديهم واحتقار الغير من أهل السُّنَّة أن عدُّوا أنفسهم المحبوبين عنده المقرَّبين لديه ، فهم آل البيت الأطهار كذبوا ومن ثمَّ فَهُمْ أهل الجنَّة وأنَّ من عداهم من الأمَّة لا يدخلون الجنَّة بل يخلدون في النار
(11) ، بل بلغ الغلوُّ ببعض شيعتهم أن اعتقدوا أنَّ الله خلقهم من طين الجنَّة وأنَّ أهل السُّنَّة وغيرهم خلقوا من طينة النَّار والعياذ بالله (12) ، وإمعانًا في احتقار غيرهم وبخاصَّة أهل السُّنَّة فقد عدُّوهم أنجاسًا لا يجوز ملامستهم والتَّطهُّر منهم واجب (13) ، ومن إفراطهم في تقديس ذاتهم أن عدُّوا الأنبياء تبعًا لهم ، لأنَّهم الأصل وغيرهم يفضلون بقدر مناصرتهم ومشايعتهم (14) .
والحاصل أنَّ شخصيَّة الرَّافضة شخصيَّة منحرفة لفساد أصولها المكونَّة لها .
وقد يتساءل بعض العقلاء ، كيف لهذا المذهب الباطل أن يقدر على ترسيخ فكره في أتباعه ؟!
والجواب : أنَّ أئمَّتهم وآياتهم يُربُّون الأتباع منذ الصِّغر على العاطفة وتجميد عقولهم وشحن نفوسهم بوسائل متعدِّدة ، منها لطم الخدود وجرح الرُّؤوس والنِّياحة والبكاء وجلد الذَّات وسبِّ الصَّحابة حتَّى يمتلأ النَّاشئة غيظًا يعميهم عن تبصُّر الحقِّ ، وقد قيل : التَّعصُّب أعمى .
وقد يتساءل آخرون :
كيف لهذا المذهب أن يروج بين أهل السُّنَّة على الرّغم من فساده ؟!
والجواب : أنَّ تسويق مذهب الرَّفض بين أهل السُّنَّة يتمُّ بطرق منها :
- استغلال العاطفة الدِّينيَّة بإظهار الرَّافضي مناصرًا لقضايا المسلمين ومنها قضيَّة فلسطين .
- حشد القنوات الدِّعائيَّة واستعمال الإغراءات والشُّبهات للتَّأثير في جهلة المسلمين وعامَّتهم .

وعليه ننصح هؤلاء بالرُّجوع إلى مذهب الحقِّ دين الفطرة الَّذي يبني نفوسًا مطمئنَّة ومتَّزنة ، تعرف حقَّ ربِّها وحقَّ غيره من غير إفراط ولا تفريط


..............................
الحواشي :
(1) : يقول الكشاني أحد علماء الرَّافضة في تفسير الصَّافي (1/ 49) : " المستفاد من الرِّوايات من طريق أهل البيت عليهم السَّلام : أنَّ القرآن الَّذي بين أظهرنا ليس بتمامه ، كما أنزل على محمَّد صلَّى الله عليه وآله وسلم ، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ومنه ما هو مغيَّر محرَّف وأنَّه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم عليٍّ عليه السَّلام في كثير من المواضيع ومنها غير ذلك ، وأنَّه ليس على التَّرتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلَّى الله عليه وآله وسلم "
(2) : يؤكِّد ذلك أحد شيوخهم المعتمدين محمَّد رضا المظفر في كتابه " عقائد الإماميَّة " ص 70 : " بل نعتقد أنَّ أمرهم أمر الله تعالى ، ونهيهم نهيه ، وطاعتهم طاعته ومعصيتهم معصيته ، ووليَّهم وليُّه ، وعدوَّهم عدوُّه ، ولا يجوز الرَّادُّ على الرسول كالرَّادِّ على الله تعالى ، فيجب التَّسليم لهم والانقياد لأمرهم والأخذ بقولهم : ولهذا نعتقد أنَّ الأحكام الشَّرعيَّة الإلهيَّة لا تستقى إلاَّ من نمير مائهم ولا يصحُّ أخذها إلاَّ منهم "
(3) : من ذلك ما رواه ابن بابويه القُمِّي في كتابه " علل الشرائع " ص 531 عن عليّ ابن أسباط ، قال : " قلت للرِّضا عليه السَّلام : يحدث الأمر لا أجد بدًّا من معرفته ، وليس في البلد الَّذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك ؟ قال : ائت فقيه البلد فاستفتيه من أمرك ، فإذا أفتاك بشئ فخذ بخلافه ، فإنَّ الحقَّ فيه [ " رسالة التَّعادل والتَّرجيح " للسَّيِّد الخميني ص82 ] ، ولمزيد التَّفصيل يُنظر دراسة بعنوان " أصول مذهب الشِّيعة الإماميَّة الاثني عشريَّة عرض ونقد لصاحبها الدُّكتور ناصر بن عبد الله ابن علي القفاري .
(4) : روى الكليني في " أصول الكافي " (2/ 217) أنَّ جعفر بن محمَّد قال : " إنَّ تسعة أعشار الدِّين في التَّقيَّة ، ولا دين لمن لا تقيَّة له .
(5) : المفيد ، تصحيح الاعتقاد ص 137
(6) : فضائح الباطنيَّة ص 160
(7) : قال ابن بابويه في " الاعتقادات " ص 90 : " واعتقادنا في الرّجعة أنَّها حقٌّ "
(8) : حيث فسَّروا البقر بأمَّنا عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى : " إنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أن تَذْبَحُوا بَقَرَةٌ " [ البقرة :67 ]
(9) : بل نصَّ علماؤهم ومنهم الخميني في كتابه " تحرير الوسيلة " (2/288) على جواز التَّمتُّع حتَّى بالزَّانية العاهرة المحترفة للزّنى ، قال : " يجوز التَّمتُّع بالزَّانية على كراهية ، خصوصًا لو كانت من العواهر والمشهورات بالزِّنى " ولمزيد التَّوسع ينظر كتاب : " الفاضح لمذهب الشِّيعة الإماميَّة " لصاحبه حامد الإدريسي .
(10) : ذكرت مجلَّة الشّراع الشِّيعيَّة العدد (684) السَّنة الرَّابعة الصَّفحة (4) : أنَّ الرَّئيس رفسنجاني أشار في حديث له ، إلى وجود ربع مليون لقيط في إيران بسبب زواج المتعة ، وقد وصفت الصَّحفية مدينة مشهد المقدَّسة عندهم : بأنَّها تكثر فيها المتعة ، وأنَّها المدينة الأكثر انحلالاً على الصَّعيد الأخلاقي في آسيا ، ينظر المرجع السَّابق (ص71) .
(11) : روى البرقي في " المحاسن " (ص147) عن أبي عبد الله عليه السلام أنَّه قال : " ما أحد على ملَّة إبراهيم إلاَّ نحن وشيعتنا وسائر النَّاس منها براء " وروى الكليني في " روضة الكافي " (8/145 ) عن أبي عبد الله عليه السلام أنَّه قال لبعض أتباعه : " أمَّا والله إنَّكم لعلى الحقِّ وإنَّ من خالفكم لعلى غير الحقِّ "
(12) : كما ورد ذلك عن المجلسي في " بحار الأنوار " (25/9 ) عن أبي عبد الله أنَّه قال : " إنَّ الله خلق المؤمن من طينة الجنَّة وخلق النَّاصب من طينة النَّار "
(13) : فقد صرَّح مرشدهم الخميني بذلك قائلاً في " تحرير الوسيلة " (1/107) : " وأمَّا النَّواصب والخوارج - لعنهما الله - فهما نجسان من غير توقُّف"
(14) : كما جاء في تفسير قوله تعالى : " وإنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لإبْرَاهيمَ " [ سورة الصافات ] ، قالوا : أي إنَّ إبراهيم من شيعة علي [ البحراني / تفسير البرهان (4/20) ، وانظر تفسير القُمِّي (2/732 )، المجلسي / "بحار الأنوار " (68/12,13) ، عبَّاس القُمِّي / " سفينة البحار " ، البحراني / " المعالم الزلفى " (ص 304) ، الطريحي / مجمع البحرين (2/356) .


المصدر : العدد السَّادس والعشرون (26) لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12-06-2011, 08:43 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي الشِّيعة .. جنس آخر بقلم : الشَّيخ الفاضل توفيق عمروني الجزائري حفظه الله

الشِّيعة .. جنس آخر
بقلم :
الشَّيخ الفاضل
توفيق عمروني الجزائري حفظه الله
مدير مجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية

بسم الله الرحمن الرحيم


لـمَّا كان لا يترك النُّصح للمسلمين إلاَّ من سَفِه نفسَه ، ارتأينا أن نبذل نصيحة غالية إلى كلِّ من تصله مجلَّتنا ويقرأ مكتوبَنا ، فيها التَّحذير من عقائد الشِّيعة المنحرفة ، وأصولهم الزَّائغة ، ليحذرها كلُّ مسلم سُنِّيٍّ فَطِن ، وليتنبه من انطلى عليه أمرهم ، وغرَّه مظهرهم فإنَّهم قومٌ بُهتٌ كَذَبةٌ ، ولا يستغرب ذلك إذا عُلم أنَّ واضعَ نحلتهم ومخترعَها هو عبد الله بن سَبأ اليَهودي ، وقد أيقنَّا إنَّه لن ينفذ إلينا خيرٌ من جهة اليَهود حتَّى يشيبَ الغُراب ، فلم يكن لابن سبأ من غرض سوى إفساد دين المسلمين .
وإلاَّ فأيُّ إسلام يبقى مع التَّشكيك في كتاب الإسلام ( القرآن ) ، والطَّعن في عرض نبيِّ الإسلام صلى الله عليه وسلم ، واتِّهام الصَّحابة الصَّادقين رضي الله عنهم أجمعين نقلة الإسلام ، وأيُّ إسلام هذا الَّذي تُجعل فيه مسألة الإمامة أعظمَ أصول الإيمان والدِّيانة ، ويجعل لأئمَّة الشِّيعة العصمةُ والصِّيانة ، وينـزَّلون منازلَ فوق مراتب الأنبياء المبعوثين بالرِّسالة ، ويُعلَّق مصيرُ الأمَّة بمهديِّ دخل سردابَه من مئات السِّنين ينتظرون خروجه ، ناهيك عن إيـمانهم بالرَّجعة ، وتديُّنهم بالتَّقيَّة ، وإباحتهم نكاحَ المتعة ، إلى غير ذلك من الخرافات والكفريَّات الَّتي تزخر بها كتبهم ، وتمتلئ بها حُسينياتهم ومراكزهم ، ولا يخفى على أحد ما صار يبثُّ الآن على الهوائيات مباشرة ممَّا يقع أيَّام حجَّهم إلى مشاهدِّهم، وعند أضرحة أئمَّتهم وقبورهم من طقوس شركيَّة ، وأفعال كفريَّة كالطَّواف والتَّمسُّح بالعتبات ، وتقديم للنُّذور والقَرابين ، ونياحة ولطم ، وصراخ وعويل في صُور تُثير الغَثيان ، وتتقزَّز منها النُّفوس السَّويَّة ، والفطر السَّليمة .
فهل يعقل بعد الوقوف على مثل هذا الضَّلال البعيد والتَّناقض الكبير أن يُقال :
إنَّ إسلام الشِّيعة هو الإسلام الَّذي أرسل الله به جبريل عليه السلام إلى نبيِّنا محمَّد صلى الله عليه وسلم ، وأخذه عنه المهاجرون والأنصار رضي الله عنهم أجمعين !
فهذا أمرٌ لا أظنُّه يشتَبه على مَن عنده أدنى مُسكة من عقل ونَظَر .
فالشِّيعة كما قال شيخ الإسلام في منهاج السُّنَّة (3/ 376) : " ولهذا هُم عند جماهير المسلمين نوعٌ آخر " وقال في (4/ 414) : " حتَّى الطَّوائف الَّذين ليس لهم منَ الخِبرة بدين الرَّسول ما لغيَرهم ، إذا قالت لهم الرَّافضة : نحنُ مسلمون ، يقولون : أنتم جنسٌ آخر "
وسيجد القارئ الكريم في هذا العدد (أ) مقالات متنوعةٍ تكشفُ عوَارَهم وتفضَحُ زَيفَهم ، وتنقُل أباطيلَهم من كتبهم ومصَّادرهم ، لتتأكَّد بذلك هذه الحقيقة أنَّهم جنسٌ آخر ...

(أ) : المصدر : العدد السادس والعشرون لمجلَّة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12-06-2011, 08:45 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي احذروا الإعلام الشِّيعي !! بقلم : أسرة التَّحرير مجلَّة الإصلاح السَّلفية الجزائرية

احذروا الإعلام الشِّيعي !!
بقلم :
أسرة التَّحرير مجلَّة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -


بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ الشِّيعةَ تُناقضُ أهلَ الإسلام في أصول دينهم ، فيطعنون في القرآن الكريم ، ويشكِّكون في حفظه من التَّبديل والتَّغيير ، ففي سنة (1292 هـ) ألَّف أحدُ أعيانهم المسمَّى حُسَين بن محمَّد تقي النُّوري الطَّبرسي كتاباً في أربعمائة صفحة أسماه : (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب ) جمع فيه مئات النُّقول وعشرات النُّصوص عن كبراء الشِّيعة وأئمَّتهم الَّتي تؤكِّد هذه الدَّعوى الخاسرة الخائبة ، وقد طبع في إيران سنة (1298 هـ)
كما تًناقضً الشِّيعةُ أهلَ الإسلام في منزلة الصَّحابة رضي الله عنهم الَّذين هم شُهود الوحي ونَقَلة الإسلام ، فيطعنون فيهم طعنا صريحًا ويحكمون بردَّتهم جميعًا ما عدا ستَّة أو سبعة منهم ، ويستَعملون معهم أقبحَ السَّبِّ أقذع الشَّتم ، وبخاصَّة وزيرَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر وعُمَر ، وابنتَيْهما عائشة وحفصة رضي الله عنهُم أجمعين .

وقد سبق للشِّيعة أن أقاموا دولةً في بلادنا وهي دولة العُبيديين (الفاطميِّين) التي نُقلت عاصمتُها بعد ذلك إلى القاهرة بمصر فذاق معهُم النَّاس آنذاك الأمرَّين ولم يتنفَّسوا الصُّعداء إلَّا بعد زوال ملكِهم.

قال ابنُ كثير في تاريخه (16/456هـ ) :" وكانُوا مِن أَعْتَى الخُلفاءِ وأجْبَرِهم أظْلَمِهم ، وأنْجَس المُلوكِ سيرةً ، وأَخْبَثِهم سريرةً ، ظهَرت في دولتهم البدعُ والمنكَراتُ ، وكثُرَ أهلُ الفسادِ ، وقلَّ عندَهم الصَّالحون من العُلماء العُبَّاد ، وكثُرَ بأَرْضِ الشَّام النُّصَيْرِيَّةُ والدُّرْزِيَّةُ والحُشَيْشِيَّةُ ، و تَغلَّبَ الفِرنْجُ على سواحِل الشَّام بكَمالِه ..".

ونقل الذَّهبي في تاريخه (7/460) عن أبي الحسن القابسي أنَّه قال : "إنَّ الذين قتلَهُم عُبَيْد الله وبنوه أربعة آلاف رجل في "دار النَّحر " في العَذاب ، ومابين عابد وعالم ، وليَردَّهُم عن التَّرضِّي عن الصَّحابة ، فاختاروا الموتَ".

ولمَّا صارت لهم اليومَ دولة في المشرق ، وأُقيمت قبل ثلاثين سنة بتأييدٍ من اليهود النَّصارى ، راحوا يروِّجون لدينهم الباطل ويعمَلون على نشر التَّشيُّع وتصدير ثورتهم إلى كلِّ أنحاء المعمُورة ،بكلِّ وسيلة متاحة ، فاستغلُّوا وسائل الإعلام والاتِّصال وأنشأوا القنوات الفضائيَّة بدءًا بقناة الكوثر التي أُنشئت سنة (1980م) ، ثم بعدها "المنار" التابعة لحزب الله عام (1991م) بدأت أرضيَّةً ، ثمَّ تحوَّل بثُّها فضائيًّا عام (2000م) ، ثم تتابع ظهور القنوات الشيعية كـ "قناة أهل البيت" و "العالم " و "المعارف" و "الفُرات" و "الأنوار"و"العراقيَّة" "المشكاة" و "قناة فورتين" أو الأربعة عشر إشارة إلى الأربعة عشر معصومًا، وهم الاثنا عشر إمامًا والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، وفاطمة رضي الله عنها ، وبعضها خاصٌّ بالأطفال كـ :"قناة طه" ، وآخرها "قناة فَدَك" التي أنشأها حديثا "ياسر الخبيث" وغيرها من القنوات التي فاق عددها خمسا وثلاثين قناة شيعية ، وكثيرا منها يتسلَّلُ إلى بيوتنا لتروِّج لأباطيلهم وأضاليلهم وأكاذيبهم من أن الشيعة هم رمز المقاومة ضد الكفر والطُّغيان ، وأنهم الأنموج الوحيد الذي يدافعُ عن الأمَّة ويحمي مقدَّساتهم ، وأنَّ ثوراتهم ممهِّدةٌ للدَّولة التي سيقيمُها مهديُّهم المفقُود في السِّرداب منذ قرابة (1200) سنة ، والتي لا يقبلُ فيها إلا من كان شيعيًّا ، كما أنهم لا يفتُرون عن الطَّعن في كلِّ من يخالفُهم ويرمونه بكلِّ عيب ونقيصة ، ويبذلون جهدهم لتشويهه ، ويحضى عندهم مصطلح "الوهَّابية" مصطلح "السَّلفيَّة" بالقسط الأكبر من هذا التَّشويه والتدنيس ، ويحمِّلونه تبعةَ جميع ما يعاني منه المسلمون اليوم من مصائب وأزمات ، وأنهم العقبة الكؤود في وجه التَّقريب بين الشِّيعة والسُّنَّة ، ولذلك يلصقون بكل من كَشفَ زيفهم أو فضح عوَارَهم تهمة أنَّه وهَّابي أو سلفيٌّ ، وهم ، وهم بذلك يريدون أن يذروا الرماد في الأعين ويوهموا السَّامع والرَّائي أن خلافهم مع هؤلاء كخلاف سائر أهل السنة معهم ، وهذا من أبطل الباطل ، وقياس مع الفارق ، لأن خلاف الشيعة مع جميع أهل القِبلة في أصول الإسلام.

فالقنوات التِّلفزيونية باتت السلاح الذي يستخدمه الشيعة وقد يكون أخطر وأشد فتكًا من سلاحهم النَّووي ، لأن جهات كثيرة تعتَرضُ على هذا السلاح بخلاف الأوَّل فهو سلاح ناعمٌ يدخل بيوتنا متسلِّلاً ليعمل عملَه في عقول أبنائنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا دون أن يجد من يجابهه بما يستحق ، وقد يوجد بيننا من يهون من خطورته ، ويراه إعلاما بديلا عن الابتذال الإعلامي الموجود ، وماعلم المسكين أنه كالمستجير من الرمضاء بالنار ، لأن حقيقة هذه القنوات تعبيد الطريق للمدِّ الشيعي الرَّهيب ، الذي يهدد الدول والمجتمعات السُّنيَّة ليس في دينها وعقيدتها فحسب بل في هويَّتها وأمنها القَومي ، فهل من منتبه !!

كما لم يفُت الشيعة استغلالُ الشبكة العنكبوتية العالمية للمعلومات (الأنترنت) ، فقد أنشأوا عددا من المواقع الشيعية فاتت المئات وبمختلف اللغات ، ولهم في عَرض مذهبهم أساليب جذابة ، ينخدع بها من ضعف علمه وقلت بصيرته ، ولعلَّ أبرز ما يشد النَّاظر في مواقعهم ومنتدياتهم الخاصة في زعمهم بشيعة الجزائر ، أنهم يتكلمون عن أناس تحولوا إلى المذهب الشيعي ، وتركو عقيدة أهل السنة يطلقون عليهم اسم (المستَبصِرين) فيسردون قصصهم ، وكيفية تحوُّلهم ، ونشاطاتهم بعد التَّحوُّل ، وأسباب اعتناقهم عقيدة الشيعة ، والعقبات التي واجهتهم ، وكيف تغلَّبوا عليها ، وكل ذلك بأسلوب خادع يوهمون الناظر أنَّ عددهم يتزايد ، وأنهم خرجوا من الظُّلمات إلى النُّور ، وتركوا الضَّلالة إلى الهداية ، وأنهم يعيشون راحة نفسية لا مثيل لها بعد استبصارهم اعتناقهم مذهب الشيعة ، وأمنيتهم أن يلحق بهم جميعُ أهل الجزائر.

وهذا غالبه هراءٌ وكذبٌ ، وتزييفٌ للحقائق وترويجٌ للحكايات المختَلَقة ، ومحاولةً منهم إنفاق سلعتهم البائدة ودينهم المحرَّف على ضعاف العقول والنفوس في بلد السُّنَّة ، وإلا فلو كانت قصصهم هذه مطابقة للواقع لذكروا هؤلاء المستبصرين (الافتراضيين) المتشيعيين (الإلكترونيِّين) بأسمائهم الصريحة ، ومواطنهم الصحيحة ، ولم يختفوا وراء كنى وهميَّة وألقاب مستعارة حتى إنك لا تدري ذكورا كانوا أم إناثا ، أو إنسا كانوا أم جنًّا .

إنَّ من المخططات المكشوفة التي لم تعد خافية أنَّ من استراتيجية الغَرب ودولة اليهود ، وخيارهم المفضل أن ينتشر التَّشيع في العالم الإسلامي ، لأن الشيعة هم أفضلُ حليف ، وأمثل نصير ضدَّ العدو المشترك " أهل السُّنَّة " ، لكن هذه الحقيقة للأسف الشديد ،لا يستَسيغُها كثير من أهل السنة المغرَّر بهم ، بسبب ما تشبَّعوا به من جُرُعات إعلامية من هذه القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية التي تلبس الحق بالباطل ، وتُظهر أن الشيعة رفعوا الغٌبن عن المسلمين ، وأنهم الطائفة الشُّجاعة التي تقف في وجه الظُّلم العالمي ، وأنَّ حزبهم خارب اليهود ، ..وإلى غير ذلك من الشعارات البراقة المزيفة التي لا وجود لها في الواقع ، إنما هي خيالات يخدعون بها عموم المسلمين ، وهو الجانب المصدر للاستهلاك العام ، وأما الجانب الخفي فهو يدور في الكواليس والقاعات المغلقة بينهم وبين اليهود والصَّلبيِّين من التَّحالف والتَّعاون في كثير من المجالات ، وهذا جانبٌ لا تتلطقه عدسات (الكاميرات) ، ولا أمواج (الإذاعات) ، ولا تتناقله سائل الإعلام ،ولا يُطلَعُ عليه الناس ، ولا يكشفه إلا الفطن الخبير المتتبِّع ، هذا هو دأب الشيعة الذين بنوا دينهم على الكذب والتَّقيَّة ، فشُحنت أنفسُهم بالمكر الخديعة ، وامتلأ تاريخهم بالكيد والخيانة لأهل السنة .

نسأل الله أن يقي بلادنا وسائر بلاد المسلمين من عائدهم المضلَّة ، وشرور إعلامهم الغاوي ، وأن يثبِّتنا على السُّنَّة .


طليعة العدد السادس والعشرون من مجلة الإصلاح : جمادى الأولى / جمادى الآخرة 1432 هـ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12-06-2011, 08:49 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي غاية الروافض الخبثاء من الطعن في الصحابة الفضلاء بقلم : الشَّيخ الفاضل مصطفى قالية الجزائري وفقه الله

غاية الروافض الخبثاء من الطعن في الصحابة الفضلاء
بقلم :
الشَّيخ مصطقى قالية
حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ والصَّلاةُ والسلامُ على أشرفِ المرسلينَ نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعينَ
أمَّا بعدُ :
فإنَّ مما ينبغي أن يتنبَّه له أهل السنَّة، وأهل الحق، ولا يغفلوا عنه، هو معرفة القصد من وراء هذه الحرب الضروس، التي يشنها الرَّوافض الخبثاء، منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا على الصحابة-رضوان الله عنهم أجمعين- جماعة وأفرادا، وما هي لوازم الطعن فيهم، فطعنهم في الصحابة ما هو إلا غطاء يموهون به عن غايتهم الحقيقية، ألا وهي: هدم دين الإسلام من أساسه، بكل ما تحمله هذه الجملة من معان:
-فهو طعنٌ في الله.
- وطعنٌ في كتاب الله.
-وطعنٌ في رسول الله.
-وطعنٌ في الصحابة جميعهم وعلى رأسهم علي-رضي الله عنهم أجمعين-.
-وطعنٌ في جميع الأحاديث وردٌّ لها.

فالله المستعان هذه لوازم قولِهم المنكرِ، ومذهبِهم الخبيثِ، لذلك لا يشك عاقل منصف أنهم مستخدَمون مَدسوسون لهدم الدِّين منذ نشأتهم على يد ذلك اليهودي الخاسر: عبد الله بن سبأ، فهم لما لم يستطيعوا التعرض للدِّين مباشرة، تعرضوا لنقلته، ولقد تفطن علماؤنا-رحمهم الله- لهذا الأمر الخطير فحذروا منه أشد التحذير، ونبهوا عليه أيما تنبيه، وسأنقل جملة طيبة من درر كلامهم في هذا الباب، في ثنايا بسطي لما أجملته من قبل فأقول مستعينا بالله:
1- أما طعنهم في الله :
فلأن لازم قولهم ذلك هو نسبةُ الجهلِ إلى الله تعالى، والقولُ بعدمِ علمِه الغيبَ، فإنه لا يُتصوَّر أن يعلم الله العليم، بارتداد أصحاب نبيه الكريم-كما يزعم الخبثاء الضَّالين-، ويخفي ذلك على نبيه الأمين، وعلى الأمة أجمعين، وهو سبحانه الذي جعل القرآن تبيانا لكل شيء.
ولا يمكن أن يعلم الله ذلك ولا يأمر نبيه الكريم بالبيان، إذ تأخيره لا يجوز، وهو سبحانه الذي فصَّل لنا في كتابه ما حَرَّمَ علينا، ومما حرّم علينا- على مذهبهم الخبيث- موالاة الصحابة.
ويتبع ذلك الطعن في حكمته-عز وجل-، حيث اختارهم واصطفاهم لصحبة نبيه-صلَّى الله عليه وسلَّم-، فجاهدوا معه وآزروه ونصروه واتخذهم أصهارا له، حيث زوج ابنتيه ذا النورين عثمان رضي الله عنه، وتزوج ابنتي الصديق وعمر رضي الله عنهما، فكيف يختار لنبيه أنصارا وأصهارا مع علمه بأنهم سيكفرون ؟!.
2- وأما طعنهم في كتاب الله :
فلأن كتاب الله مليء بذكر عدالة الصحابة والثناء عليهم، فلازم قولهم أن هذه الآيات محرفة أو منسوخة بكتاب آخر، وبهذين اللازمين قالوا وعملوا: فتراهم بناء على اللازم الأول يفسرون بعض الآيات بما يخالفون فيه إجماع المفسرين، بل وبما لا يحتمله كلام العرب، بل وبما لا يحتمله العقل. كما تراهم على اللازم الثاني يقولون-على استحياء(التقية)- بمصحف فاطمة.
3 - وأما طعنهم في رسول الله-صلى الله عليه وسلم- :

فذلك إما بنسبته إلى السَّفه-حاشاه- إذ كيف يصاحب أقواما هذه المدة الطويلة ولا يسلم له من أصحابه إلا أقلّ من القليل، ولا يتفطن لذلك؟!
أو بنسبته إلى الخيانة وذلك على القول بأنه كان يعلم ذلك وأخفاه، بل وقد ثبت عنه عكس ذلك ونقيضه وهو أمره-صلى الله عليه وسلم- يحب أصحابه وعدم سبهم وإيذائهم.
ويا سبحان الله كيف يزوج بنتيه لعثمان وهو منافق مرتد كما يقولون -عياذا بالله-، وكيف يتزوج من بنتي أبي بكر وعمر-رضوان الله عليهم- وهما رأسا الكفر-كما يصرحون-.
فالمقر على الباطل كفاعله، والمرء على دين خليله؟! وقديماً قالت العرب:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فـكل قـرين بالمقـارن يقتـدي
وفي ذلك يقول مالك -رحمه الله-: ( إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي-صلى الله عليه وسلم- فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين) [الصارم المسلول(1 /581) ].
4 - وأما طعنهم في الصحابة جميعهم بما في ذلك من استثنوا :


لأنهم-على زعمهم- تخاذلوا عن نصرة الإسلام بمجرد موت النبي-صلى الله عليه و سلم-، وكذا لم يكتفوا بالسكوت عن باطل من ارتد من الصحابة بل صرَّحوا بفضلهم، فَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ-وهو ابن علي بن أبي طالب- قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ قُلْتُ ثُمَّ مَنْ قَالَ ثُمَّ عُمَرُ وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ عُثْمَانُ قُلْتُ ثُمَّ أَنْتَ قَالَ: (مَا أَنَا إِلَّا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ) [البخاري (3671) ].
قال شيخ الإسلام: (وتواتر عن علي بن أبي طالب أنه قال: "خير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر ثم عمر"، وهذا متفق عليه بين قدماء الشيعة، وكلهم كانوا يفضلون أبا بكر وعمر) [النبوات(141) والمجموع(3 /153) ].
وكيف لعلي-رضي الله عنه- أن يزوج ابنته أمَّ كلثوم لعمر بن الخطاب وهذا مثبت عند الشيعة في عدة مواضع وإن أراد الكثير منهم نفيه.
وأيضا كيف له أن يسمي أولاده بأسماء الخلفاء الثلاثة-رضي الله عنهم-؟!
5 - وأما طعنُهم في جميع الأحاديث وردُّها :

وذلك لأن الطعن في النَّاقل طعن في المنقول.
قال: أبو زرعة الرازي ـ رحمه الله تعالى ـ: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أوْلى بهم وهم زنادقة) [انظر الكفاية للخطيب البغدادي (1 /188)(104)، وتهذيب الكمال (19 /96) ].
ومن أعظم ما يزهِّد الناس في شريعة الله ـ تعالى ـ القدحُ في نَقَلَتها، وهاهم أعداء الإسلام من مستشرقينَ حاقدينَ، ومنافقينَ منْدسِّينَ، لا يجترئون على القدح المباشر في الشريعة؛ لئلا يثيروا الناس، ولكيلا ينفِّروا من أقوالهم الشنيعة، فيعمدون إلى غمز الصحابة ـرضي الله عنهم ـ ولمزهم، وإبراز الروايات المنكرة والموضوعة عنهم.
فبهذا نعلم ونتيقن أن هؤلاء القوم لا يقصدون إلاَّ هدمَ الدِّين ولا يسعونَ إلا لنسفِ الإسلام –ردَّ الله كيدَهم في نحورهم-.
قال الشعبي-رحمه الله-: ( أحذركم الأهواءَ المضلَّة وشرُّها الرَّافضة، وذلك أن منهم يهوداً يغمِصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولسُ بنُ شاؤل [ملكُ اليهودِ النصرانيةَ لتحيا ضلالتهم ].ثم قال: لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة من الله ولكن مقتاً لأهل الإسلام) [شرح أصول أهل السنة والجماعة( 8 /1461)، ومنهاج السنة (1 /23و29) ].
قال الإمام أحمد-رحمه الله-: (إذا رأيت رجلا يذكر أحدا من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام). [البداية والنهاية (8 / 142) ].
وقال أبو نعيم-رحمه الله-: (فلا يتتبع هفواتِ أصحابِ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وزَلَلَهُم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم حالَ الغضب والموجدة إلاَّ مفتون القلب في دينه). [الإمامة والرد على الرافضة لأبي نعيم(344) ].
ويقول أيضا: (فمن سبَّهم، وأبغضهم، وحمل ما كان من تأويلهم، وحروبهم على غير الجميل الحسن، فهو العادل عن أمر الله تعالى، وتأديبه، ووصيته فيهم، ولا يبسط لسانه فيهم، إلا من سوء طويته في النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته والإسلام والمسلمين). [ الإمامة والرد على الرافضة لأبي نعيم (376) ].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وذلك أن أول هذه الأمة هم الذين قاموا بالدين تصديقا، وعلما، وعملا، وتبليغا، فالطعن فيهم طعن في الدين، موجب للإعراض عما بعث الله به النبين، وهذا كان مقصود أول من أظهر بدعة التشيع، فإنما كان قصده الصد عن سبيل الله، وإبطال ما جاءت به الرسل عن الله، ولهذا كانوا يظهرون ذلك بحسب ضعف الملة، فظهر في الملاحدة حقيقة هذه البدع المضلة...) [منهاج السنة (1 /18) ].

كتبه
أخوكم مصطفى قالية
14 شوال 1431هـ

والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12-06-2011, 08:52 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي يتبع إن شاء الله بعدة مقالات ، والله الموفق ...

يتبع إن شاء الله بمقال : " الزور والبهتان في كلام الشيعة على القرآن " للشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني - رئيس التحرير لمجلة الإصلاح
وهناك مقال لحد الآن غير كامل لوضعه في المنتدى بعنوان : "
فضائح وقبائح في فقه الشِّيعة الإمامية " لصاحبه الشَّيخ الفاضل فؤاد عطاء الله الجزائري - حفظه الله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12-09-2011, 05:10 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي الزور والبهتان في كلام الشِّيعة على القرآن بقلم : الشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني حفظه الله [ رئيس التَّحرير لمجلة الإصلاح ]

الزور والبهتان في كلام الشِّيعة على القرآن
بقلم :

الشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني حفظه الله
رئيس التَّحرير لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية

بسم الله الرحمن الرحيم

من المسلَّمات الَّتي ورثتها أجيال المسلمين ، صاغر عن كابر ولاحق عن سابق أنَّ القرآن كلام الله ، سوره وآياته وكلماته ، أنزله على عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ، أسمعه جبريل عليه السلام ، وأسمعه جبريل محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ، وأسمعه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أمَّته ، وليس لجبريل عليه السلام ولا لمحمَّد صلى الله عليه وسلم إلاَّ التَّبليغ والأداء .
وهو المكتوب في اللَّوح المحفوظ ، وهو الَّذي في المصاحف ، يتلوه التَّالون بألسنتهم ويقرؤه المقرئون بأصواتهم ويسمعه السَّامعون بآذانهم ، وهو الَّذي في صدور الحفَّاظ بحروفه ومعانيه ، تكلَّم الله به على الحقيقة ، منه بدأ وإليه يعود ، وهو قرآن واحد منـزَّل غير مخلوق ، فمن سمعه فزعم أنَّه مخلوق فقد كفر .
وقد حفظ الله كتابه من أيدي العابثين وألسنة الأفَّاكين ، فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، قال تعالى : " إنَّا نَحنُ نَزَّلْنَا الذِكْرَ وَإنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ " [ سورة الحجر ] ، وقال : " وَإنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لاَ يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَميدٍ * " [ سورة فصلت ]
وإذا تكفَّل الله بحفظ كتابه وصيانته فلا يمكن أن تطاله أيدي التَّحريف والتَّصحيف لتزيد فيه أو تنقص ولو حرفًا واحدًا ، فهو محفوظ أبد الآبدين ، كما أنَّ دين الله باق إلى قيام السَّاعة ، فاقتضى ذلك حفظ وحيه ، قرآنًا وسنَّةً ، لتقوم الحجَّة على النَّاس إلى آخر هذه الأمَّة .
ولم يزل أهل السُّنَّة والجماعة منذ العصر الأوَّل حماة لهذا القرآن ، دعاة للخلق بهداه ، عداة لمن عاداه ، وعندهم أنَّ من زعم تحريف القرآن أو الزِّيادة أو النُّقصان أنَّه كافر ، لأنَّه مكذَّبٌ لله سبحانه وتعالى ، حتَّى جاءت الشِّيعة بفرقها وطوائفها وغلاتها ومعتدليها ، ففرَّقت كلمة المسلمين ، وشقَّت عصا طاعة جماعتهم ، وخالفت معتقدهم ، فأنشأت القول بتحريف القرآن ، وأنَّه غيِّر وبدِّل ، وكذلك السُّنَّة النَّبويَّة ، لأنَّها منقولة بطريق المغيِّرين والمبدِّلين والمرتدِّين ، وجعلت من أسس المذهب الشِّيعي - وهو عند الإماميَّة الاثنى عشريَّة كذلك ، القول بوقوع التَّحريف في القرآن .
وقد سطَّر هذه الحقيقة الثَّابتة عندهم مفسِّرهم الكبير هشام البحراني في مقدِّمة تفسيره حيث قال : " وعندي في وضوح صحَّة هذا القول - بتحريف القرآن وتغييره - بعد تتبُّع الأخبار وتفحُّص الآثار ، بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريَّات مذهب التَّشيع ، وإنَّه من أكبر مقاصد غصب الخلافة فتدبَّر " (1) .
وبذلك قال المحدِّث الشِّيعي نعمة الله الجزائري (2) رادًّا على من قال بعدم التَّحريف في القرآن : " إنَّ تسليم تواتره عن الوحي الإلهي ، وكون الكلِّ قد نزل به الرُّوح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة ، بل المتواتر الدَّالَّة بصريحها على وقوع التَّحريف في القرآن كلامًا ومادَّةً وإعرابًا ، مع أنَّ أصحابنا قد أطبقوا على صحَّتها والتَّصديق بها " (3) .
وقال علي أصغر البُرُوجِردي - هو من أعيان الشِّيعة في القرن الثَّالث عشر في كتابه : " عقائد الشِّيعة " فارسي (ص27 - ط. إيران ) : " وواجب علينا أن نعتقد أنَّ القرآن الأصلي لم يتَّغير ولم يبدَّل وهو موجود عند إمام العصر ( الغائب ) - عجَّل الله فرجه لا عند غيره - ، وإنَّ المنافقين (4) قد غيَّروا وبدَّلوا القرآن الموجود عندهم " .
وأقوال أعلام الشِّيعة وتصريحاتهم من فقهاء ومحدِّثين ومفسِّرين كلُّها تجمع على أنَّ تحريف الصَّحابة للقرآن عقيدة مسلَّمة عندهم ، متواترة منقولة من سلفهم غير الصَّالح إلى خلفهم في جميع الأعصار ، إلاَّ من تظافر بعدم القول بالتَّحريف تقيَّةً وتهرُّبًا من حجج المعترضين وسدًّا لباب الطَّعن عليهم ، وهم أقلُّ القليل لا يزيد عددهم على الأربعة ، ولا خامس لهم من بين المتقدِّمين كما صرَّح بذلك محدِّثهم النُّوري الطَّبرسي في كتاب " فصل الخطاب " (33،34) وقد ذكرهم بأسمائهم .
وقد نصَّ كثيرون من علماء الشِّيعة أنَّ من أنكر عدم تحريف القرآن من أعيان الشِّيعة لا ينكر إلاَّ تقيَّةً ، أقرَّ بذلك أحمد سلطان - أحد أعيان القوم في الهند - إذ قال : " إنَّ علماء الشِّيعة الَّذين أنكروا التَّحريف في القرآن لا يحمل إنكارهم إلاَّ التَّقيَّة " (5) .
كتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب " :
هذا كتاب كما يدلُّ عليه عنوانه اجتهد فيه مؤلِّفه (6) ما وسعه جهده بأسلوب كلُّه تضليل وتزييف ليثبت - على زعمه - أنَّ كتاب الله عزَّوجلَّ - قد أصابه ما أصاب أهل الكتاب من التَّزوير والتَّزييف والنَّقص والزِّيادة والتَّحريف
وقد نزل هذا الكتاب إلى الأسواق والمكتبات في إيران وتناقله أيدي العامَّة والخاصَّة ، وغزَا الدُّور والمجالس العلميَّة في قُم وشيراز وأصفهان وكربلاء والنَّجف حيث علماء الشِّيعة وحجج الإسلام الكبرى والصُّغرى ! وآيات الله العظمى ! وأنصار أهل البيت - زعموا - ، ولم يحرِّك جمعُهم ساكنًا ، ولم ينتصر أحد منهم لدين ربِّ الأرباب ، بل فرحوا واستبشروا بظهور الكتاب واعترفوا لصاحبه بالفضل والعرفان ، وأكرموه وبجَّلوه وصنَّفوه في زمرة
" آيات الله " واعترفوا بجميله في الحياة وبعد الممات ودفنوه في العتبات المقدَّسة - كما يسمُّونها - بالنَّجف ، وخلدوا اسمه بترجمة حافلة في كتاب " شرح حال رجال إيران في القرن 13،12 ،14 "
ومع أنَّ هذا الكتاب لـمَّا ظهر في إيران سنة (1298 هـ ) قامت حوله ضجَّة ، لأنَّهم كانوا يريدون أن يبقى التَّشكيك في صحَّة القرآن محصورًا بين خاصَّتهم ، ومتفرِّقًا في مئات الكتب المعتبرة عندهم ، وأن لا يجمع ذلك كلُّه في كتاب واحد يطَّلع عليه خصومهم فيكون حجَّة عليهم ، ولـمَّا أبدى بعض عقلائهم هذه الملاحظات ، خالفهم فيها مؤلِّفه وأصرَّ في المضيِّ على نهج السَّابق ، وألَّف كتابًا آخر سمَّاه " ردُّ بعض الشُّبهات عن فصل الخطاب " وقد كتب هذا الدِّفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين (7)
مقولات الشِّيعة المخزية في القرآن :
في هذا العنوان إشارات ولمحات من مخازٍ وفضائح بيِّنات تكشف ما عند القوم من سوء الاعتقاد وسَقَط القول وفساد العمل اتِّجاه كتاب ربِّ البريَّات ، منقولة من مصادرهم ومراجعهم المطبوعة الَّتي بين أيدي النَّاس اليوم ، وأمَّا المخبوءة فالله أعلم بمضمونه ومكنونه ، فمن ذلك :
قولهم : إنَّ في القرآن نقصًا من سور وآيات ، وكلُّ ما ورد فيه في فضل علي رضي الله عنه وأئمَّة آل البيت فهو مبتور ، وعندهم سورة تسمَّى سورة
" الولاية " مذكور فيها ولاية علي ، صرَّح بذلك عالمهم النَّجفي النُّوري الطَّبرسي في كتاب " فصل الخطاب " (18) وأخرى تسمَّى سورة " النُّورين "
كما قاموا بإقحام كلمة " في علي " بعد آية فيها لفظ " أنزل الله " أو " أنزل إليك من ربِّك " وأشباه ذلك من الآيات (8)
وجاء تحريف الإماميَّة لآيات من كتاب الله في تفاسيرهم المعتمدة ، من ذلك ما جاء في قوله تعالى : " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ للِنَّاسِ "[ آل عمران :110 ] ، حيث زعموا أنَّها نزلت : " كنتم خير أئمة أخرجت للنَّاس " (9) .
قولهم : إنَّ القرآن لم يجمعه إلاَّ الأئمَّة - أي : أئمَّة الشِّيعة الاثني عشر - وإنَّهم يعلمون علمه كلَّه (10)
وأصل هذه المقالة ترجع لابن سبأ القائل بـ : " أنَّ القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عند عليٍّ (11) ، وقد استفاض ذكر هذه المقالة في كتب الإماميَّة ، وزعموا أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ الله أَنْزَلَ عَلَيَّ القُرآنَ وَهُوَ الَّذي مَنْ خَالَفَهُ ضَلَّ ، وَمَنْ يَبْتَغِي عِلْمَهُ عِنْدَ غَيْرَ عليٍّ هَلَكَ " (12) .
قولهم : إنَّ القرآن لا يكون حجَّة إلاَّ يقيِّم ، كما في " أصول الكافي " (1/188) ، وتنشر هذه المقالة في كتب الإماميَّة المعتمدة (13) ، وهم يعنون بذلك أنَّ النَّص القرآنـيَّ لا يمكن أن يحتجَّ به إلاَّ بالرُّجوع لقول الإمام .
وهذا يعني أنَّ الحجَّة في قول الإمام لا في القرآن ، ولهذا أطلقوا على القرآن في المصحف : القرآن الصَّامت وسمَّوا الإمام : القرآن النَّاطق ، وينسب الإماميَّة هذا القول إلى عليٍّ رضي الله عنه
(14) .
قولهم : إنَّ هنالك مصحفًا اسمه مصحف فاطمة ، وأنَّ فيه مثل قرآننا هذا ثلاث مرَّات (15) .
قولهم : إنَّ في القرآن آيات سخيفة ، صرَّح بذلك أكبر علمائهم : النُّوري الطَّبرسي كما في كتابه :" فصل الخطاب " وعندهم أنَّ سورة يوسف من يقول بتحريف القرآن - الثقل الأكبر - لأنَّه مجتهد ، وأمَّا الَّذي ينكر ولاية عليّ - الثقل الأصغر - فإنَّه كافر لا شكَّ في كفره (17) .
ومقولاتهم المعبِّرة عن معتقدهم السَّيِّء في القرآن لا تكاد تحصى ، ويكفي أنَّ عندهم ما يزيد عن ألف حديث وضعوها في زعمهم وقوع التَّحريف في القرآن (18)
بعض من مصادر الشِّيعة ( الروافض ) المتضمِّنة للقول بتحريف القرآن وإهانتهم له (19)
- فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب : لحسين بن محمَّد بن النُّوري الطَّبرسي ، وهو من أجمع كتب القوم في إثبات عقيدتهم الضَّالَّة من خلال الأخبار والآثار المتواترة عن علماء الشَّيعة
- الأصول من الكافي : للكليني ، وهذا عند الشِّيعة بمثابة صحيح البخاري عند أهل السُّنَّة .
- مشارق الشُّموس الدُّريَّة في أحقِّيَّة مذهب الأخباريَّة ، للسَّيِّد عدنان البحراني ( منشورات المكتبة العدنانيَّة . ط / البحرين )
- آراء حول القرآن : الفاني الأصفهاني ( دار الهادي بيروت ط. الأولى 1411 هـ )
- الدُّرر النَّجفيَّة: يوسف البحراني ( نشر مؤسَّسة آل البيت لإحياء التُّراث )
- مرآة العقول للمجلسي ( دار الكتب الإسلاميَّة .ط الثَّانية 1404 هـ )
- مفاتيح الجنان : لعبَّاس القمِّي ( دار ومكتبة الرَّسول الأكرم - بيروت ط. الأولى 1418 هـ )
- تفسير الصَّافي : محمَّد الفيض الكاشاني ( دار الكتب الإسلامية . طهران ط.1419 هـ )
- إلزام النَّاصب في إثبات الحجَّة الغائب : على الحائري ( الأعلمي للمطبوعات - بيروت ط4 . 1397 هـ )
- نور البراهين : نعمة الله الجزائري ( مؤسَّسة النَّشر الإسلامي - جماعة المدرِّسين - إيران قم )
- التِّبيان في تفسير القرآن : أبو قاسم الخوئي ( مؤسَّسة النُّور للمطبوعات - بيروت . الثَّانية 1407 هـ )
- الأنوار الوضيَّة في العقائد الرَّضويَّة : حسين البحراني ( ط1/ 1406 هـ )
- القرآن في كلام الإمام الخميني ( ط/ مركز الإمام الخميني الثَّقافي - بيروت / لبنان )

