منتديات منابر النور العلمية

العودة   منتديات منابر النور العلمية > :: الـمـــنابـــر الـعـلـمـيـــة :: > المـــنـــــــــــــــــــــبـــــــــر الــــــــعـــــــــــــــــــــام

آخر المشاركات خطب الجمعة والأعياد (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          مجالس شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تسجيلات المحاضرات واللقاءات المتنوعة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          جدول دروسي في شهر رمضان المبارك لعام 1445 هـ الموافق لعام2024م (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          تنبيه على شبهة يروجها الصعافقة الجزأريون الجدد وأتباع حزب الخارجي محمود الرضواني (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          صوتيات في الرد على الصعافقة وكشف علاقتهم بالإخوان وتعرية ثورتهم الكبرى على أهل السنة (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          راجع نفسك ومنهجك يا أخ مصطفى أحمد الخاضر (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          [محاضرة] وقفات مع حادثة الإفك الجديدة | الشيخ عبد الله بن مرعي بن بريك (الكاتـب : أبو عبد الله الأثري - )           »          شرح كتاب (فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب) وكتاب (عمدة السالك وعدة الناسك) في الفقه الشافعي (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )           »          التنبيه على خيانة الصعافقة الهابطين في نشرهم مقطعا صوتيا للشيخ محمد بن هادي بعنوان كاذب! (الكاتـب : أسامة بن عطايا العتيبي - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-27-2014, 05:52 AM
أبو علي حسين علي البلوشي أبو علي حسين علي البلوشي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 26
شكراً: 7
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي البدء بالبسملة للكتابة عن الهرولة

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي الله محمد بن عبد الله سيد المرسلين وخليل رب العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد



فاسأل الله التوفيق والسداد في توضيح هذه المسألة وأن يجعل عملي خالصا لوجه الكريم وأن يسدد قولي ويجعله موافقا لما جاء به المرسلين ويبعدني عن أهل التحريف والتعطيل فهو ولي ذلك والقادر عليه .
وقد بدأت هذا البحث بطلب أحد الإخوة حفظه الله من كل سوء
فاستعنت بالله وكتبت هذا البحث وعند البحث وقفت على كلام بعض الغلاة في رميهم لأهل السنة بأنهم لا يثبتون هذه الصفة وبل عجبت من هؤلاء أنهم ينقلون كلام الشيخ ابن عثيمين الذي فيه إقراره رحمه الله أن لأهل السنة قول آخر وهو أن الحديث ليس فيه إثبات الصفة ثم بعدها يقولون أين في كلام العلامة ابن عثيمين هذا !!
وفي البحث بحثت المسألة بما تيسر وحاولت أن أجد الصواب بقدر ما استطعت واسأله سبحانه أن لا يكون في كتابتي لهذا البحث تعصبا لأحد أو انتصارا للنفس إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وفي هذا البحث ذكرت ما يلي:
· باب من أثبت هذه الصفة لله عز وجل.


o فصل في ذكر أدلتهم.


o تنبيه: أن قول الثاني من أقوال أهل السنة.
· باب في من لم يثبت هذه الصفة لله عز وجل.


o فصل في ذكر أدلتهم.


· باب الترجيح
وفيه:
o تنبيه: نقل بعضهم الإجماع على إثبات هذه الصفة.


o تنبيه آخر: لابد أن نعرف الفرق بين عدم إثبات بعض أهل السنة لصفة الهرولة وبين عدم إثبات أهل البدع.


o تنبيه: خطأ أحد الإخوة في بعض الأمور


o تنبيه الأخير: لماذا لم أذكر غير هؤلاء في بحثي ؟

حديث الباب

قال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْهَرَوِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ قَالَ إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً

· باب من أثبت هذه الصفة لله عز وجل.

1- الإمام ابن بطة في الإبانة
أورد الحديث المذكور في كتابه في بَابٌ جَامِعٌ مِنْ أَحَادِيثِ الصِّفَاتِ رَوَاهَا الْأَئِمَّةُ، وَالشُّيُوخُ الثِّقَاتُ، الْإِيمَانُ بِهَا مِنْ تَمَامِ السُّنَّةِ، وَكَمَالِ الدِّيَانَةِ، لَا يُنْكِرُهَا إِلَّا جَهْمِيٌّ خَبِيثٌ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ [ص:337] رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِيمَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»
وذكر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ»، «وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي شِبْرًااقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي ذِرَاعًا اقْتَرَبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ، وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ جِئْتُهُ سَعْيًا».

ولعل يستدرك علينا أننا ذكرنا ابن بطة من ضمن الذين أثبتوا الصفة لأن صنيع ابن بطة محتمل لأنه أورد الحديث في باب الصفات لكنه لم يقل باب إثبات الهرولة لأنه قد يقصد النفس أو الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي

2- الإمام ابن منده رحمه الله
أورد الحديث في كتابه الرد على الجهمية.

3- الإمام عبد الله بن محمد الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد (73):
باب: الهرولة لله عز وجل أخبرنا محمد بن موسى .... –ذكر الحديث- اهـ.

4- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في (بيان الدليل على بطلان التحليل):
وَقَالُوا : الْكُرْسِيُّ الْعِلْمُ ; وَالْعَرْشُ الْمُلْكُ ; وَالضَّحِكُ الرِّضَا ; وَالِاسْتِوَاءُ الِاسْتِيلَاءُ وَالنُّزُولُ الْقَبُولُ , وَالْهَرْوَلَةُ مِثْلُهُ ; فَشَبَّهُوا مِنْ وَجْهٍ وَأَنْكَرُوا مِنْ وَجْهٍ ; وَخَالَفُوا السَّلَفَ وَتَعَدَّوْا الظَّاهِرَ وَرَدُّوا الْأَصْلَ وَلَمْ يُثْبِتُوا شَيْئًا وَلَمْ يُبْقُوا مَوْجُودًا , وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ التَّفْسِيرِ وَالْعِبَارَةِ بِالْأَلْسِنَةِ ; فَقَالُوا لَا نُفَسِّرُهَا بِجَرْيِهَا عَرَبِيَّةً كَمَا وَرَدَتْ . وَقَدْ تَأَوَّلُوا تِلْكَ التَّأْوِيلَاتِ الْخَبِيثَةَ أَرَادُوا بِهَذِهِ الْمَخْرَقَةِ أَنْ يَكُونَ عَوَامُّ الْمُسْلِمِينَ أَبْعَدَ غِيَابًا عَنْهَا وَأَعْيَا ذَهَابًا مِنْهَا لِيَكُونُوا أَوْحَشَ عِنْدَ ذِكْرِهَا وَأَشْمَسَ عِنْدَ سَمَاعِهَا وَكَذَبُوا , بَلْ التَّفْسِيرُ أَنْ يُقَالَ وَجْهٌ , ثُمَّ يُقَالُ : كَيْفَ ؟ وَلَيْسَ كَيْفَ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ مَقَالِ الْمُسْلِمِينَ . اهـ.


