منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات حكم الكلام أثناء قراءة القرآن (الكاتـب : أبو هريرة الكوني السلفي - )           »          خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 12-16-2012, 11:49 AM
خميس بن إبراهيم المالكي خميس بن إبراهيم المالكي غير متواجد حالياً
العضو المشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 87
شكراً: 1
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة
افتراضي [مفرغة] كلمة الشيخ محمد الإمام إلى مدينة عقارب بمحافظة صفاقس ـ تونس 22 محرم 1434

كلمة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام ـ حفظه الله ـ
إلى مدينة عقارب بمحافظة صفاقس ـ تونس 22 محرم 1434
بعنوان

" غُربة أهل السنّة وفضل العلم "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد :
أُحييكم بتحية الإسلام الخالدة :السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ محمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يجعل اجتماعنا ـ اجتماعا مرحوما، وتفرقنا تفرقًا معصوما ، وأن لا يجعل فينا ولا من بيننا شقيًّا ولا محرومًا.
أيها الإخوة : يُسعدني في هذه الليلة المباركة ليلة الجمعة ـ الثالث والعشرين ـ من محرّم سنة أربعة وثلاثين وأربعمائة وألف، أن نلتقي بفضيلة الشيخ (محمد بن عبد الله الإمام) ـ حفظه الله تعالى ـ ليُحدّثنا ويُتحفنا بكلماته وتوجيهاته المعروفة والمسموعة والمقروءة، بكلمة عنوانها :
" غُربة أهل السنّة وفضل العلم "
فجزاه الله خيرا ونفعنا الله بعلمه ، تفضّل شيخنا.
كلمة الشيخ محمد الإمام ـ حفظه الله ـ :
الحمد لله ، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم ـ .
أما بعد:
فنحمد الله الذي يسّر لنا هذا التواصل مع إخواننا في ( تونس )،فهذا من فضل الله علينا أن نتواصل من أجل إصلاح ديننا، ومن أجل التواصي بالحق، والتواصي بالصبر، فنسأل الله أن ينفعنا بما نسمع وبما نقول، وبما فيه الإعانة لنا على طاعته ومرضاته. أما بعد :
أيها الإخوة : بالنسبة للجزء الأول من عنوان المحاضرة وهو " غُربة أهل السنّة "
فهذا أمر معروف، والغُربة غُربتان:
غُربة المسلمين بين الكافرين.
وغُربة أهل السنّة بين المسلمين.
وهاتان الغربتان قد أخبر عنهما النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ فقد جاء عن ابن مسعود وغيره أن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ذكر الغربة، ومن ذلك أنه قال : (( بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا)) ثم قال : (( فطوبى للغرباء))،(( فطوبى للغرباء))؛ وكذلك أيضا من حديث عبد الله بن عمرٍ أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ بيّن من الغرباء، قال : (( هم نزّاع من القبائل، يُصلحون ما أفسد الناس))، فنعمة ـ والله ـ أن يكون المسلم مُختارًا من قِبَل الله، ومُصطفىً من عند الله، ومُجتبىً بتوفيق من الله، هذه نعمة أن خصّه الله بزيادة ألطاف وبر وتوفيق وإحسان؛ فهؤلاء الغرباء ـ الذين صاروا غرباء ـ فهم ليسوا غرباء عند الله، وليسوا غرباء عند ملائكته، وليسوا غرباء في الآخرة، وإنما ما هو حاصل من تغيّرات الأحوال فهذا يجعل المسلم لا ينفر من سماع الغربة، ولا يتنكّر من كونه غريبا، بل ينبغي أن يعلم المسلم أن كونه غريبا بين الناس هذا لا يضره، إذ أن معه الله، وكفى بالله وليّا وكفى بالله نصيرا، ومعه الله وهو خيرٌ حافظًا، وهو أرحم الراحمين، ومعه الله الذي يجعل له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل همّ فرجًا، ويُيسّر له العسير، ويُقرّب له البعيد، ويُدافع عنه، فيما يعلم، وفيما لا يعلم، فالعبدُ المؤمن حاجته إلى ربّهِ، فمتى كان مع الله فالله معه،
﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ أي : كافيه الشر وأهل الشر؛ فليحمد الله المسلمُ إذا زاده الله بخصائص، وخصّه الله بمكارم، وأعطاه الله من زيادة الفضل والإنعام عليه، فليحمد الله ـ عز وجل ـ على ذلك.
وأهل السنّة غرباء بين المسلمين بسبب إقامتهم لهدْي رسولهم ـ عليه الصلاة والسلام ـ ولكنهم يجدون من انشراح الصدور وطمأنينة القلوب، وكذلك أيضا يجدون برد اليقين عندما يعملون بما جاء به رسولهم، حتى قال بعض السلف : (( إنّي لأعملُ بسُنّة كأنّي فتحتُ مدينة))، الذي يفتح المدن يشعر بتمكين له وبنصر وتأييد، ويشعر بقوة وبشجاعة إلى غير ذلك.
والذي ينتصر على هواه وعلى نفسه وعلى شياطين الجن والإنس، حتى يعمل بالحق ولو سخط من سخط أنه يجد من المنافع ومن المآثر الحميدة التي ذكرتُها قبل قليل، أكثر مما يجده من يفتح البُلدان.
فأهل السنّة يتنعمون حقيقة ـ وإن كانوا غرباء ـ ويعيشون في حياة سعيدة بحمد الله رب العالمين، وذكر شيخ الإسلام ـ إبن تيمية ـ رحمه الله ـ أنّ ابن الصلاح ـ هو أبو عمر ـ المشهور بابن الصلاح أحد علماء الحديث ـ أنه أخذ مدرسة عن الأشاعرة ـ الأشاعرة معروف أنهم أصحاب فرقة ضالة ـ قال : "إن أخْذها أعظم من فتح عكّا" هذه عكّا من بلدان الشام، فجعل أخْذ هذه المدرسة وتعليم الكتاب والسنّة فيها تعليما صافيا نقيا بعيدا عن الشوائب ـ العقلانيات وبعيدا عن الفلسفة وعلم الكلام ـ إنه جعل ذلك أعظم من فتح عكّا.
فهكذا ـ أهل السنّة يجدون من الراحة النفسية ويجدون من القوة ـ من القوة القلبيّة ـ التي تجعلهم شُجعانًا وتجعلهم مثابرين ومنافحين وذابّين ـ هذا الذي يجدونه ـ يجعلهم في استمرارية في ثبات على الدين، وفي تمسك بالدين.
ولا شك أن غربة المسلمين بين الكفار، حاصلة أيضا ـ وإن كان بعض المسلمين لا يشعر بهذا ـ بسبب بُعْده عن التمسك بالدين وتلعُّبه بالدين!، ولكن هذا حاصل .
وغربة أهل السنة بين المسلمين ـ كما سمعتم ـ أنها حاصلة ، ولكنها تختلف عن غربة المسلمين بين الكفار، إذ أن كثيرا من المسلمين يشعرون بالغربة ويعيشون على ذلّة وعلى أمور معروفة مما لا يُحمدون عليها، بخلاف أهل السنة فإنهم وإن كانوا غرباء عند المسلمين وعند الكفار إلّا أنهم يعيشون بعزّة ، ويعيشون بكرامة، ويعيشون على غنىً تام ـ أعني غنىً بالشريعة ـ فلا يرون أنهم محتاجون إلى الكفار ، لا إلى آرائهم، ولا لعقلانيتهم، ولا لقوانينهم، ولا لعاداتهم، ـ أبدًا ـ بل يدْعون الكفار إلى أن يدخلوا في الإسلام ، وإلى أن يُنقذوا أنفسهم من براثين الشرك والكفر والإلحاد ـ عياذا بالله ـ فيختلف حال أهل السنة عن حال غيرهم ، فغربتهم كما سمعتم لا تُعدّ أمرا لا يُطاق ، ولا تُعدّ أمرا ينفّر عن التمسك الإسلام، انظروا إلى ما صحّ عن أبي العالية وعن مجاهد بن جبر أنهما قالا : " والله ما ندري أي النعمتين علينا أعظم؟ أن هدانا الله إلى الإسلام؟ أم أن جنّبنا أهل الأهواء؟".
المراد بأهل الأهواء ـ المراد بهم ـ أهل البدع والضلالات؛ فهم يجدون هذه النعم ويشعرون بعظمتها عليهم من الله ، وأن الله قد خصّهم بما خصّهم به .
فهنيئًا لمن كان متمسكا بالكتاب والسنّة؛ إن المسلم العاقل يهرب من البدع ويهرب من المعاصي كما يهرب الفارُّ من النار، لأنه يعلم ماذا في هذه من أضرار ، يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ : " إن ضرر الذنوب على القلوب كضرر السموم على الأبدان "، فأهل السنة يهربون ويجتنبون ويبتعدون عن المعاصي وعن البدع والضلالات والتحزبات لما يعلمون ما فيها من أضرار ومن عواقب وخيمة، هذا من فضل الله ـ عز وجل ـ عليهم، بخلاف غيرهم ممن يصطلي بنار هذه المعاصي والفتن، ممن يصير ضحايا بين يديها ، ممن يُبتلى بالأمراض، بالتقلّب ، بالاضطراب ، يُبتلى أن يصير أمره أمرًا مريجًا، يصير مُضطربًا متلونًا متقلبا ، ويصير مجاملا ومداهنا!!، ربما غشيَ النفاق ـ وقع في النفاق والرياء ـ وهكذا أيضا من وقع في أمراض حب المنكرات والسيئات، وهكذا أيضا من وقع في العجب والغرور بسبب المال أو الجاه أو الملك وما أشبه ذلك، هذه الأمراض إن أهلها يُرحمون على ما ابتُلوا به وعلى سوء ما وصل إليه حالهم، ومن كان سليما منها معافىً إنه لفي نعم عظيمة وإنه لفي حفظ من الله ورعاية من الله، ودفاع من الله ـ عز وجل ـ .
إذن أيها الإخوة الكرام:
لا ينبغي أبدًا أن يكون فهمنا للغربة فهم يؤدّي إلى ضعفنا، ولا إلى ترنّحنا ، ولا إلى رجوعنا القهقرى شيئا فشيئا، بل ينبغي المشيُ قُدما مع الكتاب والسنّة على ما كان عليه السلف ومن تبعهم بإحسان حتى نلقى الله ـ عز وجل ـ .
ألا وإن مما يُهوّن هذه الغربة ويُحوّلها إلى مسرّات ، وإلى ملذّات وإلى أفراح وإلى نشوة نافعة، الإقبال على العلم الشرعي.
العلم الشرعيّ : معلوم أنه كتاج على الرؤوس، العلم الشرعيّ معلوم أنه قوة لا تُقهر، وأنه حُجج لا تُكسر، وأنه براهين لا تتغير، فمن حمله وقال به وسار عليه صال وجال وبلغ حُسن المآل ـ بإذن رب العالمين ـ ، فالعلم قوة ـ أيّ قوة ؟ـ وكيف لا يكون قوة وقد جعله الله قاهرا للأعداء يقهر به صاحبُهُ أعداءَ الله ـ عز وجل ـ ومن أراد أن تَهُونَ عليه هذه الغربة أو تُهوَّن عليه فليقبل على العلم الشرعي ما استطاع إلى ذلك سبيلا، انظروا إلى ما قاله بعض السلف ـ قالوا ـ : " والله لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن عليه لجالدونا عليه بالسيوف" ما نحن عليه : أي من انشراح الصدور وطمأنينة القلوب، واستنارة العقول ، وزكاة النفوس وقوة الأبدان وهدوء البال ـ لو علموا هذه النعم عندنا وهذه العطايا قد خُصِصْنا بها ـ لجالدونا يريدون أن تكون لهم، لأن مهمتهم أن ينالوا أعلى النعيم وأشهى اللذات وأعلى المنافع والشهوات، فكونهم يُحرَمون من هذه اللذات الحسّية فهذا حرمان؛
لهذا يقول شيخ الإسلام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : " إن لذّة العلم تفوق كل لذّة "، يعني : أنها تفوق لذة من يستلذ بالخمر ، ومن يستلذ بالزنا، ومن يستلذ بالطرب ، ومن يستلذ بكثرة النوم ، وبالنكاح، وبغير ذلك من أنواع الملذات ، ولله درّ الشاعر عندما قال :
ما لذّة الناس في الدنيا بأجمعهم *** ولا الملوك وأهل اللهو والطرب
كلذتي في طِلَابِ العلم يا ولدي *** فإن العلم مُكتسبي ومُعتمدي

فهذا رجل من علماء العلم الشرعي يُعبّر لولده بأن لذّة العلم عنده تفوق أكبر أنواع اللذات عند الملوك وعند أرباب الشهوات .
فنحمد الله الذي خصّنا بما لم يخص به كثيرا من الخلق، بل الذي خصنا بما حرم منه كثيرا من الخلق
نحمد الله الذي يسّر لنا هذا التوجّه الكريم، وهو التوجّه إلى الإقبال على العلم الشرعي والعمل بالسنة المطهرة .
الحمد لله الذي جعل في قلوبنا القناعة بهذا، فهذا من فضله الخاص
﴿وَاللَّـهُ يَخْتَصُّ بِرَ‌حْمَتِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ، وقال ربُّنا : ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
نسأل الله بمنه وكرمه وفضله وإحسانه أن يرزقنا الهُدى والتُّقى ، الرشاد والسداد إنه على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الأســئلــة
بارك الله فيك شيخنا
وإياكم
شيخنا سؤال بارك الله فيك
تفضلوا
ما نصيحتكم ـ شيخنا ـ لمن يطلب العلم ولا يقدر على الهجرة؟
الجواب :
نصيحتنا له أنه يتلقى العلم في بلده حسب ما يتيسر له ، إن وجد من يعلمه ويدرسّه فنعمة من الله ، فليحمد الله على ذلك ، وليبادر، وهذا تعليم وتعلّم وخير والحمد لله، وإذا كان التعلّم عن طريق الهجرة والغربة سيكون أكثر ـ والتفرغ وما إلى ذلك ـ لكن ما لا يُدرَك كله لابد جلّه ، فإذا لم يتيسر له من يتعلّم على يديه في بلاده، في مدينته ، في حارته ، في مسجده، فيستفيد من كتب أهل العلم المتقدمين والمتأخرين من علماء أهل السنّة، يقرأ لهما إن سَهُلَ عليه أن يقرأ ، ويسمع لهما من المحاضرات ما تيسر، ويتواصل مع العلماء ، يسألهم فيما يُشكل عليه، ولا يزال يطلب العلم بحمد الله رب العالمين، فلا يرضى بالانقطاع عن العلم ، فإنه إن ترك ـ هذا اللي ذكرته ـ مما يتعلق بتلقيه له في بلاده، يكون قد ترك العلم بالكلّيّة، وإلّا فبإمكان كل مسلم أن يكون طالب علم ولو كان من وراء البحار، وذلك بالبحث عن الحق ، والتحرّي له ، والسماع له ، وقبول من يرشده، ومن يدله على الخير، نسأل الله أن يستخدمنا جميعا في طاعته.


سؤالنا الثاني :هل صحيح أن الصحابة اختلفوا في بعض فروع العقيدة مثل عذاب القبر هل هو على الروح أم الجسد أو كليهما ؟ ومسألة من خُلق أولا : القلم أم العرش؟ وما رأيكم في تجميع الناس رغم اختلاف عقائدهم ؟

الجواب :
على كلّ ، الصحابة ـ وإن اختلفوا في بعض فروع مسائل العقيدة ـ هذا قليل جدا ، ونادر جدا ، ولم يكن مؤثرا لا على عقيدة ولا على أخوّة ولا على كذا، لأنه اعتُبر من جملة ما يُجتهدُ فيه هذا المسائل ، فلا داعي للدندنة بهذه الأشياء ولا محاولة جعل هذه الأشياء كذريعة للانحرافات والدفاعات عن أهل الباطل ، وأنا أنصح لكم أن تُقبلوا على العلم، ولا تُكثروا، ولا تتعبوا أنفسكم بالجدالات، أي مسألة تُشكل عليكم ارجعوا إلى الكتب النافعة، التي تجدون فيها البيان الشافي ، إذا لم تهتدوا إلى هذا فاسألوا أهل العلم، والحمد لله ، لا تشغلوا أنفسكم بالجدالات، ولا تحاولوا أن تجعلوا للأمور ضوابط وقواعد من عندكم مما قد يوقعكم في محذورات ، فاستفيدوا وما أشكل عليكم ـ فكما سمعتم ـ فالرجوع إلى الكتب وإلا فللعلماء، والله المستعان.
تجميع الناس على اختلاف عقائدهم ! هذا من شأن دعاة التحزّب، من شأن دعاة التحزب أنهم لا يهمهم إصلاح عقائد المسلمين، وإقامة دينهم ، بقدر ما يهمهم أن يتحزب الناس معهم، وأن يُلفلفوهم معهم.
لكنّي أُنبّهكم على شيء وهو ـ بما أن دعوتكم في بدايتها ـ في بلادكم فلو أكثرتم الكلام على حزب الإخوان المسلمين وأمثالهم من الأحزاب فلربما تعرقلت دعوتكم سنين، وبقيت دعوتكم في ضعف شديد، وبقي الناس في بُعد وانعزال عنكم ، فمن هنا تُحرمون من نشر الدعوة ومن قبولها بين الناس ، وقد يكون هذا بسبب عدم الإدراك للعواقب ، فنرى أنكم لا تشغلوا أنفسكم كثيرا بدعاة الصوفية وبدعاة الأحزاب ، بقدر ما تشغلون أنفسكم بالتعلّم ، أنتم أسْمِعُوا الناس : قال الله وقال رسوله، لو قمت تتكلم في المسجد أو في أي مكان وتتلو على الناس آيات وأحاديث وما ذكرت لا صوفي ولا حزبي ، ولا ولا ، إلى آخره، لكنت قد غرست في قلوب الناس حُب القرآن وحب السنّة وحب الطريق هذا الذي تسلكه من إسماع الناس كلام الله وكلام رسوله ـ عليه الصلاة والسلام ـ والناس يفهمون ، فإن استدعى الأمر إلى إيضاحات عامة ، هذه الآية، هذا الحديث يُبيّن أنه ما يجوز الكلام الفلاني ، أنه ما يجوز الفعل الفلاني من أمور البدع ، من أمور المخالفات، ولو لم تذكر أي مبتدع، ما ذكرت صوفية ولا شيء، يكون قد علّمت الناس خيرا كثيرا.
فإن الكلام على أهل البدع بتعيين الفرق وما أشبه ذلك هذا إذا كان يؤدّي إلى عرقلة الدعوة فليكن الداعية حكيما رحيما بالناس ، فإذا جئتَ بكلام حال بينك وبين الناس ـ هذا الكلام ـ أو حالوا بينك وبين الناس بسبب كلامك ، انظر كيف تُحرَم الآن من غرس الخير في الناس .
فالدعوة إلى الله بحاجة إلى دعاة وطّنوا أنفسهم على هدي الرسول في الدعوة من علم وحلم وحكمة وصبر، ونظر في المصالح والمفاسد، والمقاصد الشرعية وهذه كلها تحتاج إلى وقت يتعلم فيه الشخص ، وإلى مجالسة أهل العلم، ومعرفة طرقهم وأفهامهم والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وإلى هنا

للتحميل ( من هنا )


فرّغه / خميس بن إبراهيم المالكي
خاص / شبكة ليبيا السلفية
يُسمح بنقله مع ذكر المصدر
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 AM.


powered by vbulletin