ومصادر الشِّيعة النَّاقلة لهذا الباطل الَّذي لا يخفى على من له مسكة من عقل ، فضلاً عن دين ، كثير وكثيرة جدًّا ، فقاتل الله الرَّافضة ما قدروا الله حقَّ قدره ، ولا غاروا على كتابه ، فحفظوه وبجَّلوه وقرؤوه كما قرأه أهل ملَّة الإسلام.

..............
الحواشي :
(1) : " البرهان في تفسير القرآن " مقدِّمة الفصل الرَّابع (94) ط/ إيران .
(2) : نسبةً إلى جزائر العراق.
(3) : " الأنوار النُّعمانيَّة " (2/573) .
(4) : يقصد الصَّحابة رضي الله عنهم ، عليه من الله ما يستحقُّ .
(5) : تصحيف كاتبين (18) ط/ الهند.
(6): هو الحاج ميرزا حسين بن محمَّد تقي النُّوري الطَّبرسي ، أحد كبار علماء النَّجف ، ألفَّ كتابه هذا سنة (1292 هـ ) عند القبر المنسوب إلى عليٍّ رضي الله عنه في النَّجف ، جمع فيه مئات النُّصوص عن علماء الشِّيعة ومجتهديهم في مختلف العصور بأنَّ القرآن قد زيد فيه ونقص منه .
(7) : " الخطوط العريضة " لمحبِّ الدِّين الخطيب (12) يتصرّف يسير ، وانظر لمزيد بيان حول هذا الكتاب : " الشِّيعة والقرآن " لإحسان إلهي ظهير ، وكتاب " فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربِّ الأرباب ، عرض ونقد " تأليف محمَّد حبيب .
(8) : انظر " أصول الكافي " للكليني (1/417) .
(9) : انظر تفسير القمِّي (1/110) ، ولمزيد من أمثلة التَّحريف في تأويل القرآن يُنظر ابن عوض الجارحي (238،244) .
(10) : " أصول الكافي " للكليني (1/228) .
(11) : " أحوال الرِّجال " للجوزجاني (38) .
(12) : " أمالي الصِّدوق " (40) ، " وسائل الشِّيعة " للحرِّ العاملي (18/138،149) ، " تفسير فرات الكوفي " (91) ، نقلاً من " منهج الشِّيعة الاثني عشريَّة في تفسير القرآن " (234) .
(13) : انظر " علل الشَّرائع " للقمِّي (192) ، " رجال الكشِّي "(42) ، " المحاسن " للبرقي (268) .
(14) : " أصول الكافي " للكليني (1/61) ، (2/25) .
(15) : المصدر السَّابق .
(16) : " الفروع من الكافي " للكليني (5/516) .
(17) : " الاعتقادات لابن بابويه القمِّي " (103) و " الأنوار الوضيَّة في العقائد الرِّضويَّة " لحسين البحراني (28)
(18) : انظرها مفصلَّة في كتاب " الشِّيعة والقرآن " لإحسان إلهي ظهير .
(19) :نقلت عمدًا هذه المراجع كلِّها من كتاب :" علماء الشِّيعة يقولون " وهي من إعداد مركز إحياء تراث آل البيت : لأنَّ فيها تصويرًا لوثائقهم من كتبهم الأصليَّة .

المصدر : العدد السَّادس والعشرون (26) لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -

التعديل الأخير تم بواسطة سفيان الجزائري ; 12-09-2011 الساعة 08:24 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-09-2011, 05:14 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي النُّصيـرية الحقيقة والواقع بقلم : الشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني حفظه الله [ رئيس التحرير لمجلة الإصلاح ]

النُّصيـرية الحقيقة والواقع
بقلم :
الشَّيخ الفاضل عز الدين رمضاني حفظه الله
رئيس التَّحرير لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية

بسم الله الرحمن الرحيم


إنَّ كلَّ من أجال النَّظر ودقَّقه في أحوال أمَّة الإسلام ومنذ تاريخها القديم يدرك أنَّ من أخبث أهل الأرض عداء لها ومكرًا بها دعاة الباطنيَّة ، أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي ، الَّذي نفث سمومه وبثَّ مؤامراته ومرَّر عقائد الخبيثة بين المسلمين ، بدءًا بادَّعائه الولاء لعلى بن أبي طالب ، وانتهاء باعتقاد حلول الله فيه ، ومهدَّ لأتباعه طريقًا خبيثًا سار عليه دعاة الباطنيَّة من بعده من القرامطة والإسماعيليَّة والرَّافضة والبهائيَّة والدّروز والنُّصيرية وغيرهم .
ولـمَّا كانت الغالبيَّة من أهل الإسلام غافلة عن كيد هذه الطَّوائف الضَّالَّة ، جاهلة بحقيقة مذهبهم وأصل عقائدهم ، رأينا من الواجب تسليط الضَّوء على إحدى هذه الفرق المنحرفة عن دين الإسلام ، ونقل صورة واضحة وأمينة للعقائد الباطنيَّة الَّتي تؤمن بها وتخفي أكثرها عن المخالفين لمبادئها وأفكارها وهي الطائفة النُّصيرية ، وقد قال شيخ الإسلام فيها كما في الفتاوى الكبرى (3/511) :
" ويجب على كلِّ مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب ، فلا يحلُّ لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم ، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ... "
* التعريف بالنُّصيرية والأسماء الَّتي أطلقت عليها :
النُّصيرية حركة باطنيَّة ، وطائفة من غلاة الشِّيعة ، تنسب إلى رجل يدعى محمَّد بن نصير النُّميري ، يكنَّى أبا شعيب ، أصله من فارس ، وكان من الشِّيعة الاثنى عشريَّة ، عاش في القرن الثَّالث الهجري ، وتوفي حوال عام 270 هـ
واسم
"النُّصيرية" هو الاسم الَّذي غلب على هذه الفرقة الضَّالَّة المارقة عن الاسلام ، وهم لا يحبُّون هذه التَّسمية ويتضايقون منها لأسباب يزعمونها ، منها :
أنَّه أطلق عليهم بدافع من العدواة والعصبيَّة وذريعة لاضطهادهم وزعموا أيضًا أنَّ الأتراك هم الَّذين أطلقوا عليهم اسم النُّصيرية نسبة إلى الجبال الَّتي يسكنونها نكاية بهم واحتقارًا لهم .

