منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام > منبر الردود السلفية والمساجلات العلمية

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-12-2013, 09:36 AM
أبو الحسين الحسيني أبو الحسين الحسيني غير متواجد حالياً
طالب علم - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 154
شكراً: 1
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي سواد العوام خير من رؤوس البدع اللئام وأتباعهم الطغام بتقرير الأئمة الأعلام

سواد العوام خير من رؤوس البدع اللئام وأتباعهم الطغام

بتقرير الأئمة الأعلام

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا .

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا .

أما بعد :
فإن العَوام هم سواد الناس الأعظم فقد قال الأزهري في تهذيب اللغة (13/ 27) : السَّواد الأعظم : جُملةُ الناس الّتي اجتمعتْ على طاعةِ السلطان ".
وفي لسان العرب لابن منظور (3/ 224) : " سَوادُ القومِ : مُعْظَمُهم ".

وأما اللئام : فقد جاء في لسان العرب (12/ 530):" اللَّئِيمُ الدَّنيءُ الأَصلِ الشحيحُ النفس ".
وفي معجم مقاييس اللغة لابن فارس (5/ 226):" اللَّئيم: الشَّحيح المَهينُ النَّفْس، الدَّنيُّ السِّنْخ ".
وفي الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري (ص461):" اللئيم: الذي جمع الشح، ومهانة النفس، ودناءة الآباء ".

وأما الطغام هم أوغاد الناس والطغام أيضا: رذال الطير.
جاء في القاموس المحيط للفيروز آبادي (ص 1463): " الطغام : أوغاد الناس ورذال الطير . والأحمق . والطغومة والطغومية بضمهما : الحمق والدناءة ".
وفي لسان العرب (12/ 368):" الطَّغامُ والطَّغامةُ أَرْذالُ الطَّيْرِ والسِّباعِ الواحِدةُ طَغامةٌ للذكر والأُنثى مثلُ نَعامةٍ ونَعامٍ ولا يُنْطَق منه بِفعْلٍ ولا يُعْرَفُ له اشتقاقٌ وهُما أَيضاً أَرْذالُ الناسِ وأَوغادُهم أَنشد أَبو العباس إِذا كان اللَّبِيبُ كَذا جَهُولاً فما فَضْلُ اللبِيب على الطَّغامِ الواحدُ والجمعُ في ذلك سواء ويقال هذا طَغامة من الطَّغامِ الواحدُ والجمعُ سَواءٌ قال الشاعر :
وكُنْتُ إِذا هَمَمْتُ بفِـــــــــــــــعْــــــــــــــلِ أَمرٍ يُخالِفُني الطَّغامَةُ والطَّغامُ

قال الأَزهري وسمعت العَرب تقول للرجل الأَحْمَقِ طَغامةٌ ودَغامة والجَمعُ الطَّغامُ وقولُ عَليٍّ رضي الله عنه لأَهْل العِراق يا طَغامَ الأَحْلامِ ... وذلك أَن الطَّغام لما كان ضعيفاً استجاز أَن يصفهم به كأَنه قال يا ضِعافَ الأَحْلامِ ويا طاشَةَ الأَحْلامِ معناه مَنْ لا عَقْلَ له ولا مَعْرِفةَ وقيل هم أَوْغادُ الناسِ وأَرذالُهم ".
وفي النهاية في غريب الأثر للجزري3/128: طغام الأحلام أي لا عقل له ولا معرفة.

وبعد فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمة ستفترق إلى ثلاث وسبعين فرقة

فقد أخرج
ابن ماجه في سننه وصححه الشيخ الألباني (2/ 1322) : " عن عوف بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة. وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتيين وسبعين فرقة. فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وسبعون في النار ؛ قيل يا رسول الله من هم ؟ قال الجماعة " .

وقد استشكل بعض أهل العلم هذا الحديث من حيث المعنى وبعضهم ضعفه وبعضهم ضعف زيادة (كلها في النار) حتى قال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل (3/138) :" ذكرُوا حَدِيثا عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن الْقَدَرِيَّة والمرجئية مجوس بِهَذِهِ الْأمة وحديثاً آخر تفترق هَذِه الْأمة على بضع وَسبعين فرقة كلهَا فِي النَّار حاشى وَاحِدَة فَهِيَ فِي الْجنَّة ؛ هَذَانِ حديثان لَا يصحان أصلا من طَرِيق الْإِسْنَاد وَمَا كَانَ هَكَذَا فَلَيْسَ حجَّة عِنْد من يَقُول بِخَبَر الْوَاحِد فَكيف من لَا يَقُول بِهِ" .


إذ كيف يكون غالب الأمة في النار وهي الأمة المرحومة وهي خير الأمم وأكثر أهل الجنة أو نصف أهل الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في صحيح البخاري 5/2392 : " عن عَمْرِو بن مَيْمُونٍ عن عبد اللَّهِ قال كنا مع النبي في قُبَّةٍ فقال أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نعم قال أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نعم قال أَتَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْنَا نعم قال وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده إني لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَذَلِكَ أَنَّ الْجَنَّةَ لَا يَدْخُلُهَا إلا نَفْسٌ مُسْلِمَةٌ وما أَنْتُمْ في أَهْلِ الشِّرْكِ إلا كَالشَّعْرَةِ الْبَيْضَاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ أو كَالشَّعْرَةِ السَّوْدَاءِ في جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَحْمَرِ ".


وفي صحيح مسلم ج1/ص200 :" عن عَمْرِو بن مَيْمُونٍ عن عبد اللَّهِ قال قال لنا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قال فَكَبَّرْنَا ثُمَّ قال أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ قال فَكَبَّرْنَا ثُمَّ قال إني لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَسَأُخْبِرُكُمْ عن ذلك ما الْمُسْلِمُونَ في الْكُفَّارِ إلا كَشَعْرَةٍ بَيْضَاءَ في ثَوْرٍ أَسْوَدَ أو كَشَعْرَةٍ سَوْدَاءَ في ثَوْرٍ أَبْيَضَ ".


بل إن هذه الأمة ثلثي أهل الجنة كما جاء في سنن الترمذي (4/ 683) وصححه الشيخ الألباني عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم".


هذه الأحاديث تدل على أفضلية الأمة على غيرها؛ فما هو السبيل للتوفيق بين هذه الأحاديث وبين حديث الافتراق؟ .


أشار شيخ الإسلام رحمه الله إلى أن أهل البدع هم شذوذ الناس ومجموعهم لا يساوي الفرقة الناجية المنصورة فمنها العلماء وطلبة العلم وأتباعهم والعامة والسواد من الناس فهم على الفطرة السليمة في التوحيد والإتباع .


قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى3/159:" صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى أولوا المناقب المأثورة والفضائل المذكورة وفيهم الأبدال الأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم ".


وجاء في مجموع الفتاوى (3/ 345) :" وَسُئِلَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَحْمَدُ ابْنُ تَيْمِيَّة - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ عَنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " تَفْتَرِقُ أُمَّتِي ثَلَاثَةً وَسَبْعِينَ فِرْقَةً " مَا الْفِرَقُ ؟ وَمَا مُعْتَقَدُ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْ هَذِهِ الصُّنُوفِ ؟ .

فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ، الْحَدِيثُ صَحِيحٌ مَشْهُورٌ فِي السُّنَنِ وَالْمَسَانِدِ؛ كَسُنَنِ أَبِي دَاوُد وَالتِّرْمِذِي وَالنِّسَائِيِّ وَغَيْرِهِمْ وَلَفْظُهُ { افْتَرَقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلَّا وَاحِدَةً } وَفِي لَفْظٍ { عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً } وَفِي رِوَايَةٍ { قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ الْفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ ؟ قَالَ : مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيَوْمَ وَأَصْحَابِي } وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ {هِيَ الْجَمَاعَةُ يَدُ اللَّهِ عَلَى الْجَمَاعَةِ } وَلِهَذَا وَصَفَ الْفِرْقَةَ النَّاجِيَةَ بِأَنَّهَا أَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَهُمْ الْجُمْهُورُ الْأَكْبَرُ وَالسَّوَادُ الْأَعْظَمُ .

وَأَمَّا الْفِرَقُ الْبَاقِيَةُ فَإِنَّهُمْ أَهْلُ الشُّذُوذِ وَالتَّفَرُّقِ وَالْبِدَعِ وَالْأَهْوَاءِ وَلَا تَبْلُغُ الْفِرْقَةُ مِنْ هَؤُلَاءِ قَرِيبًا مِنْ مَبْلَغِ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ فَضْلًا عَنْ أَنْ تَكُونَ بِقَدْرِهَا بَلْ قَدْ تَكُونُ الْفِرْقَةُ مِنْهَا فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ .

وفي السلسلة الصحيحة الحديث (ح 203 ) " ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين ، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة ، وهي الجماعة " .


قال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه وإثبات صحة الزيادة ( كلها في النار ) :" فقد تبين بوضوح أن الحديث ثابت لا شك فيه، ولذلك تتابع العلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج به حتى قال الحاكم في أول كتابه " المستدرك " : " إنه حديث كبير في الأصول " ولا أعلم أحدا قد طعن فيه، إلا بعض من لا يعتد بتفرده وشذوذه، أمثال الكوثري الذي سبق أن أشرنا إلى شيء من تنطعه وتحامله على الطريق الأولى لهذا الحديث التي ليس فيها الزيادة المتقدمة : " كلها في النار " ، جاهلا بل متجاهلا حديث معاوية وأنس على كثرة طرقه عن أنس كما رأيت وليته لم يقتصر على ذلك إذن لما التفتنا إليه كثيرا، ولكنه دعم رأيه بالنقل عن بعض الأفاضل ألا وهو العلامة ابن الوزير اليمني، وذكر أنه قال في كتابه : " العواصم والقواصم " ما نصه : " إياك أن تغتر بزيادة " كلها في النار إلا واحدة " فإنها زيادة فاسدة، ولا يبعد أن تكون من دسيس الملاحدة وقد قال ابن حزم : إن هذا الحديث لا يصح " . وقفت على هذا التضعيف منذ سنوات ثم أوقفني بعض الطلاب في " الجامعة الإسلامية " على قول الشوكاني في تفسيره " فتح القدير " ( 2 / 56 )


{ قلت ( أبو الحسين ) : أين الأمانة العلمية التي يتمتع بها مَنِ ادعى التلمذة على الشيخ الألباني ويتبجح بالانتساب إليه _ رحمه الله _ وهم يسرقون النصوص والتحقيقات وينسبوها لأنفسهم؛ أما كان الواجب أن يتعلموا من أخلاق هذا الإمام الهمام أدب نسبة القول إلى قائله والجهد إلى عامله حيث يقول : " أوقفني بعض الطلاب ..." }


ويتابع الإمام الألباني قوله : " قال ابن كثير في تفسيره : وحديث افتراق الأمم إلى بضع وسبعين مروي من طرق عديدة قد ذكرناها في موضع آخر. انتهى.

قلت : أما زيادة كونها في النار إلا واحدة " فقد ضعفها جماعة من المحدثين (!)، بل قال ابن حزم : إنها موضوعة " ولا أدري من الذين أشار إليهم بقوله: " جماعة ..." فإني لا أعلم أحدا من المحدثين المتقدمين ضعف هذه الزيادة بل إن الجماعة قد صححوها وقد سبق ذكر أسمائهم، وأما ابن حزم فلا أدري أين ذكر ذلك، وأول ما يتبادر للذهن أنه في كتابه " الفصل في الملل والنحل " وقد رجعت إليه، وقلبت مظانه فلم أعثر عليه(1) ثم إن النقل عنه مختلف فابن الوزير قال عنه : " لا يصح " ، والشوكاني قال عنه : " إنها موضوعة " وشتان بين النقلين كما لا يخفى فإن صح ذلك عن ابن حزم فهو مردود من وجهين :

الأول:أن النقد العلمي الحديثي قد دل على صحة هذه الزيادة فلا عبرة بقول من ضعفها.


والآخر: أن الذين صححوها أكثر وأعلم بالحديث من ابن حزم لاسيما وهو معروف عند أهل العلم بتشدده في النقد فلا ينبغي أن يحتج به إذا تفرد عند عدم المخالفة فكيف إذا خالف؟! وأما ابن الوزير فكلامه الذي نقله الكوثري يشعر بأنه لم يطعن في الزيادة من جهة إسنادها بل من حيث معناها وما كان كذلك فلا ينبغي الجزم بفساد المعنى لإمكان توجيهه وجهة صالحة ينتفي به الفساد الذي ادعاه. وكيف يستطاع الجزم بفساد معنى حديث تلقاه كبار الأئمة والعلماء من مختلف الطبقات بالقبول وصرحوا بصحته ، هذا يكاد يكون مستحيلا ! وإن مما يؤيد ما ذكرته أمرين :


الأول: أن ابن الوزير في كتاب آخر له قد صحح حديث معاوية هذا، ألا وهو كتابه القيم: " الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم " فقد عقد فيه فصلا خاصا في الصحابة الذين طعن فيهم الشيعة وردوا أحاديثهم ، ومنهم معاوية رضي الله عنه فسرد ما له من الأحاديث في كتب السنة مع الشواهد من طريق جماعة آخرين من الصحابة لم تطعن فيه الشيعة ، فكان هذا الحديث منها !


الأمر الآخر : أن بعض المحققين من العلماء اليمانيين ممن نقطع أنه وقف على كتب ابن الوزير، ألا وهو الشيخ صالح المقبلي
قد تكلم على هذا الحديث بكلام جيد من جهة ثبوته ومعناه وقد ذكر فيه أن بعضهم ضعف هذا الحديث فكأنه يشير بذلك إلى ابن الوزير. وأنت إذا تأملت كلامه وجدته يشير إلى أن التضعيف لم يكن من جهة السند وإنما من قبل استشكال معناه وأرى أن أنقل خلاصة كلامه المشار إليه لما فيه من الفوائد.
قال رحمه الله تعالى في"العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ "(ص414): " حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة رواياته كثيرة يشد بعضها بعضا بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها. ( ثم ذكر حديث معاوية هذا وحديث ابن عمرو بن العاص الذي أشار إليه الحافظ العراقي وحسنه الترمذي ثم قال: والإشكال في قوله: " كلها في النار إلا ملة " ، فمن المعلوم أنهم خير الأمم وأن المرجو أن يكونوا نصف أهل الجنة مع أنهم في سائر الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود حسبما صرحت به الأحاديث فكيف يتمشى هذا ؟ فبعض الناس تكلم في ضعف هذه الجملة، وقال: هي زيادة غير ثابتة . وبعضهم تأول الكلام . قال : ومن المعلوم أن ليس المراد من الفرقة الناجية أن لا يقع منها أدنى اختلاف فإن ذلك قد كان في فضلاء الصحابة إنما الكلام في مخالفة تصير صاحبها فرقة مستقلة ابتدعها وإذا حققت ذلك فهذه البدع الواقعة في مهمات المسائل وفيما يترتب عليه عظائم المفاسد لا تكاد تنحصر و لكنها لم تخص معينا من هذه الفرق التي قد تحزبت والتأم بعضهم إلى قوم وخالف آخرون بحسب مسائل عديدة .
ثم أجاب عن الإشكال بما خلاصته :

إن الناس عامة وخاصة


فالعامة آخرهم كأولهم، كالنساء والعبيد والفلاحين والسوقة ونحوهم ممن ليس من أمر الخاصة في شيء فلا شك في براءة آخرهم من الابتداع كأولهم


وأما الخاصة فمنهم


مبتدع اخترع البدعة وجعلها نصب عينيه وبلغ في تقويتها كل مبلغ وجعلها أصلا يرد إليها صرائح الكتاب والسنة.


ثم تبعه أقوام من نمطه في الفقه والتعصب وربما جددوا بدعته وفرعوا عليها وحملوه ما لم يتحمله ولكنه إمامهم المقدم وهؤلاء هم المبتدعة حقا وهو شيء كبير (تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) كنفي حكمة الله تعالى، ونفي إقداره المكلف، وككونه يكلف ما لا يطاق ، ويفعل سائر القبائح ولا تقبح منه ، وأخواتهن ! ومنها ما هو دون ذلك، وحقائقها جميعها عند الله تعالى، ولا ندري بأيها يصير صاحبها من إحدى الثلاث وسبعين فرقة .


ومن الناس من تبع هؤلاء وناصرهم وقوى سوادهم بالتدريس والتصنيف، ولكنه عند نفسه راجع إلى الحق، وقد دس في تلك الأبحاث نقوضها في مواضع لكن على وجه خفي ولعله تخيل مصلحة دنيئة أو عظم عليه انحطاط نفسه وإيذاؤهم له في عرضه وربما بلغت الأذية إلى نفسه وعلى الجملة فالرجل قد عرف الحق من الباطل وتخبط في تصرفاته وحسابه على الله سبحانه إما أن يحشره مع من أحب بظاهر حاله أو يقبل عذره وما تكاد تجد أحدا من هؤلاء النظار إلا قد فعل ذلك لكن شرهم والله كثير فلربما لم يقع خبرهم بمكان وذلك لأنه لا يفطن لتلك اللمحة الخفية التي دسوها إلا الأذكياء المحيطون بالبحث وقد أغناهم الله بعلمهم عن تلك اللمحة وليس بكبير فائدة أن يعلموا أن الرجل كان يعلم الحق ويخفيه. والله المستعان .


ومن الناس من ليس من أهل التحقيق ولا هيء للهجوم على الحقائق وقد تدرب في كلام الناس وعرف أوائل الأبحاث وحفظ كثيرا من غثاء ما حصلوه ولكن أرواح الأبحاث بينه وبينها حائل وقد يكون ذلك لقصور الهمة والاكتفاء والرضا عن السلف لوقعهم في النفوس وهؤلاء هم الأكثرون عددا والأرذلون قدرا فإنهم لم يحظوا بخصيصة الخاصة ولا أدركوا سلامة العامة .


فالقسم الأول من الخاصة مبتدعة قطعا.


والثاني ظاهره الابتداع .


والثالث له حكم الابتداع .


ومن الخاصة قسم رابع ثلة من الأولين، وقليل من الآخرين ، أقبلوا على الكتاب والسنة وساروا بسيرها وسكتوا عما سكتا عنه وأقدموا وأحجموا بهما وتركوا تكلف مالا يعنيهم وكان تهمهم السلامة ؛ وحياة السنة آثر عندهم من حياة نفوسهم وقرة عين أحدهم تلاوة كتاب الله تعالى وفهم معانيه على السليقة العربية والتفسيرات المروية ومعرفة ثبوت حديث نبوي لفظا وحكما فهؤلاء هم السنية حقا وهم الفرقة الناجية
، وإليهم العامة بأسرهم ، ومن شاء ربك من أقسام الخاصة الثلاثة المذكورين، بحسب علمه بقدر بدعتهم و نياتهم.

إذا حققت جميع ما ذكرنا لك لم يلزمك السؤال المحذور وهو الهلاك على معظم الأمة لأن الأكثر عددا هم العامة قديما وحديثا ، وكذلك الخاصة في الأعصار المتقدمة ولعل القسمين الأوسطين وكذا من خفت بدعته من الأول تنقذهم رحمة ربك من النظام في سلك الابتداع بحسب المجازاة الأخروية ورحمة ربك أوسع لكل مسلم لكنا تكلمنا على مقتضى الحديث ومصداقه ، وأن أفراد الفرق المبتدعة وإن كثرت الفرق فلعله لا يكون مجموع أفرادهم جزءا من ألف جزء من سائر المسلمين: فتأمل هذا تسلم من اعتقاد مناقضة الحديث لأحاديث فضائل الأمة المرحومة " .


قلت ( الشيخ الألباني ) : وهذا آخر كلام الشيخ المقبلي رحمه الله وهو كلام متين يدل على علم الرجل وفضله ودقة نظره ومنه تعلم سلامة الحديث من الإشكال الذي أظن أنه عمدة ابن الوزير رحمه الله في إعلاله إياه والحمد لله على أن وفقنا للإبانة عن صحة هذا الحديث من حيث إسناده وإزالة الشبهة عنه من حيث متنه وهو الموفق لا إله إلا هو.


ثم وقفت على كلام لأحد الكتاب في العصر الحاضر ينكر في كتابه " أدب الجاحظ " (ص 90 ) صحة هذا الحديث للدفاع عن شيخه الجاحظ! فهو يقول: " ولو صح هذا الحديث لكان نكبة كبرى على جمهور الأمة الإسلامية إذ يسجل على أغلبيتها الخلود في الجحيم ولو صح هذا الحديث لما قام أبو بكر في وجه مانعي الزكاة معتبرا إياهم في حالة ردة ... " إلى آخر كلامه الذي يغني حكايته عن تكلف الرد عليه، لوضوح بطلانه لاسيما بعد قراءة كلام الشيخ المقبلي المتقدم. على أن قوله " الخلود في الجحيم " ليس له أصل في الحديث، وإنما أورده الكاتب المشار إليه من عند نفسه ليتخذ ذلك ذريعة للطعن في الحديث وهو سالم من ذلك كله كما بينا والحمد لله على توفيقه .


قلت ( أبو الحسين ) : لنا أن نتصور حال أهل البدع ومن انتظم في سلكهم يوم القيامة؛ وسواد الناس وعامتهم خير منهم يوم يطردون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم أمام ما لا يحصى من الخلائق فقد أخرج البخاري ج5/ص2406 :" عن أَنَسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ من أَصْحَابِي الْحَوْضَ حتى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أصيحابي فيقول لَا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ".


وعن سَهْلِ بن سَعْدٍ قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إني فَرَطُكُمْ على الْحَوْضِ من مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لم يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ ويعرفونني ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ قال أبو حَازِمٍ فَسَمِعَنِي النُّعْمَانُ بن أبي عَيَّاشٍ فقال هَكَذَا سَمِعْتَ من سَهْلٍ فقلت نعم فقال أَشْهَدُ على أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ وهو يَزِيدُ فيها فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي وقال ابن عَبَّاسٍ سُحْقًا بُعْدًا يُقَالُ سَحِيقٌ بَعِيدٌ سَحَقَهُ وَأَسْحَقَهُ أَبْعَدَهُ ".


قال القرطبي ج4/ص168 :" والأحاديث في هذا المعنى كثيرة فمن بدل أو غير أو ابتدع في دين الله مالا يرضاه الله ولم يأذن به الله فهو من المطرودين عن الحوض المبتدعين منه المسودي الوجوه وأشدهم طردا وإبعادا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها والروافض على تباين ضلالها والمعتزلة على أصناف أهوائها فهؤلاء كلهم مبدلون ومبتدعون وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وطمس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع كل يخاف عليهم أن يكونوا عنوا بالآية والخبر ".


ولنا أن نتصور أيضا حال رؤوس البدع ( كـــــ علي الحلبي ) وأتباعهم وهم يطردون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم على رؤوس الأشهاد في الوقت الذي يرجى فيه لأهل المعاصي من غير المبتدعة المغفرة والستر؛ أما المغفرة فقد جاء في صحيح مسلم (8/ 105) :" عَنْ أَبِى بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَجِىءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ". فِيمَا أَحْسِبُ أَنَا. قَالَ أَبُو رَوْحٍ لاَ أَدْرِى مِمَّنِ الشَّكُّ. قَالَ أَبُو بُرْدَةَ فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ أَبُوكَ حَدَّثَكَ هَذَا عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ نَعَمْ ".


وأما الستر ففي الصحيحين :" عن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقرره بذنوبه فيقول أتعرف ذنب كذا أتعرف ذنب كذا فيقول رب أعرف قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة حسناته ".


وأما أهل البدع فيطردون أمام الخلق عن الحوض طردا ولا كرامة


أخرج البخاري ج5/ص2406 ": عن أَنَسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ نَاسٌ من أَصْحَابِي الْحَوْضَ حتى عَرَفْتُهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي فَأَقُولُ أصيحابي فيقول لَا تَدْرِي ما أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ".


قال ابن حجر في فتح الباري ج11/ص385 :" وانه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال أي إلى جهة النار ووقع ذلك صريحا في حديث أبي هريرة في آخر باب صفة النار من طريق عطاء بن يسار عنه ولفظه فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت إلى أين قال إلى النار الحديث وبين في حديث أنس الموضع ولفظه ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني الحديث وفي حديث سهل ليردن علي أقوام اعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم وفي حديث أبي هريرة عند مسلم ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم الا هلم قوله فأقول يا رب أصحابي في رواية احمد فلأقولن وفي رواية أحاديث الأنبياء أصيحابي بالتصغير ( قلت : أبو الحسين : التصغير للتحقير أو للتقليل أو كليهما ) وكذا هو في حديث أنس وهو خبر مبتدأ محذوف تقديره هؤلاء قوله فيقول الله انك لا تدري ما أحدثوا بعدك في حديث أبي هريرة المذكور انهم ارتدوا على أدبارهم القهقري وزاد في رواية سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أيضا فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا أي بعدا بعدا والتأكيد للمبالغة ".


و لا يرد على حديث الافتراق أحاديث الغربة(2) كما في صحيح مسلم (1/ 90) : " عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ " .


فإن الإسلام بدأ غريبا ثم انتشر حتى بلغ الآفاق وصدق قول النبي صلى الله عليه وسلم كما صحيح مسلم
( ح2889 ) :" عن ثَوْبَانَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ اللَّهَ زَوَى لي الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا ما زوى لي منها ... الحديث ".

قال القرطبي 12/298 :" وقال قوم هذا وعد لجميع الأمة في ملك الأرض كلها تحت كلمة الإسلام كما قال عليه الصلاة والسلام زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها واختار هذا القول ابن عطية في تفسيره حيث قال والصحيح في الآية أنها في استخلاف الجمهور واستخلافهم هو أن يملكهم البلاد ويجعلهم أهلها كالذي جرى في الشام والعراق وخراسان والمغرب".


وقال أبو حيان في تفسيره البحر المحيط 6/431 :" قال بعض العلماء ولذلك اتسع نطاق الإسلام في الشرق والغرب دون اتساعه في الجنوب والشمال قلت ولا سيما في عصرنا هذا بإسلام معظم العالم في المشرق كقبائل الترك وفي المغرب كبلاد السودان التكرور والحبشة وبلاد الهند ".


ثم يبدأ الإسلام بالتناقص في آخر الزمان حتى يكون أهله هم الغرباء إلى قيام الساعة.


قال المناوي عند شرحه حديث ( بدأ الإسلام غريبا ) في فيض القدير (2/ 321) :" وأراد بالإسلام أهله لدلالة ذكر الغرباء بعده ذكره جمع ؛ وقال الطيبي : إما أن يستعار الإسلام للمسلمين فالغربة هي القرينة فيرجع معنى الوحدة والوحشة إلى نفس المسلمين وإما أن يجري الإسلام على الحقيقة فالكلام فيه تشبيه والوحدة والوحشة باعتبار ضعف الإسلام وقلته فعليه غريبا إما حال أي بدأ الإسلام مشابها للغريب أو مفعولا مطلقا أي ظهر ظهور الغريب حين بدأ فريدا وحيدا ثم أتم الله نوره فأنبت في الآفاق فبلغ مشارق الأرض ومغاربها ثم يعود في آخر الأمر فريدا وحيدا شريدا إلى طيبة ( فطوبى ) فعلى من الطيب أي فرحة وقرة عين أو سرور وغبطة أو الجنة أو شجرة في الجنة ( للغرباء ) أي المسلمين المتمسكين بحبله المتشبثين بذيله الذين كانوا في أول الإسلام ويكونون في آخره وإنما خصهم بها لصبرهم على أذى الكفار أولا وآخرا ولزومهم دين الإسلام " .


ثم تقوم الساعة على شرار الخلق فإنها لا تقوم حتى لا يقال في الأرض الله كما في صحيح مسلم ( ح
392) عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِى الأَرْضِ اللَّهُ اللَّهُ ".

وفي رواية : عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى أَحَدٍ يَقُولُ اللَّهُ اللَّهُ ".


قلت هذا لأولئك الذين ركبوا البدع وركبتهم فكانوا رؤوسا ودعاة لها وتبعهم على ذلك نفر من السفهاء الذين يطعنون بعلماء الأمة وأمنائها واتخذوا من شتم العلماء دينا وديدنا تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكَلَب بصاحبه حتى صاروا "شر أهل البدع في هذا الزمان وأنهم أكثر من ناصر أهل البدع في حربهم على السنة وأهلها, وأنهم يؤيدون وينشرون عقيدة الجهمية, ولا زالوا يظهرون البدع الواحدة تلو الأخرى وأن ما سودوه في كلامهم هذا ليظهر حقيقة ما هم عليه من العقيدة والمنهج المخالف لعقيدة أهل السنة والجماعة (3)" ؛ في كل يوم له بدعة يزدادون بها بعدا عن السنة وأهلها فمن حمل المجمل على المفصل إلى الثناء على مؤتمرات وحدة الأديان مرورا بالموازنات وأخيرا وليس لبدعهم آخرا ( الموازنات والثناء على الكفار من المنطقيين أمثال أرسطو) ؛ ومن يدري فلعل الثناء ومنهج الموازنات سيطال الشيطان الرجيم لأنه قال بنص القرآن ( إني أخاف الله رب العالمين ).


ولكن أين هم من علماء الأمة الأعلام إلا كالصبيان والأقزام


وقالَ السُّها للشمسِ أنتِ خفيةٌ وقالَ الدُّجَى للصُّبْحِ لونُكَ حائِلُ

وطاولتِ الأرضُ السماءَ سفاهةً وفاخَرَتِ الشُّهْبَ الحَصَى والجَنادِلُ

في كل يوم يطلع علينا رويبضة منهم يشتم العلماء العاملين ويتكثر بكتاباته بل قل بسفاهاته يظن أنه سيقارع العظماء وهو يزداد ضلالا وانحرافا.


لا تحسبن أن بالكُتْب مثلنا ستصير فللدجاجة ريش لكنها لا تطير


ورحم الله ابن عساكر حين يقول :
لحوم العلماء مسمومة، وهتك أستار منتقصهم معلومة"، لحوم العلماء سمٌ من شمها مرِضَ، ومن ذاقها مات .

وليعلم أن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب

وعسى أن يتذكر من شاء أن يتذكر منهم فإنهم ( رؤوس البدع وأتباعهم ) في الدنيا وإن كثروا قلة مهانة ؛ وفي الآخرة طرد وخزي وحسرة وندامة .

وأخيرا أخي القارئ الكريم
ما وجدت فيه من صواب وحق فاقبله ولا تلتفت إلى قائله بل انظر إلى المقول لا إلى القائل وبئس الرجل يرد الحق جاء به كائنا مَنْ كان ، وإن وجدت خطأً _ إن كان _ وأرجو أن لا يكون _ فأصلحه أو نقصا فأتممه فإن تعذر عليك ذلك كله فاعتذر لكاتبه فما أراد إلا النصح وبيان الحق ثم نصرة الطائفة الناجية المنصورة .

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين


اللهم اغفر لي ولوالدي وتب عليّنا إنك أنت التواب الغفور


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)
قاله في الفصل في الملل(3/138)

(2)
أفادني هذا شيخنا الفاضل أبو عمر عبد الباسط المشهداني _ حفظه الله _ .

(3)
منقول من المقال الماتع (دعوة الحلبيين للثناء على الفلاسفة والمنطقيين ) للشيخ أبي عمر عبد الباسط المشهداني ؛ تحت هذا الرابط :
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=141007
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-13-2013, 04:57 PM
أبو الحسين الحسيني أبو الحسين الحسيني غير متواجد حالياً
طالب علم - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 154
شكراً: 1
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

الحلبي وحزبه العنيد يشهدون على أنفسهم بالبدعة لهذا طلبوا مني التقييد
( إن ماتوا ولم يرجعوا عن بدعتهم )
قال الحلبي : فالكاتب (والله أعلم بحقيقته:رجل..امرأة..طفل..-فهكذا حال أكثر النت ومجاهيله-!!)
قلت ( الحسيني ) باستطاعتنا أن نقلبها عليكم أيها العنيد ولكن شهد شاهد من أهلها ( الأثري العراقي ) قائلا :" الرجل ليس بنكرةٍ عندنا !! ".
قال ( الأثري العراقي ) أيضا : وقد أخطأ في ذِكرهِ لهذه العبارة الـ ( .... ) ! ، ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد علق على كلامه ـ هناكَ ـ صاحبه المدعو بـ ( نورس الهاشمي ) ؛ قائلاً :
(( جزاك الله خيراً وبارك الله فيك لو تقيد هذه العبارة لكان أجمل ( ولنا أن نتصور أيضا حال رؤوس البدع ( كــ علي الحلبي ) وأتباعهم وهم يطردون عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم ) إن ماتوا ولم يرجعوا عن بدعتهم )) !! .

قلت ( الحسيني ) : إذن هم يشهدون على أنفسهم بالبدعة وقد أجبتهم فلتقر أعينهم .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-26-2013, 05:37 PM
أبو الحسين الحسيني أبو الحسين الحسيني غير متواجد حالياً
طالب علم - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 154
شكراً: 1
تم شكره 5 مرة في 4 مشاركة
افتراضي

قال اللالكائي في [اعتقاد أهل السنة 1/ 25]: " مكانة أهل الحديث وصفاتهم
واغتاظ بهم الجاحدون فإنهم السواد الأعظم والجمهور الأضخم فيهم العلم والحكم والعقل والحلم والخلافة والسيادة والملك والسياسة وهم أصحاب الجُمُعات والمشاهد والجماعات والمساجد والمناسك والأعياد والحج والجهاد وباذلي المعروف للصادر والوارد وحمات الثغور والقناطر الذين جاهدوا في الله حق جهاده واتبعوا رسوله على منهاجه الذين أذكارهم في الزهد مشهورة وأنفاسهم على الأوقات محفوظة وآثارهم على الزمان متبوعة ومواعظهم للخلق زاجرة وإلى طرق الآخرة داعية ".
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:17 PM.


powered by vbulletin