قلت وهذا الكلام يدل على إثبات شيخ الإسلام رحمه الله لهذه الصفة
وله كلام آخر في كتابه التلبيس يذهب على أن ظاهر الحديث ليس فيه إثبات الصفة كما سنذكره في القسم الثاني من البحث إن شاء الله.

5- الإمام ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة عند بيان ما يلزم أهل البدع الوجه الحادي عشر بعد المائة:
ومن لوازمه أن يكون أشرف الكتب وأشرف الرسل قد قصر في هذا الباب غاية التقصير بل أفرط في التجسيم والتشبيه غاية الإفراط وتنوع فيه غاية التنوع فمرة يقول أين ومرة يقر عليها لمن سأله ولا ينكرها ومرة يشير بإصبعه ومرة يضع يده على عينه وأذنه حين يخبر عن سمع الرب وبصره ومرة يصفه بالنزول والمجيء والإتيان والانطلاق والمشي والهرولة ومرة يثبت له الوجه والعين واليد والإصبع والقدم والرجل والضحك والفرح والرضى والغضب والكلام والتكليم والنداء بالصوت والمناجاة ورؤية أهل الجنة له مواجهة عيانا بالأبصار من فوقهم ومحاضرته لهم محاضرة ورفع الحجب بينه وبينهم وتجليه لهم واستدعائهم لزيارته وسلامه عليهم سلاما حقيقيا قولا من رب رحيم واستماعه وأذنه لحسن الصوت إذا تلا كلامه وخلقه ما شاء بيده وكتابة كلامه بيده ويصفه بالإرادة والمشيئة والقوة والقدرة والحياء وقبض السماوات وطيها بيده والأرض بيده الأخرى ووضعه السماوات على إصبع والأرض على إصبع والجبال على إصبع والشجر على إصبع وأضعاف ذلك مما إذا سمعه المعطلة سبحوا الله ونزهوه جحودا وإنكارا لا إيمانا وتصديقا فما ضحك منه رسول الله تعجبا وتصديقا لقائله يعبس منه هؤلاء إنكارا وتكذيبا وما شهد لقائله بالإيمان شهد هؤلاء له بالكفر والضلال اهـ.



وأما في مفتاح دار السعادة فقال:
فإن المحب –يتكلم عن العباد قاله بن موسى- يشرع أولا في التقربات بالأعمال الظاهرة وهي ظاهر التقرب ثم يترقى من ذلك إلى حال التقرب وهو الانجذاب إلى حبيبه بكليته بروحه وقلبه وعقله وبدنه ثم يترقى من ذلك إلى حال الإحسان فيعبد الله كأنه يراه فيتقرب إليه حينئذ من باطنه بأعمال القلوب من المحبة والإنابة والتعظيم والإجلال والخشية فينبعث حينئذ من باطنه الجود ببذل الروح والجود في محبة حبيبه بلا تكلف فيجود بروحه ونفسه وأنفاسه وإرادته وأعماله لحبيبه حالا لا تكلفا فإذا وجد المحب ذلك فقد ظفر بحال التقرب وسره وباطنه وإن لم يجده فهو يتقرب بلسانه وبدنه وظاهره فقط فليدم على ذلك وليتكلف التقرب بالإذكار والأعمال على الدوام فعساه أن يحظى بحال القرب
ووراء هذا القرب الباطن أمر آخر أيضا وهو شيء لا يعبر عنه بأحسن من عبارة أقرب الخلق إلى الله عن هذا المعنى حيث يقول حاكيا عن ربه تبارك وتعالى من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة فيجد هذا المحب في باطنه ذوق معنى هذا الحديث ذوقا حقيقيا
فذكر من مراتب القرب ثلاثة ونبه بها على ما دونها وما فوقها فذكر تقرب العبد إليه بالبر وتقربه سبحانه إلى العبد ذراعا فإذا ذاق العبد حقيقة هذا التقرب انتقل منه إلى تقرب الذراع فيجد ذوق تقرب الرب إليه باعا فإذا ذاق حلاوة هذا القرب الثاني أسرع المشي حينئذ إلى ربه فيذوق حلاوة إتيانه إليه هرولة وههنا منتهى الحديث منبها على أنه إذا هرول عبده إليه كان قرب حبيبه منه فوق هرولة العبد إليه فإما أن يكون قد أمسك عن ذلك لعظيم شاهد الجزاء أو لأنه يدخل في الجزاء الذي لم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر أو إحالة له على المراتب المتقدمة فكأنه قيل له وقس على هذا فعلى قدر ما تبذل منك متقربا إلى ربك يتقرب إليك بأكثر منه وعلى هذا فلازم هذا التقرب المذكور في مراتبه أي من تقرب إلى حبيبه بروحه وجميع قواه وإرادته وأقواله وأعماله تقرب الرب منه سبحانه بنفسه في مقابلة تقرب عبده إليه
وليس القرب في هذه المراتب كلها قرب مسافة حسية ولا مماسة بل هو قرب حقيقي والرب تعالى فوق سماواته على عرشه والعبد في الأرض اهـ.


وقال أحد الإخوة الفضلاء : ونقله عنه الشيخ ربيع حفظه الله في (عون الباري بيان ما تضمنه شرح السنة للإمام البربهاري ص304) , مقرا له بعدم إثبات صفة الهرولة اهـ.


قرأت كلام الشيخ وهذا نصه قال:
ولبيان معنى الهرولة ننقل كلام بعض الأئمة الأعلام:
1_قال الإمام ابن منده رحمه الله ....: ذكر صفة جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم على معنى القرب والبعد من الله عز وجل.
-القائل هنا الشيخ ربيع- ثم ذكر الأحاديث السابقة التي ذكرت فيها الهرولة عن أبي هريرة وأنس بن مالك وأبي ذر الغفاري رضي الله عنهم أجمعين.


-ثم ذكر الشيخ كلام الإمام ابن القيم رحمه الله قاله بن موسى- وليس فيه أمر آخر.

6- العلامة أحمد بن إبراهيم بن عيسى رحمه الله قال في شرح النونية مجلد الأول:
وقالوا –أهل البدع- الكرسي العلم والعرش الملك والضحك الرضى والإستواء الاستيلاء والنزول القبول والهرولة مثله فشبهوا من وجه وأنكروا من وجه وخالفوا السلف وتعدوا الظاهر اهـ.
قلت هو نص شيخ الإسلام ابن تيمية وأقره بن عيسى رحمه الله.

7- العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

ذهب الشيخ على أن هذه صفة لله عز وجل.


o مع التنبيهمن الشيخ- أن القول الثاني لا يخرج عن مذهب أهل السنة.
قال في شرحه على القواعد المثلى:214:
ولهذا قلنا: إن تفسير الحديث بهذا المعنى –أي أن ظاهر الحديث ليس فيه إثبات صفة الهرولة- لا يخرج عن مذهب أهل السنة والجماعة. ففيه قولان لكن ظاهر الحديث المشي والهرولة. اهـ.


قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه للسفارينية:
( من أتاني يمشي أتيته هرولة ) ، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة ، ينقدح في ذهنه أن المراد الإسراع في إثابته وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل ،
ولهذا اختلف علماء أهل السنة في هذه المسألة هل هو هذا أو هذا ؟
فأنت إذا قلت هذا أو هذا لست تتيقنه كما تتيقن نزول الله عز وجل الذي قال فيه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( ينزل ربنا إلى السماء الدنيا ) 369 هذا لا يشك فيه الإنسان أنه نزول حقيقي اهـ.


قال صالح آل الشيخ في شرح الواسطية:
ولهذا من أهل العلم من قال يمكن أن يقال في قوله (ومن أتاني يمشي أتيته هرولة) أنه يمكن أن يقال إنه من أتاني يمشي في عبادة تفتقر إلى المشي أتيته بثواب ورحمة سريعين .
وقد ذكر هذا الشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى ورجَح كما هو قول عامة أهل السنة القول الأول الذي ذكره وهو أنها صفة وهذا هو الصحيح ، فهي من جنس الصفات اهـ.


وقال الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله في شرح صحيح البخاري شريط: 63 دقيقة 56 أو 57:
بعض العلماء قال هذا أو هذا هو الأصل الذي يعني لكن الهرولة وكيفيتها لا يفكر فيها والذي تتصوره من الناسلا ينقدح في ذهنك عن الله عز وجل .أُبت المعنى على ما يليق بالله عز وجل . من العلماء من قال هذا أو كثير من العلماء قال هذا ... وكلها جميعها على نسق واحدوهو أننا لا نفكر في الكيفية كما نثبت .. الرجل ونثبت المجيء...
ومن العلماء من قال إن المقصود بهذا كما أن الانسان نفسه يعني يكون عمله ليس هرولة .. فمن اتاني هرولة قد لا يكون يعني فعله جاء هرولة ...
قال المقصود من ذلك: ما دل عليه الشق الأول .على أنه قد يكون عمل الإنسان ليس هرولة ومع ذلك قيل جاء هرولة مع أنه ليس هرولة ...
من العلماء من قال بهذا ...
قيل هذا وقيل هذا وكلها جاءتعن (كلمة غير واضحة) اهـ.


لم أستطع تفريغ كل كلمة لأن سرعتي بالكتابة بطيئة والشيخ كلامه سريع اللهم بارك ومع هذا استعنت ببرنامج لأخفف من سرعة الكلام وهذا الذي تمكنت من كتابته –أبو سهيلة-


8- اللجنة الدائمة
فتوى رقم ( 6932 ) :
س: هل لله صفة الهرولة؟
ج: نعم، صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما يليق به قال تعالى: « ذا تقرب إلي العبد شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني ماشيا أتيته هرولة » رواه البخاري ومسلم .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز



9- العلامة ابن باز رحمه الله قال في فتاوى نور على الدرب:
لا مانع من إجراء الحديث على ظاهره على طريق السلف الصالح، فإن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سمعوا هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعترضوه، ولم يسألوا عنه، ولم يتأولوه، وهم صفوة الأمة وخيرها، وهم أعلم الناس باللغة العربية، وأعلم الناس بما يليق بالله وما يليق نفيه عن الله سبحانه وتعالى .
فالواجب في مثل هذا أن يتلقى بالقبول، وأن يحمل على خير المحامل، وأن هذه الصفة تليق بالله لا يشابه فيها خلقه فليس تقربه إلى عبده مثل تقرب العبد إلى غيره، وليس مشيه كمشيه، ولا هرولته كهرولته اهـ.



10- العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:
سئل الشيخ مرة في المتفرقات شريط رقم: 187 فقال لا أدري وسئل رحمه الله في سلسلة الهدى والنور شريط: 756 دقيقة: 55 فأثبت هذه الصفة وقال: أثبت ما أثبته الرسول في الحديث ولا أشتق منه فعلا أو اسما أكثر مما جاء في هذا حديث ..-ثم تكلم السائل ثم قال الشيخ-..
لكن الهرولة الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها إذا خصصناها بالله عز وجل.. اهـ.



11- الشيخ صالح آل الشيخ قال في شرحه للواسطية:
..أهل السنة في الهرولة الأصل فيها أن تُثبت لله جل وعلا فهي من جنس باقي الصفات هذا قول عامة أهل السنة اهـ.


12- الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر في
تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي:
ص -169- ... " وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " فيه إثبات هذه الصفة لله تعالى، والقاعدة : أنَّ كلَّ ما يضاف إلى الله عز وجل من الصفات فهو على الوجه الذي يليق بكماله وجلاله وعظمته سبحانه وتعالى . اهـ.

o فصل في ذكر أدلة القوم.
قالوا ظاهر الحديث يدل على إثبات صفة الهرولة لله عز وجل ومن عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله عز وجل لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم بلا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكيف.

باب من لم يثبت هذه الصفة لله عز وجل.

1- نقل الإمام الترمذي عن الأعمش وغيره من أهل العلم قال رحمه الله:
ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يعني بالمغفرة والرحمة وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت أسرع إليه بمغفرتي ورحمتي اهـ.
والإمام الترمذي لا يخفى عقيدته سلفية ولذلك اعتمدنا على نقله.


2- الإمام إسحاق بن راهويه رحمه الله:
قال حرب الكرماني في مسائله عن أحمد وإسحاق (2/951) : سمعت إسحاق يقول في حديث النبي عليه السلام: ((من تقرب إلى الله شبرًا تقرب الله إليه باعًا)) قال: يعني من تقرب إلى الله شبرًا بالعمل تقرب الله إليه بالثواب باعًا. اهـ.
وهذا النقل استفدته من أحد الإخوة وهو ليس من عندي.


3- الإمام البغوي في شرح السنة.
بعد أن ذكر الأحاديث قال: رُوِيَ عَنِ الأَعْمَشِ فِي تَفْسِيرِهِ، قَالَ: تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، يَعْنِي: بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَكَذَلِكَ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ: إِنَّ مَعْنَاهُ: إِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ الْعَبْدُ بِطَاعَتِي، وَاتِّبَاعِ أَمْرِي، تَتَسَارَعُ إِلَيْهِ مَغْفِرَتِي وَرَحْمَتِي اهـ.

4- القاضي أبو يعلى ونقله عن الإمام قتادة قال في إبطال التأويلات:
فدل هَذَا عَلَى أن المراد بذلك التضعيف، وَلا يكون المراد به السير، وإنما سماه ذلك توسعا كَمَا قَالَ تَعَالَى : {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} والسعي هُوَ العدو والإسراع فِي المشي، وليس ذلك بمراد أنهم مشوا، بل المراد بذلك استعجالهم المعاصي، ومبادرتهم إِلَى فعلها، كذلك ها هنا، والذي يدل عَلَى
صحة هَذَا التأويل مَا تقدم فِي حديث أَبِي هريرة: " ومن جاء يمشي أقبل اللَّه إِلَيْهِ بالخير يهرول " وقد ذكرنا إسناده وهذه لفظة زائدة قضينا بها عَلَى غيرها من الألفاظ المطلقة ويعضد ذلك تفسير السلف:
وَهُوَ مَا نا أَبُو عبد اللَّه بْن البغدادي، عَن ابن مالك، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن أحمد، عَن أحمد بِإِسْنَادِهِ، عَن أنس، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ ذكر الحديث قَالَ قتادة: " والله أسرع بالمغفرة " اهـ.


وكذا نقله عن قتادة الإمام البغوي في شرح السنة قال:
قال قتادة : والله أسرع بالمغفرة. اهـ. (5/24)


5- الإمام ابن قتيبة رحمه الله قال في تأويل مختلف الحديث:
قالوا رويتم عن أبي ذر وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال يقول الله عز و جل من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة
قال أبو محمد ونحن نقول إن هذا تمثيل وتشبيه وإنما أراد من أتاني مسرعا بالطاعة أتيته بالثواب أسرع من إتيانه فكنى عن ذلك بالمشي وبالهرولة كما يقال فلان موضع في الضلال والإيضاع سير سريع لا يراد به أنه يسير ذلك السير وإنما يراد أنه يسرع إلى الضلال فكنى بالوضع عن الإسراع وكذلك قوله والذين سعوا في آياتنا معاجزين والسعي الإسراع في المشي وليس يراد أنهم مشوا دائما وإنما يراد أنهم أسرعوا بنياتهم وأعمالهم والله أعلم اهـ.


6- الإمام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله مع ما ذكرنا في القسم الأول إلا أن له كلاما يدل على أن ظاهر الحديث ليس في باب الصفات حيث قال:
قال الرازي : " قوله صلى الله عليه وسلم: (( من أتاني يمشي أتيته هرولة )) ،ولا يشك كل عاقل أن المراد منه التمثيل والتصوير " .
يقال له :هذا الحديث لفظه في الصحيحين :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، ومن تقرَّب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ،ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ))
، ولا ريب أن الله تعالى جعل تقربه من عبده جزاء لتقرب عبده إليه ؛لأن الثواب أبداً من جنس العمل ،كما قال في أوله : (( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )) .
وكما قال صلى الله عليه وسلم : ((الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )) ،
وقال:{ إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ }[محمد:7], وقال : { إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}[النساء:149

وقال: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ}[النور:22].

وإذا كان كذلك فظاهر الخطاب أن أحد التقديرين من جنس الآخر ، وكلاهما مذكور بلفظ المساحة .
فيقال : لا يخلو إما أن يكون ظاهر اللفظ في تقرب العبد إلى ربه وهو تقرب بالمساحة المذكورة أو لا يكون ، فإن كان ذلك هو ظاهر ذلك اللفظ فإما أن يكون ممكنًا أو لا يكون ، فإن كان ممكنا فالآخر أيضًا ممكن ، و لا يكون في ذلك مخالفة للظاهر
وإن لم يكن ممكنًا فمن أظهر الأشياء للإنسان علمه بنفسه وسعيه . فيكون قد ظهر للمخاطب معنى قربه بنفسه ، وقد علم أن قرب ربه إليه من جنس ذلك ، فيكون الآخر أيضا ظاهرا في الخطاب ، فلا يكون ظاهر الخطاب هو المعنى الممتنع بل ظاهره هو المعنى الحق.

ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة ، لكن قد يقال عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية ، و هو أن العبد يعلم تقربه ليس على هذا الوجه ، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكاً.
يقال : هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها .


فقد تنازع الناس في مثل هذه القرينة المقترنة باللفظ العام ، هل هي من باب التخصيصات المتصلة؟ أو المنفصلة؟. و على التقديرين فالمتكلَّم الذي ظهر معناه بها لم يُضِل المخاطب ولم يلبس عليه المعنى بل هو مخاطب له بأحسن البيان .
ثم يقال :الحجة لمن جعل ذلك مخصصًا متصلاً لا من منع ذلك أن يكون ذلك تخصيصا " اهـ.


بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ، لشيخ الإسلام إبن تيمية ،تحقيق الجزء د/ عبد الرحمن بن عبد الكريم اليحيى ، طبعة مجمع الملك فهد [1426] . ج (6)، ص(101)
وهذا النقل استفدته من أحد الإخوة لأن الكتاب لم أقف عليه وفي نسخة ابن القاسم لم أجد هذا النص ولا يوجد عندي هذه النسخة الجديدة.


وعلق الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله بقوله:


هذا الكلام منه من شيخ الإسلام تفصيلي يخالف بعض الكلام الذي أورده في بعض المواضع في الفتاوى على هذه الصفة من جهة أنه أثبت أصل (التقرب) طبعا هو القرب من الله جل وعلا عاما بما يشمل التقرب بالقرب بالذات والقرب بالصفات .
وعليه فيمكن أن يقال إن كلام شيخ الإسلام رحمه الله إما لأنه في مقام المناظرة ، في مقام الرد ، أو أنه لشيخ الإسلام رحمه الله قول غير ما أصل في الفتاوى ، وفي الفتاوى لم يذكر نص (الهرولة) فيما وقفت عليه ، فنقول له قول في هذا يخالف عموميات أقواله وهو أن لا تكون الهرولة من صفات الله جل وعلا
وذلك يقول لأن السياق يدل على أنه لم يُرَدْ الصفة (من أتاني يمشي أتيته هرولة) لم يرَد الأول وهو أن العبد يأتي إلى الله ماشيا فإذن الثاني غير مراد .
هذا كلام شيخ الإسلام في رده على الرازي والكلام فيه نوع إشكال والمقصود أن عامة أهل السنة يثبتون (الهرولة) اهـ. (شرح الواسطية)

7- العلامة الشيخ صالح الفوزان وفقه الله:
قول الله عز وجل عن الحديث القدسي " من أتاني يمشي أتيته هرولة " بمعنى من أسرع إلى رضائي وطاعتي أسرعت في مغفرة ذنوبه وقضاء حوائجه وليس معناه الهرولة المعروفة عندنا أن الله يهرول وإنما يفسره آخر الحديث لئن سألني لأعطينه لئن استعاذني لأعيذنه ، فمعنى الهرولة هنا المبادرة بقضاء حوائج عبده ، كما أن العبد إذا بادر إلى طاعة الله ، هل العبد يهرول ؟! يعني الهرولة طاعة وعبادة ؟! لا.الهرولة والركض والمشي هذه مباحات ليست عبادة إنما معنى من أتاني يمشي يعني من سارع إلى طاعتي وبادر إليها فأنا أبادربإجابته وإثابته اهـ. أفادني به أحد الإخوة وكلامه في شرح السنة للبربهاري


o فصل في ذكر أدلة القوم.

قال هؤلاء: أن الله تعالى قال في الحديث: "ومن أتاني يمشي" ومن المعلوم أن المتقرب إلى الله عز وجل الطالب للوصول إليه لا يتقرب ويطلب الوصول إلى الله تعالى بالمشي فقط، بل تارة يكون بالمشي كالسير إلى المساجد ومشاعر الحج والجهاد في سبيل الله ونحوها، وتارة بالركوع والسجود ونحوهما، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" ، بل قد يكون التقرب إلى الله تعالى وطلب الوصول إليه والعبد مضطجع على جنبه كما قال الله تعالى: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } [آل عمران: 191].


وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين: "صل قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنب"
قال: فإذا كان كذلك صار المراد بالحديث بيان مجازاة الله تعالى العبد على عمله، وأن من صدق في الإقبال على ربه وإن كان بطيئًا جازاه الله تعالى بأكمل من عمله وأفضل. وصار هذا هو ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية المفهومة من سياقه، وإذا كان هذا ظاهر اللفظ بالقرينة الشرعية، لم يكن تفسيره به خروجًا به عن ظاهره ولا تأويلًا كتأويل أهل التعطيل، فلا يكون حجة لهم على أهل السنة ولله الحمد. اهـ. (ذكره ابن عثيمين في القواعد المثلى)


· باب في الترجيح
قبل ذكر الراجح أنبه القارئ أني كتبت المقال وبعد انتهائي من المقال وضعت هذا الباب وقبل أن أنتهي من المقال بيوم وقفت على بحث أحد الإخوة فوجدت فيه ذكر ما ذكرته ولله الحمد إلا أني زدت بعض الأشياء عليه وهو زاد علي بعض الأشياء وقد نقلتها في بحثي مع الإشارة أنني استفدتها من غيري لأهمية ما ذكره وأذكر ما أخذته في باب الترجيح إن شاء الله.


مع ذكرنا لكل ما تقدم نقول وبالله التوفيق أن من قال بعدم إثبات هذه الصفة من أهل السنة مأخذه مأخذ سلفي:
وهو أن ظاهر النص لا يدل على إثبات الصفة وعلى هذا فلا حجة لأهل البدع في قولهم أنكم تثبتون على هواكم بل نقول نثبت ما كان ظاهر النص يدل عليه.


وظاهر النص هنا ليس فيه إثبات الصفة بدلالة القرينة الموجودة في الحديث قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومن المعلوم أنه ليس ظاهر الخطاب أن العبد يتقرب إلى الله بحركة بدنه شبرًا وذراعًا ومشيًا وهرولة ، لكن قد يقال عدم ظهور هذا هو للقرينة الحسية العقلية ، و هو أن العبد يعلم تقربه ليس على هذا الوجه ، وذلك لا يمنع أن يكون ظاهر اللفظ متروكاً.
يقال : هذه القرينة الحسية الظاهرة لكل أحد هي أبلغ من القرينة اللفظية فيكون بمعنى الخطاب ما ظهر بها لا ما ظهر بدونها اهـ.



وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
( من أتاني يمشي أتيته هرولة ) ، هذا أيضاً لا يجزم الإنسان بأن الله يمشي مشياً حقيقياً هرولة ، ينقدح في ذهنه أن المراد الإسراع في إثابته وأن الله تعالى إلى الإثابة أسرع من الإنسان إلى العمل اهـ.



وقال رحمه الله:
قالوا: إن الحديث ليس ظاهره أن الله تعالى يأتي ويقرب بدليل أن الإنسان الذي يتعبد لله قد يمشي لله في تعبده كالطواف والسعي مثلا وقد يكون التعبد بالاستقرار والسكون مثل السجود والركوع كما قال صلى الله عليه وسلم : (اركع حتى تطمئن راكعا) فهذا الذي ركع أو سجد تقرب إلى الله وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد)
فليس ظاهر الحديث الإتيان الفعلي وإنما المراد به الإتيان المعنوي وهو الإقبال على الله عز وجل بالقلب والجوارح وعلى هذا فلا يكون فيه التأويل الذي ذهب إليه أهل التعطيل اهـ. (القواعد المثلى: 241) ط مكتبة عباد الرحمن مصر تعليق: أبو سلسبيل محمد عبد الهادي.


§ وقد نبه شيخ الإسلام ابن القيم على أن السياق يبين لك مراد المتكلم فقال:
السياق يرشد إلى تبيين المجمل وتعيين المحتمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة
وهذا من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظره وغالط في مناظرته فانظر إلى قوله تعالى { ذق إنك أنت العزيز الكريم} كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير اهـ. (بدائع الفوائد) وهذا النقل مستفاد من بحث الأخ.



§ ولا يلزم من ذكر القرب أن يكون معناه في جميع الأماكن نفس المعنى
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ الْقُرْبِ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَوْضِعٍ ذُكِرَ فِيهِ قُرْبُهُ يُرَادُ بِهِ قُرْبُهُ بِنَفْسِهِ بَلْ يَبْقَى هَذَا مِنْ الْأُمُورِ الْجَائِزَةِ وَيُنْظَرُ فِي النَّصِّ الْوَارِدِ فَإِنْ دَلَّ عَلَى هَذَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَإِنْ دَلَّ عَلَى هَذَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَهَذَا كَمَا تَقَدَّمَ فِي لَفْظِ الْإِتْيَانِ وَالْمَجِيءِ . وَإِنْ كَانَ فِي مَوْضِعٍ قَدْ دَلَّ عِنْدَهُمْ عَلَى أَنَّهُ هُوَ يَأْتِي فَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ دَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَأْتِي بِعَذَابِهِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى { فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ } وقَوْله تَعَالَى { فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا } . فَتَدَبَّرْ هَذَا فَإِنَّهُ كَثِيرًا مَا يَغْلَطُ النَّاسُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ إذَا تَنَازَعَ الْنُّفَاةِ وَالْمُثْبِتَةُ فِي صِفَةٍ وَدَلَالَةٍ نُصَّ عَلَيْهَا يُرِيدُ الْمُرِيدُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ اللَّفْظَ - حَيْثُ وَرَدَ - دَالًّا عَلَى الصِّفَةِ وَظَاهِرًا فِيهَا . ثُمَّ يَقُولُ النَّافِي : وَهُنَاكَ لَمْ تَدُلَّ عَلَى الصِّفَةِ فَلَا تَدُلُّ هُنَا . وَقَدْ يَقُولُ بَعْضُ الْمُثْبِتَةِ : دَلَّتْ هُنَا عَلَى الصِّفَةِ فَتَكُونُ دَالَّةً هُنَاكَ ؛ بَلْ لَمَّا رَأَوْا بَعْضَ النُّصُوصِ تَدُلُّ عَلَى الصِّفَةِ جَعَلُوا كُلَّ آيَةٍ فِيهَا مَا يَتَوَهَّمُونَ أَنَّهُ يُضَافُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى - إضَافَةَ صِفَةٍ - مِنْ آيَاتِ الصِّفَاتِ . كَقَوْلِهِ تَعَالَى : { فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } . وَهَذَا يَقَعُ فِيهِ طَوَائِفُ مِنْ الْمُثْبِتَةِ والْنُّفَاةِ وَهَذَا مِنْ أَكْبَرِ الْغَلَطِ فَإِنَّ الدَّلَالَةَ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ بِحَسَبِ سِيَاقِهِ . وَمَا يُحَفُّ بِهِ مِنْ الْقَرَائِنِ اللَّفْظِيَّةِ وَالْحَالِيَّةِ اهـ. (مجموع الفتاوى:6/14) وهذا استفدته من بحث الأخ



وعلى هذا فمعنى الهرولة هنا دل سياق الحديث على ما ذهب إليه شيخ الإسلام في القول الثاني في الرد على الرازي وإليه ذهب الإمام إسحاق والشيخ العلامة صالح الفوزان وهذا كما سبق أن ذكرنا ليس فيه مخالفة لمذهب السلف.


تنبيه: قد يقال من أين لك أن لشيخ الإسلام أكثر من قول ولعل هذا من فهمك ؟ أقول هذا الذي ذكرته قد سبقني به ولله الحمد.


1_ العلامة محمد بن صالح العثيمين حيث قال في المجموع بعد أن ذكر كلاما لشيخ الإسلام في القرب:
ففي هذا الكلام من تقرير تقرب العبد إلى ربه بحركة روحه وبدنه ، وأن قرب العباد منه نفسه وقربه منهم ليس ممتنعا عند الجماهير من السلف وأتباعهم ، ما يخالف ما ذكره في نقضه على الرازي ، وعليه فيكون للشيخ رحمه الله تعالى في هذا قولان ، ولكن أيهما أقرب أن يكون أرجح عنده ؟
قد يقال : إن الثاني أقرب أن يكون أرجح ؛ لأن فيه زيادة ، ولأنه ساقه جازما به ، بخلاف الأول فإنه كان فيه ترديد . والله أعلم اهـ. (1/192)


2_ قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله في شرحه للواسطية عندما تكلم عن كلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على الرازي:
هذا الكلام منه من شيخ الإسلام تفصيلي يخالف بعض الكلام الذي أورده في بعض المواضع في الفتاوى على هذه الصفة من جهة أنه أثبت أصل (التقرب) طبعا هو القرب من الله جل وعلا عاما بما يشمل التقرب بالقرب بالذات والقرب بالصفات .
وعليه فيمكن أن يقال إن كلام شيخ الإسلام رحمه الله إما لأنه في مقام المناظرة ، في مقام الرد ، أو أنه لشيخ الإسلام رحمه الله قول غير ما أصل في الفتاوى ، وفي الفتاوى لم يذكر نص (الهرولة) فيما وقفت عليه ، فنقول له قول في هذا يخالف عموميات أقواله وهو أن لا تكون الهرولة من صفات الله جل وعلا
وذلك يقول لأن السياق يدل على أنه لم يُرَدْ الصفة (من أتاني يمشي أتيته هرولة) لم يرَد الأول وهو أن العبد يأتي إلى الله ماشيا فإذن الثاني غير مراد .
هذا كلام شيخ الإسلام في رده على الرازي اهـ.


أقول الشيخ حفظه الله استشكل كلام شيخ الإسلام فقال بعد هذا:
والكلام فيه نوع إشكال والمقصود أن عامة أهل السنة يثبتون (الهرولة) اهـ.


والجواب: إن شاء الله لا إشكال كما قال شيخ الإسلام لا يلزم من ذكر القرب في مواضع أن يكون المقصود هو القرب المذكور في المواضع الثانية .


قال شيخ الإسلام رحمه الله:
وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ الْقُرْبِ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ كُلُّ مَوْضِعٍ ذُكِرَ فِيهِ قُرْبُهُ يُرَادُ بِهِ قُرْبُهُ بِنَفْسِهِ بَلْ يَبْقَى هَذَا مِنْ الْأُمُورِ الْجَائِزَةِ وَيُنْظَرُ فِي النَّصِّ الْوَارِدِ فَإِنْ دَلَّ عَلَى هَذَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَإِنْ دَلَّ عَلَى هَذَا حُمِلَ عَلَيْهِ اهـ.
والله تعالى أعلم.


o تنبيه: نقل بعضهم الإجماع على إثبات الصفة واستدلوا بذلك بكلام الإمام الدارمي وهو:

وقد أجمعنا واتفقنا على أن الحركة والنزول والمشي والهرولة والاستواء على العرش، وإلى السماء قديم، والرضى والفرح والغضب والحب والمقت كلها أفعال في الذات للذات وهي قديمة اهـ.



راجع نقض الدارمي نسخة الشيخ الرياشي: 353 فقد جعل هذا كلام غير الدارمي والألمعي.



ثم يقال لا إشكال إن شاء الله نقول هذا الإجماع لا يصح مع مخالفة بن راهويه ونقل الترمذي عن بعض أهل العلم كذلك

وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من المحققين ومع هذا في التلبيس خالف هذا الإجماع

والشيخ ابن عثيمين رحمه الله أثبت الخلاف وكذا الشيخ عبد المحسن العباد.



o تنبيه: لابد أن نعرف الفرق بين عدم إثبات بعض أهل السنة لصفة الهرولة وبين عدم إثبات أهل البدع.



1_ أهل السنة والجماعة عندما قالوا أن الحديث لا يدل على إثبات الهرولة صفة لله عز وجل



لأن ظاهر النص لا يدل عليه وذكرنا هذا بالتفصيل ولله الحمد ويمكن أن يقال بشكل مختصر كما أفاده أحد الإخوة:

من لم يرَ الحديث دالاً على الصفة رأى أن تقرب العبد لله معنوي وليس حسياً وجزاء المعنوي هو المعنوي.




2_ أما أهل البدع فقالوا ظاهر النص فيه إثبات الهرولة ثم قالوا هذا لا يليق بالله عز وجل فحرفوا النص وقالوا المقصود هنا مجاز أي رحمه أو غير ذلك.



وأما أهل السنة قالوا هذا النص ليس في باب الصفات وإلا كان الواجب إثبات صفة الهرولة



وذكرنا في بداية البحث جعل الشيخ ابن عثيمين القول الثاني لأهل السنة وذكر دليلهم

وأما أهل البدع فانظر كيف رد عليهم العلامة ابن عثيمين بنفسه رحمه الله:
السائل: جاء في الحديث القدسي: ( فإذا أتاني يمشي أتيته هرولة ) هل تفسر كما فسره النووي بأنها الرحمة أم تبقى على ظاهرها؟
الشيخ: هل سمع الصحابة هذا الحديث عن رسول الله؟ السائل: نعم.
الشيخ: هل قالوا: يا رسول الله! ما المراد بالهرولة؟ وهل أنت تسير خلف الصحابة أو تتقدم بين أيديهم؟ السائل: أنا أسير خلف الصحابة.
الشيخ: إذاً اسكت كما سكتوا، وكل شيء من صفات الله امش فيها على ما مشى عليه الصحابة رضي الله عنهم.
السائل: في شرح رياض الصالحين لفضيلتكم ما ورد تعليق على كلام النووي بأنها الرحمة؟
الجواب
هذا غلط وهذا من التحريف، وتفسيرها بالرحمة من تحريف الكلم عن مواضعه، أيعجز الله عز وجل أن يقول: من أتاني يمشي؛ رحمته؟! لا يعجز، قال: أتيته هرولة. اهـ.(لقاء الباب المفتوح)




مع التنبيه: أن النووي عذره جمع من أهل العلم.



وهذا نص النووي رحمه الله: هذا الحديث من أحاديث الصفات ويستحيل إرادة ظاهره اهـ.



فأقر النووي أن الحديث في باب الصفات لكن لم يثبت الصفة لشبهة عقلية فاسدة

قال الشيخ ابن باز رحمه الله: أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة , ومن سار في ركابهم , وهو مذهب باطل أنكره أهل السنة والجماعة , وتبرأوا منه , وحذروا من أهله والله ولي التوفيق اهـ.


فهذا هو الفرق بين من لم يثبت هذه الصفة من أهل السنة مثل الشيخ صالح الفوزان وغيره وبين أهل البدع فأهل السنة قالوا أن ظاهر النص لا يدل على إثبات الصفة وإلا وجب إثبات هذه الصفة.


على طريقة أهل السنة والجماعة بلا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل ولا تكييف


وأما أهل البدع قالوا بل هذا من نصوص الصفات وهذا لا يليق بالله عز وجل فلابد من التأويل –أي التحريف- فقالوا هذا مجاز وصرفوا ظاهر النص لدليل عقلي وهو ليس بدليل بل هذا من شبه المعطلة أن هذا يستلزم الجسمية وإلخ.



o تنبيه: خطأ أحد الإخوة في بعض الأمور


وأما قول بعضهم: أخطأ بعضهم فأولها لقياسه الخالق بالمخلوق فظن أن ما يلزم المخلوق حال الهرولة يلزم الخالق، والله سبحانه وتعالى لا يدرك بقياس ولا يقاس بالناس لا إله إلاّ هو. وإنما أتي هؤلاء لتشبيههم ابتداء فجرهم هذا التشبيه إلى التعطيل. اهـ.


أقول نعم هذا طريقة أهل البدع لكن أئمة أهل السنة ما كان هذا مسلكهم فلابد من معرفة الفرق ويكفي ما ذكرناه إن شاء الله.


وقوله: وممن أثبتها القاضي أبو يعلى حيث قال معلقاً على هذا الحديث: لا يمتنع الاخذ بظاهر الاحاديث في إمرارها على ظواهرها من غير تأويل اهـ.


الذي وقفت عليه من كلامه يدل دلالة صريحة على أنه يفسر الحديث بالقول الثاني الذي ذكرته في هذا البحث وأيده بأحد الروايات وبتفسير قتادة رحمه الله.


وأما الرواية التي استدل بها فهي صريحة في أن المقصود في الحديث الثواب ولم أقف على هذه الرواية بلفظ الذي ذكره القاضي إلا أني وقفت على لفظ آخر عند ابن حبان وفيه محمد بن المتوكل صدوق له أوهام كثيرة.


والحمد لله وقفت على كلام الألباني فيما بعد يقول في هذه الزيادة: (وَإِنْ هَرْوَلَ سَعَيْتُ إِلَيْهِ وَاللَّهُ أَوْسَعُ بالمغفرة) صحيح - دون زيادة: ((وإن هرول ..... ))؛ فهي منكرة: ق دونها اهـ (تعليقات الحسان على ابن حبان)


وقوله:وهو ظاهر صنيع ابن حبان في تبويبه على الحديث اهـ.
لا أدري هل يقصد الأخ ابن حبان صاحب الصحيحة إذا كان هو المراد فتبويبه يدل على عكس ذلك لم يثبت هذه الصفة بل قال في كتابه: ذكر الإخبار بأن مغفرة الله جل وعلا تكون أقرب إلى المطيع من تقربه بالطاعة إلى الباري جل وعلا اهـ.


وقال أيضا - اي ابن حبان- : الله أجل وأعلى من أن ينسب إليه شيء من صفات المخلوق إذ ليس كمثله شيء وهذه ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما بينهم ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به إلى ربه ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلا وجودا ومن ذكر ربه في ملأ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره ومن تقرب إلى الباري جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من الرب منه له أقرب بذراع ومن تقرب إلى مولاه جل وعلا بقدر ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع ومن أتى في أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي أتته أنواع الوسائل ووجود الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة والله أعلى وأجل اهـ.


فليتأمل هذا الأخ قول ابن حبان: الله أجل وأعلى من أن ينسب إليه شيء من صفات المخلوق اهـ.


وقوله: وهو ظاهر صنيع البخاري رحمه الله حيث أورد الحديث في كتاب التوحيد من صحيحه وهذا الكتاب ذكره مقرراً صفات الباري سبحانه، ويؤكد هذا إيراده له في الرد على أهل التعطيل اهـ.


وهذا خطأ من الأخ إذ البخاري رحمه ذكر هذا الحديث الصحيح لكن بماذا بوب عليه ؟ كما يقال فقه البخاري في تبويباته قال الإمام البخاري رحمه الله: باب قول الله تعالى:
{ويحذركم الله نفسه } آل عمران: 28
والحديث ذكر فيه النفس فبهذا يتبين لك لماذا ذكره البخاري فهذا خطأ من الأخ.



o تنبيه آخر: لماذا لم أذكر إلا هؤلاء؟
فالجواب أنني اكتفيت بمن اشتهر أو علمت أنه يتبع منهج السلف في باب الأسماء والصفات وإلا فيوجد غير هؤلاء تكلم في هذه المسألة لكن لا يلتفت إلى أقوالهم –في هذا الباب- لأنهم أشاعرة أو متأثرين بالأشاعرة كالخطابي والبيهقي وابن حجر وغيره.


وبهذا يتبين لك أخي أن بعض من يتكلم في مسائل الصفات في بعض البحوث والمنتديات يأتي بكلام النووي وابن حجر والخطابي وغيرهم ويقول اختلف العلماء في هذه الصفة وهذا خطأ بين.


فلا يخفى على طلبة العلم أن منهج ابن حجر والنووي والخطابي وغيرهم في باب الصفات منهج أشعري والأشاعرة ليسوا من أهل السنة وإن عذر جمع من أهل العلم النووي وابن حجر وغيرهما


وبعضهم يأتي بالعجائب ويخالف الصواب كقولهم أن شيخ الإسلام يقول أنهم من أهل السنة – أي الأشاعرة-


هذا خطأ إنما شيخ الإسلام إذا قارنهم بالرافضة يقول هؤلاء على السنة أو قريب من هذا اللفظ لأن الرافضة وقعوا في أمور أشد من هذا كقولهم بتكفير الصحابة وإتباعهم عقيدة المعتزلة في الصفات والى غير ذلك من الكفريات كعبادة علي رضي الله عنه


ومع هذا فالأشاعرة على قسمين منهم من يوافق المعتزلة كنفيهم للرؤية والخ وهذا ليس موضع البحث والله تعالى أعلم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


كتبه أبو سهيلة حسين بن علي الأثري

التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي حسين علي البلوشي ; 05-27-2014 الساعة 10:20 AM سبب آخر: استدراك
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 06-10-2014, 01:55 PM
أبو علي حسين علي البلوشي أبو علي حسين علي البلوشي غير متواجد حالياً
طالب في معهد البيضـاء العلميـة -وفقه الله-
 
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 26
شكراً: 7
تم شكره 3 مرة في 3 مشاركة
افتراضي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سهيلة حسين بن علي الأثري


4- شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال في (بيان الدليل على بطلان التحليل):
وَقَالُوا : الْكُرْسِيُّ الْعِلْمُ ; وَالْعَرْشُ الْمُلْكُ ; وَالضَّحِكُ الرِّضَا ; وَالِاسْتِوَاءُ الِاسْتِيلَاءُ وَالنُّزُولُ الْقَبُولُ , وَالْهَرْوَلَةُ مِثْلُهُ ; فَشَبَّهُوا مِنْ وَجْهٍ وَأَنْكَرُوا مِنْ وَجْهٍ ; وَخَالَفُوا السَّلَفَ وَتَعَدَّوْا الظَّاهِرَ وَرَدُّوا الْأَصْلَ وَلَمْ يُثْبِتُوا شَيْئًا وَلَمْ يُبْقُوا مَوْجُودًا , وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ التَّفْسِيرِ وَالْعِبَارَةِ بِالْأَلْسِنَةِ ; فَقَالُوا لَا نُفَسِّرُهَا بِجَرْيِهَا عَرَبِيَّةً كَمَا وَرَدَتْ . وَقَدْ تَأَوَّلُوا تِلْكَ التَّأْوِيلَاتِ الْخَبِيثَةَ أَرَادُوا بِهَذِهِ الْمَخْرَقَةِ أَنْ يَكُونَ عَوَامُّ الْمُسْلِمِينَ أَبْعَدَ غِيَابًا عَنْهَا وَأَعْيَا ذَهَابًا مِنْهَا لِيَكُونُوا أَوْحَشَ عِنْدَ ذِكْرِهَا وَأَشْمَسَ عِنْدَ سَمَاعِهَا وَكَذَبُوا , بَلْ التَّفْسِيرُ أَنْ يُقَالَ وَجْهٌ , ثُمَّ يُقَالُ : كَيْفَ ؟ وَلَيْسَ كَيْفَ فِي هَذَا الْبَابِ مِنْ مَقَالِ الْمُسْلِمِينَ . اهـ.


قلت وهذا الكلام يدل على إثبات شيخ الإسلام رحمه الله لهذه الصفة
وله كلام آخر في كتابه التلبيس يذهب على أن ظاهر الحديث ليس فيه إثبات الصفة كما سنذكره في القسم الثاني من البحث إن شاء الله. اهـ.

تعقيب من شبكة الورقات السلفية:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الله محمد السيوطي بارك الله فيكم، هذا ليس كلام شيخ الإسلام، إنما هو كلام الهروي في ذمّ الكلام، في ذمّ الأشاعرة، والصحيح عن شيخ الإسلام، هو ما ذكر في بيان تلبيس الجهمية وغيره، وفقك الله. اهـ.


مشاركة أبو سهيلة حسين بن علي الأثري:
بارك الله فيك على هذه الفائدة الطيبة للأسف الكتاب غير متوفر عندي

وقد اعتمدت على كلام الشيخ صالح آل الشيخ والشيخ ابن عثيمين في إحالتهم هذا الكلام لشيخ الإسلام ابن تيمية وهكذا وجدته في كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (بيان الدليل على بطلان التحليل)

إلا أني بعد التنبيه رجعت الى الكتاب وقبل الكلام هذا الكلام بعدة صفحات فوجدت شيخ الإسلام ينقل عن الهروي حيث قال:
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو إسْمَاعِيلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ فِي كِتَابِهِ " ذَمُّ الْكَلَامِ " : بَابٌ فِي ذِكْرِ كَلَامِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَلَمَّا نَظَرَ الْمُبَرَّزُونَ مِنْ عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ وَأَهْلُ الْفَهْمِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ طَوَايَا ..... ........ وَقَالُوا : الْكُرْسِيُّ الْعِلْمُ ; وَالْعَرْشُ الْمُلْكُ ; وَالضَّحِكُ الرِّضَا ; وَالِاسْتِوَاءُ الِاسْتِيلَاءُ وَالنُّزُولُ الْقَبُولُ , وَالْهَرْوَلَةُ مِثْلُهُ ; فَشَبَّهُوا مِنْ وَجْهٍ وَأَنْكَرُوا مِنْ وَجْهٍ ; وَخَالَفُوا السَّلَفَ وَتَعَدَّوْا الظَّاهِرَ وَرَدُّوا الْأَصْلَ وَلَمْ يُثْبِتُوا شَيْئًا وَلَمْ يُبْقُوا مَوْجُودًا , وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ التَّفْسِيرِ وَالْعِبَارَةِ بِالْأَلْسِنَةِ اهـ.

الخلاصة: يحذف اسم شيخ الإسلام من قائمة المثبتة ويجعل مكانه الهروي وبهذا زال استشكال الشيخ صالح ال الشيخ مع اننا أجبنا فيما سبق أن لا يشترط من ذكر القرب في موضع أن يكون هو المراد في المواضع الثانية

والله تعالى أعلم وبارك الله فيك على التنبيه ونفع الله بك.
ولعل يقال: ما ذكره شيخ الإسلام عن الهروي إلا وهو مقر له نقول لا يلزم خاصة أن شيخ الإسلام له كلام يدل أن الحديث ليس في باب الصفات

التعديل الأخير تم بواسطة أبو علي حسين علي البلوشي ; 06-10-2014 الساعة 02:18 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 PM.


powered by vbulletin