وقد ذكر المستشرق ريسو أنَّ سبب تسميتهم بالنُّصيريِّين هو وجود صلة بينهم وبين تسمية نصارى أونصراني ، لما رآه من المشابهة بينهما في كثير من أعيادهم وتقديس كلِّ منهم للخمرة والتَّعاون الحاصل بينهما في مواجهة الأزمات (1).
لكن الأقرب إلى الصَّواب أنَّ هذه التَّسمية إنَّما أخذت من اسم مؤِّسس طائفتهم أبي شعيب محمَّد بن نصير البصري النُّميري كما تقدَّم (2)
ومن أسمائهم المفضَّلة عندهم " العلويون " أطلق عليهم هذا الاسم الاستعمار الفرنسي تمويهًا وتغطية لحقيقتهم الرَّافضة والباطنيَّة الخبيثة (3) ، وقد ذكر أحد مـمَّن كتب عنهم ويدعى عبد الحسين العسكرى معبِّرًا عن ارتياحه لهذه التَّسمية : " وقد ارتاحوا لها ، لأنَّها في الأقلِّ تخلصهم مـمَّا علق تاريخيًا باسم النُّصيرية من ذم وتشنيع وتكفير ، كما أنَّها تفتح لها أفاقًا أرحب للتَّقارب مع الشِّيعة " إلى أن يقول : "ولا شكَّ في أن الانتساب إلى الإمام على أيِّ نحو كان أفضل من الانتساب إلى ابن نصير " (4)
وللنُّصيريِّين أسماء أخرى يعرفون بها كالنُّميرية نسبة إلى محمَّد بن نصير النُّميري ، واسم " سورة ك " ومعناها عند الأتراك المنفيُّون أو المساقون ، كما لهم أسماء محليَّة يعرفون بها في أماكن سكناهم مثل " التَّختجيَّة " و " الحطَّابون " في غربي الأناضول و " العلي إلهية " في فارس وتركستان وكردستان (5)
* فرق النُّصيَّرية وأماكن تواجدهم :
تفرُّق النُّصيريُّون إلى فرق وطوائف كثيرة ، من أهمِّها أبرزها :
الـجَرَّانة : نسبة إلى قريتهم جرانة ، ثمَّ سموا بالكلازية نسبة إلى أحد زعمائهم يدعى محمَّد يونس كلازر ، ويقال لهم القمريَّة لاعتقادهم أنَّ عليًّا حلَّ في القمر .
الغَيبيَّة : سموا بذلك لأنَّهم رضوا بما قدر لهم في الغيب فتركوا التَّوسُّل كما في زعمهم ، وقيل : لأنَّهم قالوا : إنَّ الله تجلَّى في عليٍّ ثمَّ غاب عن البشر واختفى ، والزَّمان الحالي هو زمان الغيبة ، ويقرِّرون أنَّ الغائب هو الله الَّذي عليٌّ ، ثمَّ سميَّت بعد ذلك بالحيدرية نسبةً لزعمهم على حيدر .
الـماخُوسة : نسبة إلى زعيمهم على الـماخوس المشتق عن الكلازية .
النَّيَاصِفَة : نسبة إلى بلدة نيصاف بلبنان .
الظَّهورانية : نسبة إلى زعميهم إبراهيم العبيدي .
البَنَّاوية : نسبة إلى سلمان المرشد ، وابنه مجيب من بعده ، وكان راعى بقر ، احتضنه الفرنسيُّون وأعانوه على ادِّعاء الرُّبوبيَّة .
والنُّصيريُّون يعيش أكثرهم في جنوب وشمال سوريا ، ولهم وجود في جنوب تركيا وأطراف لبنان الشَّمالي وفلسطين وفارس وتركستان الرُّوسية وكردستان ، ويوجد عدد قليل جدًّا في العراق (6) ويمثِّلون في التّعداد العام لسكَّان سوريا (10%) أي ما يقارب المليون وتسعمائة نصيري ، وفي لبنان حوالى ( 40 ألف ) نصيري
* التأسيس والمنشأة وأبرز رجالاتها :
مؤسِّس هذه الطَّائفة الضَّالة هو محمَّد بن نصر البصري النُّميري كما تقدَّم عاصر ثلاثة من أئمة الشِّيعة ، وهم :
على الهادي والحسين العسكري ومحمَّد المهدي ، وقدم زعم ابن نصير أنَّه الباب إلى الإمام الحسن العسكري ، وأنَّه وارث علمه والحجَّة والمرجع للشِّيعة من بعده (7) ، ادَّعى النُّبوَّة والرِّسالة ، وغلا في بعض أئمَّة الشِّيعة ونسبهم إلى مقام الألوهيَّة ، ثمَّ خلفه على رئاسة الطَّائفة محمَّد بن جندب ، ثمَّ الفارسي عبد الله بن محمَّد الجنان الجنبلاني (ت:287هـ) ، والَّذي سافر إلى مصر ، وهنالك عرض دعوته على الحسن بن علي بن حمدان الخصيبـي، فرجع معه إلى " جنبلا " من بلاد فارس، وصار خليفة على رأس الطَّائفة ، وقد أعطى نفسًا جديدًا للنُّصيريِّين ، حيث أنشأ لهم مركزين ، أحدهما في حلب والآخر في بغداد ، وألَّف كتبًا أبرز فيها معتقد النُّصيريِّين ، وتعدُّ كتبه من أهمِّ كتب الشِّيعة في إيران.
ومن أبرز رجالات النُّصيريَّة محمَّد بن علي الجلي ، وعلي الجسري ، وميمون بن سرور بن قاسم الطَّبراني ، وحسن المكزون السّنجاري ، وهو آخر مظهر لقوَّة النُّصيريَّة ، ثمَّ تفرَّق النُّصيريُّون بعد وفاته إلى طوائف ، وأنشأوا مراكز مختلفة ، برئاسة كلِّ شيخ لمركز صغير ، إلى عهد الاحتلال الفرنسي لسوريا حيث برز بعض قادتهم كمحمَّد أمين غالب الطويل الَّذي ألفَّ كتابًا بعنوان " تاريخ العلويِّين " وسليمان المرشد الآنف الذِّكر ، ثمَّ تسلَّطوا بعد ذلك على نظام الحكم في سوريا وتسلَّلَوا إلى التَّجمعات الوطنيَّة فيها ، وتسمَّوا بأسماء جديدة خداعًا وتمويهًا ، مثل حزب البعث الاشتراكي ، ودعوى التَّقدميَّة والتَّحرُّر (8)
* المعتقدات والأفكار :
يتَّفق كلُّ مَنْ أرَّخ للنُّصيرية أنَّهم حركة باطنيَّة ، وأصل الباطنيَّة مذهب يستمدُّ أصوله من أصول الفلاسفة وقواعد المزدكيَّة وعقائد الثَّنويَّة ، ويزعمون أنَّ نصوص الدِّين لها ظاهر وباطن (9) .
وعقائد النُّصيريِّين كثيرة ، بعضها ظاهر وبعضها وهو الأكثر لا يزال في طـيِّ الكتمان : لأنَّهم يعتبرون مذهبهم سرًّا من الأسرار الَّتي لا يجوز الكشف عنها ، فهم يتكتَّمون على عقائدهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وقرَّروا أنًَّ من يفشي شيئًا منها يكون جزاؤه القتل والتَّنكيل (10)
ومن أهمّ عقائدهم وأشهرها :
* تأليه عليِّ رضي الله عنه : وبنوا هذه العقيدة على أنَّ ظهور الرُّوحاني بالجسد الجسماني أمر لا ينكره عاقل ، وهو كظهور جبريل في صورة الأشخاص وظهور الشَّيطان بصورة الإنسان (11)
وتزعم النُّصيرية أنَّ الله ظهر في صورة أشخاص ، ولـمَّا لم يكن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص أفضل من عليِّ وبعده أولاده المخصصون هم خير البريَّة ظهر الله بصورتهم ونطق بلسانهم فأخذ بيدهم ، فمن هذا أطلقوا اسم الألهيَّة عليهم (12) ، وعند النُّصيرية كتيِّب صغير جُمعت فيه تعالم النُّصيريَّة وعقائدها ، وهو منها على طريقة السُّؤال والجواب ، ويتألَّف من (101) سؤال ، منها على سبيل المثال :
من أين نعلم أنَّ عليًّا إله ؟
الجواب : مـمَّا قاله عن نفسه في خطبه البيان وهو واقف على المنبر : " أنا سرُّ الأسرار ، أنا الأوَّل والآخر ، أنا الظَّاهر والباطن ... " (13)
* القول بتناسخ الأرواح :
التَّناسخ هو انتقال الميِّت بعد موته من حالة إلى حالة ومن جسد إلى آخر ، وهو من مقدَّسات عقائدهم ، ويعود سبب تعلُّقهم بالتَّناسخ إلى أنَّهم لا يؤمنون بيوم القيامة ولا بالحساب ولا الجزاء في الآخرة (14)
* اعتقادهم أنَّ عليًّا رضي الله عنه يخلق :
يقولون إنَّه الَّذي خلق محمَّدًا صلى الله عليه وسلم ، وأنَّ محمَّدًا صلى الله عليه وسلم خلق سلمان الفارسي وأنَّ سلمان الفارسي خلق الأيتام الخمسة الَّذين هو : المقداد وأبو ذر، وابن رواحة ، وعثمان ابن مظغون ، وقنبر بن كادان ، وكلّ واحد من هؤلاء موكل بمهام لا يقدر عليها إلاَّ الله جلَّ وعلا (15)
* تقديس الخمر وتعظيمها : ويزعمون أنَّ الله يتجلَّى فيها ، وأنَّها تسمَّى عبد النُّور إجلالا لها ، ويستفظعون قلع شجرة العنب أو قطعها ، ويعدُّون ذلك من أكبر الإجرام (16) .
* بغضهم الشَّديد للصَّحابة رضي الله عنهم :
ومن ذلك لعنهم لأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، وهم يتحاشون التَّسمية بهم إمعانًا في البغض والعداء ، بل إنَّهم يعذَّبون الحيوانات البريئة ويتفنَّنون في تعذيبها لاعتقادهم أنَّ روح أبي بكر وعمر وعائشة حلَّت فيهم عن طريق التَّناسخ (17)
تعظيمهم لابن ملجم قاتل عليٍّ رضي الله عنه :
فهم يعلنون حبَّهم له ويترضَّون عنه لزعمهم بأنَّه قد خلص اللاَّهوت من النَّاسوت ، يعنون أنَّه هو الَّذي خلص الصُّورة الإلهيَّة عن الصُّورة الإنسانيَّة ويخطِّئون من يلعنه (18)
عبادات النُّصيريَّة :
العبادة عند النُّصيريَّة مختلفة تمامًا عمَّا هو معهود في شريعة الإسلام ، وإن ذكروا في كتبهم أسماء العبادات من صلاة وزكاة وصوم وحجٍّ ، إلاَّ أنَّهم يؤوِّلونها إلى معان باطنة ، فهم يصلُّون مثلاً في اليوم خمس مرَّات ، لكنَّها صلاة تختلف في عدد الرَّكعات ولا تشتمل على سجود ، ولا يصلُّون الجمعة ، ولا يتمسَّكون بالطَّهارة من وضوء ورفع جنابة ، ولا يصلُّون في المساجد العامَّة ، ولا يعترفون بالحجِّ ويعتقدون بأنَّ الحجَّ إلى مكَّة كفر وعبادة أصنام ، ولا يعترفون بالزَّكاة الشَّرعية وإنَّما يدفعون ضريبة إلى مشائخهم زاعمين بأنَّ مقدارها خمس ما يملكون ، وهم بذلك يشتركون في هذا الخمس مع فرق الشِّيعة ، كما أنَّ الصِّيام عندهم هو الامتناع عن معاشرة النِّساء طيلة شهر رمضان (19) ويبيحون الزَّواج من المحارم (20) ، ويحلِّلون نكاح الرِّجال ويزعمون أنَّ ذلك من التَّواضع والتَّذلُّل وأنَّه أحد الشَّهوات والطَّـيِّبات (21)
أعياد النُّصيريَّة :
للنُّصيريَّة أعياد كثيرة ، وافقوا فيها المسلمين والنَّصارى والوثنيِّين ، كعيد الغدير وعيد الفطر والأضحى ، وعيد عاشوراء وعيد النَّيروز ( وهو العيد القومي للفرس ) ، وعيد المهرجان وعيد الصَّليب ، وعيد السعف ، وعيد العنصرة ، وغيرها كثير (22) ، كما لهم قداسات شبيهة بقداسات النَّصارى مثل قدَّاس الطيب لك أخ حبيب ، وقدَّاس البخور ، وقدَّاس الأذان وبالله المستعان (23)
موقف علماء الإسلام من النُّصيريَّة :
اتَّفقت كلمة أهل الإسلام على أنَّ هؤلاء النُّصيريِّين من فرق أهل الضَّلال ، ظاهر مذهبهم الرَّفض ، وباطنه الكفر المحض ، لا تجوز مناكحتهم ، ولا تباح ذبائحهم ، ولا يصلَّى على من مات منهم ، ولا يدفنون في مقابر المسلمين ، ولا يجوز استخدامهم في الثُّغور والحصون .
وقد لـخَّص القول فيهم وأبان عن عوارهم وفضح أسرارهم مبيِّنًا حكم الإسلام فيهم شيخ الإسلام ابن تيمية جوابًا على سؤال مطوَّل طرح عليه في حكم هذه الطَّائفة ، نجتزئ منه هذه الجمل المفيدة ، والعبارات السَّديدة الًَّتي قالها فيهم بحقٍّ :
" هؤلاء القوم المسمّون بالنُّصيريَّة هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنَّصارى ، بل أكفر من كثير من المشركين ، وضررهم على أمَّة محمَّد أعظم من ضرر الكفَّار المحاربين مثل كفَّار التَّتار والفرنج وغيرهم ... " (24) ، وقال : " وقد اتَّفق علماء المسلمين على أنَّ هؤلاء لا تجوز مناكحتهم ، ولا يجوز أن ينكح الرَّجل مولاته منهم ، ولا يتزوَّج منهم امرأة ، ولا تباح ذبائحهم ... " (25) إلى آخر كلامه النَّفيس ، فانظره برمَّته فإنَّه مهمٌّ .
النُّصيريَّة في العصر الحديث :
ارتكب النُّصيريُّون جرائم عدَّة ، يشهد لها التَّاريخ القديم والحديث بدءًا بجرائم النُّصيري تيمور لنك في بغداد وحلب والشَّام عام (822 هـ) ، مرورًا بموقفهم الفاضح ضدَّ المسلمين وتمكينهم للصَّلبيِّين ليستبحوا دماء وأعراض أهل السُّنَّة ، وانتهاء بتلك المجازر الَّتي قاموا بها في حقِّ أهل السُّنَّة الأبرياء في سوريا ولبنان ، لمجزرة مدينة طرابلس عام (1985م) ، ومجزرة مخيم تل الزعتر (1976م) ، ومجزرة سجن تدمر عام (1980م) ، ومجزرة هنانو في حلب عام (1980م) ، ومجزرة حماة السُّوريَّة عام (1983م) ، والَّتي راح ضحيَّتها قرابة (40ألف ) مسلم ، ناهيك عن المعتقلين والمفقودين (26) .
ولا زال النُّصيريُّون مصرِّين في المضيِّ على المنهج الَّذي رسموه ، والحقد الَّذي أضرموه لإبادة من يخالفهم ويقف في طريقهم من المسلمين من أهل السُّنَّة والجماعة ، مستغليِّن تأييد الرَّافضة لهم من إيران وحزب الله اللُّبناني ، قاتل الله أعداء ملَّة الإسلام ، وقطع دابر كلِّ مدٍّ يصلهم من خبيث حاقد ، آمين
.
..................
الحواشي :
(1) : ما ذكره هذا المستشرق صحيح من حيث وجود تشابه كبير بين الطَّائفتين ، وقد أيَّده في هذا التَّعليل د. حسن إبراهيم حسن في كتابه : " تاريخ الإسلام السِّياسي والدِّيني والثَّقافي والاجتماعى " (4/256، 267) ، وقدَّم فيه أمثلة قويَّة على وجود هذا التَّشابه .
(2) : نقل د. صابر طعيمة في كتابه " دراسات في الفرق " نقلاً من كتاب " إرشاد القاصد إلى أسنى المقاصد لنصر الدِّين السنجاري " ( ت: 794 هـ ) أنَّ النُّصيريَّة هم أتباع نصير غلام علي بن أبي طالب .
(3) : الموسوعة الميسَّرة (1/390) ، " ماذا تعرف عن الطَّائفة النُّصيريَّة " (ص2) .
(4) : " العلويُّون " (ص32) نقلاً من كتاب معاصر تنسب إلى الإسلام لـ د. غالب عواجي (2/545) .
(5) : "الحركات الباطنيَّة في العالم الإسلامي " لـ د.محمَّد أحمد الخطيب (ص323) ، و " فرق معاصرة تنسب إلى الإسلام " .
(6) : انظر " فرق معاصرة تنسب إلى الإسلام " (2/584) ، " الحركات الباطنيَّة في الإسلام " (ص323) ، و " ماذا تعرف عن الطَّائفة النُّصيريَّة " (ص2،3) .
(7) :
الموسوعة الميسَّرة (1/ 390) ، " الحركات الباطنية " (ص323) .
(8) : " فرق معاصرة تنسب إلى الإسلام " (2/547) ، الموسوعة الميسَّرة (1/392) " ماذا تعرف عن النُّصيريَّة " (ص5،4) .
(9) : " الأديان والفرق والمذاهب المعاصرة " لشيبة الحمد (ص86) ، " الموسوعة الميسَّرة " (1/394)
(10) : وقد حرقوا بالنَّار - فعلاً - أحد أبناء مشايخ النُّصيريَّة يدعى " سليمان الأضني " لما كتب كتابًا سمَّاه " الباكورة السِّليمانية " كشف فيها الكثير من أسرارهم ، انظر : " فرق معاصرة " (2/548) و " دائرة معارف القرن العشرين " (10/249،255) لفريد وجدي نقل فيها خلاصة لما جاء في كتاب " الباكورة السليمانية " .
(11) : " الملل والنِّحل " للشِّهرستاني (1/188) ، " لوامع الأنوار " للسّفاريني (1/82) .
(12) : " دراسات في الفرق " (ص39) .
(13) : " مذاهب الإسلاميِّين " لـ د. عبد الرَّحمن بدوي (2/247) ، " دراسات في الفرق " (ص46)
(14) : " فرق معاصرة " (2/569) ، " ماذا تعرف عن النُّصيريَّة " (ص8) .
(15) : " الموسوعة الميسَّرة " (1/392) ، " ماذا تعرف عن النُّصيريَّة " (ص8)
(16) : " فرق معاصرة " (2/572) ، " الموسوعة الميسَّرة " (1/392) .
(17) : " فرق معاصرة " (2/581) .
(18) : " لوامع الأنوار " (2/350) ، " دراسات في الفرق " (ص43) ، " الموسوعة الميسَّرة " (1/392) .
(19) : " الموسوعة الميسَّرة " (1/392،393) .
(20) : " صبح الأعشى " للقلقشندي (13/250) نقلاً من " دراسات في الفرق " (ص45) .
(21) : " فرق الشِّيعة " للنوبخي (ص78) .
(22) : انظر بتوسُّع في كتاب " طائفة النُّصيريَّة " للدُّكتور الحلبي (ص71) ، وفي كتاب " دراسات في الفرق " (ص49،51) .
(23) :
" دراسات في الفرق " (ص52) ، " الموسوعة الميسَّرة " (1/393) .
(24) : " مجموع الفتاوى " (35/149) .
(25) :
" مجموع الفتاوى " (35/154) .
(26) : بتصرُّف من كتاب " ماذا تعرف عن النُّصيريَّة " (ص16،21)

المصدر : العدد السَّابع والعشرون (27) لمجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-09-2011, 08:07 PM
سفيان الجزائري سفيان الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف - هداه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 1,340
شكراً: 0
تم شكره 33 مرة في 31 مشاركة
افتراضي فضائح وقبائح في فقه الشِّيعة الإمامية بقلم : الشَّيخ الفاضل فؤاد عطاء الله الجزائري - حفظه الله

فضائح وقبائح في فقه الشِّيعة الإمامية
بقلم :
الشَّيخ الفاضل فؤاد عطاء الله الجزائري - حفظه الله
ماجستير في العلوم الإسلامية - وادي سوف


بسم الله الرحمن الرحيم

هذه جملة من الآراء الفقهيَّة المبثوثة في كتب الرَّافضة ، تظهر شيئًا يسيرًا مـمَّا ينطوى عليه مذهبهم من الفضائح ، وتبرز نزرًا قليلاً مـمَّا يبوح به أئمَّتهم من القبائح ، جمعتها من أجل التَّحذير من شذوذاتهم والتَّنفير من ضلالاتهم .
وهو موضوع غاية في الأهمِّيَّة ، أشار إليه علماء السُّنَّة قديمًا وحديثًا ، قال الشَّيخ بكر أبو زيد رحمه الله : " فقد وقى الله مذهب أهل السُّنَّة مـمَّا ابتليت به الفرق الضَّالة من كثرة الشُّذوذ والتَّرخُّص ، والتَّديُّن بذلك في عمد مذاهبهم ، لا سيما في بيت المكر والخديعة ، وقد وقفت على مختصرات ومطولاَّت لهذه الفرقة منها : " الكافي " للكليني ، وهو عندهم بمنـزلة صحيح البخاري و " الغدير " وهو من المطولاَّت المعتمدة عندهم ، ورأيت فيها من الفقاهة ما تقشعرُّ منه الجلود .
وقد كان في النيَّة تتبُّع تلك القبائح والتقاط هاتيك الفضائح المنسوبة لدين الله وشرعه زعموا وتدوينها بالنَّصِّ ، موثَّقةًّ برقم الصَّحيفة والمجلَّد ، دون التَّعقُّب لها بشئ : لأنَّ من له أدنى ذوق ومسكة من عقل في قلبه ينكرها بفطرته ، ولن تجد لها في الشَّرع موئلاً ولا من أهله قائلاً ، فعسى الله أن يهيِّئ لهذا المشروع المختصر النَّافع الكاشف لحقيقة الرَّفض والتَّشيُّع من يقوم بتدوينه ونشره من أهل السُّنَّة والجماعة (1)
وقبل الشروع في عرض تلك الآراء القبيحة ، لابدَّ من التَّنبيه على أمور هي :
الأوَّل : يحرص الرَّافضة على نسبة مذهبهم في الفقه إلى الإمام جعفر الصَّادق (2) رحمه الله ويسمُّونه بالمذهب الجعفري ، والحقيقة أنَّه لا علاقة بين هذا التَّابعي الجليل الصَّادق حفيد الصِّدِّيق رضي الله عنه (3) ، الَّذي تتلمذ على يديه أبو حنيفة ومالك رحمهما الله ، وبين ما ينسبه الرَّافضة إليه من أكاذيب وأراجيف .
كما أنَّ طعننا في فقه الرَّافضة لا يلزم من الطَّعن في أئمَّة أهل البيت الَّذين تنسب إليهم تلك الرِّوايات المكذوبة وهاتيك الأخبار الموضوعة
الثَّاني : لا يشترط في جميع هذه الفضائح الَّتي أعرضُها أن تكون محلَّ إجماع بين الرَّافضة ، وذلك أنَّ القوم في أمر مريج ، لا يكادون يثبتون على قول لا في الأصول ولا في الفروع ، والخلاف الفقهي في مذهبهم بمفرده أوسع من الخلاف بين أئمَّة وفقهاء أهل السُّنَّة وفقهائها مجتمعين ، ولكن حسبي أن أوثِّق كلَّ قبيحة وأن أعزو كلَّ فضيحة إلى مصنَّفاتهم المعتمدة عندهم .
الثَّالث : أستسمح القراء الأفاضل في ذكر بعض العبارات الَّتي فيها فحش وبذاءة ، وقد حاولت تلطيف ما يمكن تلطيفه ، إلاَّ أنَّ خسَّة القوم أَبَتْ عليَّ إلاَّ أن أسوق شيئًا منها حتَّى يتعرَّف المسلمون على حقيقة فقه الرَّافضة وخبائثهم .
الرَّابع : ما ذكرته هنا من فضائح الرَّافضة ما هو إلاَّ شئ قليل من بحر نجاساتهم ، وقد تركت ما لو جُمِعَ لوقع في مجلَّدات ضخام ، لذا فقد اكتفيت ببعض المسائل في أبواب العبادات ، وباب النِّكاح على سبيل التَّمثيل لا الحصر .
الخامس : تجنَّبت الإسهاب في نقد هذه القبائح ، لأنَّها أقوال ممجوجة تردُّها الفطر السَّليمة ، وتأباها الأنفس الزَّكيَّة ، فلا تحتاج إلى كبير ردٍّ وإبطال
ونشرع الآن في المقصود ...

في مسائل الطهارة :
الماء المستعمل في إزالة النَّجاسة كالغائط والبول طاهرٌ عند الشِّيعة الإماميَّة (4) :
حيث نقل العلاَّمة محمود شكري الألوسي (5) رحمه الله في السُّيوف المشرقة
(6) أنَّهم : " يحكمون بطهارة الماء الَّذي استنجي به ولم يطهِّر المحلَّ ، وانتشرت أجزاء النَّجاسة بالماء زاد وزن الماء بذلك " .
ونقل عن ابن المطهَّر الحلِّي الهالك سنة 726 هـ الَّذي يعرف عند الشِّيعة بالعلاَّمة في " المنتهي " قوله : " إنَّ طهارة ماء الاستنجاء ، وجواز استعماله مرَّة أخرى من إجماعيَّات الفرقة "
وأشار الألوسي رحمه الله إلى أنَّ قولهم هذا : " مخالف لنَّص القرآن وهو قوله تعالى : " وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ " [ الأعراف:157 ] أي : أكلها وأخذها واستعمالها ، ولاشكَّ في كون هذا الماء نجسًا خبيثًا " .
وهذا الرَّأي الفقهي عند الرَّافضة ، فقد بوَّب الحرُّ العاملي 1104 هـ في كتابه " وسائل الشِّيعة " بابًا سمَّاه : " باب طهارة ماء الاستنجاء "
(7) أورد فيه جملة من الرِّوايات المكذوبة الدَّالَّة على طهارة الماء في إزالة النَّجاسة .
قال الخميني ما نصُّه : " ماء الاستنجاء سواء كان من البول أو الغائط طاهر "
(8)
المذي طاهر عند الشِّيعة الإماميَّة ، وخروجه لا ينقض الوضوء (9) :
ذكر ذلك الألوسي رحمه الله وبيَّن أنَّ قولهم هذا مخالف للحديث الصَّحيح المتَّفق عليه
(10) ، وهو حديث عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه كما في الصَّحيحين قال : كنت رجلاً مذَّاءً فأمرتُ المقدَاد ابن الأسود أن يسأل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم فسأله فقال : " فيهِ الوُضُوءُ " وفي رواية مسلم قال : " يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَ يَتَوًضَأُ " (11)
والعجيب أنَّ الحديث مرويٌّ عن عليِّ رضي الله عنه ، وهم يزعمون اتبَّاعه وكأنِّي بهم يتقصَّدون مخالفة جميع ما رواه أهل السُّنَّة عن عليِّ رضي الله عنه .
ورأيهم هذا مقرًّرٌ في مصنَّفاتهم ، وعلى ألسنة كبار مجتهدهم ، قال الطُّوسي 460 هـ الَّذي يلقِّبونه بشيخ الطَّائفة ما نصُّه : " المذيُّ والوديُّ لا ينقضان الوضوء ، ولا يغسل منهما الثَّوب " ، وذكر أنَّ دليلهم على ذلك إجماع الفرقة
(12)الودي طاهر عند الشِّيعة الإماميَّة ، وخروجه لا ينقض الوضوء (13)
وهو عندهم بمنزلة المخاط والبزاق ، قال الشَّيخ الألوسي رحمه الله : " وإنَّهم يقولون بطهارة الودي ، وهو بول غليظ جزمًا بإجماع الشَّرائع " (14)
ورأيهم هذا منصوص عليه في مصنَّفاتهم ، وقد تقدَّم في المسألة السَّابقة تصريح شيخ طائفتهم الطُّوسي 460 هـ بأنَّ طهارة الودي وعدم نقضه للوضوء من إجماعات الفرقة
كما أورد الكليني 329 هـ رواية مكذوبة في " الكافي " عن الإمام الصَّادق جاء فيها قوله - وحاشا أن يقوله - : " إن سال من ذكرك شئ من مذي أو ودي وأنت في الصَّلاة فلا تغسله ولا تقطع الصَّلاة ، ولا تنقض له الوضوء ، وإن بلغ عقيبك، فإنَّما ذلك بمنزلة النُّخامة (15)
غسل بعض الوجه في الوضوء كاف عند الشِّيعة الإماميَّة (16)
ذكر الألوسي رحمه الله أنَّهم قالوا : غسل بعض الوجه في الوضوء كاف ، وقدر الفرض عندهم ، وهو أقلُّ واجب غسله من الوجه لصحَّة الوضوء ، وما يدخل بين الإبهام والوسطى إذا انجرت اليد من الجبهة إلى الأسفل (17)
وهذا الرَّأي مقرَّر عند الرَّافضة ، قال شيخ طائفتهم الطُّوسي 460 هـ: " حدُّ الوجه الَّذي يجب غسله في الوضوء ، من قصاص شعر الرَّأس إلى محادر شعر الذَّقن طولاً ، وما دارت عليه الإبهام والوسطى عرضًا " (18)
وألمح الألوسي رحمه الله إلى ردِّ قولهم في هذه المسألة بأنَّ : "نصَّ الكتاب يدلُّ على وجوب غسله كلِّه ، قال تعالى : " فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُم " [ المائدة :6 ] ، والوجه ما يواجه به ، وهو من منبت قصاص الجبهة غالبًا إلى آخر الذَّقن ، ومن إحدى شحمتي الأذن إلى الأخرى "
وأمَّا عن تقديرهم للفرض بما يدخل الإبهام والوسطى فهو أمر مبتدع ليس له أصل في الشَّرع .

النَّجاسة المغلَّظة في ثوب المصلِّي معفوٌّ عنها عند الشِّيعة الإماميَّة (19)
فقد ذكر الألوسي رحمه الله أنَّهم قالوا : " إنَّ الخفَّ والقلنسوة والجورب والنِّطاق والعمامة والتِّكَّة (20) وكلَّ ما يكون على بدن المصلي مـمَّا لا يمكن الصلاة فيه وحده يجوز الصَّلاة بها ، وإن كانت متلطِّخة بعذرة الإنسان وغيرها من النَّجاسات المغلَّظة (21)
وهذا مقدَّر في كتب الرَّافضة ، فقد بوبَّ الحرُّ العاملي 1104 هـ في " وسائل الشِّيعة " بابًا سمَّاه : " باب جواز الصَّلاة فيما لا تتمُّ الصَّلاة والنَّعل والخفَّين وما أشبه ذلك " (22)
وقال المفيد 413 هـ الَّذي يسمُّونه فخر الشِّيعة في " المقنعة " ما نصُّه : " ولا بأس أن يصلِّي الإنسان على فراش قد أصابه مني غيره من النَّجاسات ، إذا كان موضع سجوده طاهرًا ، ولا بأس بالصَّلاة في الخفِّ ، وإن كان فيه نجاسة ، وكذلك النَّعل ، والتَّـنـزُّه عن ذلك أفضل ( 23)
وقد تعقَّب الإمام الألوسي رحمه الله مذهب الرَّافضة في هذه المسألة بقوله : " وهذا الحكم مخالف لصريح الكتاب ، أعني قوله تعالى : " وَثِيَابَكَ فَطَهِرْ " [ سورة المدثر ] ، ولا شكَّ أنَّ هذه الأشياء يطلق عليها لفظ الثِّياب شرعًا وعرفًا ، ولهذا تدخل في يمين تنعقد بلفظ الثِّياب نفيًا وإثباتًا (24)




يُتبع إن شاء الله ....
[ مسائل : الصلاة ، الصيام ، الزكاة والخمس ، الحج ، النكاح ]



المصدر : العدد السَّادس والعشرون لمجلَّة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 12-10-2011, 10:20 AM
أبو طلحة سعيد السلفي أبو طلحة سعيد السلفي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: المملكة المغربية مدينة الداخلة
المشاركات: 366
شكراً: 7
تم شكره 35 مرة في 33 مشاركة
إرسال رسالة عبر مراسل MSN إلى أبو طلحة سعيد السلفي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو طلحة سعيد السلفي
افتراضي

بارك الله فيك اخي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
طريقة عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:20 AM.


powered by vbulletin