بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذا موضوع أطرحه عليكم إخوتي طلبة العلم كان حبيس الكواليس مُدّة من الزمان تباحثت فيه أنا وأخي الفاضل (الشريف الهاشمي أبا الحسين الحسيني) وفقه الله لكل خير، كنّا تطرقنا فيه لتفسير قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكَ أَنْ يَبْعَثَكَ مَقَامًا مَحْمُوْدًا}من سورة الإسراء، وحصل ردٌّ وأخذٌ في هذه المسألة، مع مناقشات طويلة لم تنتهي بعدُ -بالنسبة لي على أقل تعديل-..
فأحببنا بعد المشاورة والمناقشة في أن نطرح الموضوع على المنتدى العام ليعلم جاهلٌ وليُعقب عالمٌ ويستفيد شادٍ (أي: مبتديء)، في مسألة انقسم الناس فيها في زماننا على أقوال بين معتقدٍ لها، ومنكرٍ لها، وغير نافٍ لأصل هذه المسألة..
أما السلف فلم ينقل عن أحد منهم خلافًا في قَبول هذا المعنى غير الجهمية..
وفي هذا قال أبو الحسن الدارقطني:
حديث الشفاعة عن أحمد *** إلى أحمد المصطفى مسنده
وجاء حديث باقعاده *** على العرش أيضًا فلا نجحده
أمرُّوا الحديث على وجهه *** ولا تُدخلوا فيه ما يفسده
ولا تُنكروا أَنَّه قاعد *** ولا تُنكروا أنه يقعده
وقال الإمام ابن القيم في تقرير هذا المعنى في قصيدته النونية:
واذكر كلام مجاهد في قوله*** أقم الصلاة وتلك في سبحان
في ذكر تفسير المقام لأحمد *** ما قيل ذا بالرأي والحسبان
إن كان تجسيمًا فإن مجاهدًا *** هو شيخهم بل شيخه الفوقاني
وقد أتى ذكر الجلوس به وفي *** أثر رواه جعفر الرباني
أعني ابن عم نبينا وبغيره *** أيضًا والحقُّ ذو التِّبيان
والدارقطني الإمام يثبت الآثار *** في ذا الباب غير جبان
وله قصيد ضمنت هذا *** وفيها لست للمروي ذا نكران
وجرت لذلك فتنة في وقته *** من فرقة التعطيل والعدوان
والله ناصر دينه وكتابه *** ورسوله في سائر الأزمان
لكن بمحنة حزبه من حربه*** ذا حكمة مذ كانت الفئتان
فالمرجو من الإخوة المعلِّقين التريث وتطويل النفس في النّظر في هذه المسألة قبل إصدار أحكام أو تأييد أو تعقيب، وليتَّسع صدر الذي لم يكن له سابق علم بهذه المسألة لعل الله أن يهديه إلى شيء ينتفع به في الدنيا والآخرة..
وليتسع صدر الإخوة جميعًا لمناقشة هذه القضية وتقريرها.. فالمجال متسع لكل من يحب الدخول في النقاش بالأدب والحلم والصبر، ولكل من عنده تساؤل فلا يخشى من طرحه وطلب توضيحه فليس العيب أن لا تعلم ولكن العيب أن لا تتعلم..
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبصرنا بالحق ويشرح صدرنا لقبوله وأن يرضينا به ..
وكتب:
أبو موسى أحمد الغرايبة الأردني
غفر الله له ولوالديه
آمين