بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الفوائد استخلصتها من خطبة "بيان فضيلة الأخوّة في دين الله تعالى والترابط بين المسلمين "
للشيخ ابن العثيمين رحمه الله
=================
◘ اغرسوا في قلوبكم المودّة والمحبة بعضكم لبعض فإن أوثق عرى الإيمان الحبُ في الله والبغض في الله ومَن أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فقد نالَ ولاية الله؛ فإنما تُنال ولاية الله بذلك .
◘ إن الأمة لن تكون أمة واحدة ولن يحصل لها قوة ولا عزّة حتى ترتبط بالروابط الدينية حتى تكون كما وصفها نبيها - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «المؤمنُ للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» وقوله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» .
◘ السلام يغرس المحبة ويُقوي الإيمان ويُدخل الجنة، المؤمنون إخوة في كل مكان وفي كل زمان، فإذا لقي أحدكم أخاه المسلم فلْيسلّم عليه ولْيكن أحرص منه على بدء السلام «فإن خير الناس مَن بدأهم بالسلام» وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان يبدأ مَن لقيه بالسلام» بل كان صلى الله عليه وسلم «يسلّم على الصبيان إذا مَرّ بهم».
◘ لا يَحِل للمسلم أن يهجر أخاه المسلم؛ لأن ذلك يوجب الكراهة والبغضاء والتفرّق إلا إذا كان مجاهرًا بمعصية وكان في هجره فائدة تردعه عن المعصية .
فالهجر - أيها الإخوة - بمنزلة الدواء إن كان نافعًا بإزالة المعصية أو تخفيفها كان مطلوبًا وإلا فلا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يَحِل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرضُ هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام» .
◘ من عقيدة أهل السنّة والجماعة أن الإنسان لا يخرج من الإيمان بالمعاصي وإن عظمت .
◘ من الأمور التي تؤيّد أواصر المحبة وتوجب للإنسان الثواب أن يعود الإنسان أخاه إذا مرض فإن عيادَة المريض تجلب المودّة وترقّق القلب وتزيد في الإيمان والثواب، فمَن عادَ مريضًا ناداه منادٍ من السماء: طبتَ وطاب ممشاك، ومَن عاد أخاه المسلم لم يزل في جنى الجنة حتى يرجع .
◘ إن من الأمور التي توجب المودّة والألفة واجتماع الأمة الإصلاحَ بين الناس كما قال الله عزَّ وجل: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾ [الحجرات: 10]، وأخبر عزَّ وجل أن هذا هو الخير فقال: ﴿لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [النساء: 114]، وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «تعدل بين اثنين صدقة» .
◘ من القواعد الأصيلة بين المسلمين أن يسعوا في كل أمر يؤلّف بين قلوبهم ويجمع كلمتهم ويوحّد رأيهم وأن ينابذوا كل ما يضاد ذلك؛ ومن أجل هذا حرمَ على المسلمين أن يهجر بعضهم بعضًا إلا لمصلحة شرعية كما سمعتم .
◘ احرصوا على ما يجلب المودّة بينكم ويُبعد العداوة والبغضاء؛ فإن ذلك من صميم ما جاء به الإسلام .
◘ أفْشوا السلام بينكم حتى تحابوا وتدخلوا الجنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «واللهِ لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أَفَلا أُخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفْشوا السلام بينكم» .
◘ والسلام إنما يكون بين المؤمنين أما الكفار فإنه لا يحل لأحد أن يبدأهم بالسلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام» .
◘ إذا كان الكافر لا يُفصح بالسلام فإنك تقول: «وعليك» فقط ولا تقل: «عليك السلام» .
◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘
اللهم ألِّف بين قلوبنا وأزِل العداوة بيننا واجعلنا إخوة متناصرين بالحق، اللهم وفِّقنا لِمَا تحب وترضى يا رب العالمين .
◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘◘