بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى فى سورة الذاريات :
" و السماء بنيناها بأيد و إنا لموسعون ، و الأرض فرشناها فنعم الماهدون ، و من كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون ، ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين . "
قال العلامة السعدى _رحمه الله تعالى_ فى تفسير
قول الله تعالى : " ففروا إلى الله" :
فلما دعا العباد إلى النظر فى آياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه، أمر بما هو المقصود من ذلك، وهو الفرار إليه أي:
الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه، ظاهرًا وباطنًا،
فرار من الجهل إلى العلم،
ومن الكفر إلى الإيمان،
ومن المعصية إلى الطاعة،
و من الغفلة إلى ذكر الله ،
فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له، نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه، فرارَا، لأن في الرجوع لغيره، أنواع المخاوف والمكاره،
وفي الرجوع إليه، أنواع المحاب والأمن، والسرور والسعادة والفوز،
فيفرّ العبد من قضائه وقدره، إلى قضائه وقدره،
و كل من خفتَ منه فررت منه إلا الله تعالى،
فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه.