أفضل الصلوات عند الله: صلاة الفجر يوم الجمعة في جماعة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فقد جاءت عدة نصوص في فضل صلاة الصبح، إلا أن صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة جاء فيعها فضل مخصوص، وقد وردت روايات مرفوعة أصحها حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقد ثبت موقوفاً.
ومن فضائل صلاة الفجر يوم الجمعة تخصيصها بقراءة سورتي السجدة والإنسان كما ثبت في الحديث.
وسأذكر ما ثبت بأن أفضل الصلوات صلاة الفجر يوم الجمعة جماعة.
1- عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي أن ابن عمر رضي الله عنهما قال لحمران بن أبان بن عثمان: أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة؟".
رواه أبو نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان، وفي فضائل الأوقات بسند صحيح. وصححه شيخنا الألباني رحمه الله[الصحيحة:1566].
غير أن الدارقطني ذكر في العلل أنه اختلف فيه، وصحح أنه موقوف على عبدالله بن عمر رضي الله عنه من قوله، ولو كان الموقوف هو الأصح فهو مما لا يقال من قِبَل الرأي فيما يظهر. والله أعلم.
2- وعن واصل مولى أبي عيينة، حدثني موسى بن عبيد، قال: أصبحت في الحجر بعدما صلينا الغداة، فلما أسفرنا إذا فينا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، فجعل يستقرئنا رجلا رجلا , يقول: أين صليت يا فلان؟ قال: يقول: ههنا , حتى أتى علَيَّ،
فقال: أين صليت يا ابن عبيد،
فقلت: ههنا.
قال: بخ بخ، ما نعلم صلاة أفضل عند الله من صلاة الصبح جماعة يوم الجمعة،
فسألوه فقالوا: يا أبا عبد الرحمن أكنتم تراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم , لقد راهن على فرس له، يقال لها سبحة , فجاءت سابقة". رواه البيهقي في السنن الكبرى وفي الخلافيات.
وسنده حسن، وموسى بن عبيد صاحب ميمون بن مهران، وهو مولى خالد بن بن عبدالله بن أسيد، روى عنه سفيان الثوري، وواصل مولى أبي عيينة، والقاسم بن مهران، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح له ابن خزيمة، ولم يجرحه أحد من أهل الحديث. وقال الحسيني في الإكمال: مجهول، وهذا شيء لم يسبق إليه.
والذي يظهر لي أنه صدوق.
وما يتعلق بالرهان صح من طريق أخرى. انظر: [إرواء الغليل:1507[.
والله أعلم
كتبه:
د. أسامة بن عطايا العتيبي
10/ 4/ 1439 